محسن صياح غزال
الحوار المتمدن-العدد: 815 - 2004 / 4 / 25 - 07:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الرنتيسيون وخرافة الحواري والغلمان السبعون , المتأهبين لأستقبال أشلاء الأنتحاريين في جنّات عدنٍ , ثقافة الموت والأبادة التي يروجها ويصدّرها الحماسيون والجهاديون الى مدننا ومقدساتنا بأموال عراقية مسروقة , وعربية معلومة ومرصودة الأهداف والنوايا . 15 ألف دولار وسبعون حورية وغلام لكل أنتحاري ومعتوه يفجر جثته النتنة وسط البشر, ليس المهم ان كانوا كباراً أم أطفالاً رضّع , نساء أم رجال أم صبايا , أبرياء على باب الله تلاميذ أم جنود وشرطة عراقيين , بل المهم هو هول وضخامة حجم الموت والدمار . طريق الموت سالكة من غزة والضفة عبر الشآم نحو بغداد وبابل , كربلاء والنجف والبصرة الفيحاء ! . تجارة الموت السلفية مزدهرة , بأشراف الرنتيسيون والقومجيون ومكاتب الكوبونات البعثية القذرة . شعب محتل منذ خمسون عاماً ونيف ولازال, شبعا وسينا وغور وجولان في قبضة الكيان المحتل , يتهمون شعبنا العراقي بأنه شعب الجواسيس والعملاء !! وخمسون ألف عميل لأسرائيل في الضفة والقطاع فقط , وماخفي أعظم , ناهيك عن قرى وبلدات كاملة تتعامل مع " العدو المحتل " . أرض مستباحة وشعب يذبح ليل نهار وبيوت تنسف وبساتين تُباد , وعدد العملاء يفوق عدد أشجار الزيتون ورايات حماس والجهاد و " بوسات عرفات " ! ومع ذلك فشعبنا جواسيس وعملاء لأنه أبى أن يرتضي حكم البداوة والذبح والأبادة العوجاوي البغيض , يقيمون مجالس الفاتحة لأوسخ وأرذل وأبشع مسخين عرفهما تأريخ العراق , أبناء جرذ العوجة, لعنة الله , أغاضة لشعبنا وتشفيأً بآلامه ! شعبنا يتلوى بين مفرمتين , الحروب والحصار , والذبح والأبادة الجماعية البعثية , في حين يقف الجهاديون والحماسيون أمام الملأ وبالألوان رافعين صور الجرذ الجبان ويوزعون عطاياه المسروقة من دم ولحم وعمر العراقيين, بلا حياء ولا وجل ! ويبشرون الجثث المفخخة بالجنة وحور العين والغلمان السبعون , ذبح البشر وأبادة أكبر عدد منهم يقابله جنس ولذًة في الآخرة – ليتني أفهم دواعي وجود الغلمان , وليتني أفهم أكثر عمّن سيستقبل الأنتحاريات الأناث ؟ ثقافة حيوانية مريضة , معادلة ساديّه خرفة لاتنمّ الا عن وضاعة وهمجية وكره للبشر والأنسانية . الآن وقد قتل تاجر الجثث المفخخة, بزنس مان الموت الجماعي, والمتخصص بتصديرها الى مدن العراق الجريحة, من وزع أموال شعبنا المسروقة على عوائل الأنتحاريين ثمناً لأشلائهم المتطايرة , من أقام مجلس الفاتحة على روح جرذين عفنين منبوذين , من حمل شعار وروّج ثقافة: تفجير الأجساد الغضّة اليافعة بأكبر عدد من الناس, هديته سبعون حورية وغلام , من رقص طرباً وتشفياً لمقتل المئات من الشيعة في كربلاء والكاظمية , من تغنّى زهواً " ببطولات " القتلة والأوباش وجرائمهم الشنيعة من قتل وحرق وتمثيل بالجثث في الفلوجة . لقد فاقت جرائم هؤلاء النازيون , بعثيون وقومجيون وسلفيون حتى جرائم الصهاينة العنصريين الذين يختارون " عدوهم " الهدف بدقة ويتجنبون قدر المستطاع أستهداف المدنيين , على عكس الرنتيسيون والجهاديون والزرقاويون وأحفاد بن تيمية والحجّاج , هؤلاء يتباهون ويتفاخرون كلما كان حجم الموت أضخم والدمار أعمّ وبالطبع ليس مهماً جنس وجنسية وأعمار الضحايا ! .
