|
ٱلحوار لا يقوم على لغوٍ
سمير إبراهين خليل حسن
الحوار المتمدن-العدد: 2666 - 2009 / 6 / 3 - 09:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دأبت على ٱلتفكير فى دليل ٱلكلمة وٱلكتابة عنها بوسيلة ما يحمله دليلها من مفهوم فى قول ٱلقرءان. وكان مأربى من عملى هذا هو تصويب ما يتعلمه أبنآء قومى من لغو وتحريف فى دليل ٱلكلمات وما يفعله ٱللغو وٱلتحريف فى صناعة ٱلمفاهيم لديهم ومنها مفاهيمهم عن ٱلدين وٱلإيمان. وقد واجهتنى وتواجهنى معارضات من مختلف ٱلمواقف ٱلفكريّة (علمانيّون ومسلمون ومسيحيّون) لا يجمع بينهم سوى وسيلة لسان تلقّوا به مفاهيمهم عن ٱلدين وٱلتاريخ وعن دليل ٱلكلمات بفعل صيطرة هذا ٱلِّسان على تعليمهم وعلى ما يكتسبون من علم ومعرفة. منهم مَن يتهمنى بٱلعلمانيّة وٱلترويج لسياسة ٱلاستسلام للغرب ومصالحه بفعل مآ أكتبه عارضا فهمى عمّا رأيته فى ٱلقرءان من توصيف لحقوق ٱلإنسان ولسبيل عيش مفتوح يرضى ٱللّه. ومنهم مَن يتهمنى بصناعة تجميل لدين ٱلمسلمين ٱلذى يدعوا لقتل غير ٱلمسلم ويرى فيه دين شرير ليس من عند ٱللّه. وما تظهره ٱلمعارضات هو وحدة بين ٱلمعارضين فى ٱتباع ٱللغو وٱلتحريف وحرصهم على بقآء صيطرته ٱلتى جعلتهم فى خلاف وشقاق فيما بينهم فى كلِّ شىء إلا فى معارضتى. هذا ٱلأمر جعلنىۤ أثق بسبيلى ٱلمعرفىّ وأتابع فيه. وقد خصصت هذا ٱلمقال لدليل كلمة "وَثَاق" ٱلذى يجمع من دون تضاد بين مفاهيم ٱلقهر وٱلإكراه وٱلمسك وٱلرّبط وٱلشّدّ وٱلحبس. ودليل كلمة "ميثاق" ٱلذى يجمع من دون تضاد بين مفهوم ٱلحوار وٱلعهد وٱلركوع بإرادة حرّة ومن دون قهر ولآ إكراه ولا مسك ولا ربط ولا شدٍّ ولا حبس. وقد رأيت أنّ ما يحدث من حوارات حول مفهوم ٱلسؤال "هل ٱلإنسان مسيّر أم مخيّر؟" يتعلّق بما تحمله ٱلكلمتان من دليل عن مفاهيم كان تأثير لغو ٱللغة وتحريفها ورآء ٱلاختلاف فيه وٱلشّقاق بين ٱلمتحاورين. فأىّ مسألة بين متحاورين لا يكون بينهم تحديدا بيّنا لأطراف ٱلمسألة ٱلتى بها يتحاورون لا يكون بينهم تفاهم فيها. فسبيل أىّ حوار يقوم على تحديد لا لبس فيه ولا تناقض للمفاهيم. وعندما يكون للكلمة أكثر من دليل علىۤ أمور تنقض بعضها يكون لهآ أكثر من مفهوم. وحتى يكون ٱلحوار فى ٱلمفاهيم صوابا ويدفع بٱلمتحاورين إلى ٱلتعاون وٱلعمل على رفع إدراكهم وعلمهم فيما يتحاورون يجب أن تُتبع وسآئل ٱلعلم ٱلفيزيآئىّ فيه. فلو كان لكلِّ فيزيآئىّ هيدرجينه وأوكسجينه لما كان لديهم نظرية واحدة فى ٱلفيزيآء. فٱلكلام ٱلمجموع فى قواميس ٱللغة ٱلفصحى وُضِعَ لدليل ٱلكلمة وفيه شعب لمفاهيم متباعدة