أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!














المزيد.....

هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"الأكثرية" و"حُكْم الأكثرية".. فالمأساة أنَّنا نفهم نظام الحكم الديمقراطي فهماً كمِّياً حسابياً رقمياً مجرَّداً، وكأنَّ "الكم الخالص" ممكن الوجود، وكأنَّ مدرسة الحياة لا تعلِّمنا أنَّ "الكم" و"النوع" متحدَّان اتِّحاداً لا انفصام فيه.

صدر الدين القبانجي هو قيادي ديني شيعي عراقي، من "المجلس الإسلامي العراقي الأعلى"، الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم. يؤمُّ المصلين في صلاة الجمعة في النجف، ثمَّ، أو في الوقت نفسه، يؤمُّ "الشعب" سياسياً، فلا فرق بين الدين والسياسة، مثلما لا فرق بين نظام الحكم الديمقراطي وحكم الأكثرية الشيعية؛ إنَّه صفةٌ لاتِّجاه، وليس اسماً وشخصاً فحسب.

نفسه أبت عليه أن يتلفَّظ باسمها، فالديمقراطية رجس من عمل الشيطان الغربي، ففضَّل التحدُّث عنها؛ ولكن بتسمية جديدة هي "النظام الدستوري في العراق الجديد".

القبانجي استنجد بـ "منطق أرسطو"، فقال، وكأنَّه من أئمة الفكر الديمقراطي العالمي، إنَّ الديمقراطية (أي النظام الدستوري) هي حكم الأكثرية، وإنَّ الشيعة (من عرب العراق) هم الأكثرية، فالحُكم، على ما استنتجَ، يجب أن يكون لهم!

لا تجادله قائلاً إنَّ الديمقراطية، في معناها الليبرالي، الذي يلمع لمعان الذهب وهو ليس بالذهب، هي "حكم الشعب"، فالقبانجي، والذي هو أقرب إلى "الصفة" منه إلى الاسم، لا يميِّز "الأكثرية الشعبية" من "الأكثرية الشيعية".

لو كانت الأكثرية في العراق من الزنوج، لقال قبانجي ثانٍ، إنَّ الديمقراطية هي حكم الأكثرية الزنجية؛ ولو كانت من الفلاحين، لقال قبانجي ثالث، إنَّ الديمقراطية هي حكم الفلاحين؛ ولو كانت من النساء..؛ ولو كانت من الشباب..!

إنَّه يعلم، على ما أظن، أنَّ "الأكثرية"، أي أكثرية السكان، أو الأكثرية الديمغرافية، على غير لون ونوع؛ ومع ذلك، لم يرَ من ألوانها وأنواعها، على كثرتها، إلاَّ ما أرته إيَّاه "عينه الثالثة"، وهو "الأكثرية الشيعية"، التي ينبغي لها، ويحق، أن تحكم العراق؛ كيف لا وهي التي تجتمع فيها "الفضيلتين"، فضيلة "الأكثرية الرقمية"، وفضيلة الانتصار لـ "آل البيت"؟!

القبانجي إنَّما هو الدين في خدمة السياسة؛ وقد تناهى إلى سمعه أنَّ رئيس السلطة الزمنية، أي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد ضاقت مصالحه، أو المصالح التي يُمثِّل، ذرعاً بنظام حكم يقوم على "الحُصص" و"النِسَب"، مع ما يُولِّده من فساد، فدعا إلى نظام حكم تَحْتَكِر فيه السلطة تلك "الأكثرية القبَّانجية".

ويكفي أن نعلم أنَّ كل أكثرية من نمط "الأكثرية القبَّانجية" ليست سوى اللبوس الذي تلبسه الأقلية في حكمها، حتى نفهم دعوة المالكي، مع ما حظيت به من "شرعية قبَّانجية"، على أنَّها دعوة إلى نقل أرصدة السلطة التي يملكها غيره إلى حسابه الشخصي.

