أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - هل ينقذ الناخبُ اليهوديُّ بوشَ الابنَ من المصير العراقي لأبيه ؟















المزيد.....

هل ينقذ الناخبُ اليهوديُّ بوشَ الابنَ من المصير العراقي لأبيه ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


انتفاضة التمرين العام : لم تكد تمر أيام قليلة على تصريحات الحاكم الأمريكي في العراق " بول بريمر " عن نية بلاده في بناء أضخم سفارة أمريكية في العالم على أرض العراق حتى التهب الوضع التهابا متفاقما : اندلعت انتفاضة عارمة بدأت باحتجاجات سلمية محدودة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين و رفع الحظر عن صدور جريدة الحوزة الناطقة بلسان التيار الإسلامي الصدري ، ما لبثت - تلك الاحتجاجات - أن تحولت إلى انتفاضة شعبية ومواجهات مسلحة شملت معظم مدن العراق باستثناء المحافظات الثلاث التي تسيطر عليها المليشيات الكردية أي السليمانية وأربيل ودهوك . وقد ترافقت تلك الانتفاضة مع صمود أسطوري لمقاتلي المقاومة العراقية في مدينة الفلوجة ، صمود لم تكسره ضخامة المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات المارينز المدعومة بألف وخمسمائة قناص من المرتزقة الأجانب بحق المدنيين العزل من أهالي هذه المدينة الباسلة ومدن عراقية أخرى ، مجزرة تمخضت عن مقتل سبعمائة مواطن عراقي وأكثر من ألف جريح .
و بمجرد أن بدأت حدة المواجهات تخف تدريجيا ، وشرع الوسطاء والمفاوضون باتصالاتهم بين أطراف الصراع ، وفي خضم هزيمة لا تنكر لقوات الاحتلال حتى أيقن عدد من المحللين بأن ما حدث في تلك الأيام العشرة التي هزت القطب الأوحد عالميا هو أقرب إلى التمرين العام منه إلى المعركة النهائية والانفجار الكبير والشامل الذي سيحدث لاحقا في عموم العراق .
مناورة وليس استسلاما : إن انفجارا شاملا بات شبه مؤكد وهو متوقع الاندلاع قبل بضعة أسابيع من بدء الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة . صحيح أن أحداث الأيام العشرة الأخيرة لم تحسم المعركة حسما نهائيا ، ولكنها بينت بوضوح كبير أن القوى المناوئة للاحتلال ليست بالهينة والسهلة ، وأنها إذ قامت بمناورة محسوبة الآن وأبدت استعدادها للتراجع فليس معنى ذلك إنها استسلمت أو تنازلت عن هدفها المعلن وهو طرد الاحتلال ونيل الاستقلال الوطني التام . فإذا كان من السهل على طرف واحد من الحركة الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال ونعني هنا التيار الصدري إطلاق وقيادة صراع واسع ومعقد كذلك التي شهدناه مؤخرا فإن من السهل أيضا إعادة إطلاقه وقيادته ولكن بشكل أشمل وبقيادة وطنية أوسع وخبرة صراعية أعمق .
أما على جبهة الفلوجة وعلى الرغم من أن القيادة العسكرية الأمريكية لا زالت تعاني من الذهول المصحوب بسوء هضم لنتائج المعركة فتحاول قلب النتائج حتى لو أدى ذلك إلى مجزرة أضخم من التي ارتكبتها ، فإن المؤكد أنها ستكون مثالا قابلا للتكرار في " فلوجات " كثيرة أخرى و بما يؤدي إلى فتح بوابات الجحيم حقا على قوات الاحتلال وصنائعها المحليين .
يمكن إجمال نتائج المواجهة التي لم تنته تماما بعد ، بأنها حسمت الصراع على المستوى الستراتيجي لصالح الحركة الاستقلالية العراقية متنوعة المشارب والانتماءات ولخصت وجهته العامة بضرورة إلحاق هزيمة كبرى بالمشروع الأمريكي على أرض العراق خلال الستة أشهر القادمة والتي تفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بما يؤدي إلى إسقاط بوش الابن ومعه اليمين المتطرف الساعي لأمركة العراق والمنطقة بقوة السلاح ودفق المجازر .
بوش الليكودي : وإذا ما أخذنا بنظر الحساب تردي الرصيد الجماهيري للرئيس بوش الابن الذي تعلن عنه عمليات سبر الآراء الحديثة ، والذي يفيد بتقدم منافسه الديموقراطي "جون كيري " عليه بأكثر من ثمان نقاط ، فإن محاولة بوش للاستقواء بالناخب اليهودي الأمريكي وبدعم اللوبي الصهيوني والأوساط اليمينية المحافظة ستكون هي الحل الوحيد الذي بقي أمامه للنجاة من الكارثة العراقية المحدقة بمستقبله السياسي . يبدو أن مستشاري الرئيس المرشح يدركون عمق الهوة التي تفصله عن الفوز ببطاقة تجديد العهدة الرئاسية و يتوقعون حجم الخسارة التي تنتظره بسبب سياساته المتطرفة والعدوانية في العراق والتي ستثير رد فعل عراقي شعبي شديد القوة و لم نر منه إلا قمة جبل الجليد خلال العشرة أيام الدامية الماضية ، ولهذا ، يبدو أن هؤلاء المستشارين نصحوا بوش بالخروج إلى الناخب اليهودي الأمريكي عبر البوابة الفلسطينية ومن خلال تبن كامل لسياسات الليكود الإسرائيلي الحاكم بصدد ما اصطلح عليه " قضايا الحل لنهائي " .وهاهو يفعل ، فيوافق شارون على شطب حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم ، وعلى الإبقاء على معظم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وعلى أن تكون " الدولة الفلسطينية المنشودة " مجرد مسخ سياسي مسالم " ومجزأ الأشلاء في كانتونات هي أسوأ ألف مرة من كانتونات "الأبارتهايد " في جنوب أفريقيا ، والسؤال هو : هل يمكن فعلا للناخب اليهودي الأمريكي أن ينقذ بوش الابن من مصيره " العراقي " أم إنه سيكرر معه ما فعله بأبيه ؟
