|
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايجابي مع نتائجها 7-7
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 10:50
المحور:
القضية الكردية
ماذا يخطط له النظام ؟: الفتنة التي اشعلتها السلطة يوم الثاني عشر من آذار الفائت في مدينة القامشلي لم تكن بنت يومها بل خطط لها منذ امد بعيد منذ أن بانت في الافق احتمالات شن الحرب على النظام العراقي وتم التمهيد لها اعلامياً بدفع مجموعة من الكتبه والمثقفين وموظفي بعض الفضائيات العربية بشن الهجوم على كرد سورية والعراق وقذفهم باتهامات التعامل مع اسرائيل والعمل على تحقيق الانفصال والعمالة للقوات الامريكية والتشكيك بتاريخيه الوجود الكردي في سورية واعتبارهم من المتسللين من تركيا والعراق. وكنت ومنذ عامين قد لاحظت هذا العدوان الثقافي – الاعلامي وشعرت بالقلق من الهدف من هذه الحملة وماذا ترمي اليه ولذلك بادرت الى نشر عدة مقالات حول الموضوع وحذرت من نوايا السلطة وهدفها المبيت من وراء هذه الشحنه العنصرية الظالمة وكانت مقالاتي تحت العناوين التالية: " أوقفوا هذا المسلسل العنصري تجاه الكرد" و" ازاء تصعيد الحملة السورية: هل استعداء الكرد يفيد القضايا العربية " و"عندما يتوحد الخطاب الشوفيني بين السلطة ومثقفيها" وغيرها. الآن وبعد مضي اكثر من شهر على بداية الاحداث الكردية مازالت الامور في طور الاستمرار والتصعيد من جانب السلطات والمخطط ماض بصور مختلفه واشكال عديدة وهذا مرده تشبث السلطة بالتمسك بالحل الامني حتى يتم تنفيذ بنود الخطة خطوة خطوة وعلى قدر من السرية والتكتم ومن مراقبه سير الاحداث يمكن تلمس مضامين وجوانب هذا المخطط بالشكل التالي: 1- مضي النظام في استراتيجية الابقاء على حالة التوتر في المناطق الكردية وتعميق الفتنه العنصرية بين العرب والكرد بحيث لاتخرج من تحت سيطرة الاجهزة الامنية التي تشرف على ادارة الازمة بكل ما لديها من امكانيات وكوادر وخبرات وبتعامل مباشر من –ماهر الاسد- الشقيق الاصغر لرئيس الجمهورية وبمواصلة توزيع الاسلحة على بعض زعماء العشائر العربية للغرض ذاته. 2- متابعة ادارة العمليات الارهابية في العراق من جانب رؤوس النظام وليس صحيحاً كما سربته وسائل الاعلام من ان مجموعة جنرالات الاجهزة الامنية جاءت خصيصاً الى الجزيرة ( هشام بختيار ومحمد منصوره وصقر خيربك ومحمد صالح ) لحل ازمة القامشلي لان هؤلاء يتواجدون في المنطقة منذ ماقبل شن الحرب على نظام بغداد لتنظيم العمليات بالتنسيق المسبق مع نظام صدام حسين قبل سقوطه وبسلاحه وامواله وخبرائه والتعاون اللاحق مع مجموعات ارهابية دينية ومذهبية وبينها مجموعة ( ابو مصعب الزرقاوي ) بطل عملية الواحد من شباط الاهاربية في – اربيل – وبعض متمرسي الارهاب من حزب الله اللبناني، والجماعات الايرانية، مع خبره /25/ عام من احتلال وتفتيت لبنان وقهر شعبه وضرب قواه ببعضها وافساد مجتمعه واسكات اصوات احراره. 3- دفع بعض الاقلام المأجوره من المثقفين لاثارة العصبية العشائرية في الجزيرة واعتبارها من باب العنفوان القومي حيث تفتحت شهيه البعض من هؤلاء بعد الاحداث الكردية واشعال الفتنه وخاصة في الجزيرة الى نبش اوراق الافخاذ والعشائر والقبائل العربية واعتبار النمط العشائري تنظيمات سياسية قومية حريصة على الوطن وحارساً على "عروبة الجزيرة" وسد منيع امام اطماع القوميين الكرد. وكل ذلك يصب بالنهاية في مجرى النفخ في نار الفتنه وتنفيذ لمخطط السلطة بتحريض العشائر العربية على جيرانهم واصدقائهم الكرد. 4- مضي النظام واجهزته الامنية على وجه الخصوص حسب التكتيك المتبع منذ عقود ببث المزيد من الفرق والانقسام في الحركة القومية الكردية والتدخل في شؤونها ودعم التيارات الانهزامية ومن المتوقع أن تضاعف الاجهزة من تدخلها في هذه المرحلة وتدعم بشكل فاعل اليمين القومي الذي بات في وضع محرج بعد الاحداث والهبة الجماهيرية الشجاعة والسلمية الى درجه قيام الاجهزة بحماية بعض القيادات المتواطئه والتي باتت على وشك السقوط وبين الاوساط الجماهيرية. 5- سيستمر النظام في نهجه السابق منذ احداث حماة وعلى غرار توأمه العراقي في محاولة اعادة رسم المعادلة القديمة على شكل " ثنائية الخيار" ولاثالث بينهما كمسلك الانظمة التوتاليتارية في التاريخ: اما القبول الشعبي والرضوخ لارادة النظام بكل سيئاته أو التهديد بالحرب الاهلية كبديل. هذا بالضبط ما فعله صدام حسين وحكام دكتاتورييون آخرون، ولكن هل يمكن أن يظل الشعب السوري رهينة لدى النظام الى ما لانهاية؟ وهل سينطلي هذا التهديد على القوى الوطنية والديمقراطية في سورية وهل يمكن تجاوز هذه المعادلة في المستقبل القريب؟ وهل تدخلات النظام وتصدير الارهاب الى العراق بمثابة تنفيذ جزء من هذه المعادلة في بلد آخر مجاور كخطوة وقائية دفاعية ؟. 6- يدل سير الاعتقالات المتواصلة من جانب اجهزة السلطة ضد ابناء الشعب الكردي وبتهم جنائية على نية النظام في المضي بمخططه حسب المعالجة الامنية المرسومة وحسب تصريحات المسؤولين في وزارة الداخلية والاعلام فإن الكرد كشعب معرضون كل لحظة للاعتقالات والمساءله حول قضايا جنائية وليست سياسية لانه لا توجد مشكلة قومية كردية في سورية حسب زعم اولئك المسؤولين. ان مضي النظام على نفس منوال السياسة السابقة تجاه الكرد يشكل خطا كبيراً ولن يحقق أي نجاح وخاصة في منطقة الجزيرة التي كانت في السابق( محافظة واقضية وسكانا كرد) تختصر وخلال ثلاثة عقود في شخص ( اللواء محمد منصورة ) وتعيش تحت رحمته وسطوته وغريزته المحشوة بالانتقام عندما احرق سجن الحسكة بكامله ليقضي على بعض – مناوئية- من عائلة كرديه لم ترضخ لمشيئته، أما اليوم فقد ازيلت حواجز الخوف وسقطت الاوهام مع زوال طاغية بغداد الذي كان ايضاً – القائد الضروره- والزعيم الى الابد.
مهام عاجلة بمستوى الحدث: لانبالغ ولانجا في الحقيقة اذا اعتبرنا أن الاحداث الكردية الاخيرة دشنت مرحلة جديدة في تاريخ حركتنا القومية، ومرشحة أن تطرح حقائق جديدة على مختلف الصعد وان تنبثق عنها مفاهيم فكرية وسياسية متجدده وخطاباً متطوراً ومناسباً لنضالنا راهنا ومستقبلاً. ومن ابرز العناوين التي يمكن ان تطبع المرحلة القادمة باحداثياتها ومعانيها أن القضية القومية الكردية والنضال من اجلها لم تعد محصورة بين جدران المنظمات بل تحولت بكل ثقلها ومظاهرها الى الشارع وبين اوساط الجماهير، وان الشارع القومي والوطني الكردي قد تجاوز المنظمات والاحزاب والقيادات "المتكلسة" وبرامجها " المتخلفه" ووسائلها "المستهلكة"، وأن ميل الشارع الكردي على وجه العموم يسير باتجاه فكر اليسار القومي ونهج كونفرانس آب /1965 من حيث المضمون والموقف والممارسة ومواصلة النضال وابتكار الاساليب النضالية، وان القضية الكردية وفي هذه المرحلة اقرب من أي وقت مضى الى عملية التغيير الديموقراطي وفي القلب منها والجارية ولو بصعوبة في المنطقة، وان القضية الكردية في سورية قد اعيدت من جديد الى الخط السالك كمسألة سياسية بكل المواصفات. وانطلاقاً من هذه الحقائق والوقائع هناك مهام ملحة عاجلة من المناسب انجازها خاصة على صعيد ضرورة الوحدة الميدانية بين الجميع والتحضير لصياغة برنامج نضالي قومي ديموقراطي وطني جديد والاستفاده من ايام التجربة السابقة بالاتفاق على قيادة مركزية واحدة للاشراف على التحرك السياسي وتشيكل لجان فرعية للمناطق ولجان امنية للتعاطي مع الشؤون الامنية اذا دعت الحاجة، وصياغة الاهداف والمطالب والثوابت الانية والمرحلية والاستراتيجية حسب الظروف والاحوال مضافا اليها القضايا المستجده، ومكاشفة الجماهير الكردية والقوى