أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - لعنة المصير














المزيد.....

لعنة المصير


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تشير أنماط السلوك في مجتمعاتنا العربية المعاصرة ، إلى أن تلك المجتمعات تعيش حالة سلوكية شاذة ثقافياً وحضارياً وسياسياً ، مبعثها الأساس حالة اللاوعي الجماعي المسيطرة ، بفعل ممارسة الساسة لعبة الصياغات المتناقضة ، وكأنهم يوقعون عقوداً شرعية لعلاقات غير شرعية ، ما دفع - ولا يزال - غالبية تلك المجتمعات إلى ارتداء الأقنعة الواقية للحفاظ على ما تبقى لها من آدمية أمام بطش وسطوة النظم الصارمة .

وبالنظر للحالة الفلسطينية ، يلحظ المرء حالة استكانة مركبة تنتاب المجتمع الفلسطيني خاصة والعربي عامة ، إحداها حيال الممارسات الاحتلالية التي تجاوزت كل الحدود ، خاصة فيما يخص المقدسات .. وأخرى حيال انتفاض مفهوم الحزبية التي دخلت في معركة حياة أو موت ، عادة ما تتسم بتوقف الإحساس الإنساني ، وتجمد الفعل الجماعي ، لصالح دعم ركائز الأنا الأنانية .
والأمر ليس بحاجة لذكاء خارق كي ندرك أن ما وصلنا إليه ليس محض صدفة عشوائية وتخبط من الآخر ، وإنما هو نتاج خطط شيطانية لا تكللها إلا صراعات إقليمية وفئوية .. ودلائل ذلك الواقع الأليم حقائق دامغة ، خميرتها آلاف من الشهداء والجرحى والمشردين ، في فلسطين والعراق ولبنان ، وكأننا نحيا بين شقي الرحى وتروس المفرمة .
المعنى والدلالة فيما ذكر لا يعدو سوى مقدمات لمصير ليس بمجهول ، ينتظرنا إنْ لم نعِ خطورة وتحديات قادم الأيام ، والأمر لا يرتبط فقط بالمفاهيم العسكرية الاحتلالية ، قدر ارتباطه بالمخاطر التي تتهدد العرب ثقافياً وحضارياً ، ومنهجية تعاطينا مع هذه المخاطر .

كل ما نخشى أن يستمر قادتنا في ركوب صهوة العناد .. والعناد بحسب ما نؤمن ويرفع البعض منا شعبة من شعب الكفر .. ولسان الحال الذي عادة ما يكون أصدق من المقال يشير إلى الوجه الآخر من الهزيمة ، حيث نعيد جماعة وفرادة انتاج صراع العبيد في روما القديمة ، التي كان العبدان فيها يقتتلان حتى الموت ، ليموت أحدهما في المبارزة ، ويلحق به الآخر على يد جنود الرومان أنفسهم بعد دقيقة واحدة ، دون أن يفكر أحدهما في المصير المنتظر، والذي يثبت أن لا فرق بين القاتل والقتيل سوى دقيقة واحدة.

نعم الكل يتفق أن السياسة لا تلتقي والأخلاق في أية نقطة كانت .. كما الحق والباطل ، الشر والخير .. ولكن ما يثير الدهشة حقاً ، أن حواراتنا الداخلية سواء على الساحة الفلسطينية أو العربية ، باتت تستوطن مساحات التوتر بين الوسيلة والغاية ، وكأن روادها يعيشون خارج نطاق التغطية ، أو - بمعنى أدق - بعيداً عن متطلبات المرحلة التي يمر بها الواقع العربي عامة والفلسطيني خاصة، بذات المسافة التي تبعدهم عن التفكير ولو للحظة واحدة في المصير المشترك.
وبالنظر - على سبيل المثال لا الحصر - إلى الحوار الفلسطيني بكل تداعياته وارتباطاته العضوية بدول الإقليم ، دون الولوج إلى قضية التفاؤل والتشاؤم وسائر الثنائيات ، نرى كم سيطرت الحزبية على المتحاورين ليصبح الصراع بحثاً عن سلطة لا عن وطن في واحدة من أبرز تجليات عبقرية الانقسام .. بينما تدلل كل المعطيات أننا بحاجة للتوحد مع الذات وليس تقاسم البلاد والعباد .

إن خصوصية الحالة العربية الراهنة لا تستقيم ومنطق القوة ، وإنما وقوة المنطق .. الأمر الذي لا يسمح لأي كان الادعاء بأن أفكاره تملك ما هو مطلق وثابت .. أو أن يلعب البعض منا دور حراس الفضيلة .. فلقد تعب البحر من بلع قواربنا الورقية ، كما مل الشعب الانتظار على أرصفة الصحوة ، فشعاب البحر وملح الأرض ، باتا يصرخان : كفاكم تسابقاً نحو لعنة المصير ، حيث ينبئنا التاريخ بما لا يدع مجالاً للتأويل أن عدم توحدنا يعني سقوطنا من أعلى منصة الضوء إلى خشبة مسرح لا يرتاده المبصرون .
أوليست المغالاة والتشدد في المواقف طعن للوحدة ولعنة لنا ولها؟؟ أوليس سلب الوعي وتكميم الأفواه لعنة مركّبة ؟؟ أوليس التفسخ السياسي والضياع الثقافي وصفة مجربة للعنة المصير؟؟؟



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير
- رقص على أوتار الجنون
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل
- إعدام فرعون على يد إمام الدم
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة
- المشهد النقابي ومدعو المسؤولية
- صفعة على وجه المحتل
- بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر
- الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية
- هنية والتورية في اللغة السياسية
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - لعنة المصير