أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - خالد الكساسبه - ارى (صخب) ابنتي فاتذكر(بؤس) طفولتي














المزيد.....


ارى (صخب) ابنتي فاتذكر(بؤس) طفولتي


خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:30
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    


ارى (صخب) ابنتي فاتذكر(بؤس) طفولتي .

طفولة فقر وعوز،لا مصروف ولا ساندويشة للمدرسة ،مرة اعطتني امي قرشا فتشاركت مع فقير اخر لشراء ساندويشة بقرشين.

واتابع ابنتي المنتشية مع اصحابها فرحا في انتظار باص المدرسة ، فارى بنات (وادي موسى) يمشين كيلو مترات للبحث عن (علم).

في الطفولة ، كنت اكره (الدعايات) التي تقطع المساسلات ،لا لشىء الا انني لا استطيع شراء اي شىء من البضاعة المعروضة،ابنتي تنتظر (الاعلانات) لتسهل عليها عملية التسوق.

ابنتي تقتطع مبلغا من مصروفها لشراء الطعام والملابس ل (بوتشي) كلبها المدلل ، وانا كنت احرم نفسي المصروف لاوفر على ابي وامي .

ابنتي تمارس التزلج على (الجليد) ،وانا مارست في طفولتي التزلج على عربة عجال( البيليا).

ابنتي تسبح منذ كان عمرها ثلاث سنوات وانا وقد شارفت على الاربعين ولا زلت اغرق في (شبر ماء).

ابنتي قضت في المطارات والطائرات تستمتع ب(السفر) مدة تعادل ما قضيته في مواقف السرفيس والباصات استمتع ب ( الطفر).

ابنتي تكتب اغاني ب (الانجليزية) مليئة بالحب والفرح والصخب وانا اكتب ب (العربية )عن شعب مقهور وعن فقراء يغادرون منازلهم من اجل (لقمة العيش) واطفالهم نيام ويعودون اليها واطفالهم نيام.

ابنتي تقضي وقتها في (ارسال) رسائل قصيرة لاصدقائها وانا امضيت طفولتي (مراسلا )اما لشراء علبة سجاير لوالدي او كيلو سكر لامي ، واول مرة امسكت فيها الخلوي كان عمري سبعة وعشرين عاما.

ابنتي تجلس على حاسوبها المحمول الذي بحجم كتاب وانا اول مرة رايت الحاسوب في حياتي عندما دخلت الجامعة ، كان بحجم نصف غرفة.

ابنتي تمارس كرة القدم على ستاد يضاهي الملاعب الاولمبية وانا مارست كرة القدم على ملعب صخري مائل خطوط التماس فيه من الحجارة، ذات مرة حاولت ركل الكرة فركلت حجارة التماس،جلست حبيس الجبص لمدة شهر.

تجلس ابنتي تقلب بين مئات القنوات التلفزيونية وتشاهد (هانا مونتانا) و(سيلينا غوميز) وانا امضيت طفولتي اشاهد (راس غليص) النسخة الاولى على تلفزيون ابيض واسود ،يبدا ارساله مع حلول الظلام ويتوقف بعد نشرة اخبار الحادية عشرة.

ابنتي اشتكت لي ذات مرة ان معلمتها في المدرسة كانت قاسية عليها، لم تقل لها صباح الخير في ذلك اليوم ، ذات طفولة مدحت معلمي لابي:"اليوم المعلم لم يضربنا ، لقد شتمنا فقط".

ابنتي امتلكت اول دراجة هوائية من (المول) بعمر خمس سنوات، وانا اشتريت اول دراجة من (سقف السيل) بدينار،كانت بغرض العمل لا المتعة، كنت اؤجرها لرفاق الحي.

طفلتي واصدقائها يحتلون نصف المنزل وكل الحديقة الخلفية بالعابها واجهزتها الالكترونية وانا كنت اتشارك ابي وامي واخوتي الخمسة غرفة واحدة.

