أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حكومة عراقية !














المزيد.....

حكومة عراقية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 04:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كيف ينظر العراقيون الى حكومتهم المرتقبة ؟ وما الذي يريدونه منها ؟ هذان سؤالان من أسئلة أخرى تدور في عقول العراقيين ، وهم يتطلعون لبزوغ فجر أول حكومة تقود العراق نحو نظام ديمقراطي ، تعددي ، فدرالي ، يكون صندوق الانتخاب فيه هو من يحمل على ظهره ممثلي الشعب ، ومن ثمّ الحكومة التي يسندها دستور دائم ، وبرلمان منتخب .
لقد عاش العراق منذ زوال صدام تحت سلطة الاحتلال لما يزيد على حول ، تلك السلطة التي كانت ممسكة بكلمة الفصل فيما جرى ويجري الان فيه ، رغم وجود مجلس الحكم ، ورغم وجود حكومة يعمل وزراؤها مع مستشارين من سلطة الاحتلال تلك ، والتي اظهر اعضاء كثير منها أنهم ليس أهلا للمسؤولية ، وإنما هناك اعتبارات أخرى هي التي أجلستهم على كراسي الحكم ، تلك الاعتبارات التي قامت على التوزيع الطائفي والحزبي، هذا التوصيف الذي حمله اكثر من وزير في تلك الحكومة الى أروقة وزارته، فاحاط نفسه باتباع من حزبه ومن معارفه ، وكأنه عاد يسير في ذلك على هدي من سياسية صدام التي لم تجلب للعراق الا الخراب والدمار ، تلك السياسة التي حطمت الأجهزة الادارية في العراق ، ومن ثمّ احلت مقايس توظيف وعمل بعيدا عن المقايس الحقيقية للوظيفة القائمة على الاختصاص والكفاءة .
لقد اعتبر بعض من اعضاء الوزارة تلك كرسيه مغنما من مغانم حرب ، رادا سبب ذلك الى القدرة الالاهية التي هي وحدها التي أجلسته في بيوت من ظلموا ، ونسى هذا النفر من الوزاء أن دائرة الوزارة التي جلس فيها ، إنما هي ملك للشعب العراقي ، كل الشعب العراقي ، وهي بيت من بيوت العراقيين الذين اغتصبه صدام ومجرمو نظامه ، وآنَ لهذا البيت أن يعود الان الى الناس في العراق ، وليس للوزير الذي أجلسه الله في بيوت من ظلموا كما يدعي هذا النفر !
إن وزراء على هذه الشاكلة لن يقدموا للعراق وللعراقيين نفعا ، ولا تصيبهم منهم فائدة ، وإن وزيرا يعتبر منصبه غنما لهو وزير يعيش في قرون خلت ، ولا يريد أن يتبين الحقيقة الماثلة والقائلة : إن كل المباني والدور والدوائر التي كانت مشغولة من قبل صدام وافراد عصاباته إنما هي ملك شعب العراق ، وبنيت باموال من الشعب العراقي ، ومن خزينة الدولة العراقية ، فبيت ، مثل بيت طارق عزيز ، ليس ملكا له ، ولم يصل اليه عن طريق مال يملكه ، أو ارث استورثه . لقد كان شكلا من اشكال اغتصاب ثروة الناس في العراق ، فحين يحلّه عضو من اعضاء مجلس الحكم يكون مغتصبا له مثله ، والقول في أن الله قد أسكنه في بيت من ظلموا قول يجافي الحقيقة ، ويستفز عقول العراقيين ، فلماذا لا يُسكن الله العراقيين الفقراء ، والمحرومين الذين اخذوا من المقابر مساكن ودورا لهم في بيوت من ظلموا ! ؟
وعلى أية حال يتطلع العراقيون الى حكومة تكون :
• نزيهة مخلصة للوطن والناس ، يعلن كل عضو فيها عن ماله ومدخره ، و على أن يكون هذا مبدأ من مبادىء تشكيل أية حكومة عراقية لاحقا .
• عراقية تضع العراقيين بالدرجة الاولى نصب اعينها ، وتعمل بمثابرة وجد على تعويضهم عن كل سنوات الحيف التي الحقها بهم صدام وأزلامه ، وفي جميع أوجه الحياة .
• شاملة ، تمثل جميع أبناء المحافظات العراقية ، ولا تستنثني محافظة منها ، مثلما فعلت الحكومة الحالية التي تشكلت زمن الاحتلال .

