أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم الهزاع - قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟














المزيد.....

قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 10:06
المحور: المجتمع المدني
    


مازالت تؤرقني فكرة " قوة التغيير " ، والإنسان وصناعة التاريخ ، وسنقول مجازاً بأن الإنسان في تفاعله مع التاريخ موّجه ، وموّجه لأن سير التاريخ تحركه فكرة النشوء والارتقاء ، وهي الفكرة التي تحرك كل الخليقة نحو إنسانية أكمل تخلق لنفسها في كل مرحلة من مراحل مسيرها على الأمام الإطار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الملائم لوضعها ونضجها في حركة تطورية جدلية يستمر بها الخلق ، فتاريخ الإنسان هو الإنسان وبالتالي فإن جذور الإنسان هي الإنسان نفسه .
وثمة ثبات نسبي في السنن الطبيعية وتطور للظواهر الحية في الوقت ذاته معاً، حيث جدلية الإصرار على أن في التكوين أسباباً لا بد بالغة غاياتها وإن الكائنات الحية وبخاصة الإنسان في تطور متماد لا يقف وأن ذلك الثبات وهذا التطور مترابطان معاً متزاوجان في نسق ومسيرة جدلية. وهكذا تسود حركة جدلية بين الإنسان و التاريخ فالتاريخ يصنع الإنسان ويكفيه والإنسان هو الذي يصوغ التاريخ ويصوره.
ويرى ماركس في كتابه «رأس المال» أن نقطة الانطلاق هي العمل الذي يعود بكليته إلى الإنسان ويرى أن ما يميز أسوأ مهندس من أبرع نحلة هو أن المهندس يبني الخلية في رأسه قبل أن يبني الخلية في الواقع والنتيجة التي ينتهي إليها الصانع توجد مسبقاً في مخيلته فهو يحقق هدفه الخاص الذي وعاه والذي يحدد ، كقانون، طريقة عمله المشفوعة بإرادته .
ومن ذلك أن الكائن إنما يتميز بكونه غير محدد كلياً بالشروط الموضوعية وأن جدله النوعي لا يرد إلى دورية إعادة الإنتاج ولكنه يدخل بين الحاجة والشروط الموضوعية وساطة مشروع.
ولكن كيف يمكن ، انطلاقاً من نوعية العمل الإنساني ، أن تتطور، من خلال الفاعلية الاجتماعية التي يمارسها الناس لتأمين شروط وجودهم ، علاقات معينة في كل فترة تشرط بدورها جانباً من هذه الشروط الموضوعية التي يصنعها الإنسان ويتلاقي ، من خلالها ، جدل العمل وجدل التاريخ ؟
وأقول بأن الإجابة على هكذا سؤال مشروطة بالوعي الجمعي والعمل بشكل جماعي وعلى نظام الورشة أو الاشتغال على حقول معينة في المعطى السوسيولوجي أو السسيوثقافي والتي تواكب حراك المجتمع وتهيئته لكي يتحوّل إلى مجتمع مدني له قوانينه ودستوره وأنماطه التي يسير عليها ، وبأن توجد هناك قوة لحماية هذا العقد الاجتماعي تماماً كما يحدث في تركيا حيث تتم حماية تجربة كمال أتاتورك ومعطياتها العلمانية لكي لا يتحوّل المجتمع المدني إلى مجتمع ديني متناحر يتناهشه المقدس والفتاوى والتي هي مضادة للقانون والمجتمع المدني بشكل أو آخر ، لذا على المجتمع الكويتي حماية دستوره وحماية تجربة عبدالله السالم من كل أنواع محاولات نخر الشجرة المثمرة بأي شكل من الأشكال ، وتلك الحماية تقع على عاتق الرموز الوطنية الديمقراطية في البلاد قبل الجماعات ، وفي نقاشاتي مع بعض الأصدقاء الذين يحملون الهاجس ذاته تشعر بنبرة حزن مردها بأنه لم يعد في البلاد هناك رموز وطنية تحمي " التجربة " ، كلهم ماتوا أو كلهم شاخوا ، ولم يستطع التيار الديمقراطي أو الليبرالي بناء كوادر جديدة تكمل الطريق ، وأقول بأن موت أو زوال شخصية بارزة في مجال السياسة أو الثقافة بخاصة فعلاً يمكن أن يؤثر على النتائج ولكن التأثير يكون بالغاً عندما يعجز السياق الاجتماعي عن استثارة كفاءات مماثلة . والسؤال هو: لماذا يعجز السياق الاجتماعي عن استثارة كفاءات مماثلة ؟ ولعل الإجابة على السؤال هي في غاية المرارة ، حينما تعرف بأن الدولة ممثلة بالحكومة تساهم بهذا العجز بشكل أو آخر من خلال سياسة " فرق تسد " واللعب على حبل التحالفات ، وثانياً من خلال عدم اهتمامها بالتعليم وتطويره وترسيخ مفاهيم الديمقراطية وحرية الفرد وحرية الاختيار وفن السؤال ، وحينما نفرغ من الدولة سيكون الملام الثاني الطبقة الأرستقراطية والتي كل هاجسها زيادة الأرصدة بدلاً من بناء مؤسسات مجتمع مدني أهلية وجامعات وهيكلة للدولة بما يشبه حكومة ظل ، والملام الثالث الصحافة ووسائل الأعلام التي لا تؤمن بحرية التعبير إلا وفق مسطرتها ومصالحها ومصالح أسيادها أصحاب المال ملاك الصحف ، ومن ثم غياب دور جمعيات النفع العام وبالذات جمعية المحامين وجمعية الصحفيين وجمعية حقوق الإنسان الكويتية ( والتي لا تعرف أي حقوق للإنسان ) وعدم التنسيق بينهما في الدفاع عن الصحفيين وصنّاع الرأي والأقليات وحرية الفرد ، وإذا لم يتم تحويل بناء خلية النحل من الدماغ إلى أرض الواقع لن يتحقق الهدف حيث لا توجد إرادة ، وعندما لا توجد إرادة لن نرى على أرض الواقع ( قوة التغيير ) تتحرك . فهل من منصت لهذا الصوت من أجل بناء مجتمع مدني نواكب به تغيرات العالم المتسارعة ؟





#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الكويتية في البرلمان وقوة التغيير
- المتلصص: للحقيقة لست مقتنع بكلامك بأن القراءة والكتابة لها ف ...
- لماذا لست متديناً ؟
- الفرنكفونية
- الإرادة العامة .. أو السياسية
- القانون وعلم الأنماط
- حرقة الأسئلة .. أو قراءة في المشهد الثقافي الكويتي
- القولون السياسي
- نريد حلاً
- في البحث عن لحظة انعتاق
- الرقابة والتطرف
- ما هو شكل الطبخة القادمة في الكويت ؟
- الدين أفيون الشعوب الفقيرة
- الديمقراطية في العراق
- حوار مع الروائي العربي الكبير ... احمد إبراهيم الفقيه
- ذهنية فتغنشتاين
- أمنياتنا في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية
- حنا مينه : مصداقية الخطاب السياسي تتراجع
- عروس السفائن .. لن ينطق الحجر
- في فهم التناقض والدعوة للحوار


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم الهزاع - قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