|
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثانية عشرة) سياسة لينين الاقتصادية الجديدة - نيب
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 11:25
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
احدى الجرائم التي يتهمون ستالين بها هي تركه لسياسة لينين الاقتصادية الجديدة (نيب) واتخاذه سياسات اخرى يعتبرونها خاطئة أهمها القضاء على اغنياء الفلاحين (الكولاك) كطبقة. بل يتوصل الباحثان حتى الى استنتاج ان البلاشفة لم يكن من عليهم ان يعلنوا الثورة في ١٩١٧ بل كان عليهم ان يساندوا ثورة شباط البرجوازية لكي تحقق اهدافها. وطبيعي من حق كل انسان ان ينتقد ما يشاء وكيفما يشاء. فمن حق الباحثين في ظروفهما التي يعيشانها في المانيا في بداية القرن الحادي والعشرين ان يقررا ما كان على البلاشفة ان يفعلوه في ١٩١٧ خصوصا بعد ان اطلق يلتسين على ثورة اكتوبر انها كانت خطأ تاريخيا فظيعا. ولكني هنا اود ان اشرح الاسباب التي دعت البلاشفة بقيادة لينين الى اتخاذ قرار السياسة الاقتصادية الجديدة سنة ١٩٢١. اندلعت ثورة اكتوبر وانتصرت بسرعة هائلة لان التحضير لها كان متقنا. ولكن هذه الثورة ورثت تركة هائلة هي من واجبات الثورة البرجوازية لان الحكومة البرجوازية عجزت عن تحقيقها. ولذلك كان اول قرارين اتخذهما مؤتمر السوفييت في اليوم التالي لاندلاع الثورة قرارا الارض والسلام. فقرار الارض هو قرار القضاء على النظام الاقتصادي الاقطاعي الذي كان من واجب الثورة البرجوازية ان تحققه فلم تحققه. وقرار الارض كان يعني مصادرة اراضي الاقطاعيين واعتبار الارض ملكا للدولة وليست ملكية خاصة لاي انسان وليس للانسان الحق في بيعها او شرائها. واعطت الثورة اغلب الاراضي الزراعية للفلاحين وابقت بعضها للمشاريع الزراعية الحكومية. وطبيعي ان تحقيق هذا القرار، اي توزيع الاراضي على الفلاحين، كان يتطلب عملا هائلا كان على الدولة الاشتراكية ان تنفذه باسرع وقت ممكن بالتعاون مع الفلاحين الذين كانوا يحلمون قرونا بمثل هذا القرار. فكان على الدولة الاشتراكية ليس فقط ان تعطي الارض للفلاحين بل ان تساعدهم على الاستفادة من ارضهم التي اكتسبوها نتيجة للثورة. وهذا ما كان على الحكومة الاشتراكية ان تنفذه لولا ان الدول الراسمالية الاوروبية واليابان انهوا حربهم العالمية الاولى لكي يتحدوا في الهجوم على الثورة بغية "القضاء عليها وهي في المهد" (تشرشل) بالاضافة الى الروس البيض الذين شنوا حربهم على الثورة. استلمت الحكومة السوفييتية الدولة محطمة بعد اربع سنوات من الحرب العالمية وكان عليها بمصادرها الطفيفة القريبة من الصفر ان تدير تلك الحرب الضارية. لم تكن للدولة الموارد الكافية لتوفير الملابس والسلاح والغذاء للجيش الاحمر المقاوم للعدوان وللشعب السوفييتي الذي كان يتضور جوعا. فلم يكن لدى الحكومة السوفييتية خيار في ان تتبع سياسة شديدة للحصول خصوصا على المواد الغذائية للجيش الاحمر المحارب. فكان ما سمي بسياسة شيوعية الحرب. وكانت شيوعية الحرب قاسية جدا على الفلاحين اذ كانت الحكومة السوفييتية تصادر ما يتوفر للفلاحين من فائض انتاجهم بدون مقابل. وقد وافق الفلاحون على ذلك لانهم كانوا يخشون من عودة الاقطاعيين والملاكين ليسلبوا منهم الارض التي اكتسبوها نتيجة للثورة. ثلاث سنوات من الحرب الضروس انتهت بمعجزة في انتصار الحكومة السوفييتية. وعند انتهاء الحرب اخذ الفلاحون يتذمرون من تسليمهم فائض انتاجهم للحكومة اذ لم يعد خطر عودة الملاكين والاقطاعيين قائما بعد انتهاء الحرب مؤقتا على الاقل. وتسليم فائض الانتاج يؤدي الى تقاعس الفلاح عن زيادة انتاجه وتحسين طرقه الزراعية اذ انه لا يجد في تحسين انتاجه وزيادة كدحه فائدة تعود عليه وعلى عائلته نظرا الى ان زيادة الانتاج تعني زيادة ما تصادره الحكومة من الانتاج وليس زيادة رفاه الفلاح نفسه. كان من نتائج توزيع الارض على الفلاحين زيادة كبيرة في مرتبة متوسطي الفلاحين. اذ ان الاغلبية من فقراء الفلاحين استلموا الارض التي كانوا يفتقرون اليها فاصبحوا عمليا من مرتبة متوسطي الفلاحين. ومن الناحية الثانية كانت سياسة شيوعية الحرب قاسية على اغنياء الفلاحين ايضا اذ كانت تدهورهم الى مرتبة متوسطي الفلاحين او ما يقرب منها. ولكن شرط بقاء الحكومة السوفييتية كان قائما على تحقيق حلف العمال والفلاحين وبدون هذا الحلف لم يكن بالامكان استمرار تقدم الحكومة السوفييتية او حتى استمرار بقائها. نرى من هذا ان حرب التدخل والحرب الاهلية التي كانت تعمل على تحطيم الثورة هي التي اجبرت الحكومة السوفييتية على سلوك شيوعية الحرب. وانه لولا حرب التدخل والحرب الاهلية لما سلكت حكومة الثورة هذه السياسة. اذ لو لم تكن هذه الحرب لسارت الامور منذ البداية بصورة طبيعية وفقا لما تتطلبه الظروف التي نشأت بعد مصادرة الارض وتوزيعها على الفلاحين وبالتالي لم تكن هناك حاجة الى سياسة اقتصادية جديدة. فسبب نشوء الحاجة الى سياسة اقتصادية جديدة هو ان الحكومة السوفييتية اضطرت خلال الحرب الى سلوك سياسة أشد مما كانت تقتضيه الظروف لو لم تقع الحرب. فلولا حرب التدخل التي اجبرت الحكومة السوفييتية الى سلوك سياسة شيوعية الحرب لما نشأت الحاجة الى اتخاذ سياسة اقتصادية جديدة. يقول لينين " المهمة الاساسية الحاسمة، التي تخضع لها جميع المهمات الاخرى انما هي اقامة اتصال بين الاقتصاد الجديد الذي بدأنا ببنائه ... على اساس اقتصاد جديد تماما، على اساس اقتصاد اشتراكي ... من جهة وبين الاقتصاد الفلاحي الذي يعيش منه الملايين والملايين من الفلاحين من جهة اخرى "اننا نبني اقتصادنا مع جماهير الفلاحين ... لكي نتوصل الى اقامة اتصال بين عملنا الاشتراكي في ميدان الصناعة الضخمة والزراعة وبين العمل الذي يقوم به كل فلاح ... وهو يناضل ضد البؤس."(لينين، المختارات باللغة العربية، م١٠ ص ٤٥٦ ــ ٤٥٧) ولكن شيوعية الحرب كانت قاسية على الفلاحين اذ حرمتهم من فائض انتاجهم بدون مقابل وكان هذا سببا يدفع الفلاحين الى الميل الى البرجوازية بدلا من البروليتاريا وفي هذا دمار الدولة السوفييتية. قال لينين عند تقديمه للسياسة الاقتصادية الجديدة في المؤتمر العاشر للحزب سنة ١٩٢١: "ايها الرفاق. ان الاستعاضة عن المصادرة بالضريبة العينية هي، قبل كل شيء، وفوق كل شيء، مسألة سياسية، لان جوهر هذه المسألة يكمن في موقف الطبقة العاملة من طبقة الفلاحين. واذا طرحنا المسألة على هذا النحو، فان هذا يعني انه ينبغي لنا ان نعيد النظر ... في العلاقات بين هاتين الطبقتين والرئسيتين اللتين يقرر النضال او التفاهم بينهما مستقبل كل ثورتنا ... لا ريب انكم جميعا تعلمون جيدا جدا ... اي تراكم من الاحداث والظروف قد جعل وضع الفلاحين مضنيا جدا، حرجا جدا، وعزز بصورة حتمية ميلهم عن البروليتاريا نحو البرجوازية." (نفس المصدر ص٣٤٩) هذا التفكك في حلف العمال والفلاحين وميل الفلاحين الى البرجوازية هو السبب الاساسي لاتخاذ السياسة الاقتصادية