أوراق من مهرجان فاس للفيلم التربوي

احمد الحبيب بالمهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

للمرة الثالثة على التوالي أحضر مهرجان فاس للفيلم التربوي ، مهووسا بحب الصورة ومغرما بالنقاش الهادف الذي يصب أساسا في الهم التربوي ، و إيجاد العلاقة الأساسية و الحاسمة في مسار أبنائنا و فلذات أكبادنا أمام "غول" الصورة ،و ديناصور الإعلام . للمرة الثالثة أحمل "فيلما" عفوا شريطا، عفوا صورا تتحرك و تتحدث بمنطوق الهم التربوي و لا غير.... كفا كل مرة نراهن على العمل من أجل تطوير دواتنا ؟ نحن الذين لا نملك "سوقا" للمشاورة في رحاب المؤسسات التربوية التي تجاهد و تكابد لتعطي تصورا جديدا لهذا الواقع الجديد،ّ هذا "السمعي البصري" الذي ملا الدنيا و شغل الناس ... لم نكن نطمح أن نفوز بجائزة أو مجاملة... لم نكن نطمح لان ننظم قصيدة أو ترنيمة... لكسب ود الملتقى ...لم تكن شهادة من أجل الحضور و تقدم الصفوف لم نكن نهادن أو نشعر في أية حالة من الحالات بالتنازل عن المبدأ السامي للتربية و الأخلاق التي تعلمناها من أساتذتنا الأجلاء و في" مدرستي الجميلة "
لماذا هذه الأسئلة و غيرها و المهرجان خطا بثبات ثماني دورات ... لان غيرتنا على هذا "المكسب التربوي" و على هذا الإشعاع التربوي و على هذه الحصيلة التربوية لا نريد لها انزلاقا أو تخاذلا أو انزياحا ألفنا وجوها صامدة ...و أخرى معاتبة...و أخرى حاضرة باستمرار ... و لم نكن نشعر في أي وقت من الأوقات أن "المهرجان" "سينحرف" عن سكته التربوية...و عن آفاقه الواعدة...و لكن هناك إرهاصات لتوجه غير سليم في منظومتنا التربوية التي تفرض أولا الحرص على المكتسبات ،و ثانيا تفعيلها و التوجه إلى المشاريع التربوية الناضجة التي تصر على الفعل و التفعيل و ليس الخطاب الأجوف الفارغ .
هل نحن أمام مهرجان تربوي لأفلام تربوية تعكس الهم التربوي ؟ أم نحن أمام مهرجان تربوي مفروض عليه أن يلامس القضايا التربوية التي تعنى بالصورة و علاقتها بالمتلقي من أطفال و تلاميذة و طلبة وأساتذة...
هل المسابقة و البانوراما تقليعة تربوية ؟ لمهرجانات سابقة و لاحقة في مدن تراهن عن السينما لتمرير خطابات لا علاقة لها بالواقع ... و لا علاقة لها بالتربية الجادة التي نراهن عليها ...
و أخيرا هل نحن في واقع الأمر أساتذة مؤطرين...أم أساتذة ناقلين لقيم و أفكار...و نصر على حقنا في المهرجان التربوي الذي نخاف و نشفق عليه من كل اختراق و انزلاق...

احمد الحبيب بالمهدي
رئيس نادي السينما و التوثيق و الاعلام - مكناس- C.C.D.I

#احمد_الحبيب_بالمهدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات