أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم محمد حبيب - الساكت عن الفساد شيطان اخرس














المزيد.....

الساكت عن الفساد شيطان اخرس


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 06:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في العراق غرائب كثيرة والفساد هو أغربها جميعا وبالطبع ليس مرد الغرابة انتشار الفساد في مختلف تشعبات الواقع العراقي فهذا مايمكن تبريره بالظروف والأحوال التي يعيشها العراق التي لا يمكن أن ينكر احد قسوتها وشدتها وربما تكون هذه الظروف من الأسباب الكبيرة والمقنعة لتفشي الفساد وتصاعده يوما بعد يوم إنما تكمن الغرابة في هذا التجاهل المريب أو التهاون العجيب مع داء بلغ صيته الأفاق وبلغت أرقامه الذروة ولا اعتقد أبدا أن هناك بلد في العالم شهد مثلما شهده العراق في هذا المجال وحتى تقارير منظمة الشفافية الدولية ربما لم تعكس الأوضاع بشكل دقيق لأنها لاتستطيع أن تستعلم عن أمور كثيرة غطاها الوضع الأمني العراقي فالعراق على الأرجح هو أسوا بلد في العالم في تفشي الفساد واقل الدول نشاطا في الحد منه وليس أدل على ذلك من تقاعس الدولة العراقية في محاسبة المسؤولين المتهمين بالفساد و بقاء العديد منم في موقع المسؤولية بل وعدم تعرضهم لأي نوع من أنواع الملاحقة أو المحاسبة وما يحصل هذه الأيام من استجواب أو استضافة لبعض الوزراء في مجلس النواب على خلفية الفساد المتفشي في وزاراتهم هو خير تأكيد لهذه الحقيقة لان الأحرى أن يرسل هؤلاء المقصرون إلى القضاء فهو وحده من يستطيع أن يبت في حقيقة الاتهامات الموجهة إليهم سيما وان تلك الاتهامات لا يتسع لها سقف البرلمان الذي يجب أن يتعاطى مع مسائل غير جرمية كالإهمال والتقصير كما يحصل في مختلف برلمانات العالم .
أن قضية الفساد في العراق هي من القضايا الدولية الخطيرة لأنها تتسبب في هدر مليارات الدولارات سنويا ولذلك فقد لا يمكن مواجهتها محليا أو بالاستناد على الجهود العراقية الصرفة فإذا كان الواقع السياسي الحالي يمنع محاسبة المسؤولين المفسدين لم يبقى إلا أن نستعين بالهيئات الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية فهي الأكثر قدرة على التعاطي مع أمور كهذه وليس بإمكان احد التملص من قراراتها أو التهرب من مرافعتها إلا أن يبقى مطاردا ومنبوذا من الجميع .
والعراق كونه عضو في هذه المحكمة الدولية المتخصصة ربما هو في أحوج ما يكون لتدخل هذه المحكمة المهمة
فبإمكانها ممارسة دور لايمكن لأي عراقي ممارسته بحكم وظيفتها القانونية وشرعيتها الدولية وحياديتها ورغم إننا لا نعول كثيرا على قبول الطرف الرسمي العراقي بذلك إلا أن المحكمة تستطيع أن تتلتزم ملف الفساد العراقي بحكم مسؤولياتها المعترف بها عالميا وقد أبان السيد اوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية عن صلاحيات المدعي العام وأشار إلى أن تلك الصلاحيات تتيح له التعاطي مع أي ملف عالمي بغض النظر عن وجود جهة مدعية أم لا وبطبيعة الحال يصعب على المدعي العام فعل ذلك بدون مساندة من جهات شعبية أو مدنية أو سياسية الأمر الذي يتطلب نشاطا مستنفرا وفعلا فائقا من تلك الجهات .
إن علينا أن نستعير تلك العبارة الأثيرة التي تقول الساكت عن الحق شيطان اخرس فالساكت عن الفساد في العراق هو شيطان اخرس وعدو مبين لكل العراقيين وما لم تقم الحكومة بواجبها إزاء هذا الوباء الخطير فإنها ستكون مذنبة وستتحمل بالتأكيد عواقب صمتها وسكونها أمام الشعب والتاريخ .
فليكن هدفنا إذن العمل على تدويل قضية الفساد العراقي فربما يستطيع هذا التدويل إنقاذنا من هذه الكارثة الكبيرة وليقم كل منا بدوره في هذه المهمة لكي نحقق هذا الهدف فكل الوسائل والإمكانيات وكل الجهود والإمكانيات يجب أن تحشد لهذه الغاية التي قد لا نجد بديلا لها فحي على مكافحة الفساد .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل مركز وطني لتوثيق معاناة العراقيين واضرارهم
- التدين والنبوة من منظور تاريخي
- ما حجم المسكوت عنه في واقعة السقيفة ؟
- هل تضررت ولم تحصل على تعويض ؟
- آثار حضارة وادي الرافدين بحاجة إلى حماية دولية
- ضوابط دولية لتدريس مادة الدين
- المسؤول العراقي أول من يستفيد وأخر من يضحي
- الديمقراطية في العراق مطلب تاريخي
- الدين في ذمة السياسة
- اختلافنا مع المثليين لايعني قبولنا بما يقع عليهم من عنف
- نوبل حلم عراقي كبير
- أول نشاط ناجح في تاريخ حقوق الإنسان
- مسئولون يتمتعون بالامتيازات الكبيرة ومواطنون يتضورون جوعا
- البراءة من الإرهاب
- السيد رئيس الوزراء اضرب ضربة وطنية والغي الامتيازات
- على الحكومة أن تستفتي الشعب بشان الرواتب والامتيازات الخيالي ...
- ما جرى في حلبجة يعنينا جميعا
- أسطورة الأمة العربية
- الجهود الفردية لاتكفي لهزيمة الإرهاب
- تجويع مليون سوداني ردا على اتهام البشير


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باسم محمد حبيب - الساكت عن الفساد شيطان اخرس