شفافية العمل والتسيب الاداري

مهدي زاير جاسم العكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 04:12
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

يعتبر التسيب الإداري ظاهرة خطيرة في مؤسسات الدولة لما يتركه من آثار سلبية في جميع المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية وتفشي مثل هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى فشل تلك المؤسسات في الوصول إلى الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها.
ويُعرَّف التسيب الإداري عدم احترام الموظف للوائح والنظم والقوانين والتحايل على الإدارة في المؤسسات الحكومية، ويحاول الموظف المتسيب بشتى الطرق أن يجد عذراً لعدم حضوره الدوام اليومي تحت ذرائع وأسباب ( ما أنزل الله بها من سلطان) ويستطيع الموظف المتسيب بحلاوة لسانه وكلامه المعسول وبديهته الحاضرة إيجاد الأعذار بصورة مستمرة مستغلاً علاقته بمديره المباشر والذي في بعض الأحيان ومن باب المجاملة على حساب العمل والواجب أن يترك له (الحبل على الغارب) مما يؤدي إلى تراكم الأعمال والبطء في إنجاز خطة الدائرة وعدم وتنفيذ الأعمال الموكلة به التي تلقى على الموظفين المواظبين على الدوام مما يخلق فجوة بين الموظف المواظب وبين الموظف المتسيب حيث إن )الطامة الكبرى( ان هذا الموظف المتسيب قد يستطيع من خلال علاقته بمديره المباشر أن يحظى بـ (حصة الأسد) من الإيفادات والمكافآت بل وأكثر من هذا قد يُسنَد له منصب في دائرته وهو غير مؤهل لإشغاله مما يترك في نفوس الموظفين الجيدين انطباعاً مفاده ان هناك عوامل غير (المثابرة والجد والإخلاص في العمل) هي التي يحتاج إليها الموظف لممارسة عمله، وان المجاملة والتملق للمدير المباشر من العوامل التي يستطيع من خلالها أخذ استحقاقه، مما يولِّد صراعاً داخلياً واسئلة لا يجد لها جواباً ،إضافة إلى الأعمال التي تلقى عليه نتيجة التسيب الموجود في المؤسسة ،وهو نوع من الفساد الإداري لعدم وجود شفافية داخل المؤسسة بين المدير والموظفين، فعند إسناد أي منصب في المؤسسة يبقى الأمر طي الكتمان ولا يعلم به أحد حتى توافق عليه الجهات العليا و يصبح من باب (الواقع المفروض) ولا يبقى للموظف المثابر إلا أن يشكو أمره إلى الله.
وعند إسناد منصب معين لا يكون الاختيارعلى أساس القدم أو الدرجة الوظيفية أو الكفاءة بل على أساس المجاملة والمحسوبية والتملق يكون على حساب نجاح العمل وتأدية الواجبات وإنجاز المهام والأخرى بالمدير هو عقد اجتماع بين أفراد المؤسسة أو الدائرة يشرح فيه الأسباب التي أدت إلى إسناد هذا المنصب أو اتخاذ ذلك القرار لكي يشعر الموظفون بشيء من الشفافية في اتخاذ القرارات داخل مؤسستهم وأن يراعى في الاختيار (الشخص المناسب في المكان المناسب) لكي يستطيع كل شخص أخذ استحقاقه على أساس تنفيذ الواجبات من خلال إعطاء كل ذي حق حقه. وفرض الإجراءات والقوانين المناسبة ،ومساواة الموظفين في الواجبات والحقوق؛ حتى نستطيع معالجة ظاهرة التسيب .

#مهدي_زاير_جاسم_العكيلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات