غالب الدعمي
الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 04:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عرفت عماد ألعبادي قبل ثلاث سنوات خلت في إحدى القنوات الفضائية ، وحينها سألني عن رئيس الوزراء باعتباري من نفس المدينة ( طوريج ) وقال لي إني أرى هذا الرجل يتميز بصفات حميدة عربية أصيلة ، وان ما من شخص قابله أو زاره إلا وخرج بانطباع جيد عنه سواء تحقق له مبتغاة أو لم يتحقق وهذا على لسان الزميل ألعبادي وقد أكدت له في حينها عن صدق قناعاته وأزدت له أنه ومنذ سقوط النظام وبحكم المسؤولية كنت كثيراٌ اللقاء برئيس الوزراء فبين الحين والأخر نزوره الى مسكنه أو نحضر المحاضرة الأسبوعية التي يلقيها كل يوم جمعة في مقر حزب الدعوة ( الحضور كان عاما ) وكثيرا يساهم في حل وإنهاء الخلافات التي تحصل بين هذا وذاك ويقيم الولائم التصالحية بين الفرقاء، وعماد ألعبادي ينتمي الى عشيرة عربية عريقة فيها سنة وشيعة ويعيشون في الشمال والجنوب وسمرة الجنوب تبدوا واضحة على معالمه لكن منذ أشهراٌ قليلة بدأ الخطاب الإعلامي للزميل ألعبادي يميل للشكوى والتظلم والقساوة ضد بعض أعضاء الحكومة بل انه لم يعد يفرق بين مسؤول طويل أو قصير بين اسود أو ابيض واعتبر الكل سواء في ظلمه سواء كان فضلي أو صدري بدري او دعوجي، سني او شيعي ، بين شرطي مرور او حماية ( أف بي أس ) بين (دي مستورا )او( بين إيدن وايت )، او أي مسؤول في الدولة العراقية الكل لديه ظلمة ومارقين ومن حقنا ان نسأل لماذا هذا التحول السريع في مسيرة عماد ألعبادي..؟ولكي نعود الى البداية كانت قبل ست أشهر مضت حينما وصل إخبار من ( مخبر سري ) الى إحدى السيطرات من إن السيارة المرقمة .......؟ تحمل عبوات لاصقة ومتفجرات وقاذفات بعيدة المدى ومن بينها المدفع العملاق الذي صنعه صدام ، وبالفعل تم إيقاف السيارة الموصوفة واقتيد ألعبادي بقليل من الاحترام الى احد الغرف المظلمة في السيطرة وتم تمزيق كل شيء يمكن تمزيقه في سيارته الاوبل ولم يسلم أي شيء فيها من العبث فلم يجدوا سوى علبة سكائر وشخاطة تشبه شخاطة الزهاوي، ثم اخلي سبيل ألعبادي بعد ساعات من اعتقاله.
وتابع زميلنا أصل المخبر السري وهنا كانت المفاجئة ( انه نائب محافظ الناصرية) السابق والفائز في هذه الدورة في عضوية مجلس المحافظة عن ائتلاف دولة القانون وأعيد على مسامعكم انه نائب محافظ ذي قار الذي يبلغ تعداد سكانها أكثر من مليون نسمة جعل من نفسه الى مخبراٌ سرياٌ كاذباٌ ووفقا للقانون فأن هناك أكثر من مخالفة قد ارتكبها سعادة النائب وفقاٌ لهذا الإخبار الكاذب ومازال يرفض الاستجابة الى طلب القضاء استقواءاٌ منه بالسلطة التي يملكها أو لأشياء أخرى نحن نجهلها قد تتعلق بالحالة النفسية ، وكتب السيد ألعبادي الكثير واستنكرت المنظمات التي تعنى بحماية الصحفيين في بيانات رنانة واستمرت حمم زميلنا ألعبادي بالتراكم يوماٌ بعد يوم ولم يكلف نفسه السيد النائب المذكور بالاعتذار من ألعبادي لينهي القصة ويسدل الستار على كذبة كبيرة من مسؤول محلي كبير وللأسف الشديد لم يكن هذا المسؤول ليملك الشجاعة التي ملكها رئيس الوزراء الحالي حينما كان نائبا ثالثاٌ لرئيس مجلس النواب وحين طلب منه احد النواب الاعتذار فقال له (أبو إسراء )انا اعتذر إذا كان ذلك يرضيك فصفق له كل الحاضرون بما فيهم النائب الذي طلب الاعتذار...؟ واستمر ألعبادي يكتب، ويكتب، ويشتكي، ويشتكي ،الشكوى تلو الشكوى ولم يسمعه احد، حتى وصل الأمر الى المؤتمر الذي دعا إليه الدكتور علي العلاق في فندق المنصور والذي كان يهدف الى شرح انجازات الحكومة في مكافحة الفساد فحدثت مشادة كلامية بين السيد العلاق والعبادي على أثرها حزم الأخير أوراقه وترك القاعة إلا إن المفتش العام السيد عقيل ألطريحي تبع الزميل ألعبادي وأعاده الى القاعة بعد الاستراحة..
