أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمعة الحلفي - المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟














المزيد.....

المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟


جمعة الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من بين أكثر النصائح طرافة وجدية، التي وجهت الى المثقفين العرب، تلك التي قدمها لهم جورج طرابيشي، ودعاهم فيها الى "إعلان هدنة" مع شعاراتهم الثورية البراقة، والتفرغ لنشر الثقافة الديمقراطية في العالم العربي. ولم يكن طرابيشي مازحاً أو ساخراً، في دعوته، على الإطلاق، بل هو جاد كل الجد، فهذا هو السبيل الوحيد، كما يعتقد، لضمان عدم تحول الشعارات الديمقراطية الى مجرد وسيلة لتحقيق غايات ومصالح أنانية.
وبتقديرنا إن من هم أحوج، اليوم، لمثل هذه النصيحة الثمينة، هم المثقفون العراقيون، ليس فقط لأن الظرف العراقي الراهن، المتخم بشعارات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان وسواها، يحتاج لكثير من الضمانات، لمنع تسخير هذه الشعارات غداً، لأغراض مصلحية أنانية، بل لأن المثقفين العراقيين أنفسهم، يحتاجون لمثل هذه الضمانات كي لا تتحول، تلك الشعارات، الى سياط لسلخ جلود بعضهم البعض.
طبعاً لا يشك أحد في حجم التعقيد والضبابية، التي تلف المشهد السياسي والثقافي العراقي، لكن من المفيد دائماً، البحث عن الحقائق المركونة جانباً، في زوايا هذا المشهد، وهي حقائق، تشي بقدر كبير من الدعائية والإعلانية، التي تتحكم بطرح الشعارات وتسويقها، على أنها ثوابت وجوازم راسخة عند هذه أو تلك من الجهات والمراجع السياسية، أو لدى هذا أو ذاك من المثقفين، في حين أن الأمر لا يعدو أن يكون، بالنسبة للبعض من هؤلاء وأولئك، مجرد "تسويق بضاعة" أو "ركوب موجة" فالديمقراطية في العراق، هذه الأيام، تشبه الباذنجان أيام صدام حسين، ليس لأنها متوفرة زيادة عن اللزوم فقط، بل لأن العراقيين لا يقوون على شراء سواها، فهي البضاعة الوحيدة التي يكثر عرضها ويقل سعرها. ولهذا، مثلما تفنن العراقيون في طبخ الباذنجان، قلياً وسلقاً وشياً، هكذا يفعلون اليوم مع الديمقراطية بالضبط. بل أن هناك من يريد، نهاراً جهاراً، لا تحويل الديمقراطية، الموعودة والمؤملة حتى الآن، الى بقرة حلوب، لمصالح وغايات خاصة وأنانية، بل وجعلها أشبه بالحقيقة المطلقة، من يمتلك ناصيتها، يمتلك الحق في نهب الآخرين وشطبهم وجلدهم، فالديمقراطية، بالنسبة لهذا البعض، ليست أساسا لحرية المجتمع وميداناً لتفتح الفرد، ولا ضمانة ضد الفساد والديكتاتورية، إنما هي نوع من مصباح علاء الدين، أو شكل آخر من الدكتاتورية.. دكتاتورية المحصّن بالاحتلال، أو بالأكثرية لا فرق.
أما على صعيد المثقفين، وهم لا يفكرون كثيراً بالمستقبل، كما يبدو، فهي تعني لهم، في صورة من صورها، أداة لتبخيس أدوار نظرائهم، والحط من أهميتهم وقيمتهم، وإعلاء شأن المهاترات والمناكدات، عوضاً عن الحوار المسؤول والهادف، وبدلاً عن ولوج مشهد المتغيرات الدراماتيكي الذي يشهده العراق في كل يوم، وفي كل لحظة.
وإذا كان هناك، من المثقفين، من يريد أن يحاجج في ذلك، عليه أن يقول لنا أولاً: أين هم المثقفون العراقيون الآن؟ ماذا يفعلون؟ ماذا يريدون؟ ماذا... يطبخون؟



#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الوطن في أزقة المنافي !
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة:من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة: من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني ومن فان ...
- سيرة الرسالة من الحمام الزاجل الى البريد الإلكتروني
- العُمر مثل السيجارة!
- زاوية - كيف كتب منيف -مدن الملح-؟
- كل العتب على الطليان!
- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ...
- قوة المثقف... هادي العلوي نموذجاً
- المثقف عميلاً !
- بهدوء ... مع الأستاذ سعدي يوسف
- زنزانة رفعة الجادرجي !
- عن - أدب المنفى- وليس الخارج !
- كيف يمكن إعادة بناء الثقافة؟
- علي كريم سعيد... هل كان عليك أن تنتظر؟
- أزمة -العقل- أم -الفعل- العربي؟


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمعة الحلفي - المثقفون العراقيون... ماذا يطبخون؟