أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - تكنولوجيا الكومبيوتر وعلم الجينات: معجزات بشرية لاحدود له














المزيد.....

تكنولوجيا الكومبيوتر وعلم الجينات: معجزات بشرية لاحدود له


سامي الرباع

الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أعجبني مقال الاستاذ صلاح الدين محسن حول تهافتنا على قراءة المقالات الخاصة بالدين والسياسة واهمال المواضيع التي تناقش العلوم بكافة أشكالها. لذلك أعيد هنا نشر مقال لي كان قد نشر في مجلة عمانية متخصصة تصدر عن جامعة السلطان قابوس.

حين بدأ العمل بتكنولوجيا الكومبيوتر في الخمسينيات لم يكن أحد يتوقع التطور الهائل الذي حققته هذه التكنولوجيا وغزوها لكافة مجالات الحياة من علمية وعملية. جهاز الكومبيوتر اصبح اصغر حجما وأكثر فعالية وأصبح وسيلة عملية لايمكن الاستغناء عنه.

تكنولوجيا الكومبيوتر تزداد تطورا وتعقيدا وأصبح بوسع هذا الجهاز القيام بملايين العمليات الحسابية والمعلوماتية وتحليلها يعجز الاسنان، صانع هذا الجهاز، القيام بها. بالمقابل لايزال الكومبيوتر عاجز عن التفكير المستقل بدون تدخل الانسان. ولكن هذا ايضا ومع تطور الكومبيوتر يمكن أن يصبح حقيقة واقعية في بعض المجالات.

لقد أصبح بوسع الكومبيوتر، عن طرق البرمجة الحديثة، التجاوب مع صوت الانسان والاجابة على أسئلته بكل دقة، وتحليل العمليات المعلوماتية بكفاءة خارقة يصعب على العقل البشري القيام بها بدون هذا الجهاز.

ومن المجالات التي انتشر فيها استخدام الكومبيوتروالرقيقات الذكية (chips ) هو علم الجينات ولاسيما في مجال الطب. من الانجازات الهامة التي نجح فيها التعاون بين تكنولوجيا الكومبيوتر والطب كان زرع ال chip في القلب لتسهيل خفقانه بانتظام، ناهيك عن المختبرات والاجهزة الالكترونية المستخدمة في التحليل واجراء العمليات الجراحية.

بدون تكنولوجية الكومبيوتر لم يكن لعلم الجينات وعلوم الطب بأنواعها أن تتطور وتنجز ماحققته من نجاح حتى الان من عقاقير طبية ووسائل علاجية وطرق التشخيص. عن طريق الكومبيوتر استطاع العلماء الوصول الى أدق جزئيات الجسم البشري والحيواني والنباتي.

يعمل علماء الجينات في الوقت الحاضر بالتعاون مع خبراء الكومبيوتر على تطوير جهاز صغير الحجم يزرع في جسم الانسان المصاب بداء السكري يمكنه من افراز نسبة الانسولين المطلوبة عن طريق بكتريا ايجابية مخزنة في هذا الجهاز.

بعد أن اكتشف علماء الجينات خارطة ال DNA المنتشرة في جسم الانسان والحيوان والنبات وكيف تعمل الجينات في اجسام هذه الخلوقات يتوقع هؤلاء العلماء بالتعاون مع خبراء الكومبيوترتطوير سبل الكترونية تعالج ال DNA المصاب بأي خلل والحفاظ عليه من أي عطب قد يصيبه.

من هنا يمكن القول بأنه على المدى البعيد سيتمكن علماء الجينات بالتعاون مع علماء الكومبيوتر من تطوير تقنيات تمكن الجسم الحي من علاج الخلل واصلاحه بشكل تلقائي. وفي حال عدم امكانية علاج ال DNA المصاب بالخلل سيصبح بالامكان ازالته واستبداله ب DNA اخر تم تطويره في المختبر عن طريق تكنولوجية الخلايا الاساسية Stem Cells .

يجري علماء الجينات والكومبيوتر تجارب على اجهزة صغيرة الحجم تثبت على أجسام مرضى القلب والسكر موصولة بمراكز مراقبة الكترونية في المستشفيات تراقب عمل القلب والبنكرياس. وفي حال حدوث خلل ما اما يهرع فريق النجدة للمساعدة أو يطلب من المريض اتخاذ اجراءات محددة تحد من تفاقم الخلل.