ومتضادّة ومتنافرة. ٱلأمر ٱلذى يمنع على مَن يتبعه أن يؤسس مع محاورٍ نظرية واحدة كما هو ٱلأمر فى ٱلفيزيآء. فٱلمحاور ٱلذى يتمسّك بفهم لدليل كلمة "نَسَخَ" علىٰۤ أنّه إلغآء وإبطال يجعله لا يفهم قول من يرى فى دليله ٱلصورة ٱلمطابقة للأصل. وٱلذى يرى فى دليل ٱسم "ٱللّه" أنّه ذات دليل ٱسم "رحمٰن" وٱسم "ربِّ" وغيره من أسمآء ٱللّه ٱلحسنى لا يدرى بمفهوم ٱلخليفة فى ٱلأرض ولا يرى ولا يستطيع أن يرى ويعلم لماذا هذه ٱلأسمآء كلها للّه؟ هذا ٱلأمر ٱلخلافىّ هو ٱلذى دفعنى منذ ٱلبداية للتركيز على تحديد دليل ٱلكلمة. وقد وضعت أمامى مسألة مصدر ٱلكلام وصناعته وما قاله ٱلناس عن مفهوم ٱلتوافق عليه وٱلوضع وٱلاصطلاح. إلآ أنّ هذا ٱلأمر لم يوصلنىۤ إلى ٱلدليل ٱلحقِّ ولن يوصل غيرىۤ إليه لأنّ مسألة ٱلتوافق تتطلب من ٱلناس فهما لما يتوافقون عليه. فكلّ مَن يظنّ أنّ ٱلبشر منذ فجر تاريخه وضع بنفسه هذا ٱلتوافق ٱلذى يعجز عنه أبنآؤه ٱليوم فى حوارهم لن يوصل بظنّه إلى علم فى ٱلحقِّ. لقد سبق لى وكتبت مقال "ٱلنفس سوفت وير" وغيره من ٱلمقالات ٱلتى عرضت فيها فهمى للمسألة. وقلت أنّ كلام ٱلناس جميعهم على ٱختلافه هو "سوفت وير" منزّل من ٱلخالق ٱلصانع صوتا وخطًّا. وأنّ ما يخلقه ويصنعه ٱلبشر ٱليوم من مناهج "كومبيوتر" تحمل جميع ٱلخطوط وٱلأصوات فى هيئة رقميّة ضوئيّة هى مثل على مسألة ٱلتنزيل للكلام خطًّا وصوتا من قبل خالق صانع عليم ودحض لمفهوم ٱلوضع وٱلاتفاق. هذا ٱلأمر جعلنى كلمّآ أردت ٱلتفكير فى مسألة من مسآئل ٱلحوار أعود إلى ٱلقرءان بعد أن توكّدت أنّه نسخة أصليّة من ٱلخالق وفيه ٱلكلمة ٱلأصل ٱلموضوعة من قبل ٱلخالق لتدلّ على شىء أوۤ أمرٍ محدّد لا شُعَب لفهمها ولا تنافر فيه ولا تناقض. ومنه أدركت أنّ كلمة "نَسَخَ" تدلّ على شىء أوۤ أمر يتكاثر بذات ٱلصورة وٱلفعل (صورة طبق ٱلأصل). وفى مسألة (ٱلمسيّر وٱلمخيّر) أعود إلى ٱلقرءان وفيه أنّ ٱللّه ربُّ ٱلسّمٰوٰتِ وٱلأرضِ وما بينهما خلق جميع ٱلأشيآء وقدّر عدّتها تقديرا وسنّ تسويتها فجعل لكلٍّ منها منهاجًا تُوثَقُ وتنفطر به (ٱلفطرة هى قوانين الطبيعة) مسلمة له كَرها فتنشأ نشأة دُنيا وتسبح من دون خِيرةٍ لَّها ولا هَرَبٍ من وثاقها حتى تهلك قدرتُها على ٱلسِّباحة وتستقرّ عآئدة إلى سيرتها ٱلأولى ٱلمقدّرة. وأراد ٱللّه أن يكون لأحد ٱلأشيآء ٱلموثقة نشأة أَخرة غير نشأته ٱلدنيا فعرض على ٱلأشيآء ٱلموثقة جميعها من روحه أمانة ترجع إليه فحملها واحد منها هو ٱلبشر. وبحمل ٱلبشر للأمانة "سوفت وير" حلّ ٱلإنسُ فى نفسه وفى عيشه وصار "ءَادمًا" على