مسرحية هزلية في قبور النائمين

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

بداْت حملة الانتخابات الجماعية اوبالاحرى الاستثمارات المحلية , فتحت بزارات المساومة والبيع والشراء ,ونظمت الولائم والاعراس الجماعية عربونا للمحبة والاخلاص للجيع والصائمين , فتحت ابواب دور العبادة للموعضة الحسنة , فلا فائز الا الضاد والهلال الاخضر.
تجري عملية التطبيع بكل حرية وبدون مراقب , احزاب القرون الوسطى تبشر الجميع بالخير القادم , القضاء على البطالة و الامية و تحويل الاكواخ والمزابل الى احياء عصرية و حدائق سلطانية , الكل يغني نفس الاغنية والكل قادر على استثمار ما ملكت ائمانه من مال و حيل .
انتهت مسرحية 7 شتمبر2007 , لا تغيرت الاوضاع السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ولا تغير النظام الاستطاني الاستبدادي , حتى الخطابات الاستهلاكية للاحزاب المولوية لم تتغير , نفس الوعود تتكرر في كل مسرحية .
لا داعي للحديث عن ما يجري اثناء الحملة من فساد وشراء الذمم او ما يحصل اثناء الاقتراع في الخفاء ووراء الستار, او ما سينتج عن هذه المسرحية من اهدار للمال العام والتسيب و...
الانتخابات تطبيق لاحد مبادئ الديمقراطية , فالشعب وحده من يحق له ان يختار من يمثله والتحدث باسمه , والمنتخبين و حدهم من يحق لهم تسيير الشؤون المحلية او المركزية وحق الجماهير الشعبية معرفة ومراقبة اعمال المنتخبين .
في حالة المغرب , الشعب لا دور له الا التصويت فاذا لم يصوت , فالموتى تصوت في محله وتختار من يمثل الاحياء حسب مقاس الحاكم , ممثل الشعب المفترض لا دور له , مجرد دمية تسيره ايدي علوية , لا يشرع ولا يسير ولا يراقب مهمته رفع الايدي و التصويت , يتقن ممارسة السلطة الرمزية لا بتزاز المواطنين واتساع دائرة الفساد.
هل شعار الحركة الاستطانية وتنظيماتها السياسية وعملاءها , ان المشاركة في الانتخابات شرط لصنع التغيير الاقتصادي و الاجتماعي...؟
في البلدان المستقلة و الديمقراطية ,بلدان الحق والقانون , فالمشاركة حق كل مواطن لاختيار من يراه مناسب لتمثيله في المجالس المحلية او التشريعية, في بلد حر يحترم فيه انسانية المواطن ويتساوى فيه الجميع في الحقوق و الواجبات , فان صنادق الاقتراع قد تلعب دورا في عملية التغيير الجزئي .
في البلدان المستعمرة, فالانتخابات غير شرعية و لا قانونية , فالمشاركة في المسرحية الا نتخابية يشكل تزكية واعتراف بشرعية الاستعمار.
المغرب جزء من تامازغا(شمال افريقيا) , تسيطر عليه اقلية استطانية ارتزاقية تمارس التمييز العنصري والابادة العقلية و تتبنى هوية زائفة استعمارية , فالمشاركة في المسرحية الهزلية هي تكريس للسيطرة السياسية للاقلية الاستطانية وشرعنة استعباد واضطهاد الشعب عرقيا و اجتماعيا. المشاركة في الانتخابات شرط لصنع التغيير , شعارفندته مهزلة 7 شتمبر فلم تتغير الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية بل ازدادت ماْساوية الوضعية وازدادت شريحة الفقراء , والفوارق الطبقية , كما هو الشاْن مع انتخابات التي عين بعدها اليوسفي و جاطو.
المشاركة في المسرحية تقدم المصداقية للنظام الفردي وحاشيته ولا تاْثر في عملية التغيير ولا في تشكيل المجالس المحلية او التشريعية , ولا في تشكيل الحكومة , فما اهمية المشاركة اذا كان كل شئ معد وبالمقاس , وهناك من يشرع و يقرر و ينفذ دون مشورة احد .
المشاركة الامازيغية في المسرحية خطئ لا يغتفر , فالتوجه الى صناديق الاقتراع هو اعطاء الضوء الاخضر لاستمرارية عزل واقصاء الشعب المحلي من كل المجالات , السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
الاقلية المسيطرة قاطعت الشعب منذ ا لمعاهدة الخيانية الاولى( فاس) والثانية (ايكس ليبان) , فلماذا المشاركة في مسرحية من انتاج العقل الخياني .
ان مقاطعة المسرحية الانتخابية يجب ان تكون مقاطعة سياسية للنظام القائم , و ليس مجرد لعدم الثقة في الا حزاب او الحكومة ولا لعدم نزاهة العملية...
ان المشاركة هي تزكية لما تعرضت له انتفاضات صفرو, سيدي افني , وبومالن دادس من قتل وتعذيب وحشي و اعتقالات و محاكمات صورية .
ان المشاركة هي الموافقة عن عزل الامازيغ في المناطق الوعرة , وحرمانهم من ابسط الحقوق وابادة نسلهم , فالاجهاض مستمر في غياب البنية التحتية لا طرق ولا مستشفيات ولا ...
المشاركة هي اعفاء المسيطر من مسؤولية ا ستشهاد 26 طفل وامراْتين في انفكو , موافقته على التهميش والاقصاء و التمييز العنصري , والموافقة على الاعتقالات في صفوف الحركة الامازيغية وبالخصوص في صفوف الحركة الثقافية الامازيغية و المحاكمات الجائرة في حق المعتقلين في كل من امكناس , امتغرن , اكادير , ورززات , الراشدية ...
منع الحزب الوحيد خارج المنظومة الفكرية العروبية , وغيرها من الممارسات العنصرية للنظام الاستطاني...
امازيغن يتعرضون لابشع اشكال التمييز العنصري , ابارتهايد , كفى من العبودية ولا للمشاركة في المؤسسات الكولونيالية .

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات