أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - سوزان تميم..القُتل بالمجانِ














المزيد.....

سوزان تميم..القُتل بالمجانِ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:33
المحور: المجتمع المدني
    


حكَمت المحكمةُ بإعدام هشام طلعت ومحسن السكري، كونَت قناعَتَها وقررَت، المُدانُ الأولُ بالغُ الثراءِ، من كبارِ الحزبِ الوطني الحاكمِ. في انتظارِ رأي المفتي، بدأت حربٌ معلنةٌ، بدون خجلٍ ولا وجلٍ، تبارَت الفضائياتُ وبعض الأرضياتِ في استجلابِ من يُهاجمون حكمِ المحكمةِ والقاضي، دخلوا المناطقِ المحظورةِ، المسألةُ حياةٌ أو موتٌ. محاكمةُ أهلِ السلطةِ والثراءِ غيرُ مألوفةٍ، ووقوفُهم خلفَ القضبانِ يُثيرُ الشكوكَ في الجديةِ والحيدةِ، لم يصلْ المجتمعُ للقناعةِ بأن القانونَ فوقَ الكلِ، وعلي الجميعِ، المجتمعُ ليسَ مصرَ وحدُها، إنه كلُ من لهم فضائياتٌ علي أرضِها.
الفضائياتُ وقودُها الأموالُ، تُحركُها، تصنعُ قضاياها، شركاتُ المُدانِ الأولِ ترعي منها من ترعي بإعلاناتٍ سخيةٍ، من الطبيعي أن تفتحَ وقتَ استوديوهاتِها واسعاً للمحامين والأهلِ، للنقدِ والتهجمِ علي المحكمةِ، انهمرَت الفتاوي للتأثيرِ علي جهازِ المفتي. مذيعو الفضائياتِ، ظاهرةٌ في عالمٍ إعلامي محدودِ النظرةِ والفكرِ، يتصورون في أنفسِهم الألمعيةَ والثقافةَ التي يفتقدُها الجميعُ، يطرحون قضاياً وهميةً، ما يهمُهم الظهورُ، وجلبُ المالِ الذي به تُجدَدُ عقودُهم السخيةُ. مئاتُ القضايا مرَت دون هذا الضجيجِ، أكثرُ تعقيداً وغموضاً، من حظِ أطرافِها أنهم من أهلِ المجهولِ، لا يُسمعُ عنهم إلا بعدِ تنفيذِ الأحكامِ.
أبوابُ بريدِ القراءِ في مجملِها تقفُ مع العدالةِ، يُسيئُها ما يُصيبُ المحكمةِ، لكنها في قليلِها تفضحُ ما بداخلِ المجتمعِ من تفرقةٍ وتمييزٍ وطبقيةٍ. بعضُ القراءِ، من تلقاءِ أنفسهِم أو بدونِه، تعاطفوا مع المدانين، هم من خيرةِ الشبابِ، أخطأوا لكن لو مُنِحوا فرصةً أخري فسيكونوا مواطنين مختلفين، صالحين، أعطوهما وحدَهما حقَ تغييرِ مسارِ حياتِهم. المجني عليها لم تصلْ للدرجةِ التي تجعلُ من الإعدامِ عقابُ قتلِها، آراءٌ حُمِلَت بفتاوىٍ، من عهودٍ ومجتمعاتٍ لا قيمةَ فيها للروحِ البشريةِ.
المالُ يُحاكَمُ في هذه القضيةِ، وكذلك السلطةُ، في مجتمعاتٍ قبليةٍ يختلفُ العقابُ باختلافِ الجاني. الناسُ غيرُ مصدقةٍ أن هذه القضيةَ ستنتهي كغيرِها، بحكمِ المحكمةِ وحدِه؛ معهم الحقُ، من سبقَ وحكمَت محكمةٌ باعدامِه لقتلِ شابتين في مدينةِ السادسِ من أكتوبر يصرخُ بأنه خروفُ الأغنياءِ، هكذا لقَمَه محاموه، يلعبون علي وترِ الطبقيةِ ولو علي حسابِ ضحيتين بريئتين غُدِرَ بهما. محاكمتان فضحتا مرَضَ مجتمعاتٍ، محاكمةُ فقيرٍ غادرٍ، ومحاكمةِ غنيٍ فاجرٍ، القضيتان في منتهي الوضوحِ، حلَهما تقدمُ العلمِ والتكنولوجيا.
العدالةُ لا تعرفُ مراكزاً ولا صفاتاً، في الجاني والمجني عليه، القصاصُ حقٌ للمجتمعِ كلِه، وإلا لكان القتلُ مباحاً مغفوراً، بالمزاجِ، بالمجانِ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهندسةُ الأدبيةُ .. ومحنةُ التعليمِ الحكومي والاستثماري
- أنفلونزا الخنازير..
- اُنصر نصر الله ...
- تعرفوا الهايف من إيه؟!
- تخريب وتدمير .. باسم نقل التكنولوجيا
- كحكُ ما بعد قعدةِ الدوحةِ..
- كوندوليزا ... كمان
- آآه يا خوفي..
- كوندوليزا العانس..
- مصر مُضرِبةٌ..
- في الجامعات..خللي البط يعوم
- تسييسُ مجمعِ اللغةِ العربيةِ ..
- الجودة وسنينها...
- طبولُ النصرِ..
- نظامٌ يدفعُ الثمنَ..
- لما تهاونَت مصر...
- لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...
- بوش انضرب.. وماله
- روز اليوسف ليست ظاهرة ..
- الشريعة السعودية..


المزيد.....




- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...
- كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا ...
- -المملكة المتحدة ستفي بالتزاماتها القانونية-.. لندن تعلق على ...
- 5 شهداء وعشرات الإصابات بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- شهيدان وأكثر من 20 جريح بقصف الاحتلال خيام النازحين بخانيونس ...
- مدفيديف: روسيا تدعم قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - سوزان تميم..القُتل بالمجانِ