|
طالبي اللجوء العراقيين في الدنمرك بين المطرقة والسندان
كريم الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 08:50
المحور:
حقوق الانسان
مرة اخرى تعود قضية طالبي اللجوء العراقيين الى الواجهة في الدنمرك، فبعد عام 2001 والذي شهد ارسال بعثة حكومية دنمركية الى العراق والمناطق المجاورة له للتحقق من اسباب ارتفاع اعداد طالبي اللجوء العراقيين، وحينها توصل الوفد الى توصية بعدم منح القادمين من العراق اللجوء لكونهم فقط قادمين من العراق ، بل يجب معالجة اوضاع كل طالب لجوء بشكل فردي ،منذ ذلك الحين والكثير من العراقيين يعاني في مراكز اللجوء. لقد كان سبب ذلك القرار هو ان الحكومة العراقية انذاك قدمت لهذا الوفد اسماء عديده من الذين يقيمون في اوربا والدنمرك ويزورون العراق مدعية ان القادمين الى اوربا تركوا العراق لاسباب اقتصادية وليس سياسية، موظفين الحصار الاقتصادي لما يدعون به انذاك متنكرين للاضطهاد والقمع المنظم، وان من كان يزور العراق ويعقد مؤتمرات هم من كانوا تابعين للحكومة ليس الا ولكن بعد هذا القرار دفع كثيرون الثمن في معالجة قضاياهم هنا في الدنمرك ومنهم طالبي اللجوء الـ 282 الذين ر فضت طلباتهم ومنهم 102 شخص مضى على وجودهم من 7-8 سنوات في مراكز اللجوء و25 شخص مضى على وجودهم بين 9-10 سنوات في مراكز اللجوء ايضا و5 منهم 11 سنة والاخرين او البقية بين سنة واحدة و6 سنوات وهناك 3 او اربع حالات مضى على وجودهم 25 عام و18 عام الا ان اقاماتهم سحبت منهم بسبب عقوبات جنائية وقعت عليهم، رغم رفضهم او انكارهم لهذه الجنايات، الا انه لا يوجد قرار قضائي بالغائها ، او استئناف من قبلهم لنقض تلك القرارات .
وهناك اطفال من بين هذا العدد، كانت اوضاعهم جدا قاسية ولكن بسبب النشاطات والحملات هنا تحسن وضعهم قليلا على الرغم من ان البعض منهم يعاني من امراض نفسية وغيرها ومنهم ايضا من اتباع الديانات الاخرى ومن الاخوة الكرد الفيلية الذين لم تعيد لهم الحكومة العراقية حقوقهم حتى اليوم! كنا نعتقد ولازلنا ان عملية الاعادة الاجبارية منافية للقوانين الاممية وان البعض منهم يستحق الاقامة الانسانية على اقل تقدير بحكم طول المدة التي قضاها في مركز اللجوء ولوجود اطفال" منهم من ولد هنا " يجب ان تفسح لهم فرصة انسانية وبامان للحياة، ناهيك عن القلق الذي يعتريهم من العودة الى حياة لا يعرفون مستقبلها في ظل ظروف امنية غير مستقرة وغير مضمون تحسنها لان كل هذا متوقف على رغبة من هم في العملية السياسية ومصالحهم هم وحلفائهم.
ان التاكيد والمطالبة بمنحهم الاقامة و التركيز على حقهم يجب ان يبنى على المعطيات القانونية التي تضمن لهم هذا الحق ، الا وهي انهم لا يودون العودة الى هذا البلد نتيجة الخوف من المستقبل وما وقع عليهم من اضطهاد سابق ، وشعورهم بعدم توفر الحماية لهم، وما يقع على الاقليات الدينية والعرقية والفترة الطويلة التي انتظر فيها هؤلاء لقرار منحهم الاقامة وهي ليس بفترة تدل على معالجات انسانية، ولادة اطفال ونموهم هنا . لقد التقيت بالعديد منهم وخصوصا الاخوة الكرد الفيلية ومنهم من لا يحمل اصلا جنسية عراقية او لم يمنح اصلا هذه الجنسية ومنهم من سحبت منه جنسيته وهجر في الثمانينات الى ايران، وقد ارسلت الشرطة الدنمركية الى الشرطة العراقية عبر الانتربول طلب للتاكد من عراقية احدهم وكان رد الشرطة العراقية عبر وزارة خارجيتها بان الشخص المذكور ليس عراقيا او لا يوجد مواطن عراقي لديها بهذا الاسم ورقم كتاب الشرطة العراقية no.:1418/378 enter2008/7219 dato 6/11/2008؟؟؟؟؟ كيف بحق الرب ياوزير الخارجية انت ووكلائك وموظفيك توقعون اتفاقا وانتم لا تعرفون حالة هؤلاء ؟؟ هذا اولا!! وحين وقعتم الاتفاق اليس من الواجب كونكم وزارة تمثل العراق مع الدول الاخرى اليس الواجب منكم ان ترسلوا مندوبا من وزارتكم او سفارتكم للاطلاع على ما يحتاجه هؤلاء من وثائق قانونية وكيف ستجري اعادتهم للعراق وعلى اية كيفية!!! اليس ما قمتم به هو انصياع لرغبات والحاح الحكومة الدنمركية وعجز عن اداء وظيفتكم في حماية العراقيين؟؟؟ ان ما فعلتموه يثير الحزن والاستهجان. لقد عرفت اتفاقية اللاجئين لعام 1951" اللاجيء" والدنمرك من الدول الموقعة عليها ، بهذه النصوص .
