أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - زهير دعيم - الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ














المزيد.....

الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 05:30
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    



كلّما أتواجد في مطعم أو مُتنزّه ، وأرى أطباق السّلَطات والمأكولات الشّهيّة تملأ طاولتي، وتزدحم فوق بعضها البعض ، وفي غالبيتها ستذهب الى سلّ القمامة كما هي ، يطرق بالي الأطفال الجياع ، فأروح اتصوّر أطفال السّود في إفريقيا وأطفال العالَم الثالث ، الذين يعيشون على قارعة الطريق ، وعلى هامش الحياة، والذين ينامون على الطّوى ، فتبرز منهم العِظام ، وتغور العيون وتدمع ، وتتأوه النفوس ، وتنشطر قلوب الأهل حُزنًا وكَمَدًا...
إنّ منظر الطفل الجائع ، الناتئ العظام ، يُبكيني ، يحزُّ في نفسي ، يسلبني اللذة ويسرق منّي السّعادة ، فأروح اتخيّل أبنائي وحفدتي يعيشون ضنك العيش ، فارتجف وأرتعد ، وأغرق في حُلم مُفزع او كابوسٍ مؤرق.

يا إلهي ....ماذا جنى هؤلاء الملائكة ؟!
لماذا تسمن قطط وكلاب بعض البلدان وتعيش الدّلال والغَنَج ، بينما يذوق أطفال هناك وهنالك تحت سماء الدّنيا ، يذوقون شظف العيش ومرارة الحِرمان ؟!.
ظلم وأيّ ظلم !!
جريمة وأيّة جريمة!!
والأمرّ والأدهى أنّنا نقف مكتوفي الأيدي - وأنا منهم - نرى فنحزن ثم نصمت ونمرّ على الموقف مرّ الكرام ، وكأنّ شيئًا لم يكن.
" دعوا الأطفال يأتون اليَّ ولا تمنعوهم " صرخ ربّ المجد ...إنهم ملائكة تُطلّ البراءة من عيونهم ، والمحبة من أرواحهم ، فلماذا استُبدلت البراءة بالحِرمان والمحبة بالجوع والعوز ؟!!
لماذا نرضى الحرمان لهؤلاء الملائكة ؟
ولماذا نرمي ملايين الملايين من أطباق الطعام في سلال القمامة يوميا ، في حين يتضوّر عشرات الملايين ومئات الملايين من الأطفال جوعًا.
أين الرحمة في القلوب؟ .....قلوب العِظام والأكابر والزعماء ورجال الدّين ؟ ...ألمْ يُوزّع الربّ الإله الخيرات بالتّساوي ؟ ألمْ يُجرِ العدل في الأرض؟ ..ألمْ يحبّ الأطفال من كلّ لون ومعتقد ومشرب؟ فلماذا نحن اليوم أمام جائع وشَبِعٍ ومُتخَم ؟ .
أطفالنا يقلقون ليلاً من التخمة ، وأطفالهم يموتون جوعًا تحت مرأى وسمع الأهل المساكين الباكين .

حان الوقت أن يقول الخيّرون كفى.
حان الوقت أن نعيد الآية الذهبية الى فضاء الدنيا " دعوا الأطفال يأتون اليّ ولا تمنوهم ، لأنّ لمثل هؤلاء ملكوت السماوات"
حان الوقت أن يصرخ الأطفال الجياع في العالم صرخة واحدة فيثقبون الكرة الأرضية والآذان الصّمّاء، ويزلزلون الغارقين في النعيم الأرضيّ.
ماذا أصاب الإنسان؟
ماذا أصابه حتّى تخلّى عن نفسه ، فأعطى مجالا للشرّ أن ينتشر وللجوع ان يستحوذ.، والخيرات – خيرات الله – تكفي الجميع وتزيد.
أذكر برنارد شو ولحيته الكثّة وصلعته القاحلة ، وفكاهته الشهيرة : أنّ هناك وفرة في الإنتاج وسوءًا في التوزيع.
أذكره وأضحك ألمًا .
أذكره وأشمئز من نفسي ومن غيري.
أذكره وأقول : ما أظلمكَ ايّها الإنسان ، أنت الذي تقول : .." بعدي الطّوفان" و " دعني وشأني وأمسك أخي " .

متى سنقول اتركنا يا جوع وارحل ، واترك إخوتنا ، اتركنا والا أجبرناك بالمحبّة ، وألزمناك بالعدل.
أتراني أحلم ؟ أم انّ هذا الحُلم سيتحقّق فقط عندما يأتي ابن الإنسان الى الأرض فيسود السلام والعدل ، ويجلس كلّ إنسان هانئًا تحت كرمته !!

حتى ذالك الحين – وأظنّه قريبا-أتمنّى ان نجد حلاًّ او بعض حلٍّ ، فالأطفال الجياع أرَقٌ يعتصر القلوب والنفوس ، وهَمٌّ يقتعد ويجثم على صدر البشرية.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبوديتكَ حُريّة
- محبّة
- ُهُنا وهناكَ
- يا أحلى إله
- كَروان
- آلامكَ فوق طاقتي
- العنزة ُ الذكيّة- قصّة للأطفال
- الأحدُ العظيم
- المُزنَّر بالحياة
- فصحُ الحياة
- وتهاوى الموتُ خوْفًا
- كيتساف والقاضي العربي جورج قرّا
- حديثُ النَّهر
- آه منك يا زمن
- أمّاه.....أنتِ لوحةُ الأزل
- الأمّ والأمّ الأخرى_ قصّة للأطفال
- إمّي ...شعر للاطفال
- وعُدْتُ الى بحر الجليل
- نحنُ لا نُتقن اللُّعبة
- يخافون ...מפחדים


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - زهير دعيم - الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