أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة الأولى















المزيد.....


المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة الأولى


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد كشفت أحداث الدار البيضاء عن وجود منظرين ساهموا بشكل أو بآخر في الترويج لإيديولوجية الموت والدمار بالمغرب.

ويعود تاريخ تكوين التنظيمات المروجة للإرهاب إلى بداية الحرب في أفغانستان ضد الروس.
آنذاك كان عدد من المغاربة الذين استجابوا إلى دعوة القتال قليلا جدا لا يتجاوز عددهم العشرة.

وكل تلك التنظيمات ضمت في صفوفها مغاربة شاركوا في الحرب بأفغانستان، كما ضمت مهاجرين مغاربة في الدول الأوروبية. وتمكنت تلك العناصر من تشكيل شبكات في العديد من المدن المغربية تربطها علاقات وآليات مضبوطة ومحكمة . والقاسم المشترك بينهما هو تبني العنف ضد المخالفين لمبادئها وأفكارها ورؤيتها واستحلال دمائهم وأموالهم.كما أنها تعمل على الدعوة للجهاد والنهي عن المنكر بالقوة وإباحة الفيء (استحلال مال الغير عن طريق السطو والنهب ).

وكان جل المغاربة المحاربين بأفغانستان قد تم تأطيرهم من طرف الشيخ الليبي الذي كان قائما على جماعة المقاتلين الليبيين والتي كانت تضم عناصر منحدرة من دول المغرب العربي.وفي سنة 1996 فتحت الأبواب للمغاربة ووصل عددهم بأفغانستان ما يناهز 250 شخصا تنظموا تحت لواء الجماعة المقاتلة المغربية .وبعد سقوط كابول سنة 2002 صدرت أوامر لكل أعضاء التنظيم للعودة إلى دول المصدر وانتظار التعليمات بخصوص التحرك في المستقبل .وهكذا رجع أغلب المغاربة إلى الوطن .وبعد رجوعهم بدأت تظهر جملة من الجماعات من ضمنها حركة المجاهدين المغاربة والجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة وجماعة الهجرة والتكفير وجماعة السلفية الجهادية وجماعة الصراط المستقيم وغيرها.
ومختلف هذه الجماعات والتيارات تشترك في جملة من المواقف التي تكاد تتطابق.فيما –يخص الدساتير والقوانين فترى أن الاحتكام إليها شرك بالله ووجه من وجه الجاهلية المعاصرة ،وبذلك يكفرون واضعيها والمشاركين في وضعها والعاملين بها وكل من تحاكم إليها .وبخصوص البرلمان ونوابه في نظرهم أوثان منصوبة ،وبذلك وجب الخروج عن الدولة والحكم والمجتمع بالعصيان باعتبار أن شرع الله تم إقصاؤه بعيدا وحلت محله قوانين وضعية كافرة من صنع كفار ولذلك يدعون إلى الجهاد .وبخصوص الديموقراطية ، فإن كل تلك الجماعات ترى أنها لا يمكنها أن تؤدي إلى نصرة الإسلام ،وبالتالي فإن اعتمادها في نظرهم هو مجرد تضييع للجهود والطاقات وهدر للوقت وإصرار على إلقاء بالنفس إلى التهلكة .وبالتالي فإن المشاركة في اللعبة السياسية هي مجرد إضفاء لباس إسلامي على أنظمة غير إسلامية لأن الديموقراطية في نظرهم مجرد تمييع للفواصل العقدية الصلبة بين الطاغوت وبين الدعوة إلى الله.

وبخصوص الأحزاب السياسية، فتعتبرها كفرا مادام جلها يتنافس في الكفر ويتسابق به وعليه، وبالتالي فهي جاهلية عوجاء تبتغي حكم الجاهلية والطاغوت.أما المجتمع فهو في نظرهم مجتمع جاهلية تنطبق عليه أحكام الكفر ،وبالتالي على المسلم ضرورة قطع الصلات معه وهجره وتوقيف التعامل مع مختلف مؤسساته الرسمية .وبذلك يصبح المجتمع دار حرب وجهاد .

وفي نظر تلك الجماعات لا يمكن قبول وصف المجتمع المغربي بالمسلم مادامت مظاهر الكفر فيه أكثر وأقوى من مظاهر الإسلام لأنه استبدل القوانين الإسلامية بالقوانين الوضعية التي اعتمدها وقدسها، ولأن مظاهر الانحلال والفساد دبت في أحشائه منذ أمد.

وارتكازا على هذا الوصف وانطلاقا من فهم خاص جدا لمعنى الجهاد في نظر هذه الجماعات داخل المجتمع ضرورة شرعية وفرض عين.
لقد ابتلي الإسلام والمسلمون بتيارات وحركات نشأت في سرية تامة ونهجت نهجا تكفيريا عدائيا اتجاه الآخر، تبنت التطرف وابتدعت التحريف وفسرت القرآن الكريم بما ينسجم وأهدافها، اتبعت محمد بن هبد الوهاب وابن تيمية الذي كفر كل المذاهب.

قبيل غزوة أفغانستان من طرف الاتحاد السوفيتي وبعده، قامت السعودية وباكستان ومصر بفتح العديد من المدارس الدينية دأبت على تدريس القرآن والمذهب الوهابي وتعاليم ابن تيمية.وكانت المناهج تعتمد على الحفظ والذاكرة وليس على إعمال العقل والتحليل .علاوة على أن طلاب تلك المدارس كانوا في أغلبيتهم يعتمدون التلقين دون فهم وتعمق ،وهذا عموما ما وقع بالمغرب .