نظام الحكم الديمقراطي، الذي تُعمينا مصالحنا المنافية له عن فهم ووعي حقيقته وجوهره، هو، بلا ريب، "حكم الأكثرية"؛ ولكن ليس أي أكثرية، فالأكثرية التي ينبغي لها، ويحق، أن تحكم، في النظام الديمقراطي، إنَّما هي التي خُلِقَت على مثاله.. على مثال مبادئه وقيمه، فإذا كان كل نظام حكم ديمقراطي هو حكم الأكثرية، فليس كل حكم أكثرية، نظام حكم ديمقراطي.. فإذا كانت كل الكلاب حيوانات، فإنَّ من الحماقة بمكان أن نستنتج أنَّ كل الحيوانات كلاب!

"الأكثرية"، في النظام الديمقراطي، والتي لم نُنْتِجها حتى الآن؛ لأنَّ آلة إنتاجها وهي الديمقراطية لم نملكها بعد، إنَّما هي "الأكثرية الشعبية"، أي أكثرية "الشعب"، الذي ليس حاصل عملية جَمْعٍ حسابي بين الطوائف الدينية والقبائل والعشائر..، وإنْ تضمَّن هذه الجماعات دون القومية، وغيرها.

إنَّها، أي الأكثرية التي يعرفها النظام الديمقراطي، ويعترف بها، عابرة، متخطية، للجماعات دون القومية، فهي تضمُّ الشيعي؛ ولكنها ليست بشيعية، تضمُّ السنِّي؛ ولكنَّها ليست بسنيَّة، تضمُّ المسيحي؛ ولكنَّها ليست بمسيحية، تضمُّ أبناء القبائل؛ ولكنَّها ليست بقبلية، فالماء يتألَّف من أوكسجين وهيدروجين؛ ولكنه ليس الأوكسجين، وليس الهيدروجين.

إنَّه التدليس الديمقراطي بعينه أن يُصوِّروا لنا النظام الديمقراطي على أنَّه حكم الشيعة؛ لأنَّهم الأكثرية العددية، أو حكم السنَّة؛ لأنَّهم الأكثرية العددية، فـ "الأكثرية" التي يقوم عليها نظام الحكم الديمقراطي أقرب إلى الكيمياء منها إلى الحساب؛ ونظام الحكم الديمقراطي عندنا لن يؤكِّد، أو يتأكَّد، وجوده إلاَّ إذا خلق الأكثرية التي تشبهه خَلْقاً وخُلقاً؛ وإنَّه لعملٌ لو تعلمون عظيم!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة قريع!
- أعْتَرِف بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية صهيونية فاشية-!
- تناقض -النظام الديمقراطي- في لبنان!
- .. ونحن أيضاً عقبة في طرق السلام!
- لو كان الفساد رجلاً..!
- في -فوضى الفتاوى-.. كاد يُحرَّم الحلال ويُحلَّل الحرام!
- ما يردع إسرائيل عن مهاجمة إيران!
- -جمود تفاوضي- حتى نهاية العام الحالي!
- -ساعة الحقيقة- في البيت الأبيض!
- السياسة في فضائها المنحني!
- عندما نتبادل مع إسرائيل القلق من إيران!
- لعبة ضارة تدعى -التدليس اللغوي-!
- مُثَلَّث أوباما!
- -عباريم- تَحُدُّه -الأوهام- غرباً و-الحقائق- شرقاً!
- ردٌّ من جواد البشيتي على ما نُشِر من تعليقات على مقالته -ويس ...
- ويسألونكَ عن -الجاذبية-..!
- أغْمَضوا أعينهم فرأوا -غموض- نتنياهو!
- ثقافة -الانحطاط الثقافي-!
- صحافتنا مصابة ب -أنفلونزا الرقابة الذاتية-!
- -أنفلونزا الخنازير- أم -أنفلونزا الرأسمالية-؟!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد البشيتي - هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!