أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - كريم الهزاع - شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط















المزيد.....

شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:09
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    


الإحباط في علم النفس , ظرف أو حالة أو عمل يحول بين المرء وتحقيق إحدى حاجاته الاجتماعية أو النفسية . والإحباط غالبا ما يكون خارجي المنشأ . فقد ترغب مثلا في المشاركة في حفلة راقصة فيمنعك والدك من ذلك. وقد ينشأ الإحباط، أحيانا ، عن علة في ذات نفسك أنت ، أو عاهة تشكو منها ، أو انخفاض في مستوى الذكاء عندك ، أو عن تصدرك لتحقيق أهداف هي أبعد منالا من أن تبلغها بقدراتك أو مؤهلاتك . وأيا ما كان ، فالإحباط يحمل المرء على بذل المزيد من الجهد ، وغالبا ما يثير غضبه ويغريه بانتهاج سبيل العدوان ، ولكنه لا يورثه أية علة نفسية خطيرة ، إلا إذا تواصل أو تكرر مرة بعد أخرى . ليس هذا فحسب ، بل إن الإحباط قد يكون بناء ، إذ يحمل المرء ، حملا ، على اكتشاف حلول لمشكلاته جديدة . يقصد بالإحباط في علم النفس، الحالة التي تواجه الفرد عندما يعجز عن تحقيق رغباته النفسية أو الاجتماعية بسبب عائق ما . وقد يكون هذا العائق خارجياً كالعوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية أو قد يكون داخلياً كعيوب نفسية أو بدنية أو حالات صراع نفسي يعيشها الفرد تحول دونه ودون إشباع رغباته ودوافعه . والإحباط يدفع الفرد لبذل مزيد من الجهد لتجاوز تأثيراته النفسية والتغلب على العوائق المسببة للإحباط لديه بطرق منها ما هو مباشر كبذل مزيد من الجهد والنشاط ، أو البحث عن طرق أفضل لبلوغ الهدف أو استبداله بهدف آخر ممكن التحقيق . وهناك طرق غير مباشرة ، يطلق عليها في علم النفس اسم الميكانزمات أو الحيل العقلية mental mechanism وهي عبارة عن سلوك يهدف إلى تخفيف حدة التوتر المؤلم الناشئ عن الإحباط واستمراره لمدة طويلة وهي حيل لاشعورية . يلجأ إليها الفرد دون شعور منه . من هذه الحيل ، الكبت ، النسيان ، الإعلاء ، والتعويض ، التبرير ، النقل ، الإسقاط ، التوجيه ، تكوين رد الفعل ، أحلام اليقظة ، الانسحاب ، والنكوص . وعندما يتكرر حدوث الإحباط لدى فرد ما فإنه يؤدي إلى مشاكل نفسية معقدة وخطيرة تستدعي العلاج وقد يكون الإحباط بناءاً في بعض الأحيان لأنه يدفع بالفرد لتجاوز الفشل ووضع الحلول الملائمة لمشاكله .
وفي تلك المقالة لست بصدد إعطاء درس في علم النفس أكثر منه هو أثارة قضية إنسانية شائكة يعاني منها الكثير من البشر ، بسبب حرمانهم من حق المواطنة ، وتلك الفئة تسمى بفئة – عديمي الجنسية – وفي الكويت يسمون – بالكويتيين البدون – وعتب تلك الفئة على كتّاب – الحوار المتمدن – والقائمين عليه وذلك لأنهم لم يعملوا ولو لمرة واحدة حملة تضامن معهم تدعو لإنصافهم على الرغم من أن الكثير من كتّاب الحوار المتمدن ناشطين في قضايا حقوق الإنسان بل ومنتسبين لمنظمات عالمية في ذلك المجال ، لذلك هم يشعرون بالإحباط كونهم يقفون عراة بلا جدار يسندهم ، أو صوت ينصفهم ، أو صرخة عالية تحرك الضمير العالمي ،