السياسية السورية بكل ما يحصل والاتفاق على صوت اعلامي موحد وخطاب واحد، وتحريم الصلات الامنية الجانبية والسرية ومعاقبة من يخالف ذلك. هذه مهام عاجلة يجب أن تسبق كل شيء. اما المهام الاخرى التي يجب العمل من اجل تهيئة الاسباب والشروط لانجازها على المديين المتوسط والبعيد فتتلخص بضرورة استمرار المقاومة السلمية لاي اعتداء أو فتنه ومواصلة التحرك السياسي السلمي بحميع اشكاله المتوفره من تظاهرات واعتصامات واحتجاجات واضراب عن الطعام، واستثمار التحول الحاصل تجاه المسألة القومية الكردية في سورية علىالصعد الشعبية الكردية بالاساس وعلى الصعيد الوطني السوري وعلى الصعيد الكردستاني وعلى الصعيد العالمي والاستفادة من نتائجها لصالح تعزيز الحركة وترسيخ ومواصله النضال حتى تحقيق اهدافنا القومية والوطنية والديمقراطية. وفي سياق ذلك يجب الحذر الشديد وتحاشي الوقوع في فخ الفتنه العنصرية التي خطط لها النظام، ومنع المظاهر العنفية وتحريمها وعدم التجاوب مع دعاة العنف من السلطة أو غيرها وتحريم الاعتداء على الاملاك العامة والرموز الوطنية التي تستحوذ على الاجماع. ومن المفيد ايضاً أن تحاول الحركة القومية الكردية ادامة الحوار مع القوى الوطنية العربية السورية وبذل الجهود لوضعها أمام الحقائق وبالتالي لتبدي الموقف السليم تجاه الكرد وقضيتهم وان تحذو حذو مناضلي المعارضة الديمقراطية من امثال اكرم البنى ومحمد غانم ونزار نيوف وان لا تحصر وظيفتها في فك عزلة النظام أو حل ازمته. هناك مهام اخرى تتعلق بالبيت الكردي الداخلي والحركة السياسية وفي المقدمة حسم الموقف وتجاوز تيارين مضرين واحد يسرع نحو الامام وآخر يزحف نحو الخلف وذلك بتكريس النهج الوطني اليساري القومي السائر في طريق مواصلة التحرك السياسي دون توقف. ان نهج الزحف على البطون نحو الوراء والاستجداء قد اضر كثيراً بقضية شعبنا منذ اربعة عقود وقد آن الأوان لادانه هذا النهج وقطع الطريق عليه نهائياً، من جهة اخرى ولان الوقت مبكر بعد لانتظار ما ستظهر من تحولات نوعية في بنية الحركة السياسية واصطفافات جديدة على المستويات المختلفة فانني ادعو جماهير الشعب الكردي وقواعد الاحزاب وانصار المجموعات التنظيمية الى التحرك من اجل التغيير والتطوير والتجديد وكلي أمل أن تؤدي الاحداث الراهنة والقادمة والهبة الشعبية المندلعة الى التأسيس للبدء في اعادة بناء جسم الحركة القومية الكردية تنظيمياً وفكرياً وسياسياً وتوحيدها في حركة واحدة ذات برنامج موحد وقيادة واحده على انقاض تلك الشلل والمجموعات و" القيادات " التي فاقت بتعددها كل تصور واصبحت عالة وعائقاً امام نضال الجماهير وارادة الشعب.
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
دعوة الى قراءة صحيحة للاحداث الكردية في سورية والتفاعل الايج
...
-
عودة الى شركائنا العرب السوريين معاً على درب الخلاص والتغيير
...
-
تحية النوروز الى مريم نجمه واخوانها
-
لقاء حول الاحداث الكردية السورية
-
النص الكامل للمقابلة التي اجرتها – وكالة يونايتد بريس انترنا
...
-
في سبيل تعزيز المقاومة الكردية السلمية ضمن برنامج التغيير ال
...
-
ماذا تعني احداث قامشلو ومحيطها هل هي الشرارة الاولى لعملية ا
...
-
قراءة سياسية - قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالي
...
-
الشوفينية أو آيديولوجيا انظمة الاستبداد
-
مساهمة في معالجة ازمة الحركة القومية الكردية في سورية
-
الفدرالية المنشودة كردستانية وليست -عرقية-
-
الكورد والعرب وكارثة اربيل نحو فهم جديد لعلاقات الصداقة
-
الكورد في مواجهة الارهاب او المعركة القومية الكبرى
-
لا تأخذوا -الحكمة-من افـواه الشوفينيين
-
وفاء لذكرى القائد القومي ادريس البارزاني
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|