أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم البهرزي - رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان كانت الغربة والحنين ضروبا من الاساطير ؟؟















المزيد.....


رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان كانت الغربة والحنين ضروبا من الاساطير ؟؟


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كنت متحمسا جدا للتضامن مع المعتصمين في إحدى كنائس الدانمرك احتجاجا على (اتفاق) بين حكومتي العراق والدانمرك على إعادة هؤلاء المهجرين قسرا إلى (موطنهم!!) الأصلي ...فالعراق كما يظن البعض لازال موطنا لبشر لحد الآن !!!!..
وكنت أتابع الدعوات التي تطرحها الحكومة (لبعض) العراقيين لأجل العودة للمساهمة في بناء بلدهم ...(وكان هذه الجحافل العاطلة عن العمل داخل البلاد هي جحافل من النمل لاتجيد شيئا غير تخزين القوت-هذا إن وجد- والسبات!!).....
وكنت اتامل حال بعض العائدين من الغربة وما عانوه من اجل الحصول على عمل يليق بتحصيلهم الدراسي وكفاءتهم ,وأتحير بأمر الحكومة ,حتى اكتشفت واثقا إن الإصغاء إلى تصريحات بعض المسئولين اللامسؤولين غايته تعميم الجنون الرسمي على من ظل عندهم بقية عقل ....
ولأذكر على سبيل المثال لاغير حالتين من عشرات حالات العائدين سراعا الى موطن الأجداد :
1-طبيب مختص بأمراض الأطفال عاد في نيسان 2003 ...وكان المسكين كان ينام على الحدود منتظرا (الفرج ) ليدخل إلى بلاده التي فارقها قرابة ثلاثين عاما ...
و بعد فوضى حكم بريمر الذي لم يجد خلاله من يستطيع إفهامه –مجردا فهامه-بأنه طبيب أطفال عراقي مغترب جاء إلى بلاده ليستقر ويخدم شعبه من خلال الوظيفة ...فلم يجد ذلك المستمع ..بل تماثيل تبتسم ساخرة متعجبة من (خلقة ) الله في طبعتها الديمقراطية ...
وتشكلت حكومة السيد اياد علاوي (وهو ايضا طبيب ,ووزير صحته كان عميدا لكلية الطب قبل الاحتلال )فتأمل طبيبنا خيرا في الحصول على حقه في التوظيف....وظل مثل المكوك ذاهبا آيبا يبحث عن فرصته في التوظيف ....فكانت البيروقراطية العراقية المتميزة بدهائها تختلق له كل يوم عائقا من عوائق التعجيز ....ولم يكن الرجل يكل أو يمل ...
ذهبت حكومة الدكتور علاوي وجاءت حكومة الدكتور الجعفري (وهو طبيب أطفال أيضا .....وهو أمر معقول أن يستبدلوا طبيب جراحة أعصاب بطبيب أطفال بعد أن اكتشف الخبراء الأمريكان بان أمراض العراقيين ليست في رؤوسهم ...بل هي لعنة ولادتهم في هذه البلاد , لذا فهي من أمراض الخدج ..فبدلوا طبيبا بطبيب منعا لتداخل الاختصاصات ..)
المهم أن طبيب أطفالنا المنكود استبشر خيرا بوجود زميل له على راس الحكومة مع وزراء صحة بعمر أطفاله...فسعى سعيا لا يسعاه اشد المؤمنين بين الصفا والمروة ....بين الوزارة والدوائر الصحية الأخرى....
حتى انه طرح مرة على احد المدراء العامين (وهم كالعادة من أهل الورع ) أن يعمل بصفة ممرض!!!! إلى أن يفرج الله أمره ويستعيد وجوده الطبي ...
لكن السيد المدير العام رفض ذلك (خشية على سلامة ورعه من التنجيس...ربما !!!)
وذهبت حكومة طبيب الأطفال العراقيين السيد الجعفري وجاءت حكومة المالكي ...وشاءت الصدف أن يصبح واحدا من اصدقاءنا شريبي الخندريس- ايام كنا نشربها- برفقته قبل الحظر القاعدي المهدوي الجلالي مديرا لإحدى الدوائر الصحية فقام بتزكيته (تقربا لربه تعالى ) إلى وزارة الصحة التي أشفقت عليه وعينته طبيبا .....متدرجا ...(في وقت كان احد وزراء الصحة الأحداث أيامها يخبو مسربلا بغائطه حين كان هذا الطبيب المغترب العائد يخدم طبيبا متدرجا ولعشرين عاما في أحدى بلاد العرب ....يعني أن بلاده العظيمة قد كافأته على عودته لخدمتها بحذف ربع قرن من جهده العلمي والوظيفي !!!!(ويريد صديقنا الدكتور عبد العالي الحراك أن يترك ايطاليا ليعود لخدمة بلده!!!!....تعال بويه تعال....وشوف شلون راح يخلوك تستعرض حرس الشر........ف!!)
2-مهندس عايشته كواحد من افخر الكفاءات العلمية غادر بلده أيام الحصار والجوع ليعمل في بلد عربي وتكبد كل ضيم الغربة وحين عاد ليلتحق مجددا بوظيفته كان يجابه بعدم وجود الدرجة الوظيفية ......العجيب انه كان يرى غلمانا متخرجين للتو من الكليات الأهلية مندرجة تحت باب (ادفع وتخرج )!!!!.. كان يراهم يحملون أوراق تعيينهم ...وكان هذا المسكين يحمل كل مؤهلات كفاءته وشهادة أقرانه بسعة خبرته في اختصاص اشد ما يكون موقعه الوظيفي بحاجة إليه ...إلا أن الدرجة الوظيفية كانت تذهب لأبناء المحاصصين البلداء ....وتمتنع عليه ...
حتى كاد يفطس هو وعائلته من الجوع فأرسل سيرته العلمية وشهادات الخبرة التي يمتلكها ..فتم استدعاءه وعين مديرا لأحد المشاريع في بلد نفطي مترف بعد اختبار بسيط.....

لمن يحن الإنسان حين يغترب ؟
وهاهي معيار غربة الإنسان ؟
يحن الإنسان تحت فعل الذكرى لثلاثة أشياء تتملك حياته
:ا)المكان
ب)الزمان
ج)الإنسان

فالمكان الذي عاش فيه ردحا من الزمن بحلوه ومره يظل ماثلا في ذهنه وعاطفته ويبقى دافعا للشوق والحنين للعودة اليه ...
حسنا . فان تلاشت صورة هذا المكان تماما , اليس من الحماقة أن تحن إلى اثر لا وجود له ؟!!!ا

والزمان هو العهد الذي عشته ومر من عمرك والذي تبقى صوره وقصصه ماثلة في خيالك ..
حسنا ,فان مضى بك العمر بعيدا إلى زمن أحلى (أو حتى أسوا !!) فانك لن تجد مطلقا الزمان الذي يستوجب الحنين , لقد مضى تماما,وتذكر قول الفيلسوف الإغريقي القديم (انك لن تعبر النهر ذاته مرتين ) فمرة لأنك لم تعد أنت الذي عبر النهر في المرة الأولى بفعل تقادم الزمان , ومرة لان النهر نفسه لم يعد هو ..فالمكان الذي عبرت موجاته قد تغير بفعل سريان الموج !!
إذن ,أليس من الحماقة أن تحن إلى زمن هلامي ما عاد له وجود؟؟

والإنسان هم الرفقة الذين أمضيت معهم السيرة التي عشت في زمان ومكان واحد او في ازمنة وامكنة مختلفة , وهؤلاء على الإطلاق-خاصة وانك عراقي –لم يعد لهم وجود محدد لتحن في العودة إليه ...
مات من مات !!
وهاجر من هاجر إلى حيث تدري ولا تدري!!
وتغير من تشتاق إلى سماته وطبائعه بسبب مرض الذئبية الذي اجتاح البلاد...
فمن تبقى من الإنسان إذن لتحن إليه ؟
لا احد تقريبا (سنضع نسبة بسيطة لنوادر المخلوقات ...ولكننا نتحدث عن القواعد لا عن الشذوذات )
أتحن إذن لديناصور منقرض ؟؟...........أنت أحمق إذن !!

