أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!















المزيد.....

أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 815 - 2004 / 4 / 25 - 08:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تعرض العراق منذ اندحار القوات الصدامية في حرب الخليج الثانية أثر غزوه الكويت لشتى التدخلات الدولية والإقليمية ،وبشكل خاص من قبل الولايات المتحدة ودول الجوار تركيا وإيران وسوريا ، ولاسيما بعد تحجيم النظام الصدامي وفرض الحصار الاقتصادي على العراق ، وتحول العراق إلى ساحة للصراع .
فلم تكد حرب الخليج الثانية تضع أوزارها حتى اندلعت انتفاضة الأول من آذار المجيدة عام 1991 التي جاءت احتجاجاً على جريمة النظام الذي ورط العراق في حرب معروفة نتائجها سلفاً ، واحتجاجاً على طغيان الدكتاتور صدام حسين وحزب العفالقة ،وقد انتشر لهيب الانتفاضة في مختلف المدن العراقية بسرعة خاطفة أذهلت النظام وأرعبته ، حيث تمكنت قوات الانتفاضة السيطرة على 14 من مجموع 18 محافظة .
وسرعان ما ألقت إيران بثقلها في الأحداث تلك في محاولة منها لتجيير الانتفاضة لحسابها ، مرسلة بأعداد من حرس الثورة للعراق، وتم رفع الشعارات وصور القادة الإيرانيين وعلى رأسها صور الأمام الخميني مما جعل الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الأب الذي كان قد دعا الشعب العراقي للثورة على نظام صدام حسين ، إلى تغيير موقفه بصورة جذرية خوفاً من أن يقع العراق لقمة سائغة في حلق النظام الإيراني ، وهكذا تخلت الولايات المتحدة عن الشعب العراقي ، بل وسمحت لصدام حسين باستخدام طائراته الحربية وسمتياته وصواريخه ومختلف أسلحته الفتاكة ضد الانتفاضة ، وتركت الشعب العراقي تحت رحمة الجلادين الذين أجهضوا الانتفاضة ،وأغرقوا العراق بالدماء .
أما على الجانب التركي فقد أصبحت منطقة كردستان ساحة لنشاط قواتها تدخل متى شاءت بحجة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكرستاني ، بعد أن سمح لها صدام بدخول الأراضي العراقية بعمق 40 كم ، وتعيث في المنطقة خراباً ودماراً ، ولا زالت القوات التركية تحتفظ بمنطقة بامرني ومطارها حتى اليوم ،وهي تتدخل بشكل فظ في أمور العراق الداخلية لدرجة أن تصاعدت النغمات من جانب مسؤولين أتراك كبار عن أحقية تركيا بولاية الموصل !!!.
واستمرت لعبة القط والفار بين الولايات المتحدة والنظام الصدامي حول أسلحة الدمار الشامل التي تعهد صدام بتدميرها عندما تم وقف إطلاق النار في حرب الخليج الثانية في خيمة صفوان ،مما عرّض العراق للقصف الجوي من قبل الولايات المتحدة عام 1998 وتدمير العديد من المنشآت الصناعية العراقية والبنية التحتية ومصانع الأسلحة وغيرها .
لكن صدام حسين استمر في تحديه للولايات المتحدة وهو أضعف من أن يقف أمام جبروتها حتى وصلت الأمور إلى ذروتها من التأزم ، واتخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن قرار الحرب لإسقاط النظام الصدامي،
وكان معروفاً أن الولايات المتحدة لا تبغي من خلال الحرب سوى تأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة وفي المقدمة منها ضمان تدفق النفط من منطقة الخليج والهيمنة على ثاني أكبر خزين نفطي في العالم بالعراق .
وجاءت الحرب في العشرين من آذار 2003 وشعبنا العراقي في محنة ما بعدها محنة فهو وإن كان يريد التخلص من أعتا نظام دكتاتوري دموي أذاقه من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها ، إلا انه كان يدرك ما تعنية الحرب من ويلات وخراب ودمار وضحايا ، وكان يدرك أيضاً أن الحرب ستعني الاحتلال بكل ما فيه من إذلال وعبودية واستغلال ، ويدرك أيضاً أن خروج المحتلين من الوطن ليس كدخولهم البلاد ،وأنه سيعاني الكثير من المحتلين ويخوض الكفاح من أجل تحرره مبتدئاً كفاحه السلمي من أجل استعادة حريته واستقلاله واستعداه لتصعيد أساليب الكفاح بما تقتضيه الظروف والأوضاع .
أحدث الاحتلال الأنكلو أمريكي للعراق أوضاعاً في غاية الخطورة بعد أن أعلن المحتلون حل الجيش وقوات الشرطة بأسلوب خاطئ ومتعجل ، وانهيار مؤسسات الدولة كافة ، وعدم قيام المحتلين بحماية مؤسسات ودوائر الدولة إلى موجة خطيرة وواسعة من أعمال النهب والسرقة وحرق دوائر الدولة بكل ما تحتويه من سجلات ووثائق تخص المجتمع العراقي والمعلومات الخطيرة المتعلقة بالأجهزة الأمنية للنظام الصدامي ، وما اقترفته تلك الأجهزة من جرائم يندى لها جبين الانسانية ذهب ضحيتها مئات الألوف من المواطنين ، ومما ضاعف في تلك الأعمال الإجرامية إطلاق النظام الصدامي سراح كافة المجرمين والقتلة والسراق من السجون ، في حين قام بتصفية كل السجناء السياسيين على عجل قبل دخول القوات الأمريكية والبريطانية ، وكان أخطر ما جرى نهب المتحف العراقي وكافة مؤسسات ومصانع الدولة والبنوك ،وكل وما وقع تحت أيدي السراق والمجرمين من أعوان النظام .
لقد كان بإمكان قوات الاحتلال أن تمنع التجول وتسيطر على كافة مرافق الدولة وحمايتها من التخريب والسرقة ، لكن العكس هو الذي جرى وسمحت قوات الاحتلال للمجرمين والسراق والقتلة ليعيثوا في البلاد خراباً ونهباً وحرقاً .
ورغم عظم الجرائم التي اقترفتها الأجهزة القمعية للنظام العفلقي الفاشي خلال 35 عاماً من حكمه البغيض فإن المحتلين ركزوا جهودهم للقبض على 55 شخصاً من كبار المسؤولين فقط ، تاركين تلك العصابة المجرمة تسرح وتمرح بعد أن اطمأنت من جانب المحتلين،وبعد أن توارت عن الأنظار في الأيام الأولى لسقوط النظام الصدامي ، وبدأ العفالقة يجمعون وينظمون صفوفهم من جديد استعداً للقيام بالعمليات الإجرامية في مختلف المدن العراقية ، وساعدها في ذلك توزيع النظام الصدامي ملايين قطع السلاح على أعضاء حزب البعث والأجهزة الأمنية قبل الحرب ، ونهب النظام الصدامي كل ما استطاع من ثروات البلاد والأموال المودعة في البنك المركزي والبنوك الأخرى لكي تستخدم فيما يسمونه بالمقاومة للاحتلال واجتاحت مدن العراق جرائمهم البشعة بحق شعبنا من تفجير السيارات المفخخة والقنابل البشرية لطالبي الجنة من القادمين من وراء الحدود لتوقع آلاف الضحايا من أبناء الشعب الأبرياء ،وتترك الشعب يعيش في حالة من الرعب والقلق بعد أن افتقد الأمان ولم يعد الفرد العراقي يأتمن على حياته حتى في بيته .
وانتهز حكام إيران وسوريا الظروف الصعبة والحرجة التي يمر بها العراق وهم الخائفون على عروشهم المهزوزة لينقلوا الصراع مع الولايات المتحدة إلى الساحة العراقية ، وأدى الفلتان في السيطرة العراقية على الحدود إلى تدفق المغرر بهم ،والمغسولة أدمغتهم من الجهلة عبر الحدود السورية والإيرانية لينفذوا جرائمهم بحق شعبنا كي يصلوا إلى الجنة التي وعدوهم أسيادهم بها حيث الحور الحسان والغلمان ، وأصبح العراق مسرحاً مرعباً لجرائمهم البشعة في بغداد وكربلاء والحلة وأربيل والبصرة والموصل والفلوجة والرمادي والقائم ،وغيرها من المدن العراقية .
