|
لماذا يشتعل العراق ؟العراقيون بين المطرقة والسندان !!
سيار الجميل
الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 08:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ماذا تعني الهيمنة الامريكية للعراق ؟ تذكرت ما قاله صاحبي لي قبل ايام : " اذا خالفتني في قضائي .. فاخرج من ارضي وسمائي " ! وماذا لو سئلت قبل ثلاثين سنة عندما كنت على مقاعد الدراسة الجامعية : هل تتخّيل ان العراق سيحتله الامريكان في يوم من الايام ، لكنت صرخت ومزّقت ما بيدي خصوصا ونحن كنا والعالم قد خرج من حركات التحرر الوطنية وكّنا نسمع بمآسي امريكا في احراش فيتنام وادارة حرب العصابات والتماسيح .. ولم يخطر في بال احد منا ان المنظومة الاشتراكية ستسقط وستضمحل الحرب الباردة وسيتحول العالم ضمن صراع القطبين الى هيمنة الارادة الواحدة على العالم عند نهايات القرن العشرين ! وكم كنت كما كان غيري نعتقد بأن السياسة الامريكية لا يمكنها ان تقدم على اتباع استراتيجية معينة في اي بيئة من هذا العالم من دون دراسة ظروفها وعوامل النجاح والفشل فيها .. فالاسئلة التي يمكن ان نوجهها اليها : هل كانت تدرك طبيعة المجتمع العراقي قبل ان تغزو العراق ؟ وهل خّططت كيف تتعامل مع العراقيين بعد غزو بلادهم ؟ ام هل انها اقتصرت على كيفية الاطاحة بحكم صدام حسين فقط ؟ هل اعتقدت ان العراق والعراقيين من السهولة التعامل معهما كأي شعب من شعوب اوروبا الشرقية ام جنوب شرقي اسيا او امريكا اللاتينية ؟ كان بودي القول ان لدى الولايات المتحدة الامريكية مذ اندفعت للهيمنة على العراق ، فهماً أفضل للشرق الأوسط والعراقيين بالذات ، لكن المؤسف ان الأمر ليس كذلك وأن الموقف يبدو في أميركا على عكس ما هو في بريطانيا – مثلا - ، اذ انه يستمر على التحجر وتزايد انتشار التعميمات وعدم الافصاح عن اجندة المستقبل للعراقيين الذين خرجوا من اردية حكم شمولي جائر مرعب كانوا يرتعدون منه ، فاذا هم ازاء دبابات امريكية في شوارعهم وساحاتهم . لعل السماح بنهب المتاحف واحراق المكتبات والمؤسسات في بغداد كان "المعادل الموضوعي" الأوضح لهذه الروحية. صحيح انني ادرك بأن العراقيين لم يعد يهمّهم ابدا جملة مفاهيم اصبحت مفرغة من محتوياتها بصدد تغيير خريطة الشرق الأوسط ، اذ لم يعد لا الوازع القومي ولا الاقليمي يهمهم بقدر ما غدت تهمهم دواخلهم وامنهم وحياتهم ومعيشتهم وايضا ذواتهم وكراماتهم واصالتهم التي يتفاخرون بها بشكل شبه اسطوري وثــقافاتهم المتنوعة ! لم تعرف الولايات المتحدة من العراق الا اسماء اشكاله من دون معرفة محتوياته ، ولم تدرك الا بساطته من دون فهم تعقيداته ، ولم يصلها الا رأي واحد وغابت عنها مواصفاته التي ربما تتفوق على ازدواجياتها في التعامل والتقلبات من دون الثبات على رأي موحد !! لقد راهنت على كراهية العراقيين لصدام حسين واستقبال الامريكان بالورود والرياحين من دون ان تعرف بأن صدام حسين لم يترك ورودا ولا رياحين في العراق ! فلقد ترك العراق لكي يغدو شظايا متناثرة لا معنى لها بين الشمال والجنوب .. مثل بقايا من كنوز تاريخ العراق التي لم يبق من جنائن العراق المعلقة الا الاطلال والاحجار البائسة ! الادارة الامريكية للعراق والعراقيين ان تصاعد العنف في العراق لم يكن في يوم من الايام استثناء ، بل كان ولم يزل قاعدة تاريخية ما دام العراق يغرق دوما بالمشاكل التي لا يمكن ان تجد لها حلا .. اذ تبقى مشكلات العراق متورمة حتى اذا ما زالت توالدت مشكلات اخرى وهكذا كان العراق منذ زمن طويل . ومن يرصد اوضاع العراق الصعبة بعد زوال حكم الطاغية صدام حسين سيجد ان كل ما توالد من احداث وما سيتوالد مثلها او اتعس منها على مدى زمن قادم هي نتيجة واضحة لاختلال المعادلة بين العراقيين انفسهم على حساب تدخل الاخرين في شؤونهم من جيرانهم وخصومهم الازليين .. وكم اسمع اليوم من رجال حكماء ولهم معرفتهم بقيادة الازمات .. اسمع نقداتهم لما اتبعه الامريكيون من سياسات غير ناجحة في العراق ! وكم كانوا بحاجة الى ان اتباع سياسة من نوع خاص في التعامل ليس مع العراقيين وتقاليدهم انفسهم بل مع ادارة العراق واساليب التعاطي مع المؤسسات وقوانين العراق ! بل والاهم من كل هذا وذاك : كيفية التعامل مع اركان العهد السابق واعوانه وفلوله ! فضلا عن معالجة المسألة العراقية اقليميا .. فالعراق في منطقة جيو ستراتيجية قابلة لأن تنهشه اطرافه وجيرانه نهشا في حالة ضعفه ! ان هذه الاشتراطات الاربعة تبدأ من الاعلى لكي تفرغ نفسها في الادنى حيث يمكث المجتمع بكل شرائحه وطبقاته وتنوعاته وتعددياته .. ويمكن للقارىء الكريم مراجعة ما كتبته في العام المنصرم عن مشكلات المجتمع العراقي وما نبّهت اليه كي يستنتج بأن العراق واحد من ابرز المجتمعات المعقدة في العالم كله .. فضلا عن مشكلات جغرافية العراق الاقليمية وعلاقات العراق بين كل من العرب غربا وايران شرقا وتركيا شمالا.. ان متطلبات هذا المجتمع المتنوع الذي خرج من عهد جائر سحقه على امتداد خمس وثلاثين سنة لا تكمن في بضع شعارات لا يمكنها ان تجد ارضية سهلة لها في العراق ابدا .. صحيح ان الديمقراطية مطلب حضاري لابد ان يتحقق في كل بلداننا ، ولكن مجرد التغني بها ومنحها لمجتمع لا يدرك اولوياته ومصالحه العليا ، فسوف تغدو تلك " الديمقراطية " من مجرد غائية حضارية الى وضع غوغائي فوضوي لا تعرف بداياته من نهاياته ! وهنا لا ادري لماذا لا تجيبنا الولايات المتحدة على الاسئلة التي طرحناها عليها نحن العراقيين منذ شهور مضت ؟ لقد اتخذت ويا للاسف قرارات خاطئة من دون ان تعلن عن اي مبررات او مسوغات مقنعة ! هل من اجوبة امريكية حقيقية لاسئلة عراقية ملحّة ؟ لماذا تركت حدود العراق سائبة من دون اي مراقبة ؟ لماذا جعلت ابواب العراق منفتحة لكل من هب ودب نحو اعماق العراق ؟ لماذا لم تعلن الاحكام العرفية بحق العابثين ؟ لماذا بقي صدام حسين واركان العهد السابق في عهدتها من دون ان تسلمهم للعراقيين خصوصا وان في العراق محاكم وقضاة يعملون في المحاكم العراقية ؟ لماذا خلقت بينها وبين العراقيين حواجز ومسافات لا يمكن اختراقها ؟ لماذا كانت بطيئة جدا في العديد من الاجراءات الخاصة بحياة العراقيين وخدماتهم وخصوصا الماء والكهرباء والطاقة والاتصالات ؟ لماذا اعتمدت صيغة مجلس حكم ولد بعد شهور على زوال الحكم السابق ؟ ماذا لو ولدت حكومة عراقية مؤقتة لضبط العلاقة بين العراقيين والوضع الجديد ؟ هل من العقل ترك العراق من دون اي علاجات حقيقية وصارمة ليغدو مرتعا للارهاب والارهابيين ؟ اذا كان الامريكيون ينتقدون من حين لاخر قناة الجزيرة الفضائية على سياستها الاعلامية ( الشريرة) - كما وصفها رامسفيلد قبل يومين - باذكاء روح العنف والارهاب في العراق .. فلماذا سكت الامريكيون وما زالوا ساكتين عليها وبمقدورهم ان يسكتوها الى الابد بدليل اسكاتهم دولا وحكومات ؟؟ ان السياسات الامريكية قد تبدو مفهومة تمام الفهم في اماكن عدة من العالم باستثناء العراق ، اذ لا يمكن ان يفهم أحد سياساتها في العراق حتى كان ذلك " الاحد " من الكتاب والسياسيين والمحللين الامريكيين ! واتحّدى من يجيب على التساؤل الحقيقي الذي يشيع على الافواه في كل هذا العالم : ماذا تريد الولايات المتحدة الامريكية من العراق ؟ هل تريده خاليا من اسلحة الدمار الشامل ؟ هل تريده بلا صدام حسين ينتج الارهاب ؟ هل تريده عراقا ديمقراطيا ليكون نموذجا مثاليا للشرق الاوسط ؟ هل تريده بؤرة ارتكازية لعولمة امريكية في قلب العالم ؟ هل تريد تكييف منتجات نفطه باعتباره صاحب احتياطات بترولية مذهلة ؟ هل كان لديها اجندة معينة قبل الاحتلال وغدا لها اليوم اجندة مختلفة بحكم اللعبة السياسية ؟ ماذا لو كان صدام حسين ذكيا ولعبها مرة واحدة كما لعبها غيره ، فهل كان الامريكان سيبقونه مرضي عنه وعن بطشه ؟ .. وهل سيحدث كل هذا الذي لم تتوقعه ابدا مقارنة بما فعله غيره ؟ وما مستقبل العراق في ظل الوجود الامريكي وخصوصا بعد منح السلطة للعراقيين ؟ وماذا يمكن ان يتحقق مستقبلا ؟ لقد شهد المجتمع العراقي هجوما ضاريا من قبل العهد السابق بافقاره وتأخيره وتغييب تفكيره والغاء حرياته وحقوق المرأة، الى درجة جعلتنا ننسى ان مفاهيم مثل الحداثة والاستنارة والديموقراطية ليست بالأفكار البسيطة المتفق عليها مسبقاً منذ النصف الاول من القرن العشرين – والتي يعترف بها الرئيس جورج بوش للعراقيين كلما خاطبهم - ، كي يأتي الامريكان ولا يعرفوا كيفية التعامل مع اطياف العراق الصعبة والمحتقنة ولا يدركوا كيفية ملأ حيز فارغ يمكنهم اعادة خلقه ! فمنهم من يقول : كلا، لا حاجة لنا الى الامريكان كي يعلموننا كيفية قيادة العراق بمحتويات معلمنة مسلفنة ! وآخرون يعترضون على الاسلاميين وهم جماعات واحزاب لا تحصى .. ولا يوجد حتى الان لدى كل العراقيين اي برنامج وطني موّحد لقيادة البلاد فمشكلة العراقيين مع انفسهم قبل ان تكون مع الامريكان ، فالعامة لا تعرف ماذا تريد باستثناء الامن والاغلبية تطالب باخراج المحتل . وهناك النخب في الدواخل والخارج لا يمكنها التآلف مع الاسلاميين والشوفينيين كونها تحمل افكارا وبرامج معاصرة في العلمنة وتشكيل المجتمع المدني والفيدرالية وخصخصة الحياة العراقية .. وآخرون يجدون في الامريكان صمام امان اذ لا يمكن ترك العراق بوضعه الحالي لتعمّه الفوضى وتمزقه الصراعات الداخلية وسيكون ذبيحة سهلة من قبل جيرانه المتربصين به من كل الجهات! وعليه ، فانني اطالب الولايات المتحدة الامريكية ان تكون صريحة في مواجهة الحقائق العراقية وان لا تتجاهل العراقيين باتخاذ القرارات ، فضلا عن تحقيق المستحقات التاريخية للعراقيين ليس في اعادة السلطة ، بل في الايفاء بوعودها ومنها : محاكمة صدام حسين واركانه عراقيا وباعادة اعمار ما سحق من