أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ضياء الاسدي - عمّو بابا .. كرة ٌسكنت شِباك القلوب














المزيد.....

عمّو بابا .. كرة ٌسكنت شِباك القلوب


ضياء الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 05:53
المحور: عالم الرياضة
    



تفتخر دول المعمورة في كلّ عصر ودهر برموزها ومبدعيها الذين يصوغون الرفعة والجمال لبلدانهم في شتّى المناحي والميادين ، حتى تقام لهم النصب والتماثيل وتخلع أسمائهم على الساحات والشوارع المهمة في تلك البلدان . وكم جميل أن تجرى التكريمات والإحتفاءات في أثناء حياة المبدعين لكي تكتمل فرحتهم واعتدادهم بأنفسهم وهم يروا نجاعة ماصنع إبداعهم في المجتمعات من رقي وتفرد.
وعمو بابا من تلك الرموز العراقية العتيدة ، الذي لم يخطئ الإبداع مرماه يوما ، ولم يتوان قيد أنملة في وضع أكاليل غار الإنتصارات تاجا للعراق في معظم المعتركات الرياضية طوال سني عمره الذي لفظ ساعاته الأخيرة وهو يلتصق حبا بالعراق، ولم يمنعه سرير المرض الذي لازمه كظله أواخر أيامه من النظر بزهو وأمل لملاعب كرة القدم في العراق الذي كان أحد فرسانها الميامين ماينيف على النصف قرن لاعبا ومدربا فذا عقد الانتصارت الصعبة في أحلك الظروف وأحرج الأوقات أمام عتاة المدربين الأجانب الذين رفعوا قبعاتهم هيبة وتحية ووقار للمهارة السحرية في التدريب والتخطيط التي تحلى بهما عمو بابا فوق المستطيل الأخضر وهو لم يحض بمعشار مامنح لهم من إعداد وتحضير قبل المنازلات الكروية ، وخصوصا في بطولات كأس الخليج الأشد إثارة وترقبا في المنطقة برمتها .
ثابر عمو بابا بجد متناهي لحضّ لاعبيه النشامى على حيازة كؤوس الفرح والإنتصار لشعب متهالك ومهضوم من هول وطأة الحروب والإنكسارات جراء التسلط الدكتاتوري البغيض ، لطغمة البعث الصدامي ولصوصة القتلة ، ومنحنا نحن المشردون بكل أصقاع الأرض شهد الأهداف ونشوة الفوز وحلاوة الأداء المرسوم بحرفة تتساوق مع لهاث الملايين العطشى لوابل الكرات التي تسكن شباك الخصم بكل روعة وفخامة .
آثر عمو بابا الصمود بصبر الأنبياء وطهارة الورعين على البقاء في وطن كادت أن تمزقه الخيارات الطائفية والمراهقات السياسية ، وظلّ وجه شيخ المدربين مشهدا للطمأنينة وموئلا للمّ الشمل العراقي فوق خارطة الآلم وتضاريس الحزن .
رسم مدربنا الكبير تكنيكه العالي في أذهان المواهب الشابة التي عاصرته أو من ستأتي بعده في قوادم السنين على مستو ى عال من المعرفة والموهبة .
العراق كله حزين لرحيلك ياشيخنا ، أشعر أن النخيل الذي هو بقامتك همّ الى وداعك بصمت عجيب ودمع سخين، وحتى الكرة التي أحببت ، أبت أن تكفّ قليلا عن الدوران تقديسا لسلطة موهبتك المذهلة ووفاءا لرفقتك لها في شوط العمر ، أما أعشاب الملاعب التي أخضرت بلهاث اللاعبين صوب الانتصارات المدوية التي كنت تصنعها بعناء وجهد ، حزينة هي الأخرى وستفتقد أن تطأها قدمك بين الهدف والآخر .



#ضياء_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يامجلس النواب العراقي ...إمنع الخمور وإفرض الحجاب وأقيم الحد ...
- قيامة عالية طالب
- وليمة أدونيس وفرسان الصباح
- منتظر الزيدي .. بطل من ورق
- قوام الرجل أجمل من المرأة !
- كل عام والحزب الشيوعي العراقي أجمل
- شيركو بيكس وعراقيتة المؤجلة
- شارع المتنبي .. أرصفة تنطق بالحرف
- المقاهي الادبية
- المسكوت عنه في ثنائية السلطة والفنان
- الفنان قاسم الملاك: أنا دقيق في اختياراتي ولا أرضى عن شيء بس ...
- سيدي الباشا .. عبد الخالق المختار
- فيروز.. صوت عابق برائحة الآس والليمون
- أنتونان آرتو:الرجل الذي تحول الى مسرح!


المزيد.....




- الفيفا يستعين بـ12 حكما عربيا في مونديال الأندية
- نابولي يتخطى إمبولي في الدوري الإيطالي ويواصل الضغط على المت ...
- أتلتيكو يحيي آماله الضئيلة في -الليغا- برباعية في شباك بلد ا ...
- نزلها الآن واستمتع بالمباريات الحصرية .. تردد قناة اون تايم ...
- -الفيفا- يستعين بـ12 حكما عربيا للمشاركة في إدارة مباريات مو ...
- -حرب عصابات- بقمة روما تتسبب في إصابة 13 ضابطا وقد تغير مواع ...
- صلاح يمدد عقده.. فهل يكسر أسطورة شيرر التهديفية في البريميرل ...
- موعد مباراة ريال مدريد ضد أرسنال الحاسمة بدوري أبطال أوروبا ...
- فيفا: كاميرات على أجساد حكام مونديال الأندية وقواعد صارمة عل ...
- -الكاف- يعلن مواعيد نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ضياء الاسدي - عمّو بابا .. كرة ٌسكنت شِباك القلوب