أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - سلطة التاريخ على السياسة















المزيد.....

سلطة التاريخ على السياسة


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يقدر كثير من العرب قيمة التاريخ القديم ويعتبر الكثير منهم أن الآثار ما هي إلا حجارة قديمة هدفها جلب السواح الأجانب. ولقد رأيت في بعض البلدان العربية كيف يقوم الكثيرون باستعمال الحجارة التاريخية القديمة في بناء بيوتهم.كما يقوم البعض بسرقة آثار بلادهم وتهريبها وبيعها إلى الأجنبي متجاهلين قيمتها التاريخية والحضارية التي لا تقدر بثمن.
التاريخ في الفكر الديني الإسلامي والمسيحي مرتبط بالدين والكتب المقدسة. التاريخ في الفكر الديني الإسلامي يبدا منذ النبي محمد وبعثته وما قبل ذلك فهو جاهلية ظلماء. التاريخ في الفكر المسيحي مرتبط ارتباطا وثيقا بالتوراة وهي في نظره المصدر الأساسي للتاريخ.
اليهود وخاصة الصهاينة منهم يعرفون تماما أهمية التاريخ ومقدار سلطته على السياسة ولذلك قاموا بصرف الملايين من الدولارات من أجل تزييف التاريخ واختلاق تاريخ لهم في فلسطين ومنطقتنا العربية. وعندما قامت القوات الأمريكية باحتلال العراق فإن أول ما قامت به كان احتلال المتحف التاريخي العراقي وتخريبه وسرقته.
تقوم الأيديولوجية الصهيونية على مقولة النقاء العرقي اليهودي و بأن اليهود في جميع أنحاء العالم هم قومية واحدة ذات أصول عرقية واحدة ترجع أصولها إلى الإسرائيليين الأوائل أو بالأصح إلى الإسرائيليين التوراتيين الذين أقاموا ، حسب رواية التوراة ،في فترة تاريخية معينة في منطقة الشرق الأوسط وبنو لأنفسهم في فلسطين تاريخا وكيانا أسطوريا وحضارة أسطورية. الصهاينه يدعون بالحق التاريخي في فلسطين إعتمادا على ان يهود اليوم هم أحفاد الإسرائيلين التوراتيين، الذين أقاموا - حسب إدعاء التوراة- بقيادة داوود ومن ثم ابنه سليمان، دولة عظيمة في فلسطين ذات حضارة أسطورية . اليهود المتدينون يدعون بالحق الإلهي في الأراضي المقدسة وذلك بناءا على ما ورد في التوراة بأن الله قد عقد مع الإسرائيليين في سيناء اتفاقية يعدهم بموجبها بامتلاك الأراضي المقدسة كاملة ولقد جدد هذا العهد لإبراهيم ومن بعدة للأسباط الإسرائيلية. يهود اليوم في مقولة هؤلاء هم ورثة الإسرائيلين التوراتيين وورثة العهد والوعد الإلهي بامتلاك فلسطين وعلى اليهود العودة إلى فلسطين وإقامة الدولة اليهودية والتحضير لعودة المسيح المنتظر الذي سيقيم مملكة الله على الأرض. في رأي هذه الفئة أن الله قد قاد بذاته الجيش الإسرائيلي في حربه مع العرب.
لم يجر في التاريخ الحديث تزوير لتاريخ أي جماعة كما جرى تزوير تاريخ اليهود وتاريخ فلسطين والفلسطينيين. لقد جرى صرف ملايين بل مليارات الدولارات من أجل بناء تاريخ لليهود يرتبط بجذور شعوب منطقة الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين. لقد إستخدمت آلة رهيبة من الدعاية الإعلامية اشتركت فيها صناعة السينما في هوليود و مجموعات ضخمة من الكتاب والسياسيين و رجال الدين إلى جانب المؤرخين الذين وضعوا أسماءهم تحت هذا التزوير المشين، ضاربين عرض الحائط بالأمانة العلمية المحايدة. والمصيبة الكبرى أن المؤرخين العرب التراثيين وقطاع لا بأس به من المحدثيين اشتركوا بدون أن يدروا في هذا التزوير وكتبوا تاريخ فلسطين بناء على ما ورد في التوراة.
