عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:05
المحور:
الصحافة والاعلام
ياله من شعور عذب ورائع ،
ونحن نغلق غرفتنا لساعات مع صديق مكوّن من شاشة وازرار !
وقد قررنا أن نترك اليابسة ،
ونبحر نحو مداخل ابدية للاتصال والمعرفة !
متخطين كل الحواجز ،
ومخترقين المسافات النائية والشاسعة ؛
لنتقفى دوماً وابداً آثار كل مافعلته البشرية ،
أو: فكرت فيه ،
أو: ربحته ،
أو: كانته في ذلك الذي يوسّع في ذاكرة الدنيا !
أنه : الإنترنت ..
كلمة السر المعاصرة ؛
لتحويل أرضنا الرحبة إلى كرة صغيرة ،
تدور بالماوس ،
ونرتادها بسرعة نقرة أصبع ،
ونشاهدها بعدسة دقيقة لاتغلق عينها الساهرة إلا حين ننام !
قد يكون عالمنا على الانترنت ،
مرافئ لوحدتنا ، حيث مواقع نبيلة تضئ لنا مصابيح الضيافة ؛ للتمتع بالرفقة !
ومنبراً لحاملى شعلة الحقيقة ،
والدعوة إلى الله ،
وفرصة تاريخية للحريصين على نشر الخير !
ولكنه ليس كاملاَ ..
تماماً كما فى عالمنا على الارض .
ففيه : السلبية ، والتجارب ، والسقوط ، والقبح ...
فمن الجانب المظلم من الإنترنت ،
ينطلق الشيطان من الشاشة الساحرة ؛
ليجوب في حياتنا ويخرّبها ..
ليس ذلك الشيطان الذى وصفته الكتب المقدسة ،
وإنما ذلك الشيطان الذي نصنعه بفكرنا ،
ويتكوّن في تلافيف دماغنا ،
ونحركه بأصبعنا ؛
لنشر : الانحلال ، والفساد ، والشر ... ،
باسم نبيل ، هو : الحرية !
ونخترق به خصوصيات الغير :
نتلصص عليهم ، ونسرقهم .
ونخرّب اجهزتهم بفيروسات قاتلة .
باسم أنيق ، هو : الهاكرز !
،...،...،...
ولكى نتجاوب مع عظمة الإنترنت ،
علينا أن نتعلّم : حب فضائله أكثر من بغضنا لسيئاته ..
فاننا بالإنترنت نصنع فخرنا .
وبالإنترنت نصنع خزينا .
.. وهذه هى رسالة الإنترنت !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