الجديدة. وباللغة العسكرية فان الحزب قد تقدم في هجومه اكثر مما يلزم فابتعد عن مؤخرته وكان من الضروري التراجع لاعادة الالتحام مع المؤخرة. فالسياسة الاقتصادية الجديدة اذن هي تراجع. ولكن هذا التراجع لم يكن تراجعا عن اهداف الثورة او العودة الى الراسمالية بل كان تراجعا منظما لغرض تحقيق الاتصال بين البروليتاريا والفلاحين لغرض بدء الهجوم الاشتراكي من جديد. "اذا كان التراجع صحيحا فلنتراجع، بالاتصال مع الفلاحين، وفيما بعد نتقدم مع جمهور الفلاحين ..." (نفس المصدر ص ٤٥٦) وبعد سنة من اتخاذ قرار السياسة الاقتصادية الجديدة، اي في المؤتمر الحادي عشر للحزب سنة ١٩٢٢ قال لينين "وهناك الان ظواهر تشير الى ان هذا التراجع سينتهي، وانه تبدو امكانية وقف هذا التراجع في مستقبل غير بعيد جدا. وبقدر ما نقوم بهذا التراجع الضروري عن وعي، وبصفوف متراصة، ومع الحد الادنى من الاوهام، بقدر ما نتمكن من وقفه بمزيد من السرعة، وبقدر ما يكون تقدمنا المظفر بعد ذلك اثبت واسرع واوسع." (نفس المصدر ص ٤٣٦) ويقول"انتهى التراجع، والقضية الان قضية اعادة تنظيم القوى" (نفس المصدر ص٤٧٦) وفي مكان اخر "واذا تغلبنا على الراسمالية واقمنا صلة مع الاقتصاد الفلاحي، غدونا قوة يستحيل اطلاقا قهرها. وآنذاك لن يكون بناء الاشتراكية قضية تواجه قطرة في بحر اسمها الحزب الشيوعي، بل قضية تواجه جمهور الكادحين كافة. وآنذاك سيرى الفلاح العادي: انهم يساعدونني؛ وآنذاك سيسير وراءنا بحيث ان سيره هذا وان كان ابطأ بمائة مرة سيكون بالمقابل امتن وارسخ بمليون مرة." (نفس المصدر ص٤٧٦ــ ٤٧٧) ان جوهر السياسة الاقتصادية الجديدة هو الغاء سياسة مصادرة فائض انتاج الفلاح واتخاذ سياسة فرض ضريبة عينية على الفلاح ومنح الفلاح حرية الاستفادة من فائض انتاجه حسب رغبته. وهذا بالطبع عامل هام في منح الفلاح حافزا لزيادة انتاجه وتحسينه. ولكن تحقيق هذه السياسة يستلزم منح الفلاح وسيلة الاستفادة منها. فاذا احتفظ الفلاح بفائض انتاجه لنفسه فعليه ان يجد الوسيلة لتصريفه اي لبيعه. ولذلك كان على الحكومة السوفييتية ان تحقق له هذه الامكانية بان سمحت بالتجارة الداخلية الراسمالية. اي سمحت بوجود تجار يستطيعون شراء فائض انتاج الفلاح وبيعه في المدن ويشترون البضائع من المدينة لبيعها للفلاحين. وهكذا حررت التجارة الداخلية في حدود معينة بعد ان كانت محتكرة من قبل الحكومة السوفييتية. اضف الى ذلك سمحت الحكومة السوفييتية للراسمالين بأن يمارسوا الانتاج الراسمالي بصورة محدودة الى جانب انتاج الدولة الذي كان انذاك راسمالية الدولة. وكذلك لجأت الحكومة السوفييتية الى انشاء شركات مشتركة بين الدولة البروليتارية والراسماليين المحليين والاجانب. فكانت هناك منافسة بين الانتاج الراسمالي والانتاج الاشتراكي الا ان الافضلية في ذلك كانت للبروليتاريا الحائزة على السلطة والمشاريع الصناعية والمصارف والسكك الحديدية. ولا شك ان هذه السياسة شجعت اغنياء الفلاحين، الكولاك، على التوسع وزيادة انتاجهم. بالسياسة الاقتصادية الجديدة عززت الدولة البروليتارية حلف العمال والفلاحين، وضمنت تزويد المصانع والعمال بمنتجات الفلاحين الزراعية. وقد بذلت الحكومة السوفييتية اقصى الجهود للتغلب على الحصار الاقتصادي المفروض عليها مستغلة حاجة راسماليي الدول الراسمالية الى تصريف بضائعهم. وكان من الطبيعي ان يؤدي انتهاء التراجع وبداية الهجوم والتقدم الى انهاء السياسة الاقتصادية الجديدة وتحقيق الاقتصاد الاشتراكي الذي لا يمكن تحقيقه مع بقاء اي شكل من اشكال الانتاج الراسمالي. وقد توج هذا التقدم بالقضاء على الكولاك كطبقة في السنوات ١٩٢٨ ــ ١٩٣٣. وقد واجه الحزب الشيوعي ولينين معارضة شديدة داخل الحزب وخارجه في اتخاذ السياسة الاقتصادية الجديدة. وكانت المعارضة في اتجاهين مختلفين. الاتجاه الاول انتقد التراجع على انه عودة الى الراسمالية. والاتجاه الثاني رحب بالتراجع اذ اعتبروا التراجع عودة الى الرسمالية وتخليا عن الاشتراكية. كان التروتسكيون داخل الحزب على رأس المعارضين من النوع الاول. والاساس النظري لمعارضتهم كان عدم اعتقادهم بامكان بناء مجتمع اشتراكي في روسيا المتأخرة صناعيا الا اذا انتصرت ثورات في دول اوروبا الصناعية المتقدمة لكي تساعد الطبقة العاملة الروسية على بناء الاشتراكية. ولم يكونوا يؤمنون بامكان التحالف بين البروليتاريا والفلاحين للسير معا في بناء المجتمع الاشتراكي. واستنادا الى ذلك اعتبروا السياسة الاقتصادية الجديدة استسلاما للبرجوازية. فعارضوا لينين والبلاشفة على اساس ان التراجع لم يكن في صالح الثورة وكانوا بالعكس من ذلك يعتبرون ان الحكم السوفييتي يجب ان يضيق على الفلاحين ويستغلهم لصالح البروليتاريا والحكم الاشتراكي. ورحب المعارضون داخل الحزب من الجانب اليميني بالتراجع وطالبوا الحزب بان يسير قدما في التراجع ويسلم المشاريع الكبرى للراسماليين المحليين والاجانب ودفع ديون الدولة القيصرية والحكومة البرجوازية التي الغتها الحكومة السوفييتية. والاساس النظري لسياستهم هو ان الثورة هي ليست ثورة اشتراكية بل هي ثورة برجوازية. وقد رد على كل هؤلاء المعارضين من داخل الحزب وخارجه ومن داخل روسيا السوفييتية وخارجها صحفي عظيم في مقال تحت عنوان "ملاحظات صحفي" اقتبس القسم الاول منه فيما يلي: "لنتصور رجلا يصعد الى جبل عال، شديد الانحدار، ولما تتناوله الدراسة. لنفترض انه افلح، بتذليل مصاعب ومخاطر لا سابق لها، وصعد الى اعلى بكثير مما صعد سابقون، ولكنه لم يبلغ القمة مع ذلك. واذا هو في وضع يغدو فيه التحرك الى امام في الاتجاه المختار والطريق المختار، لا صعبا وخطرا وحسب، بل ايضا مستحيلا حقا وفعلا. فاضطر للرجوع الى الوراء، والنزول الى اسفل، والبحث عن طرق اخرى، حتى وان كانت اطول، ولكنها تبشر مع ذلك بامكان الوصول الى القمة. ان النزول الى اسفل من على هذا الجبل الذي لم يكن له نظير بعد في العالم والذي كان عليه رحالتنا المتسلق، محفوف بمخاطر ومصاعب هي، على الارجح، اكبر مما في الصعود. فمن الاسهل ان تزل القدم؛ وليس من المريح لك ان تلقي نظرة فاحصة الى المكان الذي تضع فيه قدمك؛ ولا وجود لذلك المزاج المنتعش بخاصة الذي نشأ بفضل التحرك المباشر الى اعلى، نحو الهدف مباشرة، والخ... ولا بد لرحالتنا ان يلف نفسه بحبل، ويقضي ساعات وساعات لكي يحفر بالمعول حيودا او امكنة يمكن ربط الحبل فيها ربطا محكما، ولا بد له ان يتحرك ببطء السلحفاة، وان يتحرك فضلا عن ذلك الى الوراء، الى اسفل، الى ابعد عن الهدف، وان لا يرى مع ذلك ما اذا كان سينتهي هذا النزول الخطر والمعذب جدا، ما اذا كان سيجد دورة مامونة نوعا يمكنه ان يتحرك عليها من جديد، بمزيد من الجرأة، بمزيد من السرعة، بمزيد من الاستقامة، الى الامام، الى اعلى، نحو القمة. "ومن الطبيعي او يكاد ان نفترض ان يعرف الرجل الذي وجد نفسه في مثل هذا الوضع دقائق من القنوط رغم انه صعد الى علو لم يسمع بمثله من قبل. وهذه الدقائق ستزداد، اغلب الظن، عددا وتواترا وارهاقا لو استطاع ان يسمع بضعة اصوات آتية من اسفل ممن يراقب من البعيد المأمون، من خلال المنظار، هذا النزول الفائق الخطر الذي لا يمكن حتى تسميته على حد تعبير "السمينوفيخيين" "بالنزول على المكابح"، لان المكبح يفترض عربة مهيأة جيدا، وتم اختبارها، وطريقا معبدة سلفا وآليات مختبرة سلفا، اما هنا، فلا عربة، ولا طرق، ولا شيء اطلاقا، لا شيء مجرب سلفا! "اما الاصوات الآتية من تحت، فانها تنم عن الشماتة، بعضهم يشمتون على المكشوف، ويهللون، ويصيحون، سيسقط الان، وهذا جزاء له، فلا لزوم للجنون! وبعض اخر يحاولون ان يخفوا شماتتهم، متصرفين على الاغلب على غرار يهوذا غولوفليف، انهم يجزعون رافعين عيون الحزن. واحسرتاه، ان مخاوفنا تتحقق! اولسنا نحن الذين امضينا حياتنا كلها على اعداد خطة معقولة للصعود الى هذا الجبل، طالبنا بتأجيل الصعود طالما لم ينته اعداد خطتنا؟ واذا كنا ناضلنا بمثل هذه الحماسة ضد الطريق الذي تركه الان حتى هذا المجنون بالذات (انظروا، انظروا، لقد مشى الى الوراء، انه ينزل الى اسفل، انه يهيئ لنفسه خلال ساعات وساعات امكانية التقدم وان ذراعا واحدة! اما هو، فقد شتمنا باسفه الكلمات عندما طالبنا بدأب وثبات بالاعتدال والدقة!)، ــــ واذا كنا قد شجبنا المجنون بمثل هذه الحرارة وحذرنا الجميع من التشبه به ومن مساعدته، فاننا قد فعلنا ذلك على وجه الحصر بدافع الحب للخطة العظيمة، خطة الصعود الى الجبل المعني، لكي لا يساء البتة الى هذه الخطة العظيمة! "ولحسن الحظ ان رحالتنا المختلق لا يستطيع في ظروف المثال الذي اخذناه، ان يسمع اصوات هؤلاء "الاصدقاء الحقيقيين" لفكرة الصعود، والا لكان تملكه الغثيان، والحال ان الغثيان، كما يقولون، لا يساعد على صحو الرأس وصلابة القدمين وخاصة في علو كبير جدا." ولم يكن هذا الصحافي العظيم غير لينين. حسقيل قوجمان
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ِتحية اجلال واكرام للفيلق السادس
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الحادية عشرة) اخيانة عظمى ام تصفيات
...
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة العاشرة) الانتقاد، اغراضه وفوائده
-
الاحتفال الاول بعيدنا الوطني الجديد
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة التاسعة) فهد الستاليني
-
مرحلة الثورة الاشتراكية وموعد اعلانها
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثامنة) الجبهة الوطنية والنضال ضد ا
...
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة السابعة) العقيدة الجامدة
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة السادسة) الستالينية
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الخامسة) الميثاق الوطني
-
من وحي كتاب فهد، الحلقة الرابعة - احتكار الماركسية
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثالثة) ثورة اكتوبر
-
من وحي كتاب فهد (الحلقة الثانية)العبودية المقيتة
-
من وحي كتاب فهد - الحلقة الاولى
-
المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي
-
زوار موقعي الاعزاء
-
جواب على رسالة ! حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي
-
لماذا مادية ديالكتيكية؟
-
رسالة مفتوحة من حسقيل قوجمان الى آرا خاجادور
-
ديمتروف والانتقال السلمي الى الاشتراكية
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|