جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:08
المحور:
المجتمع المدني
في التاسع والعشرين من شهر أيار 1945 أمر الجنرال المستعمر ( أوليفا روجيه ) قائد جيش الشرق,, باحتلال البرلمان السوري وقتل حاميته من رجال الدرك السوري لأنهم رفضوا أداء التحية للعلم الإفرنسي ورفعوا العلم السوري على مبنى البرلمان ..
كان فقيدنا جريس كحلا أحد رجال حامية البرلمان السوري الأبطال بقيادة الشهيد ( الطيب شربك) قاتل مع رفاقه ببسالة ببنادقهم البسيطة حتى نفذت ذخيرتهم كما قاتلوا بالسلاح الأبيض حتى استشهدوا.. أمام جنود الفرقة الأجنبية الفرنسي المدججة بأحدث الأسلحة … قاتلوا حتى استشهدوا جميعاً باستثناء ثلاثة منهم بقيوا جرحى وألقوا بأنفسهم بين جثث زملائهم وشاهدوا بأعينهم جنود الإحتلال وهم يمثلون بالجثث .. حتى تدخل الجيش السابع البريطاني لإخراج الفرنسيين ووقف المجزرة ,, وكان فقيدنا أحد الثلاثة الجرحى الناجين من موت محقق …كان يحدث الجميع ماشاهده بأم عينه من وحشية المستعمر وجرائمه …
كان الفقيد الغالي جريس كحلا مع صديقه الحميم حنا الخوري من صيدنايا الحبيبة قد تطوعا في الدرك السوري وعين الأول الفقيد في حامية البرلمان ,وعين الثاني في قلعة دمشق وكان فيها أثناء القصف الفرنسي لها , وهوالاّن في المهجر نتمنى له طول العمر …
كان الفقيد جريس كحلا من خيرة شبان القرية عاملاً كادحاً يكسب عيشه من عرق جبينه , كما كان صياداً ماهراً كما أذكر ثم سائقاً ماهراً , وهو جار لنا بل من خيرة الجيران ,, تلقينا نبأ وفاته بحزن وألم , وأرسلنا برقية تعزية وتعليقاً على النبأ الذي قرأناه على موقع صيدنايا نيوز – كواجب وطني وإنساني علينا ,, لكنها كلها لم تصل لعائلة الفقيد وأصدقائه مع الأسف …, وأنا لاألوم أحداً في الداخل إذا خشي من ذكر إسمنا نتيجة القمع المزمن والتهديد بحجب الموقع إذا نشر إسمنا لهذه الدرجة وصل حقد النظام على الكلمة الحرة وعلى أحرار سورية المغيبين في السجون والمنافي ..
لفقيدنا الشهيد الحي جريس نقولا كحلا الخلود والرحمة والذكرى العطرة .. ولعائلته الطيبة وأقاربه وأصدقائه تعزية من القلب مني ومن زوجتي العزيزة مريم نجمة وعائلتي وأصدقائي ولكم طول العمر …الوطنيون خالدون دوما ً – لاهاي – 27 / 5
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