أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء البابلي - التطرف عند الشباب















المزيد.....

التطرف عند الشباب


صفاء البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التطرف نمط من التفكير يكاد ينحصر في المجال الفكري ليشمل جميع المظاهر الفكرية التي يعد الدين والسياسة من اهم عناوينها ومصاديقها ، فهو نتاج فكر لكننا لا نستطيع ان نقف عند هذا الحد من التعميم دون التطرق الى تعريف التطرف ومعرفه الاسباب والدوافع التي تقف وراءه . فالتطرف هو الخروج على المألوف بالمغالاة في الرؤى والسلوك انطلاقا من منهج خاطئ يقوم على مواجهة ما يراه البعض تطرفاً بتطرف أشد، وأصحاب هذا النهج لا يقبلون الرأي الآخر فهم دائما يرتبطون بأفكار بعيدة عما هو متعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا وفي الغالب ترتبط هذه السلوكيات المتطرفة بسلوكيات مادية متطرفة أو عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة اي اللجوء الى العنف لكننا نلاحظ ان هذه الظاهرة الفكرية الاجتماعية تنتشر بشكل كبير بين قطاعات الشباب بنسبة كبيرة جدا وخصوصا عند الشباب الذين يبلغون سن الخامسة والعشرين، حقيقة ان مظاهر التطرف متعدد وكثيرة لكن يعد التطرف الدين هو الاكثر انتشارا بين هذه الفئة من المجتمع وخصوصا في العقدين الاخرين في عالمنا المعاصر ونكرر بان هذا التطرف لا يقف عند حد المغالاة والتنظير المتطرف بل يلجأ إلى التعبير عن نفسه بممارسات على أرض الواقع قد تصطدم بالقانون وبالمصالح العامة للأفراد والمجتمع وبحياة الناس أيضاً من هنا يتحول ذلك بطبيعة الحال الى حالة من العنف تهدد حقيقة مجتمعانا. بعد هذه المقدمة لابد من ذكر الاسس او الدوافع والاسباب التي تؤدي الى هذه الظاهرة، قد يرى البعض ان التعصب هو صفة ملازمة للتطرف ولكننا نرى ان التعصب يعد الاساس الفكري الذي يؤدي الى هذه الظاهرة فالتعصب هو احتكار المرء للحقيقة او الفضيلة وان غيره يفتقروون الى ذلك فهم دائما على خطا وباطل ان التعصب شكلا اخرا من التمسك والتصلب للراي الذي يؤمن به الشخص او العقيدة التي يعتنقها ولا يكتفي المتعصب من الاعتقاد بصحة اقواله وكفى بل يصل الحد الى تخطئة الاخرين واتخاذ موقف معين ازاءهم فالمتعصب يرى اثبات وجوده من خلال هدم الغير وبيان عيوبهم ونواقصهم ، والمشكلة لاتقف عند هذا الحد بل تتعداه لان عملية اثبات الوجود تكون في الغالب غير منحصرة على شخص محدد بشكل فردي اي انها ليست فردية شخصية ولكن من خلال اندماج الفرد في جماعة معينة اي الجماعة التي ينتمي اليها اي ان هناك عملية دمج وتماهي مع الجماعة بحيث ان اراءه هي اراء الجماعة التي ينتمي لها بشكل تذوب فيه شخصيته وعقله وتغييب الروح النقدية عنده اي ان العملية تصبح عملية استقبال ليس الا للاراء الملقنة اليه فنلاحظ ان الكثير من الشباب عندما ينتمي الى جماعة معينة فهو يقلدها اي يقبل اراءها دون فكر وروية ودون تمحيص وهنا تكمن خطورة التعصب لانه يعد خطوة الانطلاقة الى ظاهرة التطرف، وباختصار هناك امتلاك حقيقة هناك تعصب يؤدي الى التطرف ثم ينتهي الى العنف . ان الحديث عن الاسباب نلاحظ ان هناك اسباب كثير الى التطرف منها العامل المادي فلو نظرنا نظرة سياسية الى الانقلابات العسرية التي حدثت في الدول العربية نرى ان