أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - طلال احمد سعيد - انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح















المزيد.....

انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ كنا على مقاعد الدراسة تعلمنا درسا بليغا بقي يكتسب نفس الاهمية حتى الان والدرس تركز على ان النفط هو عماد الاقتصاد العراقي واستنادا لتلك الحقيقة فان كل ميزانيات الدولة و الميزانيات الانمائية اعتمدت النفط موردا اساسيا في عملية التمويل ، وقد انعكس موضوع النفط على الشارع العراقي طيلة عقود واصبح الان يكتسب مزيدا من الاهمية بعد التدهور الذي شهدته البلاد في كافة اوجه النشاط الاقتصادي المختلفة مثل الصناعه والزراعه والنقل والخدمات وغيرها .
بعد تدني انتاج الحقول النفطية خلال السنوات العشر الاخيرة من الحكم الصدامي ومانتج عنه من تردي الحالة المعاشية لاغلب ابناء الشعب العراقي ، فقد جاء سقوط النظام عام 2003 ليشكل بداية انطلاقة جديدة للنهوض بالانتاج النفطي وتحقيق مستويات جديده لتعويض الشعب عن معاناته السابقه . وكذلك للمساهمة في عملية البناء والاعمار التي ينتظرها الجميع ، والسؤال هنا بعد مرور اكثر من ست سنوات على التغيير هل تحقق الحلم في زيادة وتحسين انتاج النفط بمستوى الطموح .
تناول تقرير حكومي قدمته لجنة من الخبراء شكلها السيد نوري المالكي نهايه عام 2008 الاسباب الحقيقيه لانخفاض الانتاج نقتطف منه مايلي :-
الواقع الحالي للصناعة النفطية الاستخراجية بالرغم من قدم الصناعة الاستخراجية في العراق وتحقيقها خطوات متميزة في معدلات الانتاج الى مايقرب (4) مليون برميل يوميا حتى عام 1979 غير ان بناها التحتية (والكلام للجنه ) تعتبر الان الاسوأ بين الدول المنتجة للنفط في الوقت الحاضر بسبب ثلاثه عقود من الاهمال وسوء الادارة ومالحق بها من تدمير جراء مسلسل الحروب والحصار . وبعد مرور اكثر من خمس سنوات على سقوط النظام لم تحظ الصناعه الاستخراجية فضلا عن الصناعه النفطية بالاهتمام والرعاية الكافية ليس لكونها تمثل الشريان الاساس للاقتصاد بل لاعتبارها ثروة وطنيه يفترض الحرص عليها وانقاذها من الاهمال والتبديد. وعزا التقرير عوامل تراجع الانتاج والتصدير الى مايلي :-
1. غياب دور الوزارة الميداني في متابعه وتنفيذ الخطط والبرامج الانتاجية مع الشركات الاستخراجية ، وحل المشاكل التي تعيق الانتاج ووضع الحلول السريعه والناجحة لها مما ادى الى انخفاض ملموس في الانتاج يزيد عن (400) الف برميل يوميا .
2. ضعف اداء الادارة المكمنيه بسبب قلة الكوادر في الوزارة وبين الشركات الاستخراجية على الرغم من وجود بعض الدراسات المكمنيه المهمة التي لم يتخذ القرار المناسب بشأنها وادخالها حيز التنفيذ لحد الان .
3. تأخير برامج حفر الابار واكمالها واستصلاحها منذ السنوات الاولى وذلك عن طريق الجهد الوطني والاجنبي مما ادى الى صعوبة ادامة وتصعيد معدلات الانتاج .
4. البطيء الشديد في تنفيذ المشاريع المهمة كمشاريع حقن المياه وخاصة في حقلي غرب القرنه و شمال الرميلة تسبب في غياب الدعم الكمني وادى بالتالي الى انخفاض الانتاج وتوقف عدد كبير من الابار .
5. اتباع اسلوب مناقصات روتيني يستغرق زمن طويل لاينسجم مع واقع القطاع النفطي ولايلبي متطلباته وغير قادر على اجتذاب الشركات الرصينه في مجال تنفيذ المشاريع النفطية وتقديم الخدمات النفطية وتجهيز المواد والمعدات .
وتطرق التقرير الى عوامل اخرى ذات طابع فني وهي خارجة عن موضوع بحثنا هذا .

انتاج النفط العراقي بلغ اعلى مستوياته عام 1980 حيث سجل (3.8) ثلاثة ملاين وثمنمائة الف برميل يوميا ثم تراجع بسبب الحروب والحصار الاقتصادي الى معدل (1.5) مليون ونصف المليون برميل يوميا عام 1996 عندما عقد العراق مذكرة التفاهم مع منظمة الامم المتحدة المعروفة بأسم ( النفط مقابل الغذاء والدواء ) . بعد سقوط النظام وعلى اثر المحاولات التي بذلت للارتقاء بالانتاج النفطي الى المستوى الذي يلبي طموح العراق ، وقد وصل الانتاج الان الى (2.45) مليونان واربعمائة وخمسون الف برميل يوميا يصدر منه حوالي (1.850) مليون وثمنمائة وخمسون الف برميل يوميا . وهذا الرقم يراوح في مكانه منذ سنوات وهو دون متطلبات الاقتصاد العراقي وعلى وجه الخصوص في نطاق المؤشرات التي افرزتها الازمة المالية العالمية والانخفاض الكبير الذي طرأ على سعر برميل النفط .
لقد اثار موضوع تدني الانتاج النفطي موجه كبيرة من الانتقادات موجة الى السيد وزير النفط منها تصريح السيد نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي اثناء مشاركته في منتدى دافوس على البحر الميت ، حيث قال ان اخفاق وزارة النفط في زيادة الانتاج هو السبب المؤثر في الوضع الاقتصادي الخانق الذي يعاني منه العراق . وبتاريخ 18-5-2009 اصدرت وزارة المالية بيانا حملت فيه وزارة النفط مسؤولية العجز في ميزانيه الدولة لفشلها في زيادة الانتاج . بنفس الوقت فأن ضجة كبيرة تدور في اروقة مجلس النواب بغرض استدعاء وزير النفط للاستجواب بسبب عدم زيادة الانتاج وتدني النوعيه ، وقد وقع على الطلب اكثر من 50% من اعضاء المجلس وهذا يعني ان السيد وزير النفط يواجه وضعا حرجا يصعب عليه الخروج منه .

لقد اعلنت وزارة النفط عن جولات سمتها تراخيص النفط والغاز وهي تسمية غريبة وثبت انها عملية بطيئة لاتتجاوب مع حاجة العراق الحالية ولايعرف بالضبط المقصود منها . وهذه التراخيص اعلنت لاول مرة منذ اكثر من عام ولم نلمس لحد الان نتيجة عمليه لها ، ولقد سبق للسيد وزير النفط ان صرح ( وهو بالمناسبة لديه ولع شديد باطلاق التصريحات ) وقال خلال مؤتمر صحفي عقد بداية هذا العام انه طرح مناقصة جديدة امام الشركات العالمية للحصول على عقود خدمة في اكثر من عشرة حقول ، واعلن بنفس الوقت عن دورة التراخيص الثانيه لاحد عشر حقلا نفطيا وغازيا واشار السيد الوزير في الوقت نفسه الى تنفيذ خطط وبرامج من خلال اعادة تطوير حقول النفط والغاز البالغ عددها (87) حقلا لم يستغل منها سوا (15) حقل فقط ، واكد الوزير ان وزارة النفط منحت في 30-حزيران -2008 (35) شركة عالمية تراخيص للعمل في قطاع استخراج وتطوير الحقول النفطية وتلك التراخيص شملت ست حقول هي حقل الرميلة الشمالي والجنوبي وحقل غرب القرنه وحقول البزركان وابو غرب والفكة وحقلي كركوك وباي حسن الى جانب حقلي الغاز وهما عكاز والمنصورية . وتوقع السيد الشهرستاني ان يبلغ حجم الانتاج الكلي 6 مليون برميل يوميا خلال خمس سنوات (والحديث جرى في بداية عام 2009) .
ان النهوض بالانتاج الوطني يحتاج الى قرار سياسي حاسم في اطار السعي لتحقيق الزيادة وتحسين النوعيه وهذا لايتم عن طريق التخبط وغموض الصلاحيات الذي يعكس فشلا ذريعا للحكومات العراقية المتعاقبة بعد السقوط ، في انعدام الرؤيا الحقيقية وضياع الفرص وعدم التأكيد على الجهة المخولة بشكل حاسم لابرام العقود النفطية بعيدا عن المزايدات الوطنيه والشعارات السياسية التي كانت السبب في تخلف العراق في حقول الانتاج النفطي بالذات .
لاشك ان تأخير تشكيل شركة النفط الوطنيه وعدم تشكيل مجلس اعلى للنفط والغاز يملك الصلاحية في ابرام العقود النفطية بشكل جريء لمصلحة العراق ومستقبل ابناءه ، فضلا عما سببته النصوص الدستورية في تأخير وارباك العملية النفطية حيث تأكد اخيرا بأن ارجاء اقرار مشروع قانون النفط والغاز من قبل مجلس النواب يقف ورائه التحالف الكوردستاني لان في القانون مايعتقد انه تقيد للعقود النفطية المبرمة في فيدرالية الشمال . كل هذه عوامل ساعدت في تاخير التقدم في العملية النفطية وابقاء العراق يراوح على نفس المعدلات منذ سنوات .
ان تدهور الاوضاع الاقتصادية في العراق وتوقف كل مفاصل العملية الانتاجية في كافه حقول النفط جعل النفط يقف في المقدمة باعتباره الممول الوحيد لميزانيه الدولة التشغيلية والانمائية ، لذلك فان ثمة مسؤوليه جسيمة تقع على عاتق الحكومة تدعوها لاتخاذ قرارات مهمه لابعاد شبح التدهور الاقتصادي الكارثي في البلاد والمتوقع حدوثه عام 2010 بسبب تدهور اسعار النفط في الاسواق العالمية وعدم زيادة كميات النفط والغازالمنتج والمصدر الى المستوى المطلوب



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الديمقراطي 7
- العراق الديمقراطي 6
- العراق الديمقراطي 5
- العراق الديمقراطي 4
- العراق الديمقراطي 3
- الانسحاب الامريكي والحالة العراقية
- العراق الديمقراطي 2
- انتخابات مجالس المحافظات خطوة الى الامام
- العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات
- سقوط الفيدرالية
- بمناسبة جولة التراخيص النفطية الثانية
- العراق دولة المحاصصة الطائفية
- مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء
- العلمانيه هي الحل (2)
- الحوار المتمدن الباب المفتوح امام الفكر الحر
- الديمقراطية الاميركية وديمقراطية العراق
- قراءة في الاتفاقية الامنيه بين العراق وامريكا
- نفط العراق وزحف السلحفاة
- العراق الديمقراطي ومحنة الاقليات
- العراق الديمقراطي الفيدرالي


المزيد.....




- “لحظة بلحظة الآن”.. انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 22 ...
- -البتكوين- تسجل رقما قياسيا جديدا
- بمواصفات منافسة.. Oppo تطلق حاسبها الجديد
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - طلال احمد سعيد - انتاج النفط في العراق بين الواقع والطموح