|
لمزيد من التضامن مع طالبي اللجوء العراقيين في الدانمارك
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 08:51
المحور:
حقوق الانسان
اقدمت مؤخرا الحكومة العراقية ،والمتمثلة بوزارتها الخارجية،والتي يبدو انها غير قادرة على خدمة مصالح ابناء شعبها، على توقيع الاتفاقية مع الحكومة الدانماركية ، لارجاع طالبي اللجوء من العراقيين قسرا الى العراق والموجودين في معسكر اللاجئين في العاصمة كوبنهاغن وعددهم 282 لاجئ ، بعد ان خيبت املهم من الحصول على الاقامة في الدانمارك ، مما اضطروا الالتجاء الى احدى الكنائس في المناطق الشعبية في العاصمة، من اجل حماية انفسهم وعوائلهم واولادهم من مطاردة الشرطة لهم وتسفيرهم الى العراق ، وليست حالة احتلال الكنيسة ، كما فسرها ذلك رئيس وزراء الدانمارك.
كما هو معروف لدى الجميع ، بان هؤلاء اللاجئين قدموا طلب اللجوء والموجودين في المعسكر للفترات تتراوح بين 6-10 سنة ، قبل سقوط الصنم، وتم معاملتهم بشكل غير انساني منذ البداية مما اسفرت نتائجها برفض طلبات لجوءهم. قبل ما يقارب من ثلاث سنوات، وبعد رفض طلبات لجوءهم ،حاولت الحكومة الدانماركية ارجاعهم الى العراق ، وخاصة الى اقليم كردستان العراق، ولكن بفضل النشاطات والمحاولات التضامنية التي تمت معهم من قبل الدانماركيين واحزابها السياسية المتعاطفة مع الاجانب والمدافعين عنهم ، وبالضغط من المفوضية العليا للشؤون اللاجئين في الامم المتحدة ، والصليب الاحمر الدانماركي ، ومنظمة العفو الدولية/ امنستي انترناشنال/، ووقوف الجالية العراقية الى جانبهم في محنتهم هذه ، وبالتضامن من معظم القائمين على ادارة الكنائس الدانماركية ، وبمساعدة منظمات المجتمع المدني الدانماركي،ومنظمة حقوق الانسان العراقي وغيرها ،ولي شرف بمساهمتي مع زميل اخر عراقي، الاخ سالار طه ادريس، في تنظيم هذه الحملة في حينه في مدينة اودنسه، حال دون ارجاعهم ، ولكن لم يمنحوا لهم حق الاقامة لحد الان!.
والان وبعد هذه الاتفاقية، اصبحوا مهددين مرة اخرى بتسفيرهم الى العراق. تتعامل الحكومة الدانماركية بقيادة الاحزاب اللبرالية الجديدة المتحالفة مع حزب الشعب الدانماركي، وهو حزب قومي متعصب يمثل اقصى اليمين في رسم سياسة اللاجئين في الدانمارك ، اصبحت مسالة اللجوء في الدانمارك مسالة سياسية بحته ، من دون اعارة اية اهمية الى مسالة الانسانية وحماية مبادئ حقوق الانسان واحترام اتفاقيات واللوائح الدولية وعلى راسها اتفاقية جنيف الخاصة بشؤون اللاجئين، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمات حقوق الانسان الدانماركية والدولية وغيرها ، والتي تقف كلها ولحد اليوم مع اللاجئين العراقين ، بغية ايجاد حلول انسانية تنسجم مع مصلحة طالبي اللجوء والوضع السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي الغير المستقر في العراق، وفي سبيل ضمان حق حصولهم على الاقامة في الدانمارك، ولكن من دون جدوى.
ان معظم هؤلاء اللاجئين قد طلبوا اللجوء قبل سقوط الديكتاتورية ، هربا من القمع وارهاب النظام السابق ، او شاركوا في الانتفاضة المجيدة عام 1991 ، وهربوا من العراق ومن ثم توجهوا الى الدول الاوربية المختلفة، منها الدانمارك ، لايجاد ملجأ وحماية لهم ولعوائلهم واولادهم. الاخرين اتوا بعد سقوط الصنم ،بسبب الوضع الماساوي الذي يمر به الشعب العراقي ، بنتيجة الحرب واحتلال العراق ، وقد ساهمت الدانمارك فيها ، وبسبب الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال ، والتي تاسست على اسس المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية والحزبية الضيقة ، مما ادت هذه الحالة الى تدمير العراق، وقتل وتشريد ملاين من ابناءه والهروب الى الخارج، اوالالتجاء الى المناطق الامنة نسبيا فى العراق كاقليم كردستان العراق.
ان هولاء اللاجئين اصبحوا اليوم ضحية سياسة الأحزاب اليمينية المتمثلة بحزب الليبرالي الدانماركي ، والمحافظين وحليفهما في العمل السياسي، الشعب الدانماركي، وتحكم الدانمارك منذ سنة 2001 و لحد الأن .تتميز سياسة هذه الكتلة اليمينية ازاء المهاجرين واللأجئين ، باستمرار في مزيد من التشديدات على قوانين اللجوء واللأجئين ، وخاصة في مجال منح اللجوء ، جمع شمل الأسرة ، سوق العمل ، المساعدات الأجتماعية ، قانون الجنسية الدانماركية ، التفكير الجدي في ارجاع طالبي اللجوء وحث الذين لديهم الأقامة الدائمة وليس لديهم حتى الأن المواطنة الدانماركية الى بلدانهم الأصلية. كذلك سياسة الحكومة العراقية التي لاتخدم مصالح الشعب العراقي في الداخل والخارج ، لذا نجد اليوم بان مسالة الدفاع عن حقوق المواطن العراقي ضمن الحالة السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العراق،والوضع الدولي المعقد بنتيجة سيطرة الايدولوجية اللبرالية الجديدة والعولمة الراسمالية الشرسة على العالم، والتي هي ضد الانسانية ، وحماية حقوق الانسان وكرامته ، لا يمكن ان تتم، الا عبر طريق ابتكار وسائل نضالية فعالة تستند على مزيد من النشاط الجماهيري والتضامن مع ابناء شعبنا .
ان هؤلاء اللاجئين الذين هم جزء من هذا الشعب ، يحتاجون اليوم اكثر من اي وقت مضى الى مزيد من التضامن والوقفة الانسانية والوطنية معهم ، وذلك لانقاذهم وعوائلهم واطفالهم الصغار ، قسم منهم ولدوا في المعسكر ودخلوا في المدارس وتعلموا اللغة واندمجوا مع المجتمع الدانماركي ، بغية مزيد من الضغط على الجانب الدانماركي والعراقي ، وباستخدام شتى وسائل الممكنة ، من جمع تواقيع التضامن، والخروج بالمظاهرات واقامة الندوات باللغة الدانماركية لتعريف الشعب الدانماركي بمآ سى الشعب العراقي ، والاتصالات الكثيفة بالقائم باعمال السفارة العراقية في الدانمارك، والسفارة العراقية في السويد، وبمقر الامم المتحدة، ومكتب الوحدة الاوربية. تنظيم عمل مشترك مع الاحزاب المتعاطفة والداعمة لسياسة اللجوء، والمنظمات الانسانية والخيرية والكنائس والمجتمع المدني في الدانمارك، وكذلك تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان العراقي، ووزارة شؤون اللاجئين والجهات المعنية بهذه المسالة في العراق، بغية تراجع عن هذه الاتفاقية المجحفة بحق هؤلاء اللاجئين وعدم اعادتهم الى العراق قسرا ، والطلب باعادة النظر في طلبات لجوءهم ، من اجل منحهم الاقامة الدائمة في الدانمارك متعاطفا مع وضعهم الانساني وحماية اسرتهم واطفالهم، وضمان مستقبل حياة كريمة لعوائلهم. ففي حالة تسفيرهم قسرا لا سمح الله، تعتبر العملية كارثة انسانية ومنافية لابسط اسس الديمقراطية وحرية الفرد والاخلاق والقيم الانسانية ، وتتحمل الحكومة العراقية وصانعي سياستها وقراراتها بدرجة اساسية، المسؤولية الاولى والاخيرة تجاه هؤلاء الشرفاء وعوائلهم الكرام. لذا مزيد ومزيد من التضامن معهم حتى تتحقق امالهم وضمان استقرارهم والعودة الى مزاولة حياتهم الطبيعية في العمل والدراسة والعطاء، وخدمة عوائلهم وتوفير العيش الرغيد لهم، بما ينسجم مع واقع وحالة المجتمع الدانماركي.
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات البرلمانية الثالثة في اقليم كردستان العراق
-
في ذكرى فاجعة المناضل شاكر الدجيلي
-
في ذكرى شهداء حلبجة
-
على هامش انتخابات مجالس المحليات في العراق
-
الازمة الاقتصادية والفكرية العالمية لللبرالية الجديدة
-
لمصلحة من اضطهاد المسحيين والاقليات الاخرى في بلدهم الاصلي؟!
-
اين وصلت السياسة الامريكية بعد احداث 11 سيبتمر 2001 ؟
-
البرلمان العراقي والكردستاني اداتان حزبية ضيقة لا يعبران عن
...
-
في ذكرى اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز الخالدة
-
ورقة عمل بخصوص الشأن الاقتصادي في اقليم كردستان العراق
-
مفاجئات في الحملة الانتخابية الامريكية للرئاسة!
-
انشاء سوق الاوراق المالية( البورصة) في اقليم كردستان العراق
-
متى يتم القضاءعلى وباء الفساد الاداري والمالي في العراق؟!
-
على هامش جولة بوش الاخيرة في الشرق الأوسط
-
الانتخابات البرلمانية في الدانمارك،واستمرار حكم تألف اليمين
-
مرثية سرجون بولص،
-
الانتخابات البرلمانية البولندية الاخيرة، وتوجهات حكومتها الم
...
-
المربي الكبير والوطني الغيور عبد المسيح اسكندر القس بطرس في
...
-
مشروع بايدن للتقسيم ام للفيدرالية؟!
-
الجامعة الامريكية في اقليم كردستان العراق
المزيد.....
-
الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و
...
-
فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار
...
-
نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ
...
-
السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا
...
-
رويترز عن وزير الدفاع البريطاني: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو
...
-
رويترز عن وزير الدفاع الايطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو
...
-
الجزائر ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتق
...
-
البيت الأبيض: مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين مرف
...
-
نتنياهو ردا على قرار المحكمة الجنائية الدولية: لن نستسلم للض
...
-
قادة ورؤساء صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|