أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الأطرش - -التعليم الديني- لكي لا تحاسبنا عقول أولادنا














المزيد.....

-التعليم الديني- لكي لا تحاسبنا عقول أولادنا


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 05:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرجوع عن الخطأ فضيلة وفضيلة إلغاء التعليم الديني من المناهج التربوية، على حد سواء في المدرسة العامة أو الخاصة، يعيد الأمور إلى الطبيعة التي كان ينبغي أن تكون عليها. لم تكن المدرسة يوما المكان الصالح لتعليم الدين إذا ما أريد لها أن تكون دولة علمانية يسود فيها العدل والرقي والبعد عن الطائفية. والدولة بذلك لا تستقيل من إحدى وظائفها لكنها تعيد ما أخذته يوما من البيت أو المؤسسة الدينية نتيجة إصرار الطوائف على تدريس التعليم الديني.
لا ينسجم التعليم الديني مع الوظيفة الاجتماعية للمدرسة فيكف يمكن للرافعة التعليمية أن تكون مكانا للتبشير الديني. ناهيك عن أن كل مدرسة تُبشِر بتعاليم الطائفة التي تنتمي إليها وبذلك تساهم الدولة في خلق أناس منغلقين على طوائفهم بعيدين كل البعد عن فكرة قبول الآخر أو الحوار معه. خصوصا وأن التعليم الديني لا يركز على المساحات القيمية والاخلاقية المشتركة بين الناس ليساهم في توحيد المجتمع.
طرح الموضوع اليوم في كيبيك، إحدى المقاطعات الكندية، مرده إلى القانون الذي دخل حيز التطبيق في كيبيك مع بداية العام الدراسي والذي ألغى تدريس مادة الديانة لمذهب معين في المدارس واستعيض عنه بكتاب موحد يشرح الاديان السبعة الكبرى للتلاميذ مع تدريبهم على قبول الآخر ومعتقده وتمكينهم من التفكير عقليا في ما يقدم إليهم ومناقشته.
لا أخفي أن المنهجية الجديدة ينقصها بعض الإيضاحات فيما يتعلق بكيفية تقديم بعض المفاهيم الماورائية وكذلك طريقة التقييم لكن ذلك يشكل دافعا للعمل على التفكير مليا في كيفية تجاوز تلك السلبيات والعودة إلى التعليم الديني داخل المدارس العامة والخاصة وفق ما قامت به العديد من الجمعيات خصوصا داخل الجالية.
الغريب أن هذه الأصوات المنادية بالعودة عن المنهجية الجديدة تبرر ذلك لأنها ترفض وضع الأديان والحركات وحتى "البدع" على قدر متساو واحد. مما يعني أن كل طائفة أو مذهب يعتبر نفسه أعلى مرتبة من الآخر حتى أنه يسمح لنفسه اعتبار دين الغير "بدعة".
أضف إلى ذلك أن هذه التحركات إنما تعلن رفضها خوفا من أن ينبذ الأولاد تعاليم دين العائلة أو الخوف من أن تستهويهم ديانة آخرى فيهربون إليها ناهيك عن اعتبارهم إتاحة الفرصة للأولاد للنقاش وإظهار وجهات نظرهم يضعف الايمان خصوصا أن حلقات النقاش تتميز بسيطرة أحدهم بسبب قوة تأثيره مما قد يدفع الأولاد لتغيير دينهم.
أكثر من ذلك أن هذه الأصوات المحتجة تعتبر أن الخطر الداهم في المنهجية الجديدة أنها تعتمد مبدأ التسامح مما يؤدي إلى التنازل عن قيم ثابتة كانت تشكل حقيقة ويدفع إلى اعتماد القيم المشتركة بدل القيم الدينية.
ببساطة إن كل ذلك يعني أنهم يخافون من أن يعطى أبناؤهم القدرة على التحليل والاستنتاج بما يتيح لهم رفض بعض الأفكار التي يجدونها لا تتناسب وعصرهم والذي يمكن أن يشكل دعوة حقيقية لتجديد الفكر الديني. وإذا كان الكاتب المعروف أحمد البغدادي يعتبر أن تجديد الفكر الديني دعوة لإستخدام العقل فإننا نرفض هذا التجديد ونمنع أولادنا من التفكير في هذا الإتجاه.
وكيف يمكن أيضا أن نطلب منهم إلغاء ما تم بحجة أننا نرفض أن يتعلم أولادنا التسامح كما يعني أننا نرفض اعتماد القيم المشتركة. فهل يعني ذلك أنهم ضد التسامح وأن القيم المشتركة لا ينبغي إحترامها؟.
المشكلة من هنا والاجابة من هناك
نجحت كيبيك في تطبيق المنهجية الجديدة التي تساهم في خلق نواة مواطن في الوقت الذي فشل فيه " المركز التربوي للبحوث والانماء" في لبنان من وضع كتاب ديني موحد من شأنه التركيز على المشترك القيمي بين الاديان المتعددة. لكن التجربة آلت الى الفشل لأن الطوائف انطلقت في مقاربة المسألة من كونها صاحبة الدين وبالتالي فهي الأقدر على تعليم مبادئه. لكن الغريب أن التأكيد على أهمية الخطوة، التي قام بها المركز، أتت في معظمها من رجال دين مسلمين ومسيحيين يشهد لهم الجميع بسعة العلم. فهل يمكن للمعترضين هنا أن يطلعوا على ما قدمه هؤلاء؟.
المطران غرغوار حداد، أحد رجال الدين المؤيدين للعلمنة الشاملة يرى ضرورة التمييز بين التثقيف الديني الشامل والتربية المحصورة في مذهب واحد. مما يعني ضرورة إيجاد منهجية موحدة للتثقيف الديني على مساحة الوطن وهو ما أكده العلامة محمد حسين فضل الله الذي اعتبر أن مشكلة التعليم الديني عائدة إلى كونه يتناول المذهب في مفرادته وليس في ثقافته لذلك فهو يؤول الى ترجيح كفة مذهب ديني على سواه.
السيد على الامين، مفتي صور(جريدة نداء الوطن عدد 2090-الثلاثاء 28 ايلول 2008) اعتبر أن مهمة التعليم الديني هي مهمة الكنائس والمساجد، والمدرسة هي التي تصنع العيش المشترك والواحد لتكون أساسا للوطن الواحد" وعاد وأكد (جريدة النهار اللبنانية عدد 20462- الأربعاء 29 ايلول 2008) أنه إذا كان لا بد من التعليم الديني في المدارس فيجب تشكيل لجنة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين لتأليف كتاب ديني موحد يتحدث عن أهداف الاديان الواحدة وعن أخلاق الانبياء ومواعظهم من دون التحدث عن خصائص المذاهب وتفاصيلها التي يأخذها الانسان من المسجد والكنيسة والمحيط الذي يعيش فيه". ما ذكره العلامة الأمين يصح منطلقا للمنهجية التي دخلت حيز التطبيق في كيبيك.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحزروا الإيدز... والسياسي أخطره
- «إسلام كيبيك»
- الرموز الدينية لا تخيفنا لكنها تفضح عنصريتنا
- الشريعة والعشيرة
- الأسماء رموز دينية
- انفلونزا الخنازير


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الأطرش - -التعليم الديني- لكي لا تحاسبنا عقول أولادنا