كوهر يوحنان عوديش
الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عملاق اخر من عمالقة العراق يرحل عن دنيانا بصمت ودون اهتمام من القابضين على زمام الامور في عراقنا الحبيب، وهذا العملاق لم يكن في اقاصي الارض مغترباً او منفياً سياسياً منقطع الاخبار عن وطنه واهله ولم يكن تاجراً كل يوم في دولة وكل ليلة في فندق.... بل ببساطة كان انساناً عظيماً عاش بين اهله واحبائه في وطن قدم له الكثير ولم يأخذ منه شيئاً رافضاً كل مغريات الغرب وغيره من دول العالم مكتفياً ببيته ووطنه – المأساة – الذي ابى ان يتركه رغم سوء حالته الصحية.
تعرض الشيخ خلال سنوات عمره الاخيرة الى انتكاسات صحية كثيرة ادخل بسببها مستشفيات الاردن وفرنسا وغيرها للعلاج واجريت له خلالها عمليات جراحية عديدة، وهذا طبيعي جداً بالنسبة لانسان بعمره ويعاني كذا مشاكل صحية، لكن الغير الطبيعي والغريب في الامر ان نقرأ ونسمع كل هذه النداءات وصرخات الاستغاثة التي جاءت من شيخ المدربين نفسه وعائلته عندما بدأت رحلته العلاجية، فشخص بحجم وعظمة ووطنية عمو بابا ليس بمعقول ان يستجدي او يستغيث او يطلب المساعدة ويقبلها مرغما من هذا او ذاك بل على الحكومة وايفاءا منها لبعض الدين ان تخصص راتبا شهريا يليق بتاريخ هذا الانسان وتتكفل بمصاريف علاجه ( شعر بعض المسؤولين بمحنة شيخنا الراحل فهبوا لنجدته فور علمهم بمعاناته ومنهم رئيس الجمهورية جلال طلباني ورئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني الذين تكفلوا مصاريف علاجه ) دون الاعلان عن ذلك فهذا الذي قضى سنوات عمره خادما بلده مخلصا بعمله يستحق التقدير والاعتناء.
ربما حان الوقت كي يفكر المسؤولين الحكوميين بالوطن وثروته، فبدلاً من اهدار الملايين وابتلاع المليارت ومن ثم الاستقالة والتنعم بما اغتنموه خلال فترة حكمهم دون محاسبة او سؤال عليهم الالتفات الى محنة الشعب بصورة عامة ومحنة العظماء منهم بصورة خاصة، هؤلاء الذين افنوا شبابهم في خدمة البلد ورفاهية الشعب اصبحوا في حكم الماضي ومنسيين ومهمشين من قبل النخبة الحاكمة الجديدة وذلك بسبب صراع المصالح ونظام المحاصصة الذي اتبعوه في قيادة البلد وترسيم سياسته، فكم عراقياً عظيماً وكبيراً ومخلصاً مثل عمو بابا رحل وسيرحل بصمت دون اهتمام وتقدير؟.
سؤال:-
ماذا لو كان عمو بابا حماية احد المسؤولين او فردا من افراد عائلته؟
جواب:-
هؤلاء ليسوا بحاجة الى نداء استغاثة لانهم ورثوا العراق!.
#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