وقبل أن يدرك شهريار الصباح كما يقول احمد هاتف في عموده المشهور انبرت وعلى واجهات عشرات المواقع حملات استنكار على الدكتور العلاق وقبل أن نصحوا من صباحنا الثاني حتى قرأنا رد قاسياٌ من المستشار الإعلامي للدكتور العلاق وشكوى على الزميل إياد الزاملي الذي يسكن في إحدى الدول الأوربية وبدأت الحملات التضامنية مع الزميل ألعبادي من كل حدب وصوب بأسماء مستعارة وأسماء حقيقية وكل منهم يدلو بدلوه ويعطي استشاراته ويصب جام غضبه على العلاق الذي أصبح بفضل السيد ألعبادي وموقع كتابات أشهر من( مايكل جاكسون)، وبات إياد الزاملي الكربلائي أشهر من ( محمد علي كلاي ) وأطرف ما سمعت هو إن احد الصحفيين حين قال ( أخي مادخل المعممين بالنزاهة ) وكان يعتقد إن الدكتور العلاق هو رجل معمم مشبها إياه والنائب السداوي علي العلاق، فأوضحت له إن هناك فرقا كبيرا بين العلاقين من حيث الشكل والوظيفة فأحدهما رجل دين نائب عن الائتلاف يرتدي العمامة السوداء والثاني دكتور يشغل منصب الأمين العام لمجلس الوزراء أفندي مثلنا تماما ،يأكل ويشرب ، يغضب ويفرح لكنه غير معصوم من الزلل ، ولأني ومنذ زمناٌ قررت أن لااخوض في التجاذبات من باب ( الاحوط وجوبا ) أو توافقا مع الحديث النبوي الشريف ( رحم الله امرءأ اجب الغيبة عن نفسه ) إلا إن شيأٌ يجرني الى الخوض في الأزمات وارى هنا انه من الواجب أن تنتهي هذه المساجلات الكتابية بين الزميل ألعبادي والأمين العام لمجلس الوزراء بأسرع وقت وانه لأضير من أن نعالج القضية من جذورها بأن يقدم نائب محافظ ذي قار الاعتذار من ألعبادي وان يعتذر ألعبادي من الدكتور العلاق بعد مراجعة ومعرفة البادئ بالخطأ وحسب المعلومات إن نسخة من القرص موجودة لدى الإطراف المختلفة ويمكن مراجعته وتحديد المخطأ ابتداءاٌ ومن الأفضل أن ندع الكتابة والشتائم فأنها ربما لاتنفع وفقاٌ للقاعدة الأصولية التي تقول أن في ( التعارض تساقط ) أو كما يشير هيجل في (جدليته ) الى الأفكار المتصارعة والتي تؤدي الى ولادة فكرة أخرى تتصارع مع فكرة جديدة وفي هذه الأزمة عجبني مقال المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي حينما أشار في مقاله المنشور في موقع كتابات ان التجمل بطرح الشكاوى مطلوب وأن التهذيب سنة لابد من العمل بها ولعله أشار لي بها بين طيات سطور مقالته تلك. وختاما أقول واشهد الله إني لم التقي بالزميل ألعبادي منذ شهوراٌ خلت استثناءاٌ من اتصال هاتفي لم يدم أكثر من ( عشرين ثانية ) قبل شهرا تقريبا ولم نكمل حديثنا في حينها بسبب انقطاع الاتصال ،ولا اعرف هل سيرد الزميل ألعبادي على موضوعي أم يعتبرني من أزلام الحكومة الحالية باعتبار إني من نفس ( الولاية ) رغم ان هذا المصطلح قد يضر بصاحبه اكثر مما ينفعه . أو ويفعل بي كما فعل به السيد النائب في شكوى من مخبراٌ سرياٌ ام يقبل مقالتي ويعتبرها من حكيم ... ؟ ولا اعرف هل إن السيد العلاق يفهم مغازي كلامي وانأ الذي اسمع عنه كل الخير ومن مقربين منه او من خلال قناعات استقيتها من عدة لقاءات رسمية عامة جمعتنا وإياه.
وهنا يلزمني العمل المهني وبحسب فهمي أن أصرح أن عقد مثل تلك اللقاءات التي تبحث في مواضيع حساسة لربما غير موفقة ويمكن ان نجد لها أسلوباٌ أخر وطريقا ناجعا لايقبل الخطأ وبه نحقق نفس الأهداف التي نرجوها بمعالجة هادئة هادفة بعيدا عن موقع كتابات وزميلنا الزاملي والذي أدعوا هنا لسحب الدعوة المقامة ضده ليس دفاعا عن الزاملي بل تعبيراٌ عن التزام الحكومة في الدفاع عن حرية الإعلام وفقاٌ لما قاله دولة رئيس الوزراء في خطابه الأخير الذي ألقاه في مؤتمر قمة بغداد الكبير والذي وصف فيه المؤتمر بالتاريخي لأنه أول مؤتمر ناجح يعقد في العراق وبهذه المشاركة الكبيرة والتي تحدثت عنه الصحافة العربية والعالمية أكثر من الصحافة المحلية ...?
#غالب_الدعمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