لقد قام اليهود وأصدقاءهم بتلفيق تاريخ فلسطين وحملت وسائل الإعلام المسيسة هذا التلفيق وزرعته في الوعي البشري حتى صار دارجا على ألسنة العامة والمختصين. ولقد قام الفكر التراثي الإسلامي والمسيحي بالتصديق على هذا التزوير وساعد في زرعه في وعي العرب والمسلمين. وكلنا سمعنا من جداتنا قصص البطل "اليهودي" شمشون، و"اليهودي" داوود الذي قتل الفلسطيني غوليات.وقصص سليمان الملك "اليهودي" الذي تكلم مع الحيوانات وبنى قصورا ضخمة وكان يسافر ويتنقل على بساط الريح من الشام إلى العراق إلى اليمن. ولقد سمعنا خطبا في المساجد وقرأنا في كتب التاريخ عن خروج "اليهود" من مصر وتيههم في الصحراء ودخولهم فلسطين. لقد جرى الخلط عمدا متعمدا من قبل الصهاينة وأتباعهم بين ما يسمى الإسرائيليين والعبرانيين وبين اليهود وجاراهم في هذا التزوير الفكر والتراث الإسلامي والمسيحي وكثير من المؤرخين العرب. وما كان داود ولا سليمان ولا غيره من الشخصيات الأسطورية التوراتية يهودا، مع أن علم التاريخ الحديث يرفض وجودهم أصلا، وإن كان لوجودهم جزء بسيط من الحقيقة وعلى شكل زعماء قبائل صغيرة كما يحلوا لبعض المؤرخين التلفيقيين القول، فلقد كانوا فلسطينيين وجزءا من النسيج الفلسطيني الكنعاني.
يمكننا أن نورد مثلا واحدا على تلفيق التاريخ الفلسطيني وإقحام إسم اليهود في هذا التاريخ إقحاما تلفيقيا. ففي رسالة من حاكم في فلسطين يدعى عبدو حفا( محفوظة في المتحف المصري تحت رقم ( 190- EA ) إلى فرعون مصر يعتقد أنه أخناتون يشكو فيها الحاكم لفرعون بأن (الخابيرو أو العابيرو) يهددون حدود مملكته ويطلب منه إرسال مجموعة من الجنود لمساعدته في حماية مملكته ضدهم ، وكانت فلسطين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد تحت وصاية مصر. ولقد قام التوراتيون بترجمة قسرية لكلمة خبيرو وقرروا أن الخبيرو هم العبرانيون المذكورون في التوراة. ثم انتهى بهم المطاف لاستبدال كلمة "العبرانيون" بكلمة "اليهود" وهنا أصبحت الرسالة تنطق بما لا تنطق، حتى أن مؤرخا معروفا كالمؤرخ البريطاني جيمس برستند قد كتب في تاريخه "العصور القديمة" و تحت صورة الوثيقة المذكورة " أنها رسالة من عبدو حفا إلى فرعون يشكو فيها من أن اليهود يهددون حدود مملكته. (ترجمه إلى العربية داوود قربان وصدر في ،بيروت 1936) . وهكذا وبقدرة قادر أصبح الخفيرو (وتعني العصابات أو قاطعي الطرق)هم العبرانيون ومن ثم اليهود ليثبتوا أن اليهود وجدوا في فلسطين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وهناك أمثلة تحتاج إلى كتب بمئات الصفحات تدل على كيفية تزوير التاريخ الفلسطيني وإقحام إسم اليهود في هذا التاريخ. لقد جرى خلط الإسرائيليين بالعبرانيين، المشكوك في وجودهم أصلا، وإعطائهم الصبغة اليهودية. وبدا كأنما اليهود هم نفسهم الإسرائيلون وهم العبرانيون وتاريخ فلسطين هو تاريخهم.
لقد اعتبر المفكرون التوراتيون التوراة كتاب تاريخ كما اعتبروا الرموز الأسطورية فيها شخصيات تاريخية من لحم ودم وبنوا حولها تاريخا لعب دورا هاما جدا في تشكيل الفكر اليهودي والمسيحي المسيسين. هذا الفكر الذي يعطي الغريب تبريرا أخلاقيا ودينيا لإحتلال أرض الغير وإبادة سكانها الأصليين. فإبراهيم وموسى وأحفادهم الأسطوريون جاؤا غرباء إلى أرض الغير مسلحين بالتفويض الإلهي لإحتلال أراضي ليست لهم ولإبادة أهل البلاد الأصليين بإعتبارهم أعداء الله.
ظل العصر الحديدي في فلسطين خاضعا لطغيان،بل ومتماهيا مع تاريخ بني إسرائيل التوراتيين. ثم بات هذا العصر يعد، من منظور التراث اليهودي والمسيحي، عنصرا أساسا للتاريخ الغربي على نحو خاص،كما للتاريخ العالمي على نحو عام. لقد أصبح علم الآثار في فلسطين تعبيرا ذا أهمية عن المطامع الإقليمية لدى القوى الغربية ، وهكذا فإن إنتاج تواريخ لبني إسرائيل كان جزءا مهما من الدعاوي الإمبيريالية في المنطقة منذ القرن التاسع عشر وصاعدا ويوفر تسويغا عقائديا لجملة القيم الغربية. لقد خسرت فلسطين تاريخها أمام القوى الإمبريالية الأوربية أولا وفي مواجهة تلفيق أو تركيب صهيوني للماضي.
كذلك اعتبر المفسرون والمؤرخون الإسلاميون القرآن كتاب تاريخ وحذو حذو التوراتيين وتأثروا بهم وأضفوا الصيغة الإسلامية على التاريخ التوراتي الأسطوري الذي بناه التوراتيون وبنوا عليه فكرا لا تزال آثاره المدمرة حتى الآن.
أن الاعتياد الطويل لعلماء الآثار والمؤرخين والباحثين التوراتيين على النظر إلى التوراة على أنها كتاب تاريخ، وفهمه في الوقت نفسه ، تراثا فكريا ثريا من الناحية الدينية وأساسيا لكل من اليهودية والمسيحية ، قد منح وجهة النظر هذه سلطة تتجاوز المعقول.
لم يكن اليهود وحدهم من ادعوا امتلاك هذا التاريخ بل مسيحيي الغرب كذلك، ولقد ذهبوا حدا ادعوا فيه أن فلسطين بلدهم، كما صرح كبير أساقفة يورك قائلا:" إن السبب الكامن وراء توجهنا نحو فلسطين هو أن فلسطين هذه بلادنا" ( نيل سلبرمن: بحثا عن إله ووطن، ترجمة فاضل جتكر، إصدار قدمس للنشر والتوزيع، دمشق 2001،ص:164 ).
يؤكد المؤرخون اليوم أنه قد جرى خطأ فاحش في قراءة وفهم النصوص الدينية، وأن الكيفية التي يرتبط بها " الكتاب المقدس" بالتاريخ قد تم فهمها فهما مغلوطا إلى حد كبير. "التوراة " ليس تاريخا على الاطلاق. التوراة، تصنع تاريخا رديئا ، فما نعرفه حول هذا التاريخ وما يمكننا إعادة بنائه من الأدلة الأثرية يظهر تاريخا لسورية الجنوبية مختلفا جدا عن القصص" التوراتية". إن قصص الكتاب "التوراة" وأناشيده لا تخبرنا عن ما حدث في فلسطين في أي عهد، بل تخبرنا كيف كان الناس في هذه المنطقة يفكرون ويكتبون إنه مليء بالأمثولة وقصة العبرة، إنه لاهوت. ويمكننا أن نقول الآن بثقة كبيرة أن " التوراة " ليست كتابا تاريخا لماضي أحد . (توماس تومسن: الماضي الخرافي،- التوراة والتاريخ ترجمة عدنان حسن، صدر عن دار قدمس ،دمشق، عام 2001)
أن التاريخ لا يكتب بدون وثائق وحقائق تاريخية على الأرض، والمؤرخ لا يتدخل في المعتقدات: يكتفي بإنشاء المعطيات الحقيقية والقابلة للمعرفة،التي تقوم عليها المعتقدات، وذلك بالوسائل نفسها التي يستخدمها قاضي تحقيق، وللغاية نفسها التي يرمي إليها، وباعتبار أن الإيمان وسرعة التصديق كثيرا ما يترافقان، فإنه يحدث أن ينفض المؤرخ عرضا، عن المعطيات التي يقوم عليها الإيمان : أن يشترك به، يتجاهله،أو يحاربه، فإنه لا يفعل ذلك قط بصفته مؤرخا. المؤرخ يزود الجميع بالمجمل المساحي للماضي الحقيقي، وكل إنسان من بعده ، يتملى في هذا الماضي مثلما يريد.
لقد وصل الباحثون الجادون في الأعوام الأخيرة، إلى قناعة بأن شخصية إبراهيم شخصية أسطورية وغير تاريخية وأن حكايات التوراة تقدم أصولا أسطورية للأمم باعتبار إبراهيم أبا لهم حسب بلدانهم ولغاتهم، وليست تلك الأنساب والقصص كتابة تاريخ . كما أن جميع قصص البطارقة في التوراة ، مجرد قصص خرافية لا ظل لها من الحقيقة ،وإن إسرائيل قصة يعقوب الذي تصارع مع الرب والذي كان الأب لاثني عشر ولدا، أصبحوا جميعا بدورهم آباء قبائل إسرائيل الأثني عشرة، إنما هي شخصية من وحي الخيال، قائمة على الوجود المزعوم لإسرائيل بأسباطها الأثني عشر، وقليل من الباحثين يشكون اليوم في ذلك.. (طومسن:الماضي الخرافي،سبق ،ص: 95،147 ).
التاريخ كعلم بوثائقه المتنوعة في مصر و بين الرافدين و في فلسطين والشرق الأدنى لا يعرف عظيما باسم ( شاؤول ) وحد القبائل الاسرائيلية و أقام لإسرائيل مملكة في فلسطين . وهذا العلم لا يعرف شيئا عن محارب أو ملك أو نبي باسم ( داود ) أقام لإسرائيل مملكة عظيمة أو حتى صغيرة، ولم ترد في وثائق هذا العلم على كثرتها في المنطقة أي إشارة لملك حكيم حاز شهرة فلكية باسم ( سليمان ) كان من أشهر ملوك العالم ، وكان الملوك يأتونه من جميع أرجاء الأرض ولا عن مملكة أسطورية عظمى في المنطقة باسم دولة أو مملكة سليمان التي بلغت مساحة أراضيها حسب الرواية التوراتية من الشام إلى مصر والاردن .
ِ وفي القسم الثاني من كتابه "التاريخ" كتب المؤرخ الإغريقي "هردت" عن عادة الختان وذكر الشعوب التي تقوم بها ولم يرد أي ذكر لليهود أو للإسرائليين او العبرانيين بين الشعوب التي تمارس الختان.
المؤرخ الإغريقي "هردت" الذي عاش في القرن الخامس قبل التاريخ الشائع، والذي يعرف باسم "أبو التاريخ"، قد زار مصر انطلاقا من بلاده اليونان،عبر بلاد الشام، وانطلق من هناك إلى بابل ، وكتب كتابه اعتمادا على ما رآه بنفسه وما سمعه من أهل البلاد والأقاليم التي مر بها. وفي كتابته عن الختان الذي يمارسه اليهود اليوم لم يذكر أي كلمة عن الإسرائيليين أو العبرانيين أو اليهود، مما يدل دلالة قاطعة أنه أثناء طوافه في البلاد لم يلتق بهم ولم يسمع عنهم ولو كانوا وجدوا لذكرهم. ولكننا نرى أنه لم يقم على ذكرهم إطلاقا بدلالة عدم وجودهم.
