أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - وَحدَه أدونيس يُلهمني














المزيد.....

وَحدَه أدونيس يُلهمني


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بين الايمان والالحاد شعرة، ومثلها بين الحق والباطل والحلال والحرام والكذب والصدق، وكذا في جميع المتناقضات التي وُجدت بوجود الانسان واقترنت بأصالته على كوكبنا الارض.

ادونيس شعرة اخرى زُرعت في عالم المتناقضات التي حملتها الثقافة العربية، من حيث كونها الحد الفاصل بين الاعرابية الثقافية والمدنية الثقافية .. الحد الذي يميّز بين ثقافة الاعراب ذي المرجعية الماضوية الصحراوية وثقافة الحضر باستشراقاتها المستقبلية.

ادونيس الشاعر المفكر نقطة انقلاب على ثقافة الحجر والسيف والخيل وتصحّر العقلية العربية التي اجدبت عن استقبال الحاضر بكل مفاهيمه وطروحاته وتأملاته، وغرقت في بحور التملّق للسلطان وحاشيته من ذوي الكروش المستطيلة.

ادونيس نقطة تلاشي الماضي بالحاضر ... الماضي الذي اختزل ثقافة الصحراء يوم كان يُباع الشعر فيها بعشرة دراهم مسكوكة بوجه السلطان القبيح.

حفزني الاديب المفكر في مقالته التي نشرت على موقع الحوار المتمدن (لماذا اثارت زيارتي الى اقليم كردستان احتجاجاً لدى بعض المثقفين العرب / يوم 9 / 5 / 2009) لان اكتب متضامناً معه في محنته الازلية وهو يحاول ومازال تكسير جليد العقل العربي دون جدوى .. حفزني ان اعلق على بعض ما جاء في فقرات مقالته تلك واهمها النقطة الرابعة التي ذكر فيها ما نصه:

(ليــس التخلّـــف قـــدَراً. والنهــوض، إذا كان معجـــزة، فإنّ هذه المعجزة قد حققتها شعوب لم تكن في ماضيها أعظم من العرب. وحققتها شعوب كانت متألقة ثم انحطّت، وبعد انحطاط طويل عادت إلى النهوض لاجتماع ظروف ودوافع وتحديات، وأفادت في ذلك من تواصلها مع الحضارات السابقة وبينها العربية). انتهى

عذراً سيدي سأختلف معك هذه المرة، واقول بان التخلّف قدرنا، ولا يمكن ان نتخلص منه، بل وحتى النهوض بالنسبة لنا معجزة في حد ذاتها، لاننا امة ٌ أبت العيش الاّ مع احلامها التي لن تتحقق في ظل انقطاعنا عن العالم وانطوائنا على الماضي فقط.

لقد حبسنا الدين في زنزانة السلطان وطوّعنا الحديث الشريف ببنان الامير وقلنا للعالم تعالوا الى دين ربكم السمح، فكانت النتيجة قد ضيّعنا الدين وتَرَكَنا العالم نلهث وراءه، عسانا نلهم فتات علمه ليكون عوناً لنا في موائدنا المُعَدّة للكروش دون العقول.

رجونا الثقافة ناصراً لنا وباباً جديداً عساه يُخرجنا من قماقم عالمنا، واذا بها تخذلنا وتزيد سلاطيننا بطشاً وفتكاً، وانبطحت في مدح خصيانه بما ليس في الخلق من صفات .. كل هذا ارضاءاً لهم، فذهبت الثقافة واضمحل الحلم مجدداً.

اتجه الغني والفقير والمحروم والمتخوم للدين عسى ان يجدوا ضآلتهم دون ان يعلموا بانها هي مَن وجدتهم لسوء الحظ .. وحينها كانت الصدمة، فليس ثمّة دين يفرق عن آخر في موالاته للسلطان في الوقت الذي يجب ان يكون اماناً منه.
وعاظ السلاطين من المتدينين والمثقفين والشعراء لم يتركوا للناس باباً مفتوحاً على الآخر .. لا ولا نافذة .. ذلك لان الآخر قبيح وفاسد وكافر وملحد، لا ينبغي لنا الاطلاع عليه او التواصل معه.

هذه هي اهم عناصر الثقافة العربية، فكيف يكون مثقفونا وشعراءنا وفنانونا غير ما كانوا عليه في ردهم عليك يا ادونيس العرب.

كانت الغابة السوداء في المانيا هي وحدها من تلهم مارتن هايدغر في افكاره، واليوم انت ياادونيس غابتنا التي نأمل ان تغطي اشجارها بوادي عقولنا المتصحّرة، عساها تنبت علماً وحضارة .. ولو بعد خمسين الف سنة ان شاء الله.

