|
الطفولة محك اختبار وامتحان...!
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:55
المحور:
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
تعتبر الطفولة المتميزة بالبراءة، المحك والاختبار والامتحان، لكيفية التعامل معها ومدى احترامها وقدسيتها والحفاظ على جماليتها وعدم تشويهها من قبل الماسكين بزمام الامور في المجتمع، وواضعي ومخططي ومبرمجي كيفية سلوك المجتمع واتجاهاته، ويصادف يوم الاثنين القريب من الاسبوع القادم، يوم الطفل العالمي، واول ما يتبادر الى الذهن هو السؤال، كيف اوضاع الاطفال في العالم؟ ولماذا هي هكذا؟ وهل اوضاعها منزلة لا يمكن تغييرها؟ لا شك ان مرحلة الطفولة هي المرحلة الاهم في حياة الانسان في اعتقادي وبناء على الظروف والاوضاع والاحوال التي ينمو ويترعرع ويتبلور وينشأ ويكبر فيها الطفل، تكون افكاره ومشاعره واحلامه وسلوكياته وقدراته المادية والروحية، فعندما نقرا ونسمع ان الجوع يتهدد اكثر من (1،5) مليار انسان في العالم فهذا يعني ان هؤلاء يعيشون في ظروف اجتماعية صعبة وسيئة ولا تليق ببني البشر، وماذا ستكون افكار ومشاعر وسلوكيات وابداعات من يعيش في ظروف صعبة وغير انسانية ويعاني من الحرمان التام من الفرح والغبطة والسرور والالعاب والطمانينة؟ ان اساس الجريمة المتجسدة في وجود طفولة غير سعيدة، يكمن في النظام القائم في كل دولة ودولة، وما هي اهداف واولويات وبرامج ومخططات ذلك النظام؟ ولنأخذ على سبيل المثال الدولة التي نعيش فيها، ويكفي في اعتقادي، ان نقرا او نسمع عن وجود(65،7%) من اليهود في الدولة لا يدخلون القرى والمدن العربية وان(49%) من اليهود و(54%) من العرب يشعرون انه لا يمكن ان يثق الواحد بالاخر، وغير ذلك من معطيات قدمت في يوم دراسي عقده المركز اليهودي العربي في جامعة حيفا، في الثامن عشر من الشهر الجاري، حول مؤشر العلاقات العربية اليهودية في اسرائيل والذي دل على حتمية وجود اورام سرطانية خطيرة في المجتمع نتيجة للتربية القائمة والسياسة المنتهجة رسميا وانعكاساتها السلبية خاصة على الاطفال، الامر الذي يقود حتما الى تشويه جمالية المشاعر الانسانية والافكار الانسانية وبالتالي السلوكيات الانسانية الخطيرة ونتائجها الكارثية، تكفي تلك المعطيات السيئة لكي ننبذ النظام القائم والمتلوث عمدا بالافكار والممارسات والاهداف والمشاعر العنصرية، وكما في كل يوم، ولكن بالذات في يوم الطفل العالمي، ومدى قدسية هذه المناسبة، اعتز بانتمائي الانساني الجميل الى فكر انساني اجمل هو الفكر الشيوعي الذي يسعى باختصار شديد لكي تكون البشرية بمثابة اسرة انسانية واحدة تعيش في كنف المحبة والاحترام والتقدير يتعاون افرادها دائما على تعميق جمالية افكارهم ومشاعرهم واهدافهم وسلوكياتهم والقول بالذات في هذه المناسبة العالمية المقدسة اننا بحاجة الى زهور وموسيقى وراحة بال واطمئنان على المستقبل، بحاجة الى السعي الدائم لتعميق جمالية انسانية الانسان وجمالية مشاعرها وان اجمل جمالية تلك المشاعر التي يتجسد في تقديس براءة الطفولة والعمل الدائم لتوطيد العلاقات بين الاطفال بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والسياسية وتعميق رؤية المشترك بينهم وجماليته، يقول المنطق الانساني الجميل والواقعي ان العيش في راحة بال واطمئنان على المستقبل وفي كنف السلام والسعي الدائم لابهاج الاطفال بامور نفسية ومادية جيدة وجميلة هو المطلوب ترسيخه ونشره دائما والعمل على ديمومته، ولكن وبناء على الواقع القائم والملموس وعلى صعيد عالمي وليس محليا فقط، فالطفولة تلوث وتشوه وتداس بشتى الممارسات والبرامج والافكار والسلوكيات العنصرية والدينية والقومية والطبقية خاصة البرامج اللامنهجية في المدارس ووسائل الاعلام، نعم، كم من طفولة ضائعة ومهانة ومداسة وملوثة بشتى الافكار والمشاعر والاهداف والتربية العنصرية في النظام الراسمالي؟ ويقدم الواقع القائم والملموس الادلة والبراهين التي لا تدحض وتثبت مدى احتقار الحكام ومشاعر الانا والتقوقع في ابراج واماكن التفريق المختلف الاسس والاهداف، والمشاعر السياسية والطبقية والحزبية والقومية والدينية والطائفية وبراءة الطفولة وقدسيتها، وبالذات في يوم الطفل العالمي تبرز مدى اهمية تبني الافكار الشيوعية والعمل لنشرها لانها الوحيدة القادرة على صيانة وحماية وحفظ براءة الطفولة وعدم تلويثها بالافكار والمشاعر والتربية والاهداف والسلوكيات العنصرية، نعم ان اجمل هدية تقدم للاطفال بالذات في يومهم العالمي، تتجسد في عهدي لهم بالتمسك اكثر واكثر بافكار ومبادئ واهداف الشيوعية، لانها الوحيدة من بين باقي الافكار السائدة في المجتمع البشري الكفيلة بضمان وحفظ وتعميق قدسية براءة الطفولة، في البيوت والمدارس والحدائق، نعم... كم من طفولة ضائعة ومهانة ومحرومة من الفرح وملوثة بقاذورات العنصرية والطبقية والطائفية والدينية والعائلية ونتائج ذلك والملموسة في كل مكان والمباعِدة بين الناس والمعمقة الكراهية والاحقاد بينهم، بينما تكون الطفولة وجماليتها وقدسية براءتها والسعي الدائم لاسعادها وضمان بهجتها، في راس سلم اولويات الاشتراكية لكي تظل وتكون دائما في الحدائق مع الالعاب وزقزقة الطيور في كنف السلام الراسخ والجميل والدائم. ان الجمال وتقديسه، خاصة جمال الافكار والمشاعر والسلوكيات والاهداف والبرامج والشعور بالجمال والتفكير بجمالية والسعي لترسيخه ونشره والتفكير بجمالية، وتوطيد وترسيخ العلاقات الانسانية الجميلة، ينقذ البشر من الكوارث والمظالم والسيئات الناتجة حتما عن تفكير الانا وعن دوس جمالية وقدسية انسانية الانسان والسؤال الذي يطرح نفسه بالذات في يوم الطفل العالمي، ما هو الافضل،تعميق جمالية انسانية الطفولة وتقديس براءتها ام دوسها؟ وبناء على الواقع فان النظام القائم يلوث الطفولة بالعنصرية وبالمشاعر الاستعلائية وباحتقار العرب.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يرى فخا منصوبا يتجنبه!
-
يصرون على إبراز أنيابهم !
-
هذي حكومة المجازر
-
دروب الآلام والعذاب والحروب ليست منزلة!
-
متى سيتوقف فحيح الافاعي؟
-
لتغيير سلم الاولويات: الجبهة تناديكم فاستجيبوا للنداء
-
الشيوعية تضمن بقاء البسمة على الشفاه
-
ديناصور الامبريالية الى انقراض وبلبل الشيوعية ابدي التغريد
-
نهاية البرجوازية وانتصار البروليتاريا امر حتمي !
-
سحنة الاحتلال لا تتغير الا في الاتجاه الابشع
-
سياف الطفولة
-
مطلب الساعة: الاصغاء جيدا للصوت الشيوعي
-
اريد ان اعيش سعيدا
-
شمس الشيوعية، شمس الجمالية الانسانية والعدالة الاجتماعية
-
خلاص البشرية من مآسيها يكون فقط بانتصار الشيوعية
-
المرأة انسان كامل من حقه العيش باحترام وكرامة
-
تحويل الدولة من ترسانة عسكرية الى حديقة غنّاء ليس مستحيلا
-
الشيوعية حمامة فاصغوا جيدا لهديلها الرائع
-
التربية الشيوعية.. ثروة هائلة جدا
-
الاشتراكية والرأسمالية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
|