أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسب الله يحيى - الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!














المزيد.....

الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:02
المحور: سيرة ذاتية
    


شهادة :

ما كنت اعتقد ان لدي القدرة على استعادة احداث جرت قبل نصف قرن ..
وانا الذي شاخ زمني بحيث لم اعد أذكر فيه اسماء احفادي ممن الاعبهم وا ناغيهم وارتبط معهم بعلاقات جد اليفة ..
لكن ما ان بدأت السطور الاولى بالحديث عن اخي الشهيد وعد الله يحيى النجار حتى تبين لي انني امتلك خزيناً ثراً من الذكريات التي لا تحتاج الا لتنظيمها وتنسيق احداثها حسب ، لتصبح دروساً جد مهمة اضعها امام هذا الجيل الراهن والاجيال القادمة .. لتكون نبراساً يهدي الى حسن القصد ووجه النقاء ومسار الصدق وفعل الجهد والاجتهاد .
اذكر في هذه اللحظة مشهداً انسانياً لعمر وعد الله النجار وهو في تفتحه الوردي ..
كنت اعرف ان ابنة خالي ، مقترنة بأسمه بوصفها خطيبته الاثيرة ومستقبله الزوجي السعيد ..وكان في كل مرة يعد نفسه للاقتران بها ، يواجه ظروفاً صعبة ..
كان يلاحق اكثر من مرة كنتيجة للاساليب التي يراد من خلالها النيل من الشيوعية والشيوعيين في الموصل .. بعد سلسلة مداهمات وملاحقات واعتقالات ..
كان اخي يستأثر بانتباهي ، وكنت اعجب له نبوءته المسبقة للملاحقات والاعتقالات ، وكنت اسأله بعد انتهاء كل ازمة :
ـ وعد الله .. كيف علمت بحملة الاعتقالات ، كيف عرف الحزب بالامر ؟
كان وعد الله يضحك مني .. ويقول :
ـ انا اول من يبلغ الحزب بالامر ، فيعمم الخبر ويتخذ الاحترازات .
ـ وكيف كنت تعلم ؟
ـ كنت على علاقة وطيدة مع صديق حميم يعمل في المخابرات وكان على تماس مباشر بمصادرالاحداث .
ـ انت .. انت .. شيوعي ويصادق رجلا يعمل ضابطاً في المخابرات ..!؟
كيف تأتمنه ، وكيف يأتمن هو نفسه اللقاء بك من أن يعتقل بسببك ، أو يطردك الحزب بسببه ؟
ـ كان يدفع الاشتراكات الشهرية للحزب ويتبرع مراراً .. وعندما وثقنا به ووثق بنا صار واحداً منا .. صار عضواً في الحزب وقدم لنا خدمات جليلة ، وتمكن من انقاذ حياة الكثيرين من رفاقنا ..
كنت اثره على نفسي ، ويؤثرني على نفسه .. كنت الشخص الوحيد الذي له حق الارتباط والتعامل المباشر معه .
ـ كيف تعرفت عليه .. كيف وثقت به ووثق بك ؟
ـ مرة جاء صحبة عدد من الشرطة لاعتقالي بعد منتصف الليل .. كنت اتخفى في بيت خالي .. كان اول من استيقظ من اهل البيت خطيبتي .. وقد تنبهوا اليها وهي تحتثي على الهروب .. لذلك شدوا يدها وضربوها وارادوا اعتقالها معي .. الا ان هذا الشرطي تقدم من الآمر متوسلا اليه طالباً اخلاء سبيل ابنة خالي .. واصر الآمر وأصر صاحبي حتى اختصما وحدثت مشادة عنيفة بينهما حسبتها ستنتهي الى حسم مدمر ..
الآمر وجد ان صاحبي مصر على اطلاق سراحها وان تحديه من شأنه ان يعرض نفسه للموت ومن ثم هروبي .. لذلك أثر الاستجابة والخضوع بطريقة لم يكن يريد فيها ان يكون ضعيفاً وانما متعاطفاً مع صاحبي ..
اعتقلوني وتركوا خطيبتي .. لكن المسألة اخذت منحى آخر عندما احيل صاحبي للقضاء وحكم بالسجن عدة سنوات لرفضه تنفيذ أوامر من هو اعلى منه رتبة ..
صرنا في سجن واحد ..
انا بصفتي شيوعياً وهو بصفته رجل مخابرات متمرد على الاوامر وبدأت علاقتنا تتوطد حتى صرنا لا نأنس لأحد مثل انسنا مع بعضنا ..
وعدت اسأل اخي وعد الله :
ـ لماذا لم تتزوج ابنة خالنا .. وهي الوفية التي تعمل لانقاذ حياتك ؟
ـ حسيب ، تذكر جيداً اننا ناقشنا أمر الزواج مع بعضنا ..
كنت تقول لي .. وعد الله ان حياتك في خطر دائم ، فلماذا تجعل الآخرين في حالة خطر معك .. لماذا تربط مستقبلك ومستقبل اولادك بالمجهول .. كنت تقول لي .. وعد الله انك قد نذرت نفسك للموت .
قلت له :
ـ وعد الله .. اذكر .. اذكر ، ان مثل هذا الحديث قد جرى بيننا فعلاً ، لكنني لم اطلب اليك عدم الاقتران بأبنة خالنا ..
ـ لا .. لم تطلب هذا ، لكنني عندما راجعت حديثك تبينت صحته ودقته والمسؤولية الكامنة في اعماقه ..
قلت لنفسي :
ـ لا نني احب خالي وابنة خالي حباً لانظير له ، فأن هذا الحب يجعلني الا اربط مصيري المجهول بحياة هنيئة يمكن لابنة خالي ان تعيشها مع سواي .
الخطر الذي يلاحقنا .. لا ينبغي ان نعممه على سوانا .. بالعكس علينا النضال من اجل ابعاد الخطر عن الآخرين .. هذه هي مهمة الشيوعيين ..
اكبرت في اخي موقفه النبيل هذا ، ونبل قصده وجرأة حسمه لحب عميق مزروع في قلبه لأبنة خالنا ..
ادركت ، كم يحب وعد الله خطيبته ، لكنه كان يدرك جيداً ان حياته ليست ملكاً له ، وانه منذور للآخرين .. فلماذا لايكون في مقدمة الآخرين ..
الفتاة التي يحب ويتمنى ويرسم المستقبل العطري .. لماذا يجعلها في منطقة الخطر معه .. مادام يحب بشكل جيد ونبيل؟
ان هذا الحب يرقى ويتجاوز اصحابه .. يتجاوز قلب وعد الله وصولا الى عقله وموقفه وارادته ..
هذا اخي .. يدرس الحب دراسة معمقة ، يقطر ازهاره ويمتلك ارادة الحسم بقدرته الواعية .



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الرابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثالث في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني في التربية الشيوعية
- النقد في منظورين : الجفاء والوفاء
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج
- غابرييل غارسيا ماركيز: الواقع وأبعاده
- كبار الكتاب كيف يكتبون؟
- الغربة العراقية في ثلاث روايات لمحمود سعيد


المزيد.....




- 4 أضعاف حجم القطط الاعتيادي.. قط ضخم يحب تناول الطعام يصبح ن ...
- تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينا ...
- استطلاع يكشف رأي الإسرائيليين بحكم المحكمة العليا بتعديلات ا ...
- محكمة أمريكية تطلق سراح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس بعد إقراره ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ-حماس ...
- كاميرون للمخادعين فوفان وليكسوس: أوكرانيا لن تدعى إلى حلف -ا ...
- الخارجية الروسية: حجب وسائل الإعلام الأوروبية هو رد فعل مماث ...
- مكتب زيلينسكي يرفض خطة مستشاري ترامب للسلام
- هل يعيد ترامب رسم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة؟
- فنلندا تعلن تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضيها وخارجها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسب الله يحيى - الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!