أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فاطمة ناعوت - -شباب يفرح القلب-














المزيد.....

-شباب يفرح القلب-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 09:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لو أن حدثًا كهذا، حدث في دولةٍ أخرى، عربيةً كانت أم أجنبية، لشعرتُ بالحسد، لا بالغبطة وحدَها، وهي اللونُ الأكثرُ عُلوًّا وإيجابيةً من الحسد الرديء السلبيّ. أن تقومَ جماعةٌ من شبابٍ حديثي العمر بتدشين دارٍ من أجل الاحتفاء بالكِتاب. الكتابُ وحدَه لا شريكَ له. رفعوا شِعارًا يقول "نحن نحترمُ الكتابَ!" ثم ابتنوا لأنفسهم، ولنا، موقعًا به أرشيفٌ موسَّعٌ يضمُّ كافةَ الإصدارات المصرية، قديمِها وحديثِها، مع تبيانٍ لسنةِ الصدور وعددِ الطبعات ودُوْرِ النشر وأمكنة التوزيع وسعر الكتاب وصورة الغلاف، ثم بيانًا بأسماءِ المؤلفين، أحياءً وأمواتًا، وتغطيةً مصوّرة للفعاليات الثقافية من ندواتٍ ومهرجانات ثقافية وحفلات توقيع، ثم تنظيم مسابقاتٍ ثقافية جوائزُها درّةُ الفكر وتاجه: الكتاب. ثم الأجملُ، والأكثرُ إنسانيةً وحميمية، هو توفير إمكانية استعارة الكتب، الورقية، من الدار أو عبر القراء الذين لديهم فائضُ كتبٍ في مكتباتهم، ثم الاضطلاع بتوصيل الكتاب من فرد إلى فرد، مع التعهّد بإعادة الكتاب المُعار من المستعير إلى المُعير.
هم أربعةٌ من الشباب تتفاوت أعمارهم بين التاسعة عشرة والثمانية والعشرين، أدركوا بعمق، بدايةً، أنهم ينتسبون، بحكم الميلاد والمواطَنة، إلى بلد مثقفٍ (كان مثقفًا)، بلد مستنيرٍ ومُنير للبشرية، بلد ذي حضارةٍ موغلةٍ في العراقة وريادة العالم، بلدٍ مازالت حضارتُه القديمة عَصِيّةً مُلْغِزَةً للعالمِين من علماءَ وباحثين في شتى مجالاتِ العِلم والمعارف من طبٍّ وفَلكٍ وهندسةٍ وتشكيلٍ ونحتٍ وتلوينٍ وتدوين؛ بلد جميل اسمُه مصر. ثم اكتشفوا، تاليًا، أن ميلادَهم هذا، جاء في لحظة غير مثقفة، وفي عهدٍ، من أسفٍ، يتفنَّنُ في قتل تلك الحضارة وإخماد ذلك النور، وطمس وتسخيف وإزهاق تلك الإعجازية الحضارية المُلْغزة! شبابٌ سمعوا من أجدادهم وآبائهم وأمهاتهم أن الكتابَ كان رفيقَهم اليوميّ، حتى الأمس القريب، قبل أن تغزوا مصرَ ثقافةُ الاستهلاك السريع والانحطاط الفكريّ، مع عصر الانفتاح وعهد استيراد ثقافاتٍ، لا تشبهُنا، من بلاد النِّفط والصحراء.
أحزنهم سوءُ توقيتِ ميلادهم، لكنهم، أولاً، لم ينغمسوا، مثل الكثير من مُجايليهم، في المطروح السائد من فراغِ مقاهٍ، وخواءِ فضائياتٍ تافهة، وغثاءِ غرفِ دردشة على شبكة عنكبوتية، تحفلُ بالغَثِّ، كما تحفلُ بالعميق، فترفّعوا عن إسلامِ آذانَهم وعيونهم لما تطرحه لهم لحظتُهم من ركاكةٍ وبلادة، وثانيًا، لم يكتفوا بالحزن الذي دثَّرَنا نحن المثقفين- فانقسمنا ما بين باكٍ على ماضٍ مُشِعٍّ انتهى إلى حاضرٍ مُعتم، وفقط، وما بين مناوئ هذي العتمة بالكتابة والعراك والمُساجلة، مع نَيْل ما يستتبعُ ذلك من هجومٍ وسَبٍّ بل واعتقال واغتيال أحيانًا. بل هم، عِوَضًا عن ذلك، أخذوا خطوةً للأمام، وقدّموا، في هدوء وذكاء، حلاًّ عمليًّا قد يدفعُ العجلةَ المتهاويةَ خطوةً للأمام.
أحمد الساعاتي، محمد مجدي، مصطفى الحسيني، محمد مفيد، قرروا أن يهبوا جزءًا ليس يسيرًا من أوقاتهم وجهدهم وعقولهم، لكي يَفيدَ منها أقرانُهم الشبابُ، والكِبارُ على السواء. هاكم عنوان موقعهم http://www.daralkotob.net/، الذي أدعوا قراء "المصري اليوم" الواعين أن يدخلوه ويشدّوا على أيادي هؤلاء الأبناء. فقط قولوا لهم إنّا معكم، وسوف ندعمكم أدبيًّا وفكريًّا ومعنويًّا، لأننا، جميعًا، نحتاجُ مثل هذا المشروع النبيل. مِدُّوهم بالكتاب وبالمشورة وبالسَّند الماديّ والأدبيّ، ذاك أنهم كما وصفهم الكاتب الجميل "بهاء طاهر" "شباب يفرح القلب."



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بل قولوا إنّا شبابٌ صغار!
- إنهم يذبحون الأخضرَ
- مصرُ التي خاطرهم
- القططُ المذعورة
- لا تأتِ الآن، فلسْنا أهلاً لك!
- أيها الطائرُ الخفيف، سلامٌ عليك
- فريدة النقّاش، صباحُ الخير
- عزازيل ومرآة ميدوزا
- لشدّ ما نحتاجُ إليكَ أيها الشارح
- قال: لا طاغوتَ يعْدِلُ طاغوتَ الكُهّان
- وإننا لا نبيعُ للكفار!
- أبريلُ أقسى الشهور
- احذروا هذا الرمز!
- الكونُ يتآمرُ من أجل تحقيق أحلامِنا
- ما تشدي حِيلك يا بلد!
- من أين نأتي بسوزان، لكلِّ طه حسين؟
- طواويسُنا الجميلةُ
- أنا أقولُها علنًا!
- وأين صاحبي حسن؟
- حينما للظلام وَبَرٌ


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فاطمة ناعوت - -شباب يفرح القلب-