أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - ما بين حكومتهم وحكومتنا..!















المزيد.....

ما بين حكومتهم وحكومتنا..!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد مرور شهرين على المجزرة الصهيونية الأخيرة في قطاع غزة بل المحرقة الصهيونية والتي راح ضحيتها أكثر من الف وخمسمئة من أبناء شعبنا أكثرهم من الأطفال والنساء والاف الجرحى والمعوقين وتدمير البنية التحتية جرت الانتخابات الصهيونية ..هذه الانتخابات أظهرت على الحلبة السياسية أحزابا صهيونية يمينية عنصرية متطرفة لها ثقلها ومؤيديها..أحزاب لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في تركيبة الحكومة الصهيونية الحالية والتي تعتبر من أكبر وأكثر الحكومات تطرفا وعنصرية منذ انتصاب الكيان الصهيوني على أرضنا قبل واحد وستين عاما, ومن أبرز هذه الأحزاب حزب يسرائيل بيتينو"اسرائيل بيتنا" بزعامة الصهيوني العنصري الحاقد أفيغدور ليبرمان والذي يدعم فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين"الترانزفير", ناهيك عن رئيس هذه الحكومة نتنياهو والذي يطالب بالاعتراف بيهودية الدولة والذي يعني دعم فكرة هذا التهجير والغاء حق العودة.
ومن الذين فازوا في هذه الانتخابات أيضا ارييه الداد وهو أخصائي في جراحة التجميل ويحمل ويدعم فكرة اعتبارالأردن كوطن بديل للفلسطينيين باعتبار أن غالبية المواطنين في الأردن هم من أصل فلسطيني.
لقد أطل علينا قبل أيام قليلة النائب العنصري الحاقد"أليكس ميلر" والذي ينتمي الى حزب"يسرائيل بيتينو" بطرح مشروع قانون يقضي بعدم السماح باحياء يوم النكبة الفلسطينية. وقد أقرت اللجنة الوزارية في حكومة بنيامين نتنياهو لقضايا التشريع مشروع هذا القانون والقاضي بمنع الفلسطينيين من إحياء ذكرى النكبة في اليوم الذي تحيي فيه"إسرائيل" ذكرى قيامها، وأن تصل عقوبة من يحيي هذه النكبة في يوم كهذا إلى السجن حتى ثلاث سنوات, وتعني المصادقة على مشروع القانون في اللجنة الوزارية ان الائتلاف الحكومي مؤيد للمشروع، مما يضمن مرور القانون في التصويت في الهيئة العامة "للكنيست الصهيوني".
وبعد أيام قليلة من اقرار هذا القانون أقرت"الكنيست" قانوناً بالقراءة التمهيدية يعاقب كل من يقوم بأي نشر يعارض وجود اسرائيل كدولة "يهودية وديموقراطية, وينص القانون على أن اي تعبير عن معارضة الدولة اليهودية من شأنه أن يؤدي الى كراهية أو تحقير أو حنث الولاء للدولة ومؤسساتها، يعتبر مخالفة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة.ومقدم القانون هو النائب زبولون أورليف من حزب"البيت اليهودي", وخلال تقديمه لهذا القانون هاجم أورليف الدكتورعزمي بشارة قائلا بأن مواقفه المناهضة للدولة اليهودية قد أدت للمس بأمن الدولة.
هذا على الصعيد الصهيوني, وأما على الصعيد الفلسطيني والذي تعصف به حالة من الانقسام والتشرذم لم نعهدها من قبل, فقد قام السيد محمود عباس بتشكيل حكومة فلسطينية فاقدة الهوية برئاسة سلام فياض..كنا نتمنى أن يقوم السيد أبو مازن بمواجهة الحكومة الصهيونية وما تحمله من مخططات كل ما تهدف اليه هو تهميش أبسط الحقوق الفلسطينية..نعم كنا نتمنى من سيادته تبني سياسات وتحركات تقوم بتوحيد الشارع الفلسطيني أو على الأقل تجمد حالة الخلافات القائمة بين حركتي فتح وحماس,هذه الخلافات التي ألقت بظلالها على الوضع الفلسطيني برمته, ولكن وللأسف فان ما حدث معاكس تماما لتمنياتنا, فقد تم الاعلان عن حكومة جديدة لا نعرف ما هي الحكمة من وراء تشكيلها..فهي حكومة تزيد وتوسع وتعمق هوة الخلافات مع حركة حماس وقد تؤدي الى نسف عملية الحوار معها, هذا الحوار المأزوم أصلا..وهي حكومة جاءت لتمزيق الصف الفتحاوي المتمزق بطبيعة حاله..وهي حكومة قد توتر العلاقات مع النظام المصري الذي يدعم وينحاز الى اقطاعية رام الله..وباختصار شديد, هي حكومة لا يمكنها تحقيق أي مكاسب وانجازات لأنها أتت تلبية لمطالب واملاءات أمريكية واستجابة وارضاء لرغبات صهيونية.
