راضي شنيشل : نوع آخر من الرجال

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 05:57
المحور: عالم الرياضة
    

انتبهوا جميعا : مدرب عراقي شاب يترك فرصة التواجد في واحدة من أهم بطولات العالم ( بطولة كأس القارات ) .

ماذا يعني ذلك ؟ من المؤكد أن هناك أسبابا كبيرة دعت هذا المدرب الشاب الى ترك هذه الفرصة الكبيرة .

السؤال الأهم الآن هو : لماذا فرط راضي شنيشل بهذه الفرصة الكبيرة ؟

الاجابة ببساطة هي : لأنه نوع آخر من الرجال لا يفهمه ذيول المقبور ( عدي ) وغيرهم من نهازي الفرص على حساب المبادىء والقيم .

هذا المدرب الشاب هو اللاعب العراقي الوحيد الذي استمر في ملاعب الاحتراف بنجاح واضح بالرغم من تجاوزه سن الأربعين عاما . هو ( كابتن ) الزوراء ، والقوة الجوية ، والمنتخب الوطني العراقي .هو الأكاديمي ( خريج كلية التربية الرياضية ) . هو ( السيد راضي ) كما يحلو للجمهور الرياضي العراقي بجميع أنديته تسميته نظرا لأخلاقه العالية وسمعته الطيبة . هو المدرب الذي تمكن من الحصول على لقب الوصيف في أول تجربتين تدريبيتين خاضهما بالملاعب العراقية مع الزوراء والجوية بتشكيلتين شبابيتين .

هو نوع آخر من الرجال لم يقابلهم حسين سعيد خلال المرحلة السابقة في عمله مع الاتحاد ، نعني خلال مرحلة المقبور ( عدي ) ، ولم يقابلهم خلال المرحلة التي تلت سقوط الصنم وابنه المقبور .

لقد ترك شنيشل فرصة التواجد في بطولة كبيرة مثل بطولة كأس القارات لأنه ابن العراق الوفي ، لأنه لا يريد أن يلوث تاريخه الرياضي الكبير ، وسمعته الأخلاقية بالمشاركة بمؤامرة جديدة ضد الكرة العراقية .

نعم ، أنها مؤامرة جديدة على الكرة العراقية ودليلنا فيها استدعاء بعض اللاعبين المحترفين الذين تسببوا بالانتكاسات السابقة يقف في مقدمتهم يونس محمود الذي كان من أهم أسباب انتكاسة منتخبنا في تصفيات كأس العالم الأخيرة وبعدها خليجي 19 ، فضلا عن اقامة المعسكر التدريبي في الدوحة بعد الغاء معسكر استراليا ، وكذلك رفض المدرب الصربي اجراء مباريات استعدادية مثل رفضه مقابلة المنتخب الايراني بحجة واهية ، وأيضا النظرية الكروية الجديدة التي لم نسمع بها من قبل التي خرج بها علينا المدرب الصربي بورا وهي تفضيله اجراء الوحدات التدريبية على المباريات الودية .

نعم ، أن المدرب راضي شنيشل خسر فرصة كبيرة لا يمكن لأي مدرب عراقي الحصول عليها بسهولة ، لاسيما مع المنتخب العراقي تتمثل بعدم تواجده في بطولة عالمية كبيرة بحجم بطولة كأس القارات بسبب استقالته من العمل ضمن الكادر التدريبي للمنتخب الوطني العراقي ، لكنه حصل على احترام الجميع ( باستثناء حسين سعيد واتحاده وبعض اللاعبين المحترفين ) وذلك للموقف الوطني المشرف والذي نبه عبر صرخة أطلقها بعد تقديم استقالته طالب فيها انقاذ الكرة العراقية .

صرخة راضي شنيشل موجه الى جميع مَن يهمهم أمر الكرة العراقية فهي موجهة الى وزير الرياضة والشباب ، والى رئيس اللجنة الأولمبية العراقية ، والى الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم ، والى الصحافة الرياضية .

انتبهوا جميعا فهذه الصرخة جاءت من رجل من نوع آخر لم يقابله حسين سعيد من قبل . رجل وضع العراق أمامه وفضله على مصالحه الشخصية .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات