أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق على قدم واحدة ...















المزيد.....

العراق على قدم واحدة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صـديق اوروبي ’ متوهم ان هناك ثمـة قضايـا عربيـة واسلاميـة يمكن لـه ان يتعاطف معهـا ..
سألنـي ...
لماذا تقاتلون وتخسرون نصفكـم ’ وتحاولون الوقوف على قـدم واحـدة ’ تكرهون التعلم والتطور وتقلدون الآخـر خطاءً وبكل شي ولا تملكون من واقعكم الا جلدكم ’ الا تعتقدون ان المرأة ’ هـي ابنة واخت وزوجة وام ’ فلماذا تتعاملون معهـا بتلك الساديـة الفضـة ’ انكم تمارسون شـذوذاً اجتماعيـاً ’ اليس كذلك ... ؟
كان توبيخـاً مهذباً تقبلتـه شاكر .
نعم اننا امـة خسـرت كـل شي ومنتكسة في كل شي ’ لكنهـا تمارس انتصاراً مرعبـاً على نصفهـا وتعاني مكابرة الوقوف على قـدم واحـدة .
بودي ان احيل تلك الأسئلـة الى ذلك المنافـق المأزوم الذي رفعـه نفاق المرحلـة الى قمـة تشريـع مصير الناس والوطن داخـل مجلس نـواب الكارثـة ’ هـذا الذي يرتكب وبـدم بارد جريمـة اختزال المرأة ـــ النصف الأجمل للمجتمع ـــ في جسد مجـرد مـن الروح والأحساس وقيـم التكوين ’ ليحتكره اخيراً ملوثـاً بلعـاب وضاعتـه .
قـد يعبر التـزمت احيانـاً عـن جهـل وقناعـة رديئـة ’ لكن المشعوذ شرير منافق مصاب بساديـة الشهوة المنفلتـه نحـو الأستحواذ على كـل شـيء لا يستحقـه واعياً دوره مستسلمـاً الى سلوكيتـه ’ يتسلل مـن منافذ الظلام لأطفـاء كل شمعـة قـد تجد طريقها الى الحياة ’ ولو قدر للعلم ان يكتشف اشعـة تخترق جدار الحمام ’ لرأينا هـذا المدعي ودون ان يستذكر اللـه ويطلب رحمتـه ويستذكر القيم السماويـة لأعادة تهذيب طبيعتـه ويخفف مـن حـدة انفلاتـه حقيقـة اخرى مخجلـة ترقص مسعـورةً على رعشات غريزتـه مـع انغام " كـامـل الأوصاف قتلنـي " متوعداً جسد المرأة ثأراً بأبشع الممارسات .
مـا يثيـر الفضول حقاً ’ ان مثل هذا البقايا المتهالكة المرعوبـة على حافة القبر ’ مـاذا يمكنـه ان يفعـل مـع صبية ابتداءت للتـو تتشكل وتكتمل ’ بذات الوقت يعيـد قتـل الروح فـي اخرى منحتـه كـل تفاصيل عمرهـا ... ؟
الـم يكن الأمر عملية اغتيال او حالة بدائية مـن حالات الأنتقام ’ يجب على القوانين الوضعية والشرائع السماوية والرأي العام ان يحاسب مرتكبيهـا بالعـزل التـام ...؟
المـادة الدستوريـة ( 41 ) محاولـة ايجابيـة متواضعـة لأنصاف المرأة احتراماً لدورهـا وتضحياتهـا وصبرهـا الجميـل ’ وكذلك محاولـة لمساعدة المجتمع علـى ان يستعين بنصفـه الآخر ليقف على قدميـه ويسير متوازناً الى جانب الذين سبقوه علمـاً وثـقافـة وصناعـة وتقدم ’ المادة (41 ) كانت اقرب الى محاولـة ناجعـة لأعادة بعض مـن العافيـة الى المجتمع العراقي ليخفف مـن اثار عاهـة شللـه النصفي متجاوزاً حالـة التخلف والتردي .
المشعوذون وبعضهـم مـن داخل مجلس النواب ’ اسكثروا على المرأة العراقيـة ذلك الأنجاز المتواضع ’ فحقوقها بالنسبة لهـم عـورة مثلمـا هـو صوتهـا وخطواتهـا ووجههـا ونموهـا وتقاسيم انوثتهـا وجمالهـا ’ فشرعنـوا تكفير الأقـتراب منهـا وحرموا مصافحتهـا واباحـوا صفعهـا ورجمهـا وحـجرهـا وخـتانهـا ولـم يـتركوا امامهـا الا قـدر الأستسلام لحالات الأستهـلاك القسري لجسدهـا ’ مـنـزوعـة الـروح والعواطف والـذوق والمشاعر والرفـض المشروع لشذوذ واقعهـا في بيئة جاهزة فقط لآكتشاف آخـر مستجدات العنف ضـدها داخـل امـة استهلكت وقتهـا وطاقاتهـا مـن اجـل انتصارهـا علـى نصفهـا وتدمير ذاتهـا .
لـم يكن الله منحازاً في خلقـه للبشر ’ او الدين بدلـة رجاليـة ليس مسموحاً للمرأة ارتدائهـا وليس مقبولاً ايضاً ان يعـاد فصال الشرائع والقيم السماويـة ذكوريـاً لتخرج عـن مضامينهـا الأنسانيـة ’ وهـناك حقاً الكثير مـن رجال الدين الأفاضـل ’ ينظرون ويعالجون مشاكل الفرد والمجتمع وحقائق التكوين ومراحـل النمـو للأنسام رجـل كان ام امرأة عبـر البحث والمعرفـة والفلسفـة والأقتصاد والسياسـة الى جانب الصبر والتضحيـة والعطـاء والمثال الرائد عبر القسوة على الذات احيانـاً ’ ويدركون ايضـاً ’ على ان الأمومـة الصالحـة طريقهـا العلاقات الزوجيـة الصالحـة ’ وتلك العلاقات لا يمكن لهـا ان تبداء مـن خارج دائـرة الحب والألفـة والفهـم والأنسجام الروحي ولا يمكن لطريق الأكراه والعنف ان يكون الا تدميراً للعلاقات الأجتماعية والقيم الأنسانيـة السليمة ’ ومسخاً لحقوق وواجـبات الأمـومـة وتشويهـاً للطفولـة ’ لا يـقبلهـا او يفعلهـا الا المعـطوب والمعـتـوه مـن داخلـه مـن زمـر المتطفلين على الدين تدينـاً محكومـاً بالأنانيـة والتجرد مـن ابسط الألتزامات بالمسؤوليـة تجاه اللـه والمجتمع والوطـن ورضى النفس ’ ونماذج البهلوانيـة داخـل مجلس النواب مثالاً سيئـاً .
المرأة هـي الأدرى بحقوقهـا وواجباتهـا والأكثر حرصاً على نقاء المجتمع والأقـدر على تقويم الأخلاق والقيـم حيث يبـداء مستقبل الأجيال والوطـن طفـل في احضانهـا ’ وهناك الكثير مـن النساء الرائدات في مجال الدفاع عـن حقوق المرأة ومستقبل الطفولـة ’ والقادرات على صياغـة وتهذيب وتقويم الحقوق المشروعـة للرجـل ذاتـه ’ لا يمكن مثلاً لمؤسسـة او مجلس نواب اغلب اعضاءه ذكوراً مضافـاً لهـم على سبيل الترقيع بعض من النساء اللواتي يؤدين دور الجندرمـة للدفاع عـن الأنحرافات الذكريـة ’ هكذا مؤسسـة او مجلس نـواب ’ لا يمكن لـه ان يكون مستقيماً غير منحرفاً في تبني وتأدية رسالة تاريخية بهذا الحجم وتلك الأهمية ’ ناهيك اذا ماتوفرت فرصة لمجاميع المشعوذين لتصدر مسؤوليـة العبث بمقدرات المجتمع ومستقبل الوطـن .
ان الحركة النسائية العراقية ’ وبغض النظر عـن منطلقاتها وارتباطاتها التنظيمية والفكرية والسياسيـة وتجمعات نشاطها وحجم فاعليتهـا ’ تشكل الآن حراكاً ايجابياً مؤثراً في طليعـة التغييرات الوطنيـة والديموقراطيـة داخـل المجتمع العراقي ’ وان الموقف الأيجابي الداعم لهـا يشكل محكاً اصيلاً لصدق وجدية افكار ومفاهيم وممارسات مـن يتصدر النشاط الوطني الديموقراطي بشكل عام ’ علمانياً كان ام ليبراليـاً ام رجـل ديـن متنور منصف ’ انـه جهد انساني مـن اجل ان يتخلص العراق مـن معاناة الوقوف على قـدم واحـدة في مواجهة عواصف التحديات المصيريـة .
25 / 05 / 2099



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افز ندمان ...
- دعونا نصالحكم ... وامرنا لله !!!!
- البعث على ظهر المصالحة الوطنية ...
- مواعد طيف
- انهم لا يستحقون العراق ...
- مع الأستاذ جورج منصور ..
- البعث : عقيدة ملطخة بدماء العراقيين
- الى السيد نوري المالكي .. فقط ..
- المنظمات المستقلة : هوية حضارية ...
- اين الوطنية في مصالحة البعثيين ... ؟
- يقرأون ويكتبون لأنفسهم
- 50% ناقص ( الداييني ) يساوي 137
- الأنقلابات الملونة ...
- المشهداني والعصى معه .. !!!
- الدسيسة تلد الدسيسة ...
- ديموقراطيتنا على محك حقوق المرأة والأقليات ...
- خسروا وانتصر العراق ...
- المرأة العراقية : تبقى الأشرف ..
- ارتفاع في اسعار الأصوات الأنتخابية ...
- انهم يسرقون الحسين ...


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق على قدم واحدة ...