اَوَليس لنا بعد هذا ان نقول بانقراض الحضارة العربية او بموتها حتى .. ومَن ذا الذي يُحييها وهي رميم!! أيُحييها الذي يقول عن صدامه شعراً:

يأيّها اللا اسمي كل مكرمة ٍ باسم ٍ ... فكيف يُسمى جمعها الغضر
الاّ اذا قلت ياصدام حينئذ ... اكون قد سميتها جمعاً واعتذر

ام الذي يصف سلاطين العرب نثراً:
بسيوف العرب وحماة الدين

هل وجدتم شاعراً او اديباً او مثقفاً غربياً يمدح رئيسه او ملكه بهذه الطريقة، وان كان هناك فعلاً مثل هؤلاء، فانها نُذرٌ لانقراض الحضارة الغربية ايضاً.

سادتي الافاضل، ليست المشكلة في السياسة ولا في الثقافة بذاتها، بل في البنية الاجتماعية لشعوبنا العربية وشعوب المنطقة القريبة. التصوّر العشائري القبلي للدين والسياسة والمفاهيم الحياتية الاخرى، هي السبب في دمار ما كان يُعرف بحضارة العرب، فكل شيء خاضع للعشيرة، حتى الدين عُشّر ليكون ذا صبغة عشائرية تطغى على مفاهيمه الانسانية، وتلاشت ترانيمه اللاهوتية وسلطته الروحية الانيسة لتتحول الى اداة يحركها الطاغوت بوجه الملائكة.

الشعرُ بات هزيلا ً والادب يزداد ركاكة يوماً بعد يوم نتيجة ً لثنائية السلطان، العصا والدراهم، فمَن كان لايخاف العصا غوته الدراهم .. والعفيف منهم ارهبته العصا، ليُحوّلوا هزائم الامة العربية الى نصراً على بلدان (الكفر) الغربية التي ماانفك حماة الدين نزلاء باراتها وخماراتها وملاهيها، يتلذذون بخمورها ويعشقون لحومها البيضاء ....
ايّ نفاق هذا الذي نعيش فيه!!

ايّ اناس تحارب ياادونيس؟ أتحارب مجتمعاً يناضل ويجاهد ابناءه حد السرقة والنهب من اجل الفوز بفرصة سفر لبلدان الغرب، ولو ليوم او يومين، يتغزّلون فيه بنسوان الروم وينعمون بالحرية ويطمئنون لقوانينهم، ثم يعودون اوطانهم ليشتموا تلك البلدان في جوامعهم ومساجدهم!! يشتمون حضارة الغرب مُمجّدين حضارة العرب، في حين ينتهزون الايفادات والبعثات ليهربوا لاجئين تحت ظلال تلك الحضارة (الكافرة)!!

يستنكرون وجود الاجانب في العراق ويسمّونهم احتلالا ً .. وهم في بلدانهم احتلالات وقواعد ومُجنّدات!! ذبح العراقيين الابرياء جهادٌ، والتفجير في اراضيهم ارهاب!!
سيدي ادونيس، مَن تحارب ... المعركة خاسرة بكل المقاييس.
فلا اليوم يومك .. ولا السلاح سلاحك.

اخلع نعليك والقي بشعرك فللبيت ربُ يحميه، وعسى ربنا يهدي الجميع .. حينها لن يكون الجميع بحضارة ٍ منقرضة ٍ ميتة ٍ.




#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي
- بعيداً عن السياسة وقليلاً من الفكاهة، هادي ابو رجل الخضرة
- امتيازات اعضاء مجلس النواب العراقي
- محكمة الفيليين ام محكمة سامية عزيز؟
- الدويتو، ظاهرة جديدة في عالم الكتابة
- صراع اتحاد كرة القدم، الى اين!!!
- ايرانيون وان لم ننتم
- ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة
- حزب الدعوة يُشهر كارته الاصفر بوجه المجلس الاعلى
- وجهة نظر في المُعترك الانتخابي القائم
- -مدنيون- في مدينة الصدر
- انبثاق الاتحاد العراقي لاساتذة الجامعات والكفاءات المستقل
- (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً
- هل هي مرحلة الشيوعيين الآن؟
- الحوار المتمدّن، اَلَق مستمر وروح متجدّدة
- قريب جداً من سيد القمني
- مَن هم الرافضون للاتفاقية الامنية
- الاتفاقية الامنية وتردّد الكتل السياسية
- لماذا يخالف السيستاني الاجماع في مسألة العيد


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم سوزه - وَحدَه أدونيس يُلهمني