وما الغربة ؟
إنها ببساطة افتقادك لكل تلك الأشياء التي ذكرت !!!
وهذه كما ترى معي ليست حكرا بفراق الأوطان أو الأهل أو الأوقات الجميلة ....
فثمة من لم يغادر مسقط رأسه مطلقا ...ورغم ذاك فقد فقد كل تلك الأشياء جملة وتفصيلا...
أنا-مثلا- فقدت كل تلك الأشياء التي فقدها الغريب خارج بلاده رغم أني لم اغترب عن مسقط راسي!!!! ...

علقت الصديقة نداء الجواري على موضوعي (عن الطفولة العراقية ..ثانية !! الخ...) المنشور في عدد يوم 25-5-2009 من (الحوار المتمدن ) إنها بكت حين وصلها نداء الحوار المتمدن للإسهام في حملة الطفل العراقي ...وذكرت –إن كان المقصود بالطفل العراقي هو المولود خارج وطنه .فهذا لا يتذكر ولا يعرف عن وطنه شيئا .....)
إنها لنعمة يا أخت!!!!......
إنها نعمة الطبيعة على هذا الطفل فافرحي لأجله ولا تبكي عليه ..وافرحي لأي..... طفل من اصل عراقي يولد في بلاد غير العراق-والرجاء لا يصدعني احد بالخطب الحماسية والوطنيات التالفة المستهلكة المكرورة المستهجنة )
فالطفل ..وحتى الكبير بالطبع !!.... أفضل وطن له هو :
حيث يشعر بالطمأنينة ...
وحيث يشعر بالكرامة المصانة ..
وحيث يشعر بأجواء ومناخات ودرجات حرارة لاتصل الخمسين (وهو مايبدا محرار جهنم بالاشتغال بدا من هذه الدرجة )
وحيث يجد طبيبا لا يمتنع عن علاجه قبل القبض المقدم ...وحيث يجد علاجا غير مزور أو مسموم او مبالغا بسعره في أسواق القتلة السوداء
وحيث يضمن انه يشرب ماءا نقيا ..لا من ذنائب الصرف الصحي
وحيث يشعر انه مخدوم بالطاقة الكهربائية على الدوام ..
وحيث يشعر أن هواء البلاد التي يحيا فيها غير ملوث بالبارود وغبار السرطان النووي...
وحيث يشعر أن مستقبل أطفاله المهني والمعيشي مضمون ولو بأدنى حدوده...

فعلى أي شيء ولأجل أي شيء يحن ؟؟
إنها من بقايا الأساطير التي دمغت بها رؤوسنا في شرق الخرافات هذا ..
خذوا جنسيتي وجنسية أطفالي وأعطوني أي بلد يمنحني المزايا التي ذكرت حتى وان كان خارج كوكب الأرض ....
تمسكوا بالخير حيث يكون ...أما الذكريات فهي حصة الموتى ..
ودافعوا بقوة عن إبقاء اللاجئين في بلدان الخير والكرامة ...بل واسعوا لتهيئة أذهان أهل هذه البلدان وحكوماتها على قبول المظلومين في بلدان الظلم البشري والطبيعي والايكولوجي والاخلاقي والحضاري ..

وليبق من يشاء من وعاظ الوطنية الزائفة حتى يغرق في بحار النفط... أشعلتهم السماء بها بكرة واصيلا ...كبيرا وصغيرا!!! ..
وليقبل العاطفيون اعتذاري لما يمكن أن يجرح مشاعرهم في هذا الموضوع ...
وليساعدني المنطقيون على إقناعهم ببؤس الحماسة ..والتشبث بوهم مقدس كان اسمه (الوطن ).................



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث ...
- ديوان الحساب .....................(28)
- طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق
- بصحتك يا ....(برلمان )!!
- ديوان الحساب ....................(27)
- محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ ...
- ديوان الحساب ..............(26)
- الهرُ........والخمرْ
- ديوان الحساب .........(25)
- ديوان الحساب (23)
- ديوان الحساب .....(24)
- يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت ...
- ديوان الحساب .................(22)
- عن (القرج ..خاتون المحلة )...و (الامام الذي لايشوِرْ..)و(الع ...
- ديوان الحساب ....................(21)
- في الذكرى 75 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .....السجود وجوبا ...
- ديوان الحساب ................(20)
- ديوان الحساب ...................(19)
- ديوان الحساب ...........................(18)
- ديوان الحساب ................(17)


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم البهرزي - رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان كانت الغربة والحنين ضروبا من الاساطير ؟؟