واستغل حكام إيران مقتدى الصدر وأمدته بالمال والسلاح والمتطوعين وشجعته على التمرد على مجلس الحكم ،والسيطرة على النجف وكربلاء والكوفة ومدينة الثورة ،وإعلانه تشكيل جيش المهدي ،وحكومة الظل ، وفي ذهن حكام طهران أن بإمكان مقتدى أن يسطوا على الحكم ويقم دولة طالبانية جديدة تحت الهيمنة الإيرانية .
وتقف سوريا الموقف ذاته فاسحة المجال للانتحاريين المرسلين من قبل القوى الإسلامية في فلسطين وسوريا لينفذوا جرائمهم البشعة في مختلف مدن البلاد .
ويسعى حكام سوريا إلى استقطاب أعضاء حزب العفالقة إلى حزبهم ، ودفعهم للقيام بما يسمونه مقاومة المحتلين في وقت تحتل فيه إسرائيل هضبة الجولان منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا دون أن تطلق طلقة واحدة من جانب سوريا ضد المحتلين الاسرائيليين .
أن ما أقدم عليه مقتدى الصدر لا يصب إلا في صالح العفالقة الملتفين حوله حالياً ، فلن يحقق من وراء عمله هذا غير القتل والخراب والدمار الذي سيلحقه بالمدن العراقية ، وسيكون هو أحد ضحاياها بكل تأكيد، فلا يمكن لقوات الاحتلال أن تسمح بأن يكون العراق لقمة سائغة بفم النظام الإيراني ولا النظام السوري ، ولا يمكن أن تسمح بقيام نظام طالباني جديد في العراق مهما قدمت من خسائر مادية وبشرية ، ولن تترك العراق مسرحاً للإرهاب العالمي بما يمتلكه من ثروات هائلة يمكن استخدامها في هذا الجانب بالذات من قبل حزب العفالقة وجماعة مقتدى .
إن النتيجة معروفة سلفاً وهي أن لا لحركة مقتدى الصدر ، ولا لعودة حزب العفالقة إلى السلطة ، وأن الشعب العراقي هو المتضرر الأكبر من كل هذه النشاطات الإرهابية .
إن على حكام إيران وسوريا وتركيا أن يرفعوا أيديهم عن العراق ويدعوا الشعب العراقي يعيش بأمان وحرية ، وعلى الولايات المتحدة أن تكون صادقة في دعواها تجاه الشعب العراقي وتسلم الحكم لحكومة عراقية وطنية مستقلة عن هيمنتها بعد تحقيق الأمن والنظام في ربوع البلاد ، فالشعب العراقي يرفض الاحتلال بأي ذريعة كانت ، وإذا كانت الولايات المتحدة تطلب ود الشعب العراقي فإن إعادة الحرية والاستقلال للعراق هو المفتاح الحقيقي لقيام علاقات طيبة بين البلدين قائمة على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة والاستقلال للعراق .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي والخيارات المرة!!
- أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
- ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟
- التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر
- في العيد السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي مسيرة نضالية ش ...
- تحية لأشقائنا الكورد في عيد النورز المبارك
- بعد عام من الاحتلال ،العراق إلى أين ؟
- تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون
- المجرمون يصبغون شوارع كربلاء والكاظمين بالدماء ينبغي قطع رؤو ...
- مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟
- الوطنية العراقية أو الطوفان!!
- في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الش ...
- رئيس مستقل وحكومة تنكوقراط في المرحلة الانتقالية السبيل لتجن ...
- تفجيرات أربيل اعتداء غاشم وجريمة خطيرة
- ألا يستحق شهدائنا وسجناء النظام الصدامي التكريم !!
- عقد مؤتمر وطني ووضع برنامج مستقبلي للعراق ضرورة ملحة العراق ...
- جريمة الاعتداء على أحد مقرات الحزب الشيوعي ناقوس خطر يهدد ال ...
- حذار من الطغيان الطائفي بعد الطغيان البعثي
- مجلس الحكم ينتهك حقوق المرأة أول الغيث قطر ثم ينهمر!!


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!