تعرف المادة الاولى من اتفاقية اللاجئين لعام 1951 "اللاجيء " بما يلي: 2- كل من وجد، نتيجة لاحداث وقعت قبل الاول من كانون الثاني/يناير 1951 وبسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه او دينه او جنسيته او انتمائه الى فئة اجتماعية معينة بسبب ارائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها ولا يستطيع او لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف ، او كل من لا جنسية له وهو خارج بلد اقامته السابقة ولا يستطيع او لا يرغب بسبب ذلك الخوف في العودة الى ذلك البلد، اذا كان الشخص يحمل اكثر من جنسية فان عبارة البلد الذي يحمل جنسيته " تعني كلا من البلدان التي يحمل جنسيتها. ولا يعتبر الشخص محروما من حماية البلد الذي يحمل جنسيته الا اذا كان عدم تذرعه بهذه الحماية مبررا بسبب معقول مبني على خوف جدي،..الخ ج- يتوقف مفعول هذه الاتفاقية بحق اي شخص تنطبق عليه احكام النبذة (أ) في حال: 1- تذرعه الطوعي بحماية الدولة التي يحمل جنسيتها. 2-او استعادته الطوعية لجنسيته التي كان قد فقدها. 3-او اكتساب جنسية جديدة وتمتعه بحماية بلد جنسيته الجديدة. 4-او اذا عاد طوعا ليقيم في البلد الذي تركه او الذي اقام خارجه خشية الاضطهاد، 5-او اذا اصبح متعذرا عليه الاستمرار في رفض حماية البلد الذي يحمل جنسيته بسبب زوال الاسباب التي ادت الى اعتباره لاجئا. مع العلم ان احكام الفقرة السابقة لا تطبق على اللاجيء موضوع الفقرة الاولى من النبذة (أ) من المادة الحالية والذي بامكانه التذرع باسباب قهرية ناتجة عن اضطهاد سابق لرفض حماية الدولة التي يحمل جنسيتها. 6- اشخص الذي لا جنسية له والذي اصبح بامكانه، تبعا لزوال الاسباب التي ادت الى اعتباره لاجئا، العودة الى البلد الذي كان يقيم فيه عادة. شريطة ان احكام الفقرة السابقة لاتطبق على اللاجئين موضوع الفقرة الاولى من النبذة (أ) من المادة الحالية والذي بامكانه التذرع باسباب قهرية ناتجة عن اضطهاد سابق لرفض العودة الى البلد الذي كان يقيم فيه عادة.
ان هذه الاتفاقية باختصار لا تشمل الاشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية، او جريمة حرب ، او جرائم ضد السلام او جرائم جسيمة غير سياسية خارج بلد اللجوء وهذا صراحة ما موضح في النصوص السابقة ايضا وهو يفند الاجراءات القانونية التي اتخذتها الحكومة الدنمركية بحق البعض من الذين كانت لديهم اقامات دائمة، واليوم وضعتهم في قائمة الواجب ترحيلهم . على الرغم ان هناك قانون يمنح الشخص الذي كان لاجئا في بلد ما ومعترف بلجوءه ، يمنح هذا القانون اولئك الاشخاص حق اللجوء والاقامة اذا انتقلواالى بلد اخر واقاموا فيه مدة لا تقل عن العامين! ولكن العجب ان في ظل الحكومة اليمينة والمدعومة من الحزب العنصري والمعادي للاجانب تدخلت السياسة مرات عديدة في القانون مما ادى الى احكام لا انسانية ولا تتفق مع القانون الدولي الانساني. لقد انتقدت جهات عديد ولمرات عدة سياسة الدنمرك تجاه اللاجئين او طالبي اللجوء الا ان الحكومة لديها خيارين اما البقاء بدعم الحزب العنصري او فقدان السلطة وطبيعي انها اختارت البقاء في السلطة كما اختار من وقع الاتفاق موقف لا ارى لا اسمع ولا مسؤول.وجدير بالذكر الحكومة الدنمركية قد قررت خلال العام المنصرم بعدم منح الاقامة لمن يعد الاسلام دينا لهم وهذه اشد الانتهاكات للقانون الدولي.
#كريم_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادرة الجمعية الانسانية لحقوق الانسان من اجل الطفل العراقي
-
وثيقة مكة .. بادرة نور
-
هل أصبح الرأي الأخر يخيفهم / بيان وزارة الداخلية
-
ديمقراطية الانانبيب .. وتجريم الراي الاخر
-
مسودة الدستور المعجزة
-
أنصفونا من قضاء صدام ........ في رئاسة أستئناف واسط
-
جــلــمـــه ونــــص 4 - وزير وناسور-وزير السخافة
-
جـــــــلمـــــــة ونــــص
-
تصريح صحفي / ارفعوا سواعدكم ومعاولكم بوجه الطاعون
-
لا للطائفية نعم لدولة القانون
-
ضوءعلى تصريحات المفوضية العليا للانتخابات
-
الجزيرة والاشقياء العرب
-
التربية والشارع المقدس
-
الخادم
-
الدول الكافرة والحيوانات
-
وكلاء السيد والسلاح الشخصي
-
تضامنوا مع اساتذة الجامعات والاكاديميين العراقيين
-
الجريمة بين خيمة البعث وعباءة الدين
-
اللاجئون العراقيون في الدنمرك
-
السكوت من نفط
المزيد.....
-
أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج
...
-
بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا
...
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|