حكومة ديموقراطية تعددية فيدرالية وعلمانية معناه تذكرة سفر الى المجهول بالنسبة لعمائم ايران , وبالتأكيد هم يفضلون نظام الجريمة والأبادة البعثي , الذي قتل شعبهم وأستباح ديارهم وعرضهم , على حكم علماني فيدرالي
حر وديموقراطي تعددي , وهم بالتأكيد لن يرتضوا مطلقاً حكم الأفندية والمثقفين والمتعلمين ولن يرتضوا أبداً حق تقرير المصير للقوميات والشعوب الأخرى وحقوق الأديان والطوائف والمذاهب المشروعة . لذا أستدارت نخوتهم وكرمهم – ليس للأنتقام من نظام قتل أبنائهم وأنتهك ديارهم وأعراضهم – بل من شعب مسلم مذبوح لازال يبحث عن أشلاء موتاه , ووطن مهشم ينزف يعاند لتضميد جراحه العميقة تحت تركة من الخراب والدم والمقابر , على يد ذات العدو الهمجي البشع , ليتحول ذلك الكرم الحاتمي الى سيارات واجساد مفخخةتحصد المئات من " المسلمين " الأبرياء من زوار العتبات المقدسة وسدنتها وبلا تمييز بين طفل وشيخ , امرأة وعجوز . أشلاء ودماء وأنقاض تناثرت في النجف وكربلاء وأربيل وبغداد والبصرة ومدن وبلدات عراقية , والضحايا- حصراً – من العراقيين الأبرياء ! كل وسيلة تزرع الموت والدمار وتوقف عجلة البناء والأعمار في العراق .. مُبَرّرَة ! والوقوف خلف مراهق مغمور وحالم , ركب موجة الفلتان الأمني والفراغ السياسي والفوضى العارمة , وأرتكن على سمعة وتأريخ عائلته المشرّف , ليحتضن تحت عباءته – بعلم أو دون علم – فلول القتلة البعثيين اللائذين من غضبة الشعب وحسابه العسيروالمجرمين واللصوص وخريجوا السجون والمرتزقة والنفعيين وكل أعداء حرية العراق وبناءه وأعماره , وكذا الجهلة والبسطاء والمغرر بهم , أولئك المتخفين تحت العمامة والعباءة , حيث وجدوا ضالّتهم في هذا الكيان الجديد وفرصتهم الثمينة على أمل الوثوب من جديد , مستغلين ومستفيدين من العون السخي والأمتيازات التي تغدقها عليهم مخابرات جاراتنا المسلمة , هذا أيظاً مُبَرّر ويستحق المجازفة, ما دامت الفوضى والخراب والموت يعمّ العراق ويوقف مشاريع البناء والعمران وقيام المؤسسات وأصلاح البنية التحتية المدمرة وأعادة حكم الفاشست الدموي البغيض , وهذا هو الهدف المنشود.
نلتفت يميناً , يقف أمامنا حزب البعث بكامل حلّته وشخوصه ومفرداته وقد لبس عمامة الورع وجبّة التقوى !
وأتخذ له مقرّاً لقيادته القطرية في جامع أم القرى في بغداد , بعد أن عجزوا عن جعلها في جامع أم الطبول الذي حولوا أسمه الى جامع ابن تيمية – الشيخ الحاقد الذي أفتى بأن كل من قتل ثلاثة شيعة له الجنة وسبعون من الحور العين- , هيئة علماء مسلمي ابن تيمية , لصاحبها حزب البعث العربي الأشتراكي .. مسلمة ولا تضم مسلماً شيعياً واحداً ! كبيسيون وراويون ودوريون وتكارته , عمائم ولحى وجبب ورعة , هي القيادة القطرية التى تقود العمليات الأنتحارية والتفجيرات وقتل الأبرياء ونسف المراقد والمساجد, تفخيخ السيارات وأطلاق الصواريخ عشوائياً, استيراد الجثث المفخخة , عربية وأجنبية , سلفية ومرتزقة بمعاونة مجاهدي العروبة وبمباركة شيوخ الفتاوى , قرضاويون وياسينيون ولادنيون ! . لقد أثبت حصار الفلوجة وأجتياحها أن هذه المدينة ومحيطها كانت المصدر والمخزن لكل الأرهاب والخراب والدمار والقتل الهمجي ضد العراق وشعبه , وما مسرحية المختطفين ومن ثم أطلاق سراحهم على أيدي سدنة جامع أم القرى وتكرار هذه المسرحية الهزلية الفاشلة , الا أسلوب مفضوح وساذج للأبتزاز والتغطية على الدور البعثي المرسوم والمبيت, تحت ستار الورع والتدين والوساطة البريئة , لكي تظهر هذه الشخوص في الصورة ويشار لها ولمساهماتها " الأنسانية البريئة " ومن ثم الولوج في خضم العملية السياسية وتصبح رقماً في حساب مستقبل العراق لتتحين لحظة الوثوب ثانية !!!
أي عاقل سوي يستطيع – ببساطة متناهية – رسم خارطة المؤامرة التي يحيكها أعداء العراق وشعبه , المصادر
ذات المصلحة المباشرة , المنافذ والأمداد كمّاً ونوعاً , الشخوص وأرتباطاتهم وأدوارهم , الرقعة الجغرافية المنتقاة ونوع العمليات والأهداف , علامات تؤشر حلفاً ثلاثياً غير مقدس يتآمر لذبح شعب ووطن : الرنتيسيون ,
فلسطينيون وعرباً وأفغان وشيشان , مخابرات أسلامية جارة بذراع عراقي معممٍ مجيّش ومسلّح بألوية من البعثيين والقتلة والمجرمين والنفعيين , حزب أبن تيمية البعثي العربي الأشتراكي ومجلس حربه القطري في جامع أم القرى في بغداد . فهل يستوعب العراقيون الدرس الأليم ويعوا حجم المؤامرة الكارثة التي تحاك حولهم وبين جنباتهم ليتحصنوا من الفتنة , يتكاتفوا ويتوحدوا ويتآزروا لوأد المؤامرة قبل نضوجها , فوالله سوف لن تقوم قائمة لهذا الشعب اِن هو تهاون أو تخاذل أو فرّط بفرصة تحرره وخلاصه وأنعتاقه ومكاسبه بعد عقود
من الذبح والمهانة والظلام , والعاقل لا يُلدغ من جحرٍ مرتين !
#محسن_صياح_غزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