طفلتي تملك حماما خاصا و(جاكوزي) وانا امتلكت حماما سقفه من (الزينكو)، كان خارج المنزل.

طفلتي ترتدي (جزما) للشتاء مصنوعة من جلد ( الماعز) تمنحك الدفء والراحة،اما انا كنت ارتدي (جزمة بلاستيكية) سوداء تملؤني بردا وصقيع.

تنتشي ابنتي بعيد الاستقلال باطلاق العاب نارية زاهية الالوان، وانا كنت احتفل بعيد الاستقلال بحرق اطارات ( الكاوشوك) وادخنة سوداء، هي تحي الرابع من تموز بالسباحة مع باربيكيو ، وانا امضي الخامس والعشرين من ايار في مشاهدة التلفزيون يبث حفل استقبال لا يحضره الا علية القوم فقط، يسمعونا دروسا في حب الوطن.

ابنتي كتبت مقالة قالت فيها انها لا تحب( بوش) لانه مجرم حرب ، علقوا مقالتها على جدران المدرسة ، انا كتبت مقالا في الجامعة ضد (علي محافظة) فاستدعيت من قبل المخابرات وهددت بالفصل.

ابنتي قالت لي انها تستطيع ان تشتم (اوباما) في وسط (واشنطن) ، فأجبتها : وانا ايضا استطيع ان اشتم (اوباما) في وسط (عمان).

لا ادري ربما لا استطيع ان افعل ذلك ايضا، خوفا من تهمة تعكير العلاقات مع دولة صديقة.

ابنتي تعيش طفولتها في (امريكا) ،انا عشت طفولتي في (الاردن).





#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة الوجع والغضب في عصر البرامكة والمماليك
- يا (نوح) بلدي يغرق مثل (تايتانك) فهل بنيت لنا ( السفينة)
- يا وصفي لم يكبر الرجال ولكن المواقع صغرت
- ايها الاردنيين ..انزعوا (عباءة) الخوف
- امي طرزتني ب (الكرامة) لكنها ابدا لم تهدب (شماغي الاحمر)
- الممنوع من الصرف و(الكلام) في المسألة العشائرية الاردنية
- كلمات ل (عمان) من ارض (الغربة)
- طبخة السلام جاهزة ولكن
- (هبة نيسان) الاردنية في ذكراها العشرين
- (جيهان) التي كشفت تخاذلنا
- الاردن (وطن للفلسطيينيين) ام (وطن الفلسطينيين)
- انشودة (الموت)
- الاردن بين الملكية الدستورية والمطلقة
- محاكمة دولية ل(الديكتاتوريين)
- السلام يحتاج قادة حقيقيين راغبين ب (المصافحة)
- والجنس - حاجه انسانيه
- عيد الحب -- ليس مجرد ورده حمراء
- اكثر من طعام -اكثر من شراب
- بورصة (الحياة)
- انه ديننا مثلما هو دينكم فلا تسرقو الاسلام منا


المزيد.....




- مصدر سعودي يكشف معلومات عن المشتبه به بهجوم الدهس بألمانيا و ...
- أحد أكثر حوادث الطيران غموضا.. الطائرة المنكوبة MH370 تعود ل ...
- إعلام ألماني يعلن ارتفاع حصيلة قتلى هجوم الدهس في مدينة ماغد ...
- هل هو فصيلة جديدة؟.. اكتشاف أحفورة تشبه النمر بأنياب حادة جد ...
- الأزهر يدين حادث الدهس في ألمانيا: -الاعتداء على الآمنين خرو ...
- الكونغرس الأمريكي يمرر تشريعا للتمويل تفاديا لإغلاق حكومي
- عن الخروج الروسي من سوريا..!
- إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل ...
- كلمة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن / مسيرة الملت ...
- تركيا تدين بشدة هجوم مدينة ماغديبورغ الألمانية.. وتكشف عدد م ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - خالد الكساسبه - ارى (صخب) ابنتي فاتذكر(بؤس) طفولتي