حساب وثاق فطرته ٱلوحشيّة. وصار "ءَادمُ" بما حمله من "سوفت وير" يعلم ٱلأسمآء كلها وينظر ويقرأ بٱسم ربّه ٱلذى خلق وينظر فى سنّة ٱلفطرة ويعلم بوثاقها وبكيف بدأ ٱلخلق. وبٱلأمانة صار له حريّة ٱلاختيار بين ٱلجهل بما فيه من أمانة فيبقى إسلامه للوثاق كَرها (سنّة ٱلفطرة وسنّة ٱلهلاك- قوانين الطبيعة) يسجد كبقيّة ٱلأشيآء. وبين ٱلعلم بما فيه من أمانة فينظر ويقرأ بٱسم ربِّه ٱلذى خلق ويعلم بٱلوثاق وبعهد ٱللّه وميثاقه. ويعلم أنه ليس له قدرة على ٱلهرب من ٱلوثاق فى حياته ٱلدنيا فيركع مع ٱلرّاكعين ويكون إسلامه للوثاق وٱلميثاق طوعًا. فإن عمل "ٱبنُ ءَادم" للعلم بٱلوَثَاق وٱلميثاق يخلفُ بأسمآء ٱللّه جميعها بما فيه من روحه فينير لنفسه فى حياته ٱلدّنيا سبيل ركوعه مع ٱلراكعين للميثاق فلا يفسق على ٱلوثاق فى حياته ٱلدنيا وتكون له نشأة أخرة من دون وثَاقٍ يحيا ويخلد فى نعيم وله منه ما يشتهيه. وإن لم يعمل للعلم بهما يَبقَى موثقًا كَرهًا فى ٱلحياة ٱلدنيا وينشأ نشأة أَخرة بوثاقٍ أشدُّ لا يوثَقُ به أحد غيره من ٱلأشيآء: فَيَومَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدُُ(25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدُُ(26)" ٱلفجر. ٱلأمانة ٱلتى حملها ٱلإنسان تجعله مؤهلا لخلافة ٱللّه فى ٱلأرض إن أبقى نفسه على ٱتصال به وعمل على تقوى نفسه من منهاج "إبليس" (يشبه مناهج ٱلفيروس ٱلمخرّبة للويندوز). وحريّته هى فى ٱختياره بين وثَاق يُكرهه فى ٱلحياة ٱلدنيا وفى ٱلحياة ٱلأخرة وبين ميثاق يجعله خليفة فى ٱلنور ويرفع عنه إكراه ٱلوثاق فى حياته ٱلأخرة. فما يخضع له فطرةً فى حياته ٱلدنيا (قوانين ٱلطبيعة) لا يستطيع ٱلهرب منه أىًّ كان ٱختياره. فهو لا يستطيع أن يحيا فى حياته ٱلدنيا من دون هوآء ومآء وطعام ولا يستطيع أن يمنع عن نفسه ٱلموت. فمسألة ٱختياره محدّدة بين ٱلكره وٱلطوع بين ٱلجهل بٱلحقِّ وٱلعلم به ولا سبيل أخر غيرهما. فإمَّا مسلم كَرها وإمَّا مسلم طوعًا. تتكوّن كلمة "وَثَاق" من أبجدية رقميّة هى: (وتد مفتوح "وَ = 6" وعلامة مفتوحة فوقها سيجول control (ثلاث نقط) "ثَ =400" وثور "ا = 1" وسِمُّ خِياطٍ "ق = 100"). وتتكوّن كلمة "ميثاق" كذلك من أبجديّة رقميّة هى: (مآء تحته حيريق قطان "مِ =40" ويد ساكنة تحتها صيرى (نقتطان) فيه منهاج لفعل محدد "ي = 10" وثور "ا = 1" وسِمُّ خِياطٍ "ق = 100"). ٱلكلمتان تبيّنان علامة "ث" (معلومات) يحكمها سيجول فى عبورها من منفذ محدد من جميع جوانبه "ق" (ثقب إبرة). فعندما نقول "ميثاق" نرى ٱلمآء فىٰۤ أول