تطور علم الجينات وعلوم الكومبيوتر لن يقتصر على علاج الامراض واصلاح الاعوجاج لدى الانسان بل سيمتد ليشمل الحيوان والنبات والماء والبيئة بشكل عام. في العديد من المختبرات تقام شتى التجارب المخبيرية على تطوير الانتاج الزراعي والحيواني سيزيد من انتاجية هذه الموارد الحيوية ويحسن من نوعيتها، الامر الذي سيساعد على مكافحة الجوع والعطش في العديد من بقاع العالم وخاصة الفقيرة منها.

من المتوقع ايضا وبعد اكتشاف خارطة ال DNA ان يصبح بالامكان توجيه الجينات وتعديل عملها في الاتجاه المطلوب، ولاسما تلك الخاصة بالنهم والجشع والصدق والحزن وغيرها من المشاعر البشرية. ففي مجال البدانة مثلا، هناك أبحاث مخبرية يتم العمل فيها لتطوير اجهزة صغيرة الحجم تزرع في الجسم البشري تحد من البدانة وتسهم في تطوير الشكل الجسدي المطلوب.

بعض العلماء يتوقع ان يتحول الانسان يوما ما الى جهاز كامل يعمل بدقة الكومبيوتر .

كل هذا يشير الى ان الانسان قادم على عصور تقنية ستمكنه من الاخذ بزمام أمور تطوره ولاسيما فيما يتعلق بجسمه والبيئة المحيطة به. عملية التطور لم تعد تترك للطبيعة بل أصبح الانسان يوجهها من أجل راحته وراحة الاخرين.

لقد أصبح الان بوسع الانسان مشاهدة الجنين في بطن امه والتعرف على جنسه، ما اذا كان صبيا او بنتا. مع تطور علم الجينات والكومبيوتر سيصبح بالامكان تحديد النسل المطلوب. سيقف طبيب العائلة أمام الزوج والزوجة ويسأل، ترى ماهو شكل الطفل الذي تريدان انجابه؟ ماهو لون شعره وبشرته؟ كم يجب أن يكون طوله وحجمه، الخ.

كلها تطورات علمية محتملة وليست خزعبلات أو امنيات. كنا في الماضي نحلم وتنمنى ان يصبح بامكاننا الاتصال مع الاخرين عن طريق جهاز صغير بحجم الكف نصطحبه اينما كنا. لقد أصبح هذا الحلم واقعا فاق تصورنا وأصبحنا لانكتفي بالحديث عبر ذلك الجهاز بل أصبح بامكاننا نقل الصورة واستلامها من خلاله.

حتى الان حقق الانسان انجازات ايجابية اكثر منها سلبية. نأمل أن يستمر على هذا النهج حتى يعم الخير والسلام على الكرة الارضية في جو خال من الامراض والفقر.



#سامي_الرباع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج الانسان الى كل هذه الديانات؟
- المسيحيون في الشرق أقل تدينا وتطرفا من جيرانهم المسلمين
- التطرف الاسلامي فرصة للتنوير والاعتدال
- المنظمات الاسلامية في المانيا متطرفة وفاسدة
- السعودية تنشر التطرف لكنها تتهم الاخرين بالتطرف
- السعوديون يلمعون اسلاما مشوها
- خرابيط اسرار القراَن وأعجازاته العلمية
- هولندية تدعي الاسلام دين التسامح رغم الكراهية والعنف في القر ...
- المهم- ديموقراطية- حتى لو سيطر عليها اصحاب النفوذ وعم الفقر ...
- السعودية بلد الاصلاح والاعتدال!
- المجتمعات الخليجية غنية ماديا لكنها تفتقر الى الانسانية
- الى اين يتجه العالم؟
- تعليمنا تلقيني، شهاداتنا واجهة، وخطابنا متحييز
- هل يمكن تحديث الاسلام؟
- دموع تماسيح الاسلاميون الاتراك
- حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة
- نفاق الحكومات العربية
- البنوك الاسلامية بين الدجل والواقع


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - تكنولوجيا الكومبيوتر وعلم الجينات: معجزات بشرية لاحدود له