وهكذا نشأ التطرف الوهابي وتقوى الشعور بنفي الآخر والتكفير وتحولت المفاهيم الملقنة إلى تيارات لا سيما بعدما استفادت من الدعم الأمريكي.

وظهرت جماعات متطرفة استفادت من الدعم المالي والمساندة اللوجيستيكية بحجة التصدي للشيوعية ووقف زحفها على أرض أفغانستان.وتطوع الكثيرون من أبناء العرب والمسلمين عبر العالم للجهاد في أفغانستان وغيره .

وفي هذا الصدد هناك أطروحة تقول أن الصهاينة عملوا على دعم استراتيجية تقوية التيارات المتطرفة في الإسلام وتحول التيار السلفي الوهابي كنموذج سائد ليسهل التصدي للإسلام بعد أن تأكدت خطورته على العالم الحر.

وبذلك شجعت الصهيونية هذه الاستراتيجية وتمكنت من تسخير الجماعات المتطرفة في أحداث شتنبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية لدفع العالم للتبرؤ من كل ما يمت بصلة بالإسلام وبالعرب.
ويعتبر ابن تيمية المرجعية الأساسية للمتشددين في الإسلام سواء في المشرق أو المغرب.

وهو تقي الدين ابن تيمية، ولد بمدينة حران سنة 1263 م (661 ه) وتوفي بدمشق حوالي سنة 1328 م بسجن القلعة هناك.نشأ وتربى في بيت علم فقه ودين .تميز ابن تيمية بمواقفه الصارمة اتجاه خصومه كما اشتهر بمشاركته في الجهاد . إنه رجل فقه وقانون، عاش في العهد المملوك وخاصة في مرحلة سيادة ثقافة الاستسلام ونبذ كل أشكال المقاومة ضد السلطة القائمة بعد أن لجأ خلالها الحاكم السياسي إلى البحث عن الشرعية الدينية بتطويع العلماء والفقهاء وإخضاعهم لسلطته.اعتنق الحنبلية لمقاومة الدولة المملوكية وناضل من أجل أفكاره طيلة حياته إلى أن توفي مسجونا .وكان من المدافعين عن التفسير الحرفي للنص القرآني وقاوم كل أشكال ما سماه بالبدع بما فيها إخضاع النص القرآني للتفسير والتأويل العقلي وذلك انسجاما مع رفضه للفلسفة اليونانية والتصوف الإسلامي .

وقد عاشت المدينة المنورة في العهد المملوتيمية.ت من الاضطرابات وظهر فيها علماء كما ظهر أصحاب فتن وقلاقل وكانت الحياة فيها تسير تيارين مضادين: تيار العلم والعبادة وأعمال الكسب اليومي وتيار الصراع السياسي والعسكري بين أبناء الأسرة الواحدة على الإمارة والسلطة.وكان أهم تطور عرفه القرن الثامن الهجري هو اعتناق المغول للإسلام وظهور دولة العثمانيين .وبعد انتصار المغول على العثمانيين في أنقرة في القرن التاسع الهجري برزت المواجهة بين دولة الصوفيين والشعبية في فارس وبين دولة العثمانيين السنية .هذه هي بعض معالم العصر الذي عاش فيه ابن تيمية .

وترك ابن تيمية تراثا ضخما من المؤلفات والرسائل وفتاوى وغيرها همت جميع مجالات العلم والمعرفة.واشتهر بالجهاد باليد واللسان والذب عن الدين والعبادة والذكر .وفي رسالته إلى جند حلب الدين واجهوا التاتار بعد انسحاب عسكر مصر أكد على تقاعس الحكام وتراخيهم في مواجهة العدو الخارجي وتركهم المسلمين وحيدين للمواجهة.
يتبع



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة النسوية بالمغرب
- المغرب : تحالفات بالجملة لكن بدون جدوى سياسية في مستوى طموح ...
- الحكامة والمغرب
- الشباب والسياسة
- المغرب: نعم لطي صفحة الماضي …لكن كيف ؟
- بشائر التعاون العسكري الأمريكي العربي
- الدكتور المهدي المنجرة قلق جدا بصدد الغد القريب
- العولمة حقيقة قائمة لكن من الممكن تغييرها
- هل عثمان بنجلون ضحية للمخزن الاقتصادي بالمغرب
- خديجة الروسي ، المناضلة بصمت
- اتفاقية تبادل الحر مع المغرب خطوة أخرى على در تكريس استراتيج ...
- انتظر العرب ومازالوا ينتظرون
- وجهة نظر حول الإرهاب وضعف التقنية في العالم العربي
- الواقعية العربية تحقيق الممكن أم الاستسلام للواقع؟
- كيف يمكن تحويل الثروات النفطية من نقمة إلى نعمة عربية
- سنة بعد احتلال العراق
- كيف ينظر الاتحاد الأوربي لاتحاد المغرب العربي
- من السهل التصدي للإرهاب
- الشرق الأوسط الكبير مخطط أمريكي بامتياز
- لامناص من تغيير الحال والأحوال


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - المراجع والخلفية العقائدية والنظرية للتطرف الديني بالمغرب - الحلقة الأولى