ٱلكلمة ليدلنا على حىّ (وجعلنا من ٱلمآء كلّ شىء حىٍّ). ويد ٱلحىّ محدّدة ٱلفعل بٱلصيرى تمسك ٱلمعلومات ٱلتى يثيرها ويسحبها ٱلثور أمام سِمِّ ٱلخياط. فٱلميثاق معلومات ثابتة ٱلتّحكم لحىٍّ وهو ٱلذى يعبّرها من منفذ سِمِّ ٱلخياط. ويبيّن مفهوم ٱلمعلومات فى ٱلميثاق ٱلقول ٱلعربىّ: "وإِذ أَخَذنَا مِيثَٰق بَنىۤ إِسرٰۤءِيلَ لا تَعبُدُونَ إِلّا ٱللَّهَ وبِٱلوالِدَينِ إِحسَانَا وذِى ٱلقُربَىٰ وٱليَتَٰمَى وٱلمسَٰكِينِ وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسنًا وَأَقِيمُوا ٱلصّلَوٰةَ وَءَاتُوا ٱلزّكَوٰةَ ثُمّ تَوَلّيتُم إِلّا قَلِيلًا مِّنكُم وَأَنتُمْ مُعرِضُونَ" 83 ٱلبقرة. ٱلميثاق معلومات (لا تَعبُدُونَ إِلّا ٱللَّهَ وبِٱلوالِدَينِ إِحسَانَا وذِى ٱلقُربَىٰ وٱليَتَٰمَى وٱلمسَٰكِينِ وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسنًا وَأَقِيمُوا ٱلصّلَوٰةَ وَءَاتُوا ٱلزّكَوٰةَ) قد يدركها بعض ٱلناس فيعملون على عبورها سِمِّ ٱلخياط إلى قلوبهم. وكثير منهم لا يدركون فيتولّون ويعرضون وينقضون فيُلعنون: "فَبِما نَقضِهِم مِّيثَٰقَهُم لَعَنّٰهُم وَجَعَلنَا قُلُوبَهُم قَٰسِيَةً يُحَرّفُونَ ٱلكَلِمَ عَن مَّواضِعِهِ" 13 ٱلمآئدة. وعندما نقول "وَثَاقَ" نرى ٱلوتد ٱلمفتوح يسبق ٱلعلامة ويبيّن تثبيتها ٱلمُوَقَّت به. فٱلتوقيت للتثبيت يبيّنه ٱلفتَّاح فوق ٱلوتد. وهو ما يبيّنه ٱلقول ٱلعربىّ: "فإذا لَقيتُمُ ٱلّذينَ كَفَرُوا فَضَربَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذآ أَثخَنتُمُوهُم فَشُدُّوا ٱلوَثَاقَ فإِمَّا مَنّا بَعدُ وإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلحَربُ أَوزَارَهَا" 4 محمد. فشدُّ ٱلوَثَاق موقّت ومحكوم بوضع ٱلحرب أوزارها. وبعدها يُفَكُّ ٱلوَثَاقَ ويترك للموثوق به حريّته منًّا أو فِدآء. فٱلميثاق عهد طوعىّ مبيّن ومحكم ومعلن بين طرفين مدركين: "وَكَيفَ تَأخُذُونَهُ وَقَد أَفضَى بَعضُكُم إِلَى بَعضٍ وَأَخَذنَ مِنكُم مِيثَاقًا غَلِيظًا" 21 ٱلنساء. أما ٱلوَثَاقُ فهو وسيلة يُكره فيها ٱلمرء وبها يُشدُّ عليه: "فَيَومَئِذٍ لا يُعَذّبُ عَذَابَهُ أَحَدُُ(25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدُُ(26)" ٱلفجر. يقوم ٱلميثاق فى ٱلحياة ٱلدنيا بين طرفين عالمين به ومتوافقين عليه ولكلٍّ منهمآ إرادته. أما ٱلوثاق فيقوم بين طرفين متحاربين معتدَى عليه ومعتدِى. أما ٱلميثاق بين ٱللّه وٱلإنسان فهو بين ٱلحياة ٱلدنيا وٱلحياة ٱلأخرة. ويبيّن أنّ ٱلإنسان طرف غير مكره فى حياته ٱلدنيا على