هذه الانقلابات اتت بناس عساكر بعيدين عن قيم المدنية والاختصاص مما ادى ذلك الى فشل في التنمية الاقتصادية في هذه البلدان وسوء الوضع الاقتصادي الذي ادى بطبيعة الحال الى انتشار البطالة عند صفوف الشباب لهذا نرى الشباب يبحثون عن ملاذ امن ينتشلهم من هذا الواقع فكان ظهور الحركات التي لا تؤمن بالاخر ملاذا امنا لهم . ومن الاسباب المهمة ايضا سوء التعليم وعدم الاهتمام بالبرامج التعليمية بحيث لاتوجد للاسف طرق تعليم تشجع الشاب على طريقة النقد واستخدام العقل عن طريق تدريس وبيان طرق التفكير العلمي وبالخصوص في المراحل الاولية للدراسات المتوسطة والاعدادية.
ونريد ان نلفت النظر هنا الى أن ظاهرة التطرف ليست دينية فحسب فقد تكون سياسية أو اجتماعيــة مادام أساسها التعصب لكن عصرنا الآن يشهد تطرفاً دينياً منتشرا بين الشباب في مجتمعاتنا، وهذه بدون شك مرحلة لن تطول من خلال التجارب السابقة التي مر بها شعبنا بأنواع كثيرة من التطرف في الماضي ومن خلال عملية الاطلاع على الشعوب الأخرى سواء كان ذلك التطرف عرقياً أو دينياً أو سياسيا ًالذي راح ضحيته أعدادا كبيرة من الأبرياء الذين ليسوا طرفاً في الصراع والتعصب، ومعظم هؤلاء الأبرياء من عامة الناس والفقراء. ان التطرف اصبح ثقافة منتشرة بين الشباب وعندما تريد ان تتخلص من شيء فالحكمة ان تجد البديل عنه اي اننا في هذه المرحلة يجب ان نخلق ثقافة بديلة عن هذه الثقافة وذلك عن طريق نشر ثقافة الحواربان يكون الحوار ليس الهدف منه كسب الاخر ودعوته الى ترك افكاره بل هو امكانية اعادة النظر بالذات وامكانية تدوال الافكار واكتشاف الاخطاء من الطرفين. وكذلك اشاعة التسامح وقبول الآخر عن طريق خلق ورش عمل وبرامج تشيع هذه الثقافة بين الشباب عن طريق دمجهم بهذه البرامج من خلال اقامة المؤتمرات والندوات التي تشجعهم على ذلك وملاحظة حالة الفراغ الموجودة عندهم من خلال عدم تهميشهم وذلك بايجاد فرص العمل لان عدم حصول الشاب على دخل مادي يجعله لقمة سائغة في قبضة مجموعات هويتها التطرف وأسلوبها العنف. وكذلك التركيزعلى أهمية توفير التعليم الذي يعد ركنا أساسيا في عملية تطوير مهارات الشباب، بالإضافة إلى توفير التدريب واستعمال تكنولوجيا المعلومات وذلك لتسهيل عميلة الاتصال بالآخرين لاحتكاكه واطلاعه على باقي الثقافات وتبادل الخبرات والمواقف وبما ينمي ويدعم المواقف الإيجابية بين المتواصلين واقامة العلاقات بين مختلف الثقافات لان العلم والتدريب لهما الدور الاساسي في تنمية المهارات وتطوير القدرات والتعامل مع الآخرين باحترام ولا ننسى دور الدولة الاساسي في برامج الإصلاح السياسي وتكريس قيم الديمقراطية بان تنشر وتكرس ثقافة الديمقراطية وذلك برفع شعار التعددية لان الديمقراطية تحصل من خلال الثقافة التعددية المنتشرة بالمجتمع فعلى سبيل الايضاح اننا عندما نذهب الى صندوق الاقتراع لايجعل منا ديمقراطيون ولكننا عندما نكون ديمقراطيون نستطيع من خلال ذلك بناء صندوق حقيقي لعملية الاقتراع لا صندوقا هشا لايسع لاختلافنا وتعدد ثقافاتنا.



#صفاء_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحوار
- اشكالية الانتماء والعنف
- الحرية الاسلامية وفق منظور ليبرالي


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء البابلي - التطرف عند الشباب