• كفوءة ، يتمتع اعضاؤها بالاختصاص والكفاءة ، وممن لهم خبرة في مجال عملهم ، واختصاصهم .
• مسؤولة ، يعتبر كل عضو فيها منصبه مسؤولية ، وليس تشريفا ، أو كسبا ماديا يريد من ورائه تحقيق نفع له ، ولافراد حزبه واسرته .
• تقدمية ، تنظر الى الحياة بمنظور العصر ، وتلاحق التطور السريع في العالم المتقدم ، ولا تبكي الماضي ، وتظل اسيرة لديه ، وتضم المرأة في صفوفها ، وتشركها في العمل بكل صنوفه ، ولا تجبرها على لبس زيّ من الازياء ، وتحرم ذلك قانونيا في لوائح عملها .
• وطنية ، تعتمد على الكادر العراقي ، وتعمل على تعليمه وتطويره ، من خلال الارتقاء بمستوى المدرسة العراقية منهجا ، ووسيلة ، ومعلما ، وفي جميع مراحلها الدراسية . كما تولي اهتمامها للوضع الصحي المتردي في العراق ، وتعمل على الارتقاء به ، كي ينعكس ذلك على صحة المواطن العراقي ، والذي بدوره سينعكس ايجابيا على نشاطه وعمله

• مثابرة ، تمجد العمل والعاملين المخلصين ، و تمنع أي نشاط يتعارض مع طبيعة عملها ، ولا تجعل من اروقتها جوامع وحسينيات مثلما يريد البعض أن تكون.
• خلاقة ، تبتكر اساليب عمل مجدية ، وسريعة تقوم على الحملات الوطنية المدروسة ، اختصارا للوقت والجهد ، فالوضع المتردي في العراق يحتاج الى اسلوب عمل غير تقليدي ، لكن ليس اسلوب العمل الشعبي الفاشل الذي درج عليه صدام ونظامه .
• منفتحة ، تعمد الى الاستعارة من التجارب الناجحة لدى الدول الاخرى ، ولا تعمد الى اساليب التجريب ، حيثما وجدت لها بديلا جاهزا ناجحا .
• صموتة ، تعمل أكثر مما تقول وتصرح ، وأن تترك أعمالها هي التي تتحدث عنها ، وأن تبتعد عن الاساليب الاعلامية الرخيصة ، والكاذبة ، فالشعب العراقي خبُر هذه الاساليب وملها .
• متواضعة ، أن يغلب على اعضائها حب الوطن والناس في العراق ، اكثر مما يغلب حبهم لانفسهم وذويهم عليهم ، و أن يتلمس كل عضو منهم الصعوبات التي يعانيها فقراء الناس ، والموتورون من النظام وضحاياه ، و أن يعملوا على تذليلها وحلها .
إن حكومة عراقية ، وطنية ، نزيهة ، مخلصة ، مثابرة ، هي ما يتمناه كل عراقي يريد للعراق أن يخرج من المحنة التي يعيشها ، وان يتخلص من آثار سنوات ظلم صدام التي لا زالت تلاحقه للآن .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
- مفلس من مفلسين !
- صدام الصغير شيوعيا !
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد


المزيد.....




- نتنياهو من البيت الأبيض: نعمل مع أمريكا على صفقة أخرى لإطلاق ...
- ترامب يجدد رغبته في السيطرة على قطاع غزة: لماذا تخلت إسرائيل ...
- ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي
- ترامب يطلق تصريحا -مدهشا- عن غزة أرض الممتلكات المهمة ومن سي ...
- -أردوغان صديقي وعليك التعقل-.. سجال بين نتنياهو وترامب بشأن ...
- الولايات المتحدة.. الاستئناف يسمح لوزارة ماسك بالوصول إلى ال ...
- وزير الدفاع السعودي ونظيره الأمريكي يبحثان تطورات الأوضاع ال ...
- الجيش الباكستاني: مقتل 9 مسلحين برصاص قوات الأمن في مداهمة ق ...
- إعلام: الولايات المتحدة ستقطع معظم المساعدات المتبقية لأفغان ...
- مشاهد من لقاء ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - حكومة عراقية !