ِلقد اعترف بعض علماء الآثار والتاريخ في إسرائيل بهذه الحقيقة وعلى رأسهم عالم الآثار والمؤرخ الإسرائيلي إسرائيل فنكلشتاين الذي أكد في كتابه " التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها" والذي قام بتاليفه بالإشتراك مع المؤرخ ألأمريكي نيل سيلبرمان وترجمه إلى العربية سعد رستم وصدر عن دار الأوائل في دمشق عام 2005. يقول الكتاب أن رواية التوراة لحياة الآباء هي قصة فلسفية عن العلاقة بين الله والبشر, عن الإخلاص والطاعة،عن الإيمان والتقوى، عن الحق والباطل،عن الفسوق والفجور. ولكن البحث عن الآباء التاريخيين بقي بلا نتيجة وأثبت في النهاية إخفاقه. وان التاريخ الذي جرى بنايته، تم إسقاطه على حياة الآباء الأسطوريين في ماض أسطوري . ويؤكد الكتاب أن قصة الخروج الإسرائيلي من مصر كما تصفه التوراة يتناقض مع علم الآثار ولم يتم اكتشاف حتى شقفة فخارية واحدة وحيدة في سيناء لتدل حتى على جماعة صغيرة جدا من الهاربين.
أما الدكتور شلومو ساند البروفيسور في جامعة تل أبيب فإنه في كتابة الأخير " متى وكيف اختلق الشعب اليهودي" والذي ضرب رقما قياسيا في مبيعاته يؤكد أن القومية اليهودية هي ميثولوجيا ولقد جرت فبركته قبل مئة عام من أجل تبرير إقامة الدولة الإسرائيلية . ويؤكد أن اليهود لم يطردوا من الأراضي المقدسة و معظم يهود اليوم ليست لهم أي أصول عرقية في فلسطين التاريخية، وأن الحل الوحيد هو إلغاء الدولة اليهودية إسرائيل.
الصهيوني يعد الأفكار المتناقلة من العهد القديم تاريخا، لأن هذه القصص تسوغ وجوده الخاص، أي ادعاءه بأنه لكونه من سلالة الإسرائيلين ، فهو يمتلك الحق في فلسطين وفي أن يكون فردا في الدولة اليهودية في فلسطين. التاريخ يؤكد من دون لبس انه من وجهة نظر تاريخية ليس لليهود أي حق في أرض فلسطين. وادعائهم أنه كان لهم ارتباط عاطفي مع "بلادهم القديمة" ليس لها أي وزن تاريخي أو قانوني. إنها التسويغ الذاتي للصهيونية لا أكثر ولا أقل. ومما يحز في النفس أن الفكر والتراث الإسلامي والمسيحي بدعمهم لتاريخية الرموز التوراتية يدعمون هذا التسويغ.
الحقائق التاريخية تقول أنه لا مكان في تاريخ فلسطين القديم لدولة موحدة على ترابها تحت أي اسم كان سواء تحت اسم مملكة شاول أم داود أم سليمان، وأن هذه الممالك أسطورية من صنع الخيال، وأن هذا الخيال الأدبي أستغل من قبل كتبة التوراة من أجل إيصال هدفهم اللاهوتي، فلماذا يصر كتابنا و مؤرخوننا على البحث عن تاريخ بلدنا بين دفتي التوراة. قد نفهم الدافع الذي دفع رواة وكتبة التراث إلى الاستعانة بالتوراة واليهود في تفسير الآيات القرآنية ، فلقد كانت أطرهم المعرفية محدودة جدا، وفجأة وجدوا أنفسهم أمام حديث عجزوا عن فهمه وإن كان بلغتهم فاستعانوا باليهود والتوراة لتفسيره، فما حجة كتبة ومؤرخي أهل عصرنا من العرب والمسلمين، وعلم التاريخ الحديث يرفض طروحات الصهاينة وأعوانهم المبنية على الأسطورة والذين أقاموا لهم بناءا على هذه الأسطورة حقا تاريخيا و مقدسا في وطننا؟



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نقد الفكر الديني الإسلامي وسياسة الغرب الإستعمارية. رد ع ...
- رفض الغير ليس حكرا على الغلاة والمتشددين الإسلاميين
- الآخر في الخطاب والفكر الديني
- الله والمؤسسة الدينية
- المسيحيون العرب شركاء لنا في الوطن وليسوا على ذمة أحد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - سلطة التاريخ على السياسة