أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال احمد سعيد - من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟















المزيد.....

من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الائتلاف العراقي الموحد الذي يحكم العراق حاليا هو تجمع اسلامي طائفي شيعي يضم اغلب الاحزاب والجماعات الدينيه العاملة في الساحة العراقية ، وكان الائتلاف قد حقق نصرا ساحقا في انتخابات عام 2005 الا انه بسبب الاخفاقات والمشاكل والصراعات بين الاطراف فقد بدأ يتآكل وذلك عندما قررت كتل سياسية مهمة ان تنسلخ منه مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة واجنحة من حزب الدعوة وجماعه كتله مستقلين وكتله ابراهيم الجعفري .
لقد كانت لنتائج انتخابات المحافظات اثارا دراماتيكية اذ افرزت تصدعا كبيرا في صفوف الائتلاف وجاءت تلك النتائج لتنبأ بما لايقبل الشك على ان العراق مقبل على اصطفافات جديدة قد يغلب عليها الطابع الوطني العراقي بشكل اكثر وضوحا من اي وقت مضى .
ان المرحلة القادمة ونقصد بها مرحلة مابعد الانتخابات العامة المقررة نهاية كانون الثاني 2010 ، سوف تكون الاخطر في تاريخ العراق الحديث ، وربما ستقرر المسيرة السياسية لعراق مابعد التغيير بعد الفوضى التي اتسمت بها العملية السياسية خلال السنوات الست الماضية . تلك المرحلة ستجد ملامح المشروع الوطني العراقي كما ستقرر ان كان العراق سيبقى دولة دينيه ام انه سيتجه نحو الدولة المدنيه .
هناك اطراف سياسية عديدة متمسكة للابقاء على وضع العراق الحالي كما هو للحفاظ على مراكزها في السلطة ، وقد شعرت بالخطر الداهم في ضوء نتائج الانتخابات المحلية وهي تريد ان تعيد النظر في حساباتها السياسية ، وعلى رأس تلك الاحزاب المجلس الاعلى الاسلامي فقد اعلن بأسم رئيسه انه يريد اعادة بناء الائتلاف (على اسس جديدة) وتوسيع قاعدته بأدخال عناصر اخرى من غير الطائفة الشيعيه وقد قام المجلس بترشيح السيد همام حمودي احد قادته المعتدلين لقيادة عملية اعادة البناء بالتعاون مع الاحزاب الاخرى وعلى رأسها حزب السيد رئيس الوزراء نوري المالكي . غير اننا نجد ان السيد رئيس الوزراء يريد ان ينئى بنفسه عن الطائفية ومبدأ المحاصصة وحتى عن التوافقية ، ويلوح متمسكا بالمشروع الوطني الذي يجب ان يمثل كل العراقين ويؤكد على ان خوض الانتخابات القادمة يجب ان يكون بعيدا عن كل اشكال الطائفية والمذهبية . وكردة فعل على مواقف رئيس الوزراء الجديدة فأن المجلس الاسلامي اخذ يطلق تحذيرات لتخويف السيد المالكي من اجل ان يقدم تنازلات الى المجلس وبقية الاطراف الشيعيه للحفاظ على الائتلاف وعدم انفراط عقده . وفي هذا النطاق حذر السيد باقر الزبيدي وهو قيادي في المجلس من وجود تحركات لاختيار رئيس وزراء شيعي من خارج كتله الائتلاف الموحد واكد ان هناك سعي لايجاد تكتل من خلال اجندات اقليمية ودولية تمهيدا لمجيء طيف من غير الاسلامين لتشكيل صورة جديدة للحكم بعيدا عن التوجه الديني والطائفي الحالي .
على الرغم من المساعي الحثيثة التي يبذلها المجلس الاسلامي بتجميل صورته امام الجماهير فأن بعض قيادي هذا الحزب لايترددون لحظة من كشف حقيقته كونه حزبا طائفيا يمثل منتهى التطرف والاندفاع في سبيل تطبيق اجندته السياسية . بتاريخ 27-5-2009 قال صدر الدين القبانجي رجل الدين القيادي في المجلس الاسلامي خلال اجتماع ضم طلاب واساتذة الحوزة العلمية في النجف (ان الحكم في العراق حق للشيعه ويجب الدفاع عنه لانهم يمثلون الاغلبية في هذا البلد) واضاف (ان شيعه اهل البيت في العراق تمثل الاكثرية ومن حقنا ان يكون الحكم وتكون الحاكمية للشيعه وان الدفاع عن حق الاكثرية دفاع عن النظام الدستوري في العراق الجديد ودفاعا عن ارادة الناس) .
ان تصريح السيد القبانجي لم يكن الاول ولن يكون الاخير وهو الذي يعبر عن جوهر الخطاب السياسي للمجلس الاعلى ويفند دعوة المجلس لتوسيع قاعدة الائتلاف بأتجاه ضم قوى وعناصر وطنيه جديدة وهو بعين الوقت يثير فزعا مبررا لدى قوى كثيرة في العراق وهو مؤشر بان البلاد قد تتجه مرة اخرى نحو حالة جديدة من الاختناقات الطائفية والعودة لما يشبه احداث الاعوام 2005-2007 الماضية . يضاف الى ذلك فان مضمون الخطاب سوف يعمق الهوة بين العراق والكثير من الدول العربية ويزيد من عزلته ، فضلا عن انه يؤجج مخاوف العرب من انزلاق العراق في الخندق الايراني الذي ستكون له عواقب وخيمه على الدولة العراقية والشعب العراقي على حد سواء .
ان تصريحات القبانجي هذه جاءت بمثابة رصاصة الرحمة للائتلاف العراقي الموحد (المفكك) الذي يحاول المجلس الاسلامي ان يبعث به الروح من جديد ، ان مثل هذه التصريحات تدق اسفينا بين اطراف التجمع وتؤدي الى ابتعاد البعض عنه وعلى وجه الخصوص حزب السيد رئيس الوزراء الذي يدعو علنا الى ضرورة تغليب التيار الوطني على التيارات الطائفية والمذهبية في العملية السياسية برمتها . وبالفعل فقد جاء اول رد فعل لتصريحات القبانجي على لسان السيد رئيس الوزراء الذي طالب بمحاسبة الذين يتخذون منابر المساجد منطلقا لاثارة النعرات الطائفية وتأجيج الفتنه بين ابناء الشعب الواحد .
لاشك ان اطلاق مثل هذه التصريحات وغيرها يمثل حراكا في الساحة السياسية العراقية من اجل التأكيد على ان في العراق ثلاث مكونات شيعيه وسنية وكوردية ، وهذا الخطاب يقف بالضد لكل من يفكر برفع الهوية الوطنيه والتمسك بها ، وهو يعكس بما لايقبل الشك التدخل السافر من قبل احدى دول الجوار بهدف تقسيم العراق واحياء مشروع فيدرالية الوسط والجنوب من اجل ابتلاع هذا الجزء المهم من الوطن .
لقد اصبح واضحا انه كلما تلوح في الافق بوادر الانفراد السياسي وذلك بتغليب المشروع الوطني واعطاء الحرية للمواطن بممارسة حقه الانتخابي بعيدا عن التيارات الطائفية ، نقول انه كلما تلوح بالافق مثل هذه الملامح الحرة كلما يظهر من يقف ليعيد عقارب الساعه الى الوراء ويصر على استمرارية الحكم الديني الذي لم يقدم اي مكسب الى هذا الشعب بعد اكثر من ست سنوات وهنا لابد ان نذكر بالدور المفجع الذي لعبته الميليشيات الدينيه والتي عملت على العبث بامن البلاد وثبت ان من يقف ورائها هي نفس الاحزاب المسيطرة على شؤون البلاد سواء كانت شيعيه ام سنيه .
لابد لنا اخيرا ان ننبه القوى العلمانيه والتقدمية بأهمية النضال من اجل وحدة العراق واستقلاله والعمل على رسم المستقبل المزدهر لهذا الشعب ،مذكرين بأن نضال هذه القوى يجب ان ينطلق من وحدة الصف بالقضاء على حالة التشرذم الذي تعيشه والعمل فورا من اجل اقامة جبهه وطنيه عريضة تضم كل العناصر الوطنيه المخلصة كي تتفادى من ان يتحول العراق الى طالبان او صومال جديد .





#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح
- العراق الديمقراطي 7
- العراق الديمقراطي 6
- العراق الديمقراطي 5
- العراق الديمقراطي 4
- العراق الديمقراطي 3
- الانسحاب الامريكي والحالة العراقية
- العراق الديمقراطي 2
- انتخابات مجالس المحافظات خطوة الى الامام
- العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات
- سقوط الفيدرالية
- بمناسبة جولة التراخيص النفطية الثانية
- العراق دولة المحاصصة الطائفية
- مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء
- العلمانيه هي الحل (2)
- الحوار المتمدن الباب المفتوح امام الفكر الحر
- الديمقراطية الاميركية وديمقراطية العراق
- قراءة في الاتفاقية الامنيه بين العراق وامريكا
- نفط العراق وزحف السلحفاة
- العراق الديمقراطي ومحنة الاقليات


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال احمد سعيد - من يعيد الحياة للائتلاف العراقي الموحد؟