المستهلك ورمضان

احمد الزامل

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 04:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تعددت الآراء في النظر إلى المستهلك أو حتى في تعريفه فالبعض ينظر إلى المستهلك على انه إما أن يكون فرد أو مجموعة من الأفراد يقومون بتحديد احتياجاتهم من السلع والخدمات ويقومون بشرائها ثم استهلاكها، وآخرون يقولون انه يشمل كافة أفراد المجتمع، بينما ينظر آخرون إلى أن المستهلك هو كل من يسعى لشراء أو الحصول على السلع والمواد الاستهلاكية بمختلف أصنافها بغية استخدامها لأغراض شخصية أو منزلية والتي تخدم ديمومته في الحياة. وآخرون يرون أن المستهلك من يتزود بسلع لإشباع حاجياته الشخصية أو العائلية إذا لم تتعلق بأعمال مهنته سواء كان شخصا طبيعيا أو اعتباريا وسواء كان مهنيا أم لا.
أما الإسلام فيعرف المستهلك ويربطه بسلوكه النابع عن قيمه الإسلامية وأحكام شريعته الإسلامية فهو الإنسان المؤمن المعتدل الذي ينفق بوسطية دون تبذير أو تقتير، وهذا ما يؤكده كلام ربنا جل شأنه في كتابه العزيز إذ يقول " والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما ".
فالمستهلك هو أنا وانتم وكل فرد في المجتمع بكل شرائحه سواء كان تاجرا، أو موظفا، أو طالبا، أو عاملا، أو ربة منزل.... الخ .
فالمسهتلك إما أن يكون رشيدا متريثا وإما أن يكون غير رشيد يأخذه الاندفاع والتهور والتفاخر في سلوكه الشرائي.
فسلوك المستهلك هو نشاط الفرد أثناء اختيار وشراء السلع من اجل إشباع رغبته وسد حاجياته وهذا التصرف ( السلوك ) ناتج عن تعرضه إلى منبه سواء كان هذا المنبه داخلي أو خارجي حيال ما هو معروض من سلع وذلك لإشباع رغباته وسد حاجاته.
فالمستهلك الرشيد المتريث هو الذي يضع اولويات لشراء مستلزماته وحاجاته اليومية انطلاقا من دخله المحدود واحتياجاته المتعددة والمتجددة، لذلك فهو يقوم بتطويع احتياجاته لتتلاءم مع دخله المحدود، ولا يقرر شراء السلعة من أول محل يصادفه، وبذلك فهو يشترى وفقا للسعر والجودة والخدمات الأخرى المرتبطة بالسلعة.
أما المستهلك غير الرشيد المندفع و المتهور،
فهو لا يضع اولويات عند إنفاق دخله وهذا يؤدى به فيما بعد إلى الاستدانة أو الاقتراض وهذا ليس لصالحه من جميع النواحي.
لذلك فهو يتخذ قراراته الشرائية بناء على الاسعار دون النظر أو التركيز على جودة السلعة، ويتأثر كثيرا بالأسعار الكسرية ويقوم بالشراء بصورة مفاجئة أو بالمصادفة وبدون تخطيط مسبق للشراء. أو قد يشترى من محلات معينة مشهورة بسعر أعلى رغم أن نفس السلعة متوفرة في المحلات الشعبية بسعر اقل بكثير، فهذا الشراء هو لمجرد التفاخر دون مراعاة لمحدودية دخله أو الفائدة التي ستعود عليه من شراء هذه السلع.
إن مشكلتنا أننا نشترى سلعا لم تكن في أذهاننا قبل دخولنا المتجر ؟
إن مشكلتنا هي النهم الاستهلاكي والمتمثل في الإدمان على الشراء ؟
إن مشكلتنا هي الإنفاق على سلع كمالية وفى مناسبات غير ضرورية ؟
إن مشكلتنا أننا نتعامل مع المال على انه وسيلة إنفاق فقط وليس استثمار وإنتاج ؟
وبناء على ذلك يجب أن تدعوا المستهلك إلى ترشيد سلوكه الاستهلاكي وإتباع مبدأ الاعتدال والتوسط وعدم الإسراف أو البخل في الوقت ذاته وفى هذا يقول عز وجل في محكم كتابه " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين " وفى موضع آخر يقول " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط "
واليك أخي المستهلك هذه القواعد الإرشادية لضبط سلوكنا الشرائي سواء في هذا الشهر الفضيل أو في بقية الأشهر الأخرى:-
- لا تتسوق وأنت جائع أو وأنت تحت تأثير الغضب لأنك غالبا ما تتورط في شراء أشياء لا تريدها.
- حدد الكمية الفعلية التي أنت بحاجة إليها.
- لا تشترى في أوائل الموسم وأخره، لان أسعار السلع تكون في ذروتها.
- اتبع مبدأ الشراء عند الحاجة، وليس الشراء تبعا للرغبة.
- اشترى بناء على مستوى دخلك النقدي.
- قم بإعداد قائمة بالسلع المطلوبة قبل الذهاب إلى السوق التزم بها.
- قاوم إغراء السلع الجذابة، وقارن بين السلع ذات الإنتاج المختلف من الصنف الواحد.
- قم بشراء كل احتياجاتك مرة واحدة توفيرا للجهد والوقت والمال.
- استعيض عن السلع الغالية، بسلع بديلة تحتوى على عناصر غذائية مشابهة.

#احمد_الزامل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات