أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محيي المسعودي - اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟















المزيد.....

اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 08:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واقع العراق اليوم يشبه جغرافية ذات منخفض جوي , تهب عليها الريح من كل الجهات , هذا, مقارنة بالامس الذي كان فيه واقع العراق كجغرافية ذات مرتفع جوي , حيث تهب منها الريح في كل اتجاه . أي, بعد ان كان العراق مفترِسا اصبح اليوم مفتَرسا يطمع فيه الصقر والعقعق والاسد والضبع , والحديث هنا عن العراق " في محيطه الاقليمي " كدولة سياسية عسكرية , لا عن "داخله " كدولة ديمقراطية تكفل الحريات والحقوق والحياة الكريمة وتسعى لرفاه الشعب في محيط آمن , "ذلك موضوع آخر." لان العراق الآن يمر في ازمة وجود حقيقية تتمركز في موضوعة السيادة والوجود حاضرا ومستقبلا . لقد كان جيران العراق واشقاؤه يخشون من ريحه التي ما توقفت يوما عن هبوبها الصدامي, فبعد ان سحقت ايران بجبروتها ولؤمها, انقضت على الكويت بضعفها وترفها ونفخت على السعودية بنفطها وسعتها فكادت الاخيرة ان تحترق دون عود ثقاب , وكانت ريح العراق تهب على سوريا فيثير صفيرها الرعب هناك . وكان العراق الدولة الوحيدة التي عزلت مصر عن العرب وحيدتها سنينا طوالا . وزرع العراق الرعب في دول الخليج كافة عندما كان ينعتها بالدول الرجعية والخانعة والخاضعة والعميلة لامريكا , وقد اخذ الجزية منها طوال حربه مع ايران . حتى تركيا كانت تهرول وراء وزير خارجية العراق طلبا لرضاه. العالم البعيد وخاصة الدول الضعيفة والمسالمة والديمقراطية حمدت الله لانها لم تكن جارة للعراق .. فاي عراق كان ؟ واي عراق اليوم ؟ واي اشقاء كانوا ؟ واي اشقاء اليوم ؟ واي جيران كانوا ؟ واي جيران اليوم !!؟؟ اسئلة تكشف الاجابة عنها واقعا مرعبا ينتظر هذا البلد !!!!
ايران اصبحت اقوى من العراق ايام سحقها ولكنها بفم اكبر وهي قادرة على ابتلاع عراق زهد به اهله واشقاؤه . خاصة وان رائحة العراق المطبوخ بطريقة الكنتاكي تعبق بالتوابل السنية والشيعية والكردية المشهية للمتخمين فكيف بالجائعين ؟ , هذه التوابل اثارت شهية الجارة الجائعة والله اعلم ما في النفوس . اما السعودية فهي شقيقة مصابة بداء عضال في حواسها الخمس " العقل – طبعا - ممنوع استخدامه عربيا" فهي ما ان ترى او تسمع او تشم او تذوق او تلمس حتى ولو ثوب شيعي فانها تصاب بالهستريا والصرع والغثيان والتقيء والخوف والفزع . يعني انها غير قادرة مطلقا على العيش جوار عراق يقوده شيعي او تسمع فيه صوت شيعي حتى وان كان هذا الشيعي ملحدا بل حتى لو اصبح وهابيا, لانها تعتقد ان للشيعية صفات وراثية لايمكن التخلص منها ابدا, فما بالك وفضائيات اللطم تعمل 24 ساعة ضد حواس الشقيقة المصابة. والحال هذه تنطبق على العرب جميعا ما عدى سوريا السياسية. والحقيقة المرّة التي لا يتجرء احد على قولها هي , ان العرب يؤمنون ايمانا مطلقا واعمى بان لا عربي "قح" ان لم يكن سنيا حتى وان كان هذا العربي ابن نبيهم محمد , وكل سني يمكن ان يكون عربيا قحا بالتجنيس كما في الخليج . والواقع يؤكد هذه الحقيقة بوضوح ولايحتاج لذكر شواهد . ويكفي ان حسن نصر الله في لبنان وهو هاشمي من نسل محمد, بقي ايرانيا حتى وهو يقاتل عدو العرب الازلي اسرائيل عن مقدس العرب الاول "القدس" وعن ارضهم فلسطين . العرب مستعدون للعيش مع اسرائيل مغتصبة ومحتلة وتوسعية وغير مستعدين للعيش جوار عراق ديمقراطي فيه رائحة شيعي . هذه الحقيقة يجب الاقرار بها دون حياء وهي نتيجة طبيعية لتراكم ثقافي ديني بغيض لا ذنب فيه للانسان العربي المعاصر . وقد انعكست هذه الحقيقة على سلوك العرب محليا عندما صنعوا او صدّروا او ساعدو على تصدير الارهاب الى العراق ولا زالوا. وانعكست عليهم دوليا من خلال تدخلهم لابقاء العراق تحت طائلة البند السابع عشر لمجلس الامن . والاّ كيف نفسر حمى الكويت وسعيها الذي فاق كل شيء من اجل ابقاء العراق تحت هذا البند مع ان عراق اليوم لاخطر فيه عليها . هذي الكويت التي اطلق الاعلام من داخلها على حرب صدام الاولى اسم "قادسية صدام" وباموالها واموال السعودية ودول الخليج واعلامهم استمرت هذه الحرب التي اكلت العراق انسانا وثروات وطاقات . وبامولهم ايضا جاءت امريكا ومن اراضيهم وبدعمهم احتُل العراق وبايديهم وبميلشياتهم دمر هذا البلد ونُهب وخُرب . ومع كل ما احدثه صدام من خراب في دولهم فانهم اليوم يتمنون عودة صدام ويقبلون خسائر اكبر من التي خسروها. كل هذا يقبلونه مقابل ان لا يسمعوا صوت شيعي في العراق. ولعمري انه العمى والحقد الاسود الغبي . ويكفينا شاهدا على ذلك موقف السعودية من رئيس الوزاء العراقي نوري المالكي الذي برئ من الطائفية بشهادة العراقيين جميعا والعالم كله ولكنه لم يبرأ بنظر السعودية . فكرهت رؤيته في أي مكان حتى وهو يطلب منها اللياقة الدبلوماسية . وقد رفضت استقباله مرات عديدة رغم الضغط الامريكي عليها, حتى بات المالكي بوضع مخجل يُظهره وكانه يستجدي رضا هذه الدولة التي نخرتها الطائفية من خلال تصريحات سياسيها ورجال دينها
" اقول هذا مع اني رجل انساني المذهب والنزعة وابغض القوميات والاديان التي تميز بين البشر الا انني اجد نفسي هنا مظطرا للتسميات الطائفية, فقط من اجل توضيح الحديث ."
كان الشيعة اللبنانيون قبل ان تظهر المقاومة لا ينظر احد اليهم باكثر من مواطنين من الدرجة السفلى او كما قال حسن نصر الله ذات مرة : يريدوننا ان نكون "اسكافية" في لبنان . هذا مع انهم "أي الشيعة" لبنانون اصلاء وعرب اقحاح وقادتهم هاشميون بلا شك . ويكمل حسن نصر الله قوله بما معناه : لم نجد لبنانيا ولا عربيا ينصفنا بعيدا عن التعصب الطائفي ووجنا عربا يدعمون السنة فقط وغرب يدعم المسيحية فقط ولم نجد نصيرا لنا حتى جاءت ايران الاسلامية لتكون حاضنة, تعيد لنا انسانيتنا وتعمق عروبتنا من خلال تقديسها لمحمد وآل محمد "العرب" وكان الخيار صعبا بين ان نرفض كرامتنا وعروبتنا القادمة من ايران وبين ان نبقى على ارض العرب بلا كرامة ولا انسانية بل ولا عرب نحن بنظرهم . ولا زالت عروبتنا مجروحة فقط لانها قادمة من ايران وليس من السعودية .
والحال هذه , فان العراق اليوم مهدد بوجوده من قبل الاشقاء والجيران على حد سواء تهديدا حقيقيا وخطيرا , امّا بتخريبه من قبل الاشقاء مادام فيه شيعة يشاركون في الحكم او بالاستيلاء عليه من قبل الجيران ولا خيار آخر. وهو مخير في الداخل ما بين التقسيم, أي الفناء وبين الوحدة التي لا سبيل اليها الا بخيارات هي الاخرى اصعب واشد قسوة على العراقيين متمثلة بتخليهم عن ثوابت وثقافات طبعوا عليها كالقومية والطائفة ومصالح ان فقدت تهدد وجودهم العرقي والطائفي .
والخيارات الصعبة المطروحة اليوم امام العراقيين هي التي سوف تحدد مصيرهم . وهي خيارات ستراتيجية محفوفة بالمخاطر الكبيرة . ويحتاج الخيار الذي يتفقون عليه الى توحدهم وتصميمهم على العمل باتجاه تحقيقه . الخيار المتاح والاقل عناء هو الغاء دولة العراق والاتفاق على تقسيمه . وليذهب كل الى طائفته او عرقه ... والخيار الاخر هو بقاء العراق هكذا ضعيفا تلعب فيه دول الجوار ونعرات وطائفية الاشقاء وهو يتجه الى مصير مجهول ومرعب . اما الخيار الاخير وهو صعب جدا وذو كلفة باهضة فيتمثل بتخلي كل العراقيين عن انتماءاتهم العرقية والطائفية فلا فدرالية ولا اقاليم ولا سنة ولا شيعة ولا كردا ولا عربا . بل عراقيون فقط , يعيشون في دولة ديمقراطية علمانية ليبرالية متحضرة اسمها العراق وهم مواطنون عراقيون وحسب . وان يعمل العراقيون على تطوير بلدهم تكنلوجيا واداريا وثقافيا وان يؤسسوا جيشا قويا يمتلك كافة الاسلحة حتى المحرمة منها لا من اجل استخدامها ضد احد بل لحماية البلد من المخاطر الجسام التي تحيق به ولردع كل طامع ببلدهم ولا يتخلون عن الاسلحة الا بتخلي المنطقة كلها عن السلاح , وعلى ان تكون قيادة هذا الجيش بيد الحكومة المدنية الديمقراطية . ربما يبدو هذا القول ضربا من الخيال وشطحة لا اساس لها في الواقع . هذا صحيح ولكن, هذا الخيال او هذه الشطحة هي الوحيدة التي تحفظ للعراقيين بلدهم وكرامتهم وحرياتهم وحقوقهم وتجعل منهم دولة يحترمها الجميع وتحترم الجميع . وتفخر بها الاجيال القادمة . لان العراق بعد سقوط صدام حسين لن يستطيع العودة الى الديكتاتورية ولن يستطيع العيش تحت وصاية احد سواء كان هذا الاحد دولة كبرى او جارة او شقيقة . فهل يستطيع العراقيون تحقيق حلمهم هذا . سؤال لن يجيب عليه غير العراقيين انفسهم . وقد جاءت مؤخرا اجابة مهمة من مرجع الشيعة الاعلى السيد علي السستاني عندما عارض القائلين بان الشيعة اغلبية وهم احق بحكمه . وكانه بهذه الاجابة يقول ان من يحكم العراق هم العراقيون الاكفاء الشرفاء والوطنيون قبل كل شيء ثم الاغلبية السياسية...



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - بروفة في جهنم - مسرح عراقي نجح باستثمار الحريات واخفق في ا ...
- الموصل تكشف النوايا الخفية ضد وحدة العراق
- الاستثمارات الاجنبية .. تستثمر العراقيين ولا يستثمروها
- العلاقة الازلية بين الفن التشكيلي والذات الإنسانية وبيئتها
- قراءة في مثلث انتخابات مجالس المحافظات العراقية
- ردة عن الوطنية وتألق نجم العشائرية في انتخابات مجالس المحافظ ...
- حوار مع رئيس مجلس محافظة بابل
- المرأة في الانتخابات المحلية العراقية حضورٌ خَجِلٌ وغيابٌ مُ ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محيي المسعودي - اي عراق كان واي عراق اليوم واي عراق غدا !!!! ؟؟؟؟