أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - دكان شحاتة... وفوضي الشارع














المزيد.....

دكان شحاتة... وفوضي الشارع


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك أفلام تأخذك بعيداً عن الواقع حيث الأبطال شديدي الأناقة الذين يسكنون أماكن لاترى أثراً لها في شارع سكنك البسيط ويملكون الأرصدة في البنوك بالعملة الأجنبية،إضافة للجامعات الخاصة التي يدرسون بها ويذهبوا إليها بسيارات فارهه تخطف العين.
تلك النوعية من الأفلام التي يتقن بعض المنتجين ممن لا يحملون أي قدر تعليمي وإنما يملكون الأموال لترويج سخافاتهم عبر وجوه ممثله أكثر سخافة تشعرني بالغثيان لأن واقعنا القاسي المليء بالأزمات لا يحتمل سخافات المرفهين الذين يشتروا كل شيء بدءاً من الشهادات التعليمية التي تداري جهلهم نهاية بقدرتهم على شراء الإنسان المحطم نتاج مجتمعنا الغارق في الظلام.
الأسبوع الماضي شاهدت فيلم ينتمي للنوعية التي أفضلها وهو فيلم"دكان شحاتة" للمخرج خالد يوسف والذي تحدث عبر كل كادر بالفيلم عن الواقع بصراحة شديدة دون مواربة لأننا في زمن لا تنفع معه الطرق غير المباشرة للحديث عن الكوارث التي نعاني منها والتي حتماً سيكون لها في المستقبل نتائج أكثر قسوة مما نعيشه الآن،بل ربما لن يكون لها علاج إلا بعد المرور بنفق مظلم من الفوضى التي سيدفع ثمنها الفقراء البسطاء من ليس لهم سطوة المفعول بهم طوال الوقت.

الفيلم يجمع عدداً من الوجوه السينمائية الشابة وأخرى يمكن أن نطلق عليها بأنها وجوه لمحترفين كمحمود حميدة والذي أدى دوره ببراعة وخبره السنين معاً مما أضفي رونق خاص عليه هو شخصياً ومن شاركه كادر الكاميرا في أي لقطة حتى لو كانت لا تتعدى الثواني القليلة،"عمرو سعد" أو الابن شحاتة كما كان أسمه بالفيلم أكد أن موهبته تمر بمرحلة مختلفة تمامًا أو بمعنى أدق تقترب من نضوج سيصنع منه بالمستقبل القريب نجمًا من طراز خاص يذكرنا بأداء الراحل أحمد زكي حيث التلقائية والتمكن من الأداء بما يجعلك تتفاعل وتذرف الدموع دون أن تشعر أن تجلس أمام شاشة سينما ولا يمكن أن أنسي مشهد رائع مليء بالمشاعر وهو يبكي ويتحدث لوالده الراحل بالقرب من قبره ويشتكى له قسوة أخوته عليه والذين يحبهم رغم ما يعانيه منهم من قسوة وعنف وأذي،غادة عبد الرازق كذلك نجحت في إقناعنا بالملابس وتعبيرات الوجه أنها أخت شحاتة المحبة له والمتعاطفة معه لكنها لا تملك التعبير عن ذلك الحب لأخيها بأية وسيلة غير البكاء،إضافة لمفاجأة الفيلم "هيفاء وهبي" والتي أكدت من خلال كاميرا خالد يوسف أنه لديها الكثير لتقدمه كممثلة تملك الكثير من مقومات الأنوثة والتي تم توظيفها بشكل مثير صنف هيفاء في إطار واحد مخاطبة الغرائز دون وعي لمجرد التأثير.

قصة الفيلم تدور حول رجل بسيط يعمل "جنايني" لدى رجل غني وأسم مرموق بالمجتمع ثم يتزوج ذلك الرجل البسيط من سيدتين الأولى تنجب له ولدين وفتاة وتهرب بعيداً لرجل أخر والثانية امرأة بسيطة من جنوب مصر سمراء تنجب له ولده"شحاتة" ثم ترحل عن الحياة تاركه له وصية أن يرعى ولدها اليتيم،بالفعل يأخذ الأب ولده اليتيم من زوجته التي كان يحبها، يظل طوال الوقت يحاول ذلك الرجل أن يتخطى مشاعر الكراهية لزوجته الأولى والتي تظهر أحياناً في صورة معاملة خاصة ورعاية بحب لولده شحاتة دون سائر أخوته،ينجح في أحيان ويفشل في أحيان أخرى لكن كل هذا المجهود من قبله للمساواة بين أبنائه يقابل بكراهية شديدة من الأبناء الذكور تحديداً لـ"شحاتة" وتتصاعد طوال الفيلم حده كراهية هؤلاء الأخوة إلى حين أن تصل ذروتها مع وفاة الأب وبيع"الدكان" والحصول على ملايين مقابل البيع وحرمان الأخ"شحاتة" من نصيبه وتلفيق قضية له تجعله يقضي سنوات في السجن ليتزوج بقلب بارد أحد أخوة شحاتة من الفتاة التي ظل أخيه يحبها رغماً عن إرادتها ليعيش سنوات يأخذ حقوقه كزوج بوحشية الحيوان وليس الإنسان.

يتعلم "شحاتة" داخل السجن كيف يكون وحشًا أو رجلاً بعرف المجتمع ليخرج ويجد كل شيء تغير من حوله لما هو أكثر سوءاً وتتضح أكثر رؤية خالد يوسف للمستقبل بمصر والتي تتمثل في فوضي الشارع المصري وفوضي السلاح وعدم قدرة أجهزة أمن الدولة العسكرية أن تفرض سطوتها على أناس ليس لديهم ما يفقدوه ليخافوا من عصا الأمن فقد فقدوا كل شيء وخاصة إنسانيتهم...ليبقي السؤال هل فوضي الشارع باتت وشيكة الحدوث والوضع ليتخذ حيز التنفيذ ليس إلا مسألة وقت؟



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صحبة.... وأنا معهم- لأمال العمدة
- -مبسوطة يا مصر-ل أشرف توفيق
- عايزة أتجوز.. والانتشال من عالم الآنسات
- طبقة -الزبدة-
- فقر الفكر وفكر الفقر ليوسف إدريس
- هل سأحتاج للعلاج؟
- التدين في مصر نحو مزيد من الفساد
- زبيب الصلاة وبخور جهنم
- -رحلتي- الأوراق الخاصة جداً ل محمد عبد الوهاب
- سفاح المعادي وصور المشايخ
- نساء بحاجه للعناية
- المصري المستنزف
- ميكروفونات أخطر من السلاح
- البلاغة العصرية واللغة العربية للراحل سلامة موسى
- أهالي بني غني
- قلوب خضراء وأخرى عامرة بالسواد
- متى سندخل جنينة الأسماك؟
- الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟
- رشيدة داتي.. ونقاش ساخن
- كلمات تشعرني بعمق الحب


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - دكان شحاتة... وفوضي الشارع