ان هذه الحكومة فاقدة الشرعية فعلا..فحماس ترفضها جملة وتفصيلا, وكتلة حركة فتح في المجلس التشريعي تدينها ادانة شديدة, والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقاطعها وتعلن الطلاق منها, وأما حزب الشعب الفلسطيني فيعلن البراءة منها.
اننا نفهم أن تقوم حركة حماس بمقاطعة هذه الحكومة لأنها قامت بمقاطعة الحكومات التي سبقتها والتي ترأسها سلام فياض, لكن أن تقوم حركة فتح وهي حزب السلطة بادانتها فهذا أمر غاية في الخطورة وله دلالات واقعية وهي أن هذه الحكومة ليست وحدها فاقدة الشرعية وانما سلطة رام الله برمتها فاقدة الشرعية أيضا, ولم تعد هذه السلطة ممثلة لحركة فتح بل للشعب الفلسطيني كله.
ان الحكومات الفلسطينية المتعاقبة وبالتحديد تلك التي جاءت بعد الانقسام الفلسطيني والحسم العسكري في غزة لم تتمكن من القضاء على البطالة والفقر والبؤس بل أصبحت تعكس حالة الانقسام وتعرقل كل المحاولات التي تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الاخوة الأعداء, وقد ترجمت هذا الوضع التركيبة الحالية لحكومة عباس وفياض, بل انها قد تدق المسمار الأخير في نعش الحوار بين حركتي فتح وحماس المتعثر أصلا.
ان منطقتنا العربية مقبلة على تطورات قد تكون الأخطر في تاريخها، فالادارة الامريكية تستعد لاطلاق مبادرة سلام جديدة، تلغي المبادرة العربية عمليا، من خلال اسقاط كل النقاط التي تحفظت عليها الحكومة الصهيونية مثل حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مضافا الى ذلك بند بتوطينهم في الدول التي يقيمون فيها، وآخر يكرس الكيان الصهيوني كدولة يهودية.وقد رفع الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة ثلاثة لاءات أمام قيام دولة فلسطينية والعودة إلى حدود 1967 وتجميد حركة الاستيطان، رغم إبدائه إرادة في الانفتاح، بعد اللقاء الأخير بين رئيس وزرائه نتانياهو والرئيس باراك اوباما.
وابدي نتانياهو "تحفظاته" على قيام دولة فلسطينية مستقلة، معارضا أن يكون لهذه الدولة جيش وان تسيطر على حدودها.
وما زال نتانياهو مصرا على رفضه الحل المبني على دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب، وهو الحل الذي تنص عليه خارطة الطريق،وخطة السلام الدولية التي أعلنتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) في 2003 ووافقت عليها"إسرائيل".
وفي النهاية بامكاني القول ان حكومة نتنياهو جاءت لتوحيد الصف الصهيوني الموحد أصلا, بينما جاءت حكومة عباس وفياض لتكريس وتمزيق الصف الفلسطيني الممزق والمأزوم أصلا..وهذا هو الفرق ما بين حكومتهم وحكومتنا.
وبالامكان وصف الوضع الفلسطيني الحالي بالمثل العامي:"عورة بتكحل مجنونة وطرشة بتتنصت عالباب"..رحم الله قائل هذا المثل وأعانك الله على حكومتك يا شعب فلسطين..!.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أطفال غزة الى رئيس مصر..!
- انها النكبة يا شعب فلسطين
- في ذكرى استشهاد مهندس الانتفاضة الأولى الباسلة..!
- دير ياسين..تتمرد على النسيان..!
- فاستريحوا كي لا تطير البقية..!
- عندما تفقد-الكرامة-..كرامتها..!
- فلسطين بين أجراس العودة واللاعودة..!
- وداعا-حورية-..وداعا..!
- أمة خجلت من جهلها الأمم..!
- ما هكذا تورد الابل يا خالد مشعل..!
- حكيم الثورة الفلسطينية..عام على رحيله..!
- في ذكرى مجزرة-كفر قاسم-..ما زال الجرح مفتوحا..!
- ردا على مقالة ابراهيم علاء الدين-الدكتور صلاح عودة الله يسار ...
- لا, لن أفقد الأمل..!
- و-يا أخا لم تلده أمي-..!
- سجل أيها التاريخ..انها مجزرة العصر..!
- عندما يتكلم شيخ الأزهر بنصف لسان..!
- من وحي مأساة..اكتب لكم..!
- في ذكرى استشهاد-قمر شهداء فلسطين-..!
- وترجل شاعر المقاومة الفلسطينية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - ما بين حكومتهم وحكومتنا..!