أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - المستجير من الرمضاء بالنار















المزيد.....

المستجير من الرمضاء بالنار


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 10:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حتى هذه اللحظة لم تزل بعض المؤسسات الأعلامية تتدافع بالمناكب من أجل البكاء على الدم العراقي ليس بقصد المحبة والأعتزاز بالعراقي وأنما بقصد الأثارة الأعلامية ووجود مادة يمكن العمل بها حتى ولو كانت على حساب دمار وموت العراقيين ، وهذه المؤسسات نفسها تنظر لكل مواطن عراقي مهما كان لونه أو جنسه أو دينه أو مذهبه أو قوميته أو انتماءه السياسي نظرة ممتلئة بالريبة والشك والأتهام والخشية مما يحمله العراقي من وباء .
لم تزل بعض المؤسسات الأعلامية وهي تستمتع بالدماء العراقية وتتلاعب بأرواح الشهداء والضحايا وتحاول النفخ في النارالعراقية لتزيدها لهيباً وسعيراً ولتحرق كل أهل العراق ، ولم تزل تتدخل في الشأن العراقي دون شفقة او رحمة او فرصة تمنح العراقي لأن يلتقط انفاسه ، لم تزل تنظر للعراقي كما تنظر له السلطات العربية نظرة دونية فتسارع الى محطات الحدود لتمنع العراقي من الدخول اليها بالجواز العراقي بالرغم من التبجح بالأمة العربية والاخوة والتاريخ المشترك والدم واللغة والدين الذي به يتبجحون .
لم تزل مؤسسات أعلامية تعتبر كل عراقي مهما كان منصفاً وأميناً في عمله مبتلياً بوباء انتسابه للعراق الذي ينشر العدوى على الجميع اكثر من انتشار وباء السارس أو جنون البقروفق مايتخيلون .
لم تزل بعض المؤسسات الأعلامية التي تسيطر عليها النوازع العربيةالمريضة التي أكلت من أكبادنا ولاكت قطع من قلوبنا ووظفت اعمارنا لصالح اعلامها وخصصت برامجها لتشويه صورتنا وتأريخنا وأستباحت حقائقنا .
الضيم الذي لحق بالعراقيين من اخوتهم العرب لايقل عن ضيم صدام البائد فكلاهما يمس كرامة الأنسان ، وكلاهما يتلذذ في عذابات الأنسان ، ووظفت السلطات العربية أجهزتها المخابراتية لرصد العراقيين وحرمت عليهم التفكير والتعاطي السياسي في بلدانها مثلما منعت عليهم العمل والدراسة والأقامة الا بحدود ضيقة لاينفذ منها الا القلة التي لاتتناسب مع أعداد الناس التي لاذت بأرواحها خارج العراق ، وتوهمت أنها تلوذ بأخوتها وأبناء عمومتها فأذا هي تستجير من الرمضاء بانار .
وشعر العراقي بمساحة الظلم الذي تبرقع به في المنطقة العربية ، وليس أكثر حزناً حين يتم منع المواطن العراقي الدخول الى الأقطار العربية الا بموجب سمة دخول يحصل عليها لمدة محددة ، ولكنه يعفى منها أذا حصل على جنسية بلد أوربي ، بالنظر لأحترام الجنسية الأوربية من قبل أقطارنا العربية أكثر من الجنسية العربية أي كان مصدرها .
ولهذا يمم العراقي رحلته المليونية الى دول اوربا وأمريكا ومهاجر ها حيث وجد فيها الأمن والأمان والجنسية والأحترام والكرامة ولقمة العيش التي طالما افتقدها بين اهله وأخوته .
وللسلطات العربية سياساتها وخططها وتنسيقها مع الجامعة العربية ، وليس لنا أن نتدخل في خصوصياتها وتعليماتها الأمنية أو شأنها الداخلي ، غير أن لنا الحق كبشر أن نقرأ التاريخ بعيون عراقية وبعقول عراقية وبصرخات عراقية ممتلئة بالوجع الأدمي فماعاد أحد يستطيع أن يقرأ لنا التاريخ وفق مشيئته وأرادته .
لن اتحدث عن الصحف التي ناصرت الطاغية ولاعن الفضائيات التي أشاعت الدجل والتضليل في العقول العربية حين أستمرت تنهج نفس المخطط الذي سار عليه وزير الأعلام العراقي المضحك محمد سعيد الصحاف الذي اشتهر بكذبه الصراخ أكثر مما أشتهر به غوبلز الوزير النازي وأكثر من الأذاعي أحمد سعيد في صوت العرب المصرية حين أوهمنا اننا نستعيد ارض فلسطين السليبة والحقيقة اننا كنا نخسر أرضاً جديدة وننهزم شر هزيمة في التاريخ المعاصر .
لن نتحدث عن المحللين السياسيين الذين أستمروا في الضحك علينا وعلى انفسهم حين أستمروا في التحليلات التضليلية في أنتصاراتنا ونحن منهزمين دون أن يلفتوا الأنتباه الى مقدار الفجيعة والهزيمة التي حلت في نفوسنا ، بل الهزائم التي مني بها العرب على مر التاريخ العربي المعاصر .
وبدلا من الألتفات الى الحقائق أستمرت مسيرة الأعلام العربي في التردي والغش والتزوير والمبالغة والكذب حتى بات هذا كله نهجاً عربياً مميزاً .
الفضائيات العربية التي دخلت الى ساحة العمل الأعلامي لم تكن تختلف عن الصحافة ولاعن التحليل السياسي والستراتيجي والعسكري الذي تقدمه ، ولم تكن سوى صورة غير حقيقية ومشوهة لمجتمع الخراب والتردي والموغل في الهزائم النفسية قبل العسكرية .
