حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:08
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لا شك أن لادعاء حزب الأصالة والمعاصرة سحب دعمه للحكومة معاني كثيرة، من بينها ابتزاز بعض المكونات السياسية الحكومية (إجراء عقابي) وتصفية حسابات بين أقطاب النظام في ظل ارتباك غير مسبوق ناتج عن الفراغات التي خلفها "إقصاء" بعض ديناصورات الماضي وعياء أخرى، ثم خلق مسافة فاصلة (مسافة وهمية) بين الحزب والحصيلة السلبية الثقيلة للحكومة والتي يمكن أن تؤثر سلبا على مشاركته في الانتخابات الجماعية المقبلة في حالة استمرار ارتباطه بالحكومة. ويمكن أن يكون هذا الادعاء (الحدث) الذي يسوق كاضطهاد من طرف الحكومة للحزب محكوما بالسقف الانتخابي وفي حدود المعنى الأخير المشار إليه، كنوع من الأنواع المقيتة للشعبوية والسياسوية والانتهازية، كما يمكن أن يكون تبشيرا بمرحلة ما بعد الانتخابات الجماعية التي يعتقد الحزب "الملكي" انه المؤهل لإدارتها وتسيير دفتها وصنع تحالفاتها، بعد فشل الفاسي (حزب الاستقلال) في أن يكون مؤثرا ومقنعا، خاصة وتصدع علاقته بحليفه/غريمه التقليدي الاتحاد الاشتراكي..
وفي الحدود الضيقة، نفهم أن "حزب صديق الملك" يريد أن يخوض اللعبة من موقع المضطهد. وإذا كانت هذه حال حزب فؤاد عالي الهمة، بكل علاقاته ونفوذه وجاهه، كيف ستكون يا ترى حال أحزاب أخرى لا حول لها ولا قوة، ومن بينها أحزاب اليسار، والمقاطعة منها للعبة بالخصوص؟ !!
رموز كانت الى وقت قريب تضطهد الأحزاب والجمعيات والنقابات والجماهير، تعلن أنها أصبحت ضحية الاضطهاد الحكومي !!
إنها إحدى صور العبث والضحك على الذقون، التي لا تسمح بتبييض ماضي هذه الرموز أو طمسه. فالشعب المغربي، سواء شارك أو قاطع الانتخابات، لا يهمه "اضطهاد" حزب الهمة، ولا يعنيه دعم هذا الأخير للحكومة أو سحب دعمه، كما لا تهمه هذه الحكومة أو الحكومات القادمة...
والأهم في ما تعبر عنه خرجة الهمة هو الاعتراف بوجود الاضطهاد وغياب الديمقراطية وهزالة الأداء الحكومي. وبدون شك، لا يمكن أن يسود في ظل الاضطهاد غير الاستغلال والظلم والقهر والقمع...
وإذا كان "الاضطهاد" المزعوم يسمح لحزب "فتي" وفي فترة قياسية أن يجمع 89 عضوا في غرفتي البرلمان (46 نائبا و43 مستشارا)، أي حوالي 14%، وهي نسبة لم يحصل عليها العديد من الأحزاب "العتيدة" (يتوفر الحزب على نسبة 25% ضمن الأغلبية النيابية)، ويسمح له أن يغطي 50% من الدوائر الانتخابية على الصعيد الوطني و87% من الجماعات المحلية، فمرحبا بهذا "الاضطهاد" !!
هل "الاضطهاد" هو الاستقبالات البروتوكولية الاستثنائية للسيد الهمة؟ !!
وهل "الاضطهاد" هو توظيف المال العام والاستفادة من الآليات العمومية، وعلى رأسها الإعلام العمومي؟ !!
إن "فديك" جديدة لن تنتج سوى مآسي جديدة وإن تعددت الأسماء أو اختلفت المداخل...
وكل "فديك" ونحن مضطهدون !!
حسن أحراث
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