أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - دولة تحارب شعبها














المزيد.....

دولة تحارب شعبها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة :

قرار اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشؤون التشريع القاضي باعتبار كل مواطن يحيي ذكرى النكبة عملا اجراميا يحاسب عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ، وما تبعه قرار البرلمان الاسرائيلي الكنيست بالقراءة الأولى بسجن كل من ينكر يهودية الدولة يكشف بما لا يدع مجالا للشك الوجه العنصري للفكر الصهيوني ، فحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل تريد من الفلسطينيين الذين عضوا على تراب وطنهم بالنواجذ وبقوا داخل اسرائيل بعد قيامها في 15 أيار 1948 تريد منهم ان يرقصوا طربا على دماء من فقدوهم من آبائهم واخوانهم وأبناء شعبهم في تلك المناسبة ، وتريد منهم ان ينشدوا النشيد الوطني الاسرائيلي على بقايا اخوانهم واقاربهم الذين شردوا في كافة اصقاع الارض ، وان يضحكوا قهقهة على اراضيهم المصادرة ، أو على طردهم من بيوتهم ،وأن يرحلوا من ديارهم كي تبقى اسرائيل دولة يهودية نقية من "الغوييم" الغرباء، وان لم يفعلوا ذلك فإن تهمة الجريمة ستلصق بهم ، وسيحاكمون عليها ، فهل هذا تأكيد على مقولة المرحوم عبد العزيز الزعبي " بأن دولتي تحارب شعبي " أم ماذا يريد متطرفو الفكر الصهيوني ؟؟
فمن المعروف للقاصي والداني ان العرب في اسرائيل يعاملون ضمن سياسة تمييزية واضحة ، فعدا عن اضطهادهم القومي والديني فإنهم مضطهدون اجتماعيا واقتصاديا في مختلف مناحي الحياة ، ويريدون منهم الآن ان يتقبلوا المصائب والعذاب برحابة صدر، وان يقدموا الشكر لمضطهديهم ، بدلا من الألم الذي يختزن في صدورهم ، مطلوب من المهجرين منهم عن قراهم ومدنهم وأرضهم ان يقروا بالأمر الواقع، وان يفرحوا به ، والا فإنهم مجرمون ارهابيون ستطالهم يد عدالة القضاء في " واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط " كما يحلو " للديمقرطيات الغربية " ان تصف اسرائيل .
مطلوب من الفلسطيني داخل اسرائيل ان ينسى اكثر من خمسمائة قرية وتجمع سكاني مُحيت عن الوجود ، ومطلوب منه ان ينسى ابناء عائلته الذين قتلوا أو شردوا في ارض اللجوء ، ومطلوب منه ان يبارك ويدعو بطول العمر لمن استولى على ارضه ويستغلها امام عينيه .
وبالتأكيد ما كان لهذا الفكر الشوفيني العنصري ان ينمو الى درجة منع الانسان من التعبير عن مشاعره واحاسيسه لولا الدعم المادي والمعنوي والعسكري والسياسي اللا محدود لاسرائيل من قبل الدولة الأعظم وحلفائها على مدى العقود الستة الأخيرة ، هذا الدعم الذي تعامل مع اسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي ، وفوق حقوق الانسان ، وفوق قرارات الشرعية الدولية .
ان فكر حزب" اسرائيل بيتنا " الذي يتزعمه لبيرمان وزير خارجية اسرائيل الحالي -والذي يقف وراء هكذا قانون وهكذا تشريع- ، لا يعي أبعاد مدى هكذا موضوع ، ومدى الضرر الذي سيلحق بدولته قبل الآخرين ، فهكذا تفكير بلا شك يؤكد مقولة " ان اليمين المتطرف يلتقي مع اليسار المتطرف بالحاق الأذى بنفسه وبغيره " وهكذا قرار وفي حالة تطبيقه سيلحق الأذى باسرائيل اكثر من الحاقه الأذى بالفلسطينيين الذين لم يعد لديهم شيء يخسرونه ، واسرائيل لا تستطيع ان تسجن مليون ونصف المليون فلسطيني هم مواطنون فيها ويحملون جنسيتها ، وكان الأجدر بمن شرعوا هكذا قانون ، ان يتعلموا من اسيادهم في بلاد العم سام ، عندما عادوا الى رشدهم واعترفوا بالظلم والجرائم الذي الحقوها بالهنود الحمر مواطني امريكا الاصليين ، ويحاولون ان يكفروا عن جرائم آبائهم بانصاف مواطنيهم الحمر كالسماح لهم باستثمار اراضيهم وممارسة حقوقهم المدنية بامتياز كاعفائهم من الضرائب وغيرها ، وعندما اوصلوا رئيسا اسود الى البيت الابيض ، بعد ان استعبدوا السود واختطفوهم من افريقيا وطنهم الاصلي ، ولو فعل الاسرائيليون ذلك لكان الأمر في صالحهم ، ولكان الأمر في صالح السلام المنشود الذي سيحفظ حقوق جميع شعوب ودول المنطقة ، ويبدو ان عقلاء الفكر الصهيوني قد تنبهوا لمخاطر هكذا قرار ، وكتبوا ضده كما نلاحظ في الصحافة العبرية هذه الأيام وواضح جدا ان مناهضتهم لهكذا قرار ليس حبا في الفلسطينيين بمقدار ما هو وعي وحرص منهم للحفاظ على شعبهم ودولتهم .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيسمع اوباما -لا- العربية
- مجموعة -اكليل من شوك- القصصية والتميز شكلا ومضمونا
- في ذكرى نكبة فلسطين
- التعذيب في العراق وغيره
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان
- -السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
- ثقافة - العصرنة -
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
- السحر - حكاية شعبية
- أخلاقيات الحروب وجرائمها
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - دولة تحارب شعبها