معروف أن الحركة الصهيونية وذراعها السياسي في الولايات المتحدة " اللوبي " وكتلتها الناخبة هناك دأبت تاريخيا على تفضيل انتخاب رئيس جديد يمكن ابتزازه بالمطالب الثقيلة قبل الحملة فيكون خاتما طالما ظل طامحا إلي عهدة رئاسية أخرى بيدها على التحالف أو التصويت لرئيس انتهت عهدته الأولى ويطمح إلى الفوز بالثانية . سبب ذلك أن الرئيس الأمريكي – أيا كان حزبه وبرنامجه – يكون في عهدته الثانية أكثر تحررا وأقل تأثرا بالضغوطات والابتزازات الصهيونية ، ولقد كانت غلطة بوش الأب انه حاول أن يمسك بعصا الصراع العربي الصهيوني من الوسط " مؤتمر مدريد " قبل الانتخابات الرئاسية والتي كان يطمح فيها إلى عهدة أخرى فأسقطه الناخب اليهودي الذي لعب دور بيضة القبان دوما .
معنى ذلك إن تبني بوش الابن لبرنامج شارون السياسي سيكون مجرد رافعة غير مضمونة الفاعلية في معركة انتخابية شديدة التعقيد ومحكومة إلى درجة بعيدة بالتطورات والتقلبات الفعلية على أرض العراق والتي لن تكون نتيجتها الفعلية في صالح توجهات بوش الذي بدا - بعناده وغروره وغطرسته - في عيون الكثيرين من الصحافيين والمراقبين الغربيين أشبه برئيس مستبد ذي مواصفات عالمثالثية منه برئيس غربي لأكبر دولة لبرالية في العالم .
أضخم سفارة أم مقبرة : ومع كل ما قدمه "بوش" وعلى الرغم من استسلامه المطلق لشارون ولكن هذا الأخير ومعه القيادات العليا للحركة الصهيونية العالمية ليست بالسذاجة التي يمكن أن يظنها خبراء ومستشارو بوش فهم يعلمون أن هذه التنازلات التي أعلنها بوش صاغرا في خطابه في حضور شارون لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به طالما واصل الطرف المقابل أي الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية المعركة ، و أن عمر تلك التنازلات حتى في حالة افتراض فوز بوش لن يكون أطول من عمر عهدته الرئاسية الثانية ولن يكون صعبا وعسيرا على شعب صمد طوال قرن كاملا ولم يتنازل عن حقوقه الوطنية في العودة إلي وطنه وبناء دولته المستقلة أن يستمر في صموده طوال عهدة رئيس معادٍ بل وأكثر عداء له من بعض القيادات الصهيونية ذاتها .
لقد أكدت أحداث الأيام العشرة الأخيرة أن إنجازات بوش "العراقية " أكثر هشاشة وتناقضا مما ظن الكثيرون كما إنها تصلح لتكون عدسة ملائمة يمكن من خلالها استشراف حدة وشراسة المواجهة القادمة على أرض العراق وفلسطين . ومثلما سيكون على المقاوم الفلسطيني أن يدرك أن قتاله هو من أجل فلسطين والعراق معا فسيكون واضحا أمام العراقي المقاتل من أجل استقلاله الوطني أنه يقاتل أيضا من أجل فلسطين ومن أجل حق شعبها في العودة إلى بلاده .. إذن ، في غضون نصف العام القادم سيكون العالم شاهدا على تحول حلم أضخم سفارة أمريكية في العالم على أرض بابل إلى كابوس ولادة أضخم مقبرة أمريكية في الشرق الأوسط .. بل والعالم كله !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملاء الاحتلال يعاقبون شرطة البصرة وشعبها .. لماذا ؟
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثالث والأربعون : الحال
- باي باي مجلس الحكم ..مرحبا تكنوقراط !
- التضامن الوطني أقوى من الهلوسات الطائفية !
- من أجل تحقيق دولي في المجازر الأمريكية في الفلوجة والعراق كك ...
- اليوم السابع للانتفاضة والغضب العراقي يعطي ثماره !
- المبسط في النحو والإملاء : الدرس الثاني والأربعون : اسم إن و ...
- اغتيالات ومختطفون ومذابح - غير قانونية - !
- حقائق ومشاهدات من اليوم الخامس للانتفاضة العراقية
- نحو تحالف سياسي يتقدم بالانتفاضة والمقاومة نحو النصر
- الانتفاضة تتسع وبرنامجها يتقدم والاحتلال يترنح !
- انتفاضة الصدريين أرعبت الاحتلال وعملاءه ، فهل هي بداية الثور ...
- الإيرانيون يجرون عمليات جراحية لأنوفهم لكي لا يشبهوا العرب !
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الأربعون :المنصوب على التحذير
- إعلان هام حول حملة جمع التواقيع ضد قانون إدارة الدولة الانتق ...
- توضيح حول حملة جمع التواقيع ضد دستور بريمر !
- المبسط في النحو والإملاء درس خاص في الإملاء:الأسماء المقصورة ...
- نفاق النظام السوري : السجادة الحمراء للبر زاني و الرصاص لمن ...
- قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 ! - الجزء الثالث ...
- قراءة في الدستور المؤقت لثورة 14 تموز 1958 : - الجزء الثاني ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - هل ينقذ الناخبُ اليهوديُّ بوشَ الابنَ من المصير العراقي لأبيه ؟