|
إلى كل أمرأة مسلمة ..
ياسمين يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تلبية لطلب استاذي العزيز الدكتور الكبير كامل النجار في تعليقه الكريم على مقالتي الاخيرة بأن أنور اخواتي المسلمات بحقيقة واقعهن المرير وهذا هو ما اسعى اليه بكل مااملك من قدرات فكرية متواضعة ، تلبية لطلبه سأكتب هذه المقالة التي أهديها الى كل امرأة مسلمة . اولا : نصيحة لكل امرأة مسلمة أن تقرأ للدكتور كامل النجار والدكتورة وفاء سلطان والاستاذ صلاح الدين محسن والدكتور طارق حجي والدكتورة نورا محمد والاستاذ مصباح الحق والاستاذ سردار أحمد الذين سيشرحوا لها حالة الغيبوبة التي تعيشها ويبينوا لها حقائق غاية في البشاعة غائبة عنها . هذا اذا كانت ترغب في معرفة الحقيقة اما اذا كانت لاتريدها فالافضل لها البقاء في جلباب شيوخها المتمتعين في الدنيا على حساب عقلها وانسانيتها وكرامتها . اختي العزيزة انا مثلك امرأة وكنت اؤمن واصدق ماتؤمني به أنت حاليا وتصديقه ولكن الفرق بيننا هو أنني شغلت عقلي وتمردت على مقولة أن عقل الانسان قاصر ، فكرت بكل مااعتقد به وقارنته بالعقل والمنطق والفطرة الانسانية فلم اجده يتطابق معهم لذالك رفضته ونبذته من اعماق قلبي . هل تتصوري بأني اصدق بهكذا إله ثم اكفر به وانبذه ولا اخاف من ناره وعذابه ؟ بالطبع لا. لأن لا يوجد إله يأمر بعكس ما خلقه بنا فهو من خلق بنا العقل والمنطق فكيف يأمرنا بعدم جدوتهم؟ وهو من خلق في المرأة الكرامة والعزة فكيف يجيز أستباحتها من قبل الرجل بالزواج بأكثر من واحدة ؟ وهو الذي خلق جميع البشر من نفس النوع وبنفس التصميم الجسدي والنفسي فكيف يقسمهم الى حر وعبد ؟ خلق الله (أن وجد) المرأة والرجل ليكملا بعضهما فلماذا يفرق إذن في خلقه فيجعل للرجل عقل كامل والمرأة نصف عقل؟ ما الحكمة في أن تخلق المرأة ناقصة عقل؟ واذا آمنا وقبلنا بأن عقلها ناقص فما دخل العقل في أن تكون نصف دية الرجل ونصف عقيقة الذكر إليس هذا يدل على نقصان انسانيتها وليس عقلها ؟ قد نصمت اذا قالوا أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل بسبب نقصان عقلها وايضا نصف الميراث الذي يكون من نصيب الذكر وهو الذي ينفقه عليها بسبب ذاك النقص الذي يجعلها لاتستطيع تدبير أمورها المادية ،ولكن بماذا سيردوا عليك أذا سأليتهم عن سبب نصف الدية ونصف العقيقة ؟ هذا سيفضح حقيقتهم. تعتقد المرأة المسلمة أن المعاناة التي تعيشها هي بسبب العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية وليس بسبب الدين وهذا الاعتقاد خاطئ جدا لأن الدين هو من رسخ تلك العادات والتقاليد الظالمة للمرأة في عقول الناس ولولاه لما استمترت وعاشت كل تلك القرون ولكانت انقرضت وأنتهت مع تقدم الزمن وتطوره ولكن هو الذي أبقاها وحافظ عليها وغرسها في اعماقهم . فكل العادات والتقاليد العربية الظالمة والمهينة للمرأة قننها الاسلام في دستوره القرآني والحديثي (الاحاديث) . مثلا ضرب الزوجة يوجد له بند في هذا الدستور يجيزه ويحرض عليه . والوصاية عليها ايضا مدى الحياة بواسطة الولي مدعم بأيآت قرآنية واحاديث نبوية والوصاية هنا في كل شيئ حتى في اختصاصها الدراسي واختيار نوع عملها. حتى الزوج الذي ستعيش معه باقي حياتها لاتستطيع اختياره هي بل يجب أن يقبل به وصيها اولا ثم قبولها ثانيا وهذا ايضا عادة عربية رسخها الاسلام في دستوره وجعلها من شروط صحة عقد الزواج . وهناك الكثير من العادات السيئة اذا بحثنا عنها سنجد أنها باقية بسبب الدعم الاسلامي لها. ايضا تعاني كثير من النساء بأجبارهن على عمل أمورا لايرغبن بها او الحرمان من أهم او ابسط حقوقهن ويرمين بالمسؤولية على المجتمع وعاداته وتقاليده ويبرأن الدين منها بسبب عدم القدرة على التفكير بعقل ومنطق لأنها لم تنشا على هذا النهج الانساني الصحيح وهكذا لاتستطيع أن تفكر خارج حدود دينها الذي يصدمها بتأيده لما تعانيه، وفي نفس الوقت لاتستطيع أن تفكر مجرد تفكير في رفضه بسبب الخوف والرعب الذي يسيطر على تفكيرها وعقلها ولايسمح بمرور الحقيقة اليه. فتعفي الدين من المسؤولية وترميها على عاتق العادات والتقاليد كي ترتاح نفسها ويطمئن عقلها وتعيش راضية بمعاناتها على أمل تعويضها في الجنة. لماذا لاتجرأي يااختي العزيزة وتفكري لو قليلا بعقلك متحدية خوفك لبضع ساعات فقط وتقارني حالك في حال اتباع العقل وفي حال اتباع الدين وتعرفي بنفسك أيهما افضل لأنسانيتك وفطرتك السليمة . اسألي نفسك بهذا السؤال : لماذا يستطيع الرجل أن يحرمني من وظيفتي او يأخذ مرتبي او يزوجبي رغما عني او يمنعني من الزواج او يضربني بدون حساب او يمنعني من السفر والخروج من المنزل الا بأذنه او يأذيني في حياتي بأي شكل من الاشكال، لماذا يستطيع ؟ ستجدي الاجابة كالتالي : لأنك اسيرة لديه وهو سيدك سواء كان أبيك او زوجك او أخيك . فكيف تستطيعي أن تقاضي محرمك اذا ظلمك وهو الوصي عليك ولايمكنك الخروج الا بأذنه وبمرافقته . فهل من الطبيعي أن يرافق الجاني ضحيه لتقاضيه وتقف ضده ويكون خصمها؟ الطبيعي هو أنه سيمنعها من مجرد الحديث عن حقها . مثال : أخ حرم أخته من الميراث وهو محرمها الوحيد ، كيف ستذهب للمحكمة وهي لايسمح لها بالخروج الا معه وايضا لايستقبلها القاضي الا بحضور محرمها . ماهو حل الإله لهذه المشكلة ؟ الحل هو الصبر ليوم القيامة ولكننا لا نرى رجال يظلموا من قبل نساء ولايجدوا حلا الا الصبر لذاك اليوم . إذن الإله وضع رقابنا بأيدي الذكور اذا صلحوا وصلحت اعمالهم سلمنا واذا كان عكس ذالك فما لنا سوى الصبر الى يوم القيامة وهذا ليس منطقي ولا أنساني . لايستطيع الرجل التحكم بمصير رجل آخر ولو استطاع لفعل ولكن لايوجد مايؤيده ويشرعه له، اما المرأة فهناك أهم مايشرع له التحكم بها وبمصريها وحياتها وهو الوصاية عليها وحرمانها من حريتها التي وضعت في يده اذا شاء منحها اياها واذا لم يشأ ظلت اسيرة في سجنه، وهذه الوصاية لايمكنها الشكوى ضدها لأنها اهم بند في شريعتها وفي ذات الوقت هي اكبر سلاح يشهر في وجهها اذا حاولت مقاومة الظلم الواقع عليها . هل من العدل أن يترك إله مصير أنسان متوقف على صلاح وضمير أنسان آخر ؟ هذا التصرف لا نرضاه من أنسان عادي فكيف نقبله من إله خالق عظيم وعادل ؟ صحيح أن معظم الاباء لايظلمون بناتهم ولكن يوجد البعض منهم يفعل هذا الشيئ، لكن معظم الاخوان والازواج اذا تعارضت مصالحهم مع مصالح اخواتهم او زوجاتهم يظلمونهن بدون أي تأنيب للضمير ، والله اعلم بنفوس خلقه ومع ذالك جعل النساء تحت رحمة ضمير رجالهن ولم يجعل ولو رجل واحد فقط تحت ضمير امرأة . هل يعقل هذا أن يكون إله ؟ ختاما اقول لكل امرأة مسلمة وخاصة المرأة السعودية : عندي لك طريقة سهلة لمعرفة أن كان الدين حقيقة إلآهية أم هو مجرد ثقافة عربية وهي : انظري من حولك الى رجال عائلتك او قبيلتك إليس هناك رجال غير ملتزمين دينيا وقد لايصلون ولايصومون ولايزكون حتى هل هولاء يتعاملوا مع المرأة تعامل يختلف عن مايأمر به الدين هل يسمح هولاء لأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم بعدم الحجاب او يتهاونوا بخروجهن ودخولهن ولايتحكموا بحياتهن ولا يقمعونهن بالتأكيد لا . لن يكونوا متحررين معهن لأن هذه هي ثقافتهم العربية الاصيلة التي تحقر المرأة وتهمشها وتسلعها والدين هو مجرد سلطة وقدسية لها وسيف في وجه اعدائها وبالتالي مهما كان الرجل العربي بعيدا كل البعد عن الدين يبقى متدينا جدا نحو المرأة. وهكذا تعرفي أن الدين ماهو الا سلطة لثقافة ذكورية جعلت الرجل اعلى وافضل من المرأة في كل مجالات الحياة ، لا لشيئ سوى أنه ذكر ذو عضلات وهي أنثى صعيفة الجسد اما الفكر والعقل في هذه الثقافة فهو يقدر بحجم العضلات لذالك نجد عندهم عقل المرأة ضعيف بالنسبة لعقل الرجل . ولكن الواقع ينطق بغير ذالك ولا يوجد اصح واقوى حجة واصدق من الواقع . أعملي عقلك وسترين النتائج المبهرة وستعرفي كم كنت مغيبة وغارقة في الاوهام ./ أنتهى .
#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتقادات متنوعة ...
-
هل للظلم والاساءة مبرر ؟
-
السلطانة وفاء سلطان
-
الكاتب عبدالله بن بخيت والمتصل الشوارعي
-
حرية المرأة في المفهوم العربي
-
لماذا المرأة السعودية خاضعة وقانعة دائما؟
-
مقابلة مع شيخ سلفي
-
لو كان القمع رجلا لقتلته!!
-
أوقفوا الحجر على حرية المرأة
-
المرأة والرجل.. والحق المسروق
-
الحقيقة.. ابنة البحث!
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|