ورغم أننا راهنا على وجود قنوات فضائية عربية زعمت انها خارج سلطة السلطات العربية وأنها لاتتقيد بسياسة محددة وأنما تنهج الحياد الموضوعي ، فقد برهنت العديد من هذه الفضائيات سقوطها مرة أخرى في وحل الهزيمة وعقدة العقلية العربية التي تتبجح بالسمو على كل أمم الأرض في حين أن الأمة صارت غريبة عن الأمة التي خاطبها القرآن الكريم من جميع النواحي .
وبقيت آمالنا متعلقة بقناة أبو ظبي بالنظر لما تتحلى به من موضوعية وحاجة لبرامج صادقة وأعلام حيادي ليس لها مصلحة مثل غيرها من الفضائيات ، وفوق كل هذا فأنها تمثل سياسة الحاكم الجريء الذي نصح صدام البائد بأن ينزاح عن السلطة في الوقت الذي كان جميع القادة والزعماء العرب يصمتون صمت القبور ويهللوا له فرحين بأنتصاره العسكري القادم ووقوف الأمة العربية من خلفه ، وهم يدفعون به الى الهزيمة المنكرة التي أضاعت العراق معه .
وقدمت قناة أبو ظبي برامج ثقافية بعقلية متطورة وحيادية وتعتمد الجرأة في طرح المعلومة مع متابعة ونقل لوقائع تاريخية تفردت بها من خلال برامج عديدة منها البرنامج الناجح (( بين زمنين )) الذي قدمه الأعلامي العراقي أحمد المهنا ومعه بقية الكادر الاعلامي العراقي المتمثل بكل من رعد مشتت وحيدر كريم وحيدر لطفي الجراح وعدنان عبود وأخيراً الاخبار والتحليلات الموضوعية التي يقدمها الأعلامي المستقل و المتميز نجاح محمد علي .
جاهدت الأسماء التالية جهاد المخلص لرفع سمعة القناة المذكورة ورفعوا مكانتها التي ميزتها بين الفضائيات بالتكاتف والتعاون مع بقية الكادر الفني والثقافي في القناة المذكورة حتى عد البعض قناة ابو ظبي تنافس الفضائيات الأجنبية من خلال المتابعة التي تابعتها الجماهير العربية بشكل خاص .
وتدريجياً بدأ العقل الشوفيني العربي يتسلل الى القناة المذكورة ويعمل بدقة في سبيل مكافأة الأعلاميين الناجحين جزاء سنمار ، فيعمل على أنهاء خدماتهم بسبب كونهم عراقيين ويخفف الى درجة كبيرة فاعلية البعض منهم ، وبغض النظر عن الجهود المخلصة واللبنات التي شيدها الأعلاميون العراقيون في قناة ابو ظبي والتي لايمكن أنكارها أو غض النظر عنها .
وأذا كان بعض من تولى المسؤولية في قناة أبو ظبي ممن يتلبس بعقلية الفكر العروبي الشوفيني وكراهية العراق والعراقيين والزعم والأدعاء بالعداء للولايات المتحدة الأمريكية ، فأن قطع رزق الأعلامي العراقي لايمكن أن يجعل الأمبريالية تترنح وتسقط في الحضيض ، ولايمكن أن يكون كبش الفداء الذي يتبكي عليه أمريكا ، وكلنا ثقة أن شعب الأمارات الذي يكن للعراقيين كل الحب والتقدير والأعتزاز يعكس كل هذا في رعاية عائلة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للكادر العراقي الأعلامي لما يمر به من محنه قبل ان يستعيد العراق انفاسه .
وأذا كانت سمة من سمات التردي الأعلامي بانت بشكل واضح في القناة التي ترنحت وصارت تسير خلف بعض الفضائيات بعد أن كانت تتقدمها ، ليس فقط بسبب الغاء عقود العراقيين بل هو سبب من اسبابها الأكيدة ، فقد عرف العرب أنهم يستغنون عن العراقي بعد أن يمتصون دمه وجهده وعرقه ثم يصرفونه عن العمل في أحلك لحظات عمره .
ما أقدم عليه المسؤولين الجدد في قناة ابو ظبي السيد نارت بوران ومساعدة السيد الفريد عصفور لايمثل الأنصاف والتعبير عن الأمتنان لما قدمته هذه الأسماء من جهود اعلامية للقناة المذكورة ، وأذا كان أنتمائهم للعراق يشكل جريمة في نظر المسؤولين المذكورين فأننا نعتقد ان شعب الأمارات وشيوخها وأمرائها يختلفون معهم بذلك كثيراً وسيبقى شعب العراق يتذكر هذا الموقف .
أن اعتماد المهنية ليس فقط في البرامج التي تبثها القناة ، وانما حتى في التعامل مع الأعلامي العراقي ، وليس من الأنصاف أن لايتم الألتفات الى هذه الأسماء التي صارت ضحية من ضحايا كراهية بعض العرب للعراقيين ، وهي حالة مرضية ابتليت بها الأمة التي انحدرت للحضيض دون أن نتعرف لحد اللحظة ماذا جنت أيدي العراقيين وماذا عملوا لأخوتهم العرب حتى يتلقوا منهم كل هذا الظلم والتعسف والكراهية .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبايا يزيد العصر
- الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي
- متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
- احلم بعراق جديد
- الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
- ضمير المراسل الصحفي
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل
- ضرورة سيادة القانون بالعراق
- الدعوات الرخيصة للزرقاوي
- حرب الأطباء
- الكرد الفيليون
- رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد ...
- القائد الضرورة مرة اخرى
- قمم .. قمم
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - المستجير من الرمضاء بالنار