مؤسسات وبنى ! والاعلان عن خططها بشأن تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة عند نهاية شهر يونيو / حزيران 2004 ، فلا يمكن انتظار مفاجئات جديدة تحمل في طياتها اجندة غريبة وحسابات طائفية ومبادىء لا تتلاءم مع الهوى السياسي العراقي. ان العراقيين لا يقبلون بالاحتلال ابدا ، وبقدر ما يقتنعون فهم ينتفضون وبقدر ما يهدأون فهم يهتاجون ولنا في تاريخ العراقيين عبر ومواقف وخطب واحداث وقصص مثلما تثير الامل والطمأنينة فهي تثير الرعب والخوف .. وآخر ما يمكنني قوله بأن الامريكان ما زالوا يجهلون تماما كيفية التعامل مع مجتمع عراقي له مصاعبه وتعقيداته والوانه وغرائبه وعجائبه ، وليدرك الامريكان ان بريطانيا العظمى كثيرا ما كانت تستأنس وتستمزج رأي احد الحكماء العراقيين العظماء في ادارتها عندما كان يقول بأن مشكلة العراق الوحيدة تكمن في اسلوب ادارته وحكمه ! فهل يمكننا الافادة من ذلك ؟ انني اشك في ذلك ؟
#سيار_الجميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاختطاف في العراق من المسؤول عن مستقبل العراق والعراقيين ؟
-
القمة العربية ستبقى فاشلة ! مطلوب من جامعة الدول العربية ان
...
-
العراق والامهات الثلاث متى تهجع الجماعات .. من اجل تطور الحي
...
-
العراق متى يتجدد ؟؟ واعصار السحاب الاسود متى يتبدد ؟؟
-
الارهاب والمصير المخيف افعى الهيدرا تلتف حول القارات ونحن ره
...
-
الدستور العراقي المؤقت التوافقات والتباينات بين الواقع والرؤ
...
-
ايها العراقيون : من يقتلكم باعصاب باردة ؟عاشوراء الجميلة تتج
...
-
تاريخ العراق المعاصرهل من فهم مضامينه من اجل مستقبل جديد ؟
-
العراق الجديد ولعبة الاتجاهات بمستقبله !
-
ايام العراق المرعبة - قراءة في السنوات الصعبة لهاديا سعيد
-
نداء الى جميع العراقيين هل من تفكير جديد يحدد ملامحنا في الو
...
-
مشروع الارهاب المجنون ينحر العراقيين : هل من ادانات عربية وع
...
-
عبد الرحمن منيف الروائي البارع يرحل عنّا من دون وداع !
-
الحريات الشخصية قبل غيرها ! هل يفهم العرب معنى الصداقة والعل
...
-
هل للعرب المعاصرين فلسفة وفلاسفة؟ ام انهم انتجوا كلام اللواغ
...
-
قانون الاحوال الشخصية في العراق ليست ورقة عادية
-
ليس من حقكم أبدا الغاء قانون الاحوال الشخصية في العراق يا اع
...
-
في ذكرى البروفسور ألبرت حوراني العاشرة: رجــل -أقــلــيــات
...
-
التفسّخ العربي ازاء محنة العراقيين واحتقاناتهم تفكيك نموذج ر
...
-
النظام التربوي والتعليمي في العراق : التطور.. الفاشية والدما
...
المزيد.....
-
شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف
...
-
لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
-
الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش
...
-
ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
-
شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
-
السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب
...
-
حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع
...
-
ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف
...
-
أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|