أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق قديس - قراءة في حج الحَبْر الأعظم














المزيد.....


قراءة في حج الحَبْر الأعظم


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 05:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم أنها امتدت إلى أربعة أيام تلك الزيارة التي قام بها قداسة البابا بنديكتيوس السادس عشر إلى الأردن ما بين يوم الجمعة 10/05/2009 ويوم الإثنين 13/05/2009، إلا أن محبي السلام على هذه الأرض أحسوا أنها قد مضت سريعة وكأنها سُويعات، وقد كان بودهم لو طال أمد الزيارة أكثر ، حيث أن قداسته قد استكمل زيارته لعمان بزيارة للأراضي الفلسطينية ، وقد امتدت عدة أيام أخر، لتكون تلك الرحلة بمثابة حج للأراضي المقدسة على ضفتي نهر الأردن الشرقية منها والغربية.

وقد بدا قداسته رقماً مُحيِّراً يقبل القسمة على الجميع، فقد لاقت كلماته قبولاً لدى جميع الأطراف في الأردن وفلسطين، وجعل من محط زياراته للأماكن المقدسة في البلدين همزة وصل بينه وبين الآخر، فزيارته لجامع الملك حسين في عمان ألقت بالطمأنينة في قلوب المسلمين، فيما أجَّجت زيارته لمتحف المحرقة اليهودية على يد هتلر إبَّان الحرب العالمية الثانية من كبر اليهود في الكيان الإسرائيلي، واستطاع حضوره إلى (مخيم عايده) في أراضي السلطة الفلسطينية أن ينعش من عزيمة الشعب الفلسطيني البسيط، والذي لطالما تاق لقلب رؤوف يلامس جراحاته في هذا الكون الفسيح.

والحاصلة أن قداسة الحبر الأعظم، بابا الفاتيكان، ظهر في كل مكان كان يزوره وكأنه حمامة سلامٍ بالنسبة لأهله، فهو عندما زار الأردن راعى مشاعر الأغلبية المسلمة من أبناء البلاد بزيارته للمسجد ، بغض النظر عن آثارها على اليهود ، وكذلك عندما زار فلسطين المحتلة راعى مشاعر اليهود ، بغض النظر عن مشاعر الفلسطينيين، وكذا الحال عندما أكد على حل الدولتين شاداً على يد المرابطين في فلسطين، بغض النظر عن موقف الإسرائيليين.

ومع أن زيارة قداسته لمتحف المحرقة عُدَّت نقطة رمادية في حجته، إلا أن رحلته في محصلتها قد أدت المهمة على الصعيدين الشخصي والعام ، فالبابا قد أتم بذلك حلماً عظيماً له بزيارة الأماكن المقدسة التي ارتبطت بشخص المسيح عبر سنين عمره القصيرة، كما أنه استطاع أن يضرب أكثر من عصفورٍ بحجرٍ واحد وقد مدَّ جسراً لحوار الأديان بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين المسيحيين واليهود من جهة أخرى، وقد ظهر الأردن في أبهى حلة نموذجاً يُحتذى به من حيث القدرة على احتضان الشخصيات الكبيرة في العالم كالحبر الأعظم، في جوٍّ تسوده حفاوة الاستقبال والأمن اللامتناهي، كما استطاع في نفس الوقت أن يضرب مثالٍاً بارزاً على مدى الانسجام الحاصل بين طوائف المجتمع الأردني، وتحقق التعايش المشترك بين أفراد شعبه قلباً وقالباً.



#طارق_قديس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص مع محور الشر
- فوبيا إنفلونزا الخنازير
- العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية
- عزازيل
- إسرائيل بين حماس وشاليط
- التُرابي والمحكمة الجنائية الدولية
- جريمة في خان الخليلي
- في انتظار مروان البرغوثي !
- اختطاف الشارع الفلسطيني
- هل أردوغان زوبعة في فنجان؟
- باي باي غوانتنامو !
- فواتير الحرب والسلام
- العرب ظاهرة فوق صوتية !
- خروج مصر من التاريخ
- لغز تفجيرات مومباي!
- عصرالنازيين الجدد
- إيران وهبوط سعر النفط
- أوباما هو الحل!
- هل ترقصين؟
- هنا تايلاند !


المزيد.....




- لويزا الألمانية.. تروي للجزيرة نت كيف أسلمت ورابطت في المسجد ...
- روسيا تعلن مقتل رجل خطط لهجوم على مترو وكنيس يهودي
- شاهد.. فتاة ألمانية تشهر إسلامها بالمسجد الأقصى
- صحة بابا الفاتيكان.. تحديث طبي عن الليلة الماضية
- ما واجب المسلم تجاه المسجد الأقصى؟
- الفاتيكان: لا حاجة لتنفس اصطناعي للبابا فرنسيس بعد تعرضه لأز ...
- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق قديس - قراءة في حج الحَبْر الأعظم