ما يتخذه من موقف فيها. وإيمان ٱلمرء بٱللّه وٱليوم ٱلأخر هو موقفه وإرادته من ٱلميثاق ٱلذى يجعله يتطوّع فيه أو يفسق عليه. وكفر ٱلمرء بٱللّه وٱليوم ٱلأخر هو موقفه ٱلحرّ من ٱلميثاق ٱلذى يجعله فى حلٍّ منه فى حياته ٱلدنيا ويُكره فيه فى حياته ٱلأخرة. ولو كان ما بين ٱللّه وٱلإنسان وثاقًا من دون ميثاقٍ لما كان له أن يؤمن وما كان له أن يكفر: "وقُلِ ٱلحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَآءَ فَليُؤمِن ومَن شَآءَ فَليَكفُر" 29 ٱلكهف. فٱلأشيآء ٱلأخرى موثقة بوثاقٍ وليس لها ميثاق: "وٱلنَّجمُ وٱلشَّجرُ يسجدان" 6 ٱلرحمن. "ولِلَّه يسجد ما فِى ٱلسَّمٰوٰتِ وما فِى ٱلأرض من داۤبَّةٍ وٱلملٰۤئِكة وهم لا يستكبرون" 49 ٱلنحل. وليس لهآ أن تؤمن كما ليس لهآ أن تكفر أو تعصى: "عليها ملٰۤئِكة غِلاظ شِداد لا يعصون ٱللَّه ماۤ أَمرهم ويفعلون ما يُؤمَرُون"6 ٱلتحريم. وما يقوم بين ٱسم "ربّ" وٱلإنسان هو أمر لا يخضع لميثاق بل يخضع إلى وَثَاقٍ (قوانين الطبيعة) ٱلتى لا يجد ٱلإنسان منها مهربا. فإن كفر بقى علىۤ إسلامه كَرهًا وإن أنار لنفسه ٱلوثاق وءامنَ بٱللّه وٱليوم ٱلأخر صار إسلامه طوعًا وفتح سبيله إلى حياة أخرة لا وثاق فيها فيحيا مستقرَّا ولا يموت: "وإنّ ٱلدّارَ ٱلأَخِرَةَ لَهِىَ ٱلحَيَوَانُ لو كانوا يعلمون" 64 ٱلعنكبوت. "وإنَّ ٱلأَخِرَةَ هِىَ دَارُ ٱلقَرَارِ" 39 غافر. وبذلك أستنبط أنّ ٱلإنسان يسجد للّه رّبُّ ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض أىًّ كان موقفه فى ٱلحياة ٱلدّنيا. ويكون سجوده طوعا فيركع بما علم به من سنّة ٱللّه ٱلتى لا تتبدلّ. لكن إن جهل بٱلسنّة جهل بمفهوم ٱلركوع فيكون ساجدا كَرها كما يسجد ٱلشجر وٱلحجر. فما يقال فى مسألة "مسيّر أم مخيّر" تتبع موقف ٱلعلم بوثاق ٱلسنّة (قوانين ٱلطبيعة) ٱلتى يحكمها ٱسم ٱلرّبِّ وٱلعلم بٱلميثاق ٱلذى يحكمه ٱسم ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. فما ينجم عن تصديق ٱلميثاق هو فكّ للوثاق فى ٱلحياة ٱلأخرة. وما للإنسان من خِيرة فى ٱلحياة ٱلدنيا أن يكون كافرا يجهل بٱلوثاق وٱلميثاق أو يكون عالما ينير لنفسه وثاق ٱلرّبِّ وميثاق ٱللّه فيؤمن ولا يفسق عليهما: "وقُلِ ٱلحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَآءَ فَليُؤمِن ومَن شَآءَ فَليَكفُر" 29 ٱلكهف. فخيرته محدّدة بين موقفين: "إِنَّا هَدَينَٰهُ ٱلسَّبيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" 3 ٱلإنسان.
#سمير_إبراهين_خليل_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|