وحينما تزور موقع – الكويتيون البدون - على الإنترنت وتتبع كتاباتهم سترى أي نوع من الإحباط يعانون ، ولأن تلك الفئة مع احترامي الشديد لهم لايملكون الثقافة الكافية لإثارة قضيتهم كما أن حالة الخوف تركبهم ، وتحصيلهم العلمي لا يتعدى الثانوية العامة بسبب التكاليف العالية للتعليم من الابتدائية وحتى الثانوية ، ناهيك عن أن أكثرهم محبط ويتساءل : ماذا سأفعل بالشهادة وهي لن تمنحني وظيفة أو عمل يطعمني وأسرتي ؟ ، لذلك تجدهم يلوكون ويعلكون الكلام ذاته على مر السنين ، وقلوبهم ترتفع وتنخفض مثل البورصة بحثاً عن بارقة أمل في تصريح لوزير أو شهيق لعضو في البرلمان أو زفير أو خبر في صحيفة أو نهيق لمعارض لقضيتهم الإنسانية ، ولن أشرح لكم قضيتهم ، إذ يكفي أن تزور موقعهم على الأنترنت أو تكتب في محركات البحث – جوجل – كمثال : " البدون في الكويت " حتى تعرف بأن كرة الثلج تلك مضى على تدحرجها نصف قرن ولم تحل .. فهل سيتحرك ضميرك لتقف معه وتنصفهم في كلمة أو مناشدة أو حملة إنسانية أو تمنحهم وسيلة لم يعرفوا الطريق إليها ؟
حينما تكتب في محرك البحث غوغل «البدون في الكويت» ، سيعطيك ما يقارب ثلاثة وثلاثين صفحة ، كل صفحة تتضمن عشرة سطور، أو أمكنة كتبت عن البدون بشكل عابر، ولكن في البحث عن تبنى هذه القضية ، ستخرج بخلاصة قوية لمواقع « البدون في الكويت»، أو ما كتب عنهم على الانترنت . وأكثر المواقع التي استوقفتني هذا الموقع الذي لم يفتح رمزه معي ، على الرغم من محاولاتي العديدة والعنيدة : http://www.bedoon.org.kw ، والموقع الثاني الذي استوقفني، ورحت أتصفح قسم المنتديات فيه ، هو ذلك الموقع والذي تصفحته مراراً وتكراراً: http://kuwaitibedoons.com، والذي استوقفني أكثر في الموقع هو موضوع ( قدم إثباتك انك تستحق الجنسية هنا) للعضو المميز فتى القبيلة ، والموضوع الثاني (دعوة... تعال وسجل شعورك) والذي طرحه عضو المنتدى المميز (تشي غيفارا) والذي استعار اسم المناضل الأرجنتيني كقناع له في المنتدى. وفي تتبعي للمشاركات اليومية وبشكلها التصاعدي ، حاولت رصد حالات البدون، وحالات من تكررت مشاركاتهم وردود الأفعال، والتي كانت أكثرها للعضو «تشي غيفارا» والذي أراد طرح فكرته بالشكل التالي :
« الآن .. بماذا تشعر؟! حيال الحياة برمتها.. حيال قضيتك، متفائل؟ متشائم؟ أي شيء آخر؟ هذه دعوة .. فـ سجل شعورك..» وأخذ هذه العبارة كتوقيع ثابت له في المنتدى ، وهي للمناضل تشي غيفارا «لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الثوار يملأون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء».. وصورة لتشي غيفارا، وهو يدخن السيجار الكوبي ، وصورة لقصاصة مكتوب عليها « بدون ومضطهدون إلا أننا سندخن السيجار في يوم.. كـ.. تشي غيفارا !»، وقمت بتتبع للتعليقات والتي سأدونها هنا على شكل حوار بما يشبه الطاولة المستديرة:
- تشي غيفارا- اليوم .. : أشعر بانزعاج وسخط عارمين، لأن قضية الكويتيين البدون هذه الأيام تشهد حالة ركود قوية على المستويات كافة، آمل أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة..!
- غ . م . ج : أشعر بالملل من الوعود الكاذبة ، وأيضا أشعر بالإحباط والتشاؤم الشديدين على المستويات كافة والأصعدة المحلية والعالمية والله يعين، شتبينا نقول ولا شتبينا نسوي ، الله يعين .
- تشي غيفارا- : لا جديد يلوّح في الأفق ، السماء والأرض والماء راكدة لا حراك يبدو.. وعليه يكون شعوري اليوم ذاته البارحة.
- جذاب: بخصوص سؤالك.. ألمس من كلامك اليأس وعدمية الثقة.. وهذه لعنة أخذنا نعاني منها جميعاً ، صدقني يا أخي ، المتصفح لأخبار الجرايد - ( طبعاً الصحف تريد أن تبيع ، ففي الثمانينيات كان الخبر الأول خبر الفلسطينيين، لأنهم أكثر عدداً والآن البدون، وليس هناك أفضل من اللعب بمشاعرهم- الكاتب)- والمطلع على أحوال الحكومة يصيبه الاكتئاب واليأس ، وإن كنت قد أحسست بهذا الشيء، لكن صدقني لم يكن هذا اليأس يوما في حياتي سأبقى إلى آخر يوم في حياتي، لا يعرف اليأس مكانا في قلبي ولن يعرف مكانا إلى قلبي إن شاء الله .
- الإمبراطور: «شعور! هوه بقي شعور؟ سلملي على الشعور اذا وجد الشعور».

هذه نماذج بسيطة من الحوارات والتعليقات، ولمن أراد معرفة المزيد من المعاناة، وحالات الاستلاب، والقهر، عليه بزيارة الموقع، سيرى كم من العيون والقلوب التي تترقب الحل لهذه القضية، والبحث عن بصيص نور لها.
ونرجو أن تلتفت الدولة لأبناء الشهداء والأسرى ، والبدون حملة إحصاء 1965، و ممن لديهم أقارب كويتيون من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية ، والبدون حملة الإثبات الحكومي القديم ، والعسكريون ممن خدموا البلاد لمدة خمسة وعشرين عاما أو أكثر، ومن قدم خدمات جليلة للكويت في مختلف المجالات ، وقبل كل ذلك السعي إلى توفير السبل التي تساعدهم على العيش بأمان وكرامة مثل منحهم جوازات سفر، ورخص قيادة ، ومساعدتهم على العمل في الدوائر الحكومية، والشركات، واستخراج عقود زواج، وشهادات ميلاد لأبنائهم ، حتى ينخرطوا في المجتمع الكويتي . ونأمل في أن تسهم هذه الآلية في حل مشكلة البدون نهائيا ، خاصة أن هذه الفئة لا يزيد عددها - حسب علمنا- عن 90 ألفاً ، غالبيتهم من العسكريين أو أبنائهم الذين خدموا الكويت مدة طويلة ، ومنهم من شارك في معارك الأمة العربية في سيناء وقناة السويس والجولان في حربي العام 1967 و 1973، ومن بين هؤلاء أيضا من أسهم في تحرير الكويت .. وفي خاتمة المقال وفي مناسبة يوم الطفل العالمي أستصرخ الضمير العالمي من أجل : شهادة ميلاد للطفل البدون في الكويت ياعاااااالم .



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة التغيير والخلاص من قوة سطوة الجبرية الدينية
- قوة التغيير : الفرد بين فهم العالم ومعنى الضرورة
- قوة التغيير والفاعلية الواعية
- قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟
- المرأة الكويتية في البرلمان وقوة التغيير
- المتلصص: للحقيقة لست مقتنع بكلامك بأن القراءة والكتابة لها ف ...
- لماذا لست متديناً ؟
- الفرنكفونية
- الإرادة العامة .. أو السياسية
- القانون وعلم الأنماط
- حرقة الأسئلة .. أو قراءة في المشهد الثقافي الكويتي
- القولون السياسي
- نريد حلاً
- في البحث عن لحظة انعتاق
- الرقابة والتطرف
- ما هو شكل الطبخة القادمة في الكويت ؟
- الدين أفيون الشعوب الفقيرة
- الديمقراطية في العراق
- حوار مع الروائي العربي الكبير ... احمد إبراهيم الفقيه
- ذهنية فتغنشتاين